استشهاد عامل فلسطيني أثناء عبوره جدار الفصل العنصري

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

الضفة الغربية – «القدس العربي»: استُشهد عامل فلسطيني من مدينة نابلس أثناء مطاردة قوات الاحتلال له خلال محاولته العبور إلى داخل الخط الأخضر، فيما واصلت قوات الاحتلال عمليتها العسكرية في مدينة جنين حيث طردت عشرين عائلة من أحد الأحياء القريبة من مخيم جنين، بينما دمر مستوطنون مدرسة جنوب الخليل.
فقد تُوفي العامل الفلسطيني عرفات قادوس من قرية عراق بورين جنوب نابلس، بعد أن لاحقته قوات الاحتلال عند جدار الفصل والتوسع العنصري في بلدة الرام شمال القدس، أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948 للالتحاق بمكان عمله هناك.
وغالبًا ما يُضطر العمال من أجل عبور الخط الذي يفصل الضفة الغربية المحتلة عن أراضي 1948 إلى تسلق الجدار العازل، مما يدفع دوريات الجنود إلى مطاردتهم.
وسقط العامل قادوس عن الجدار الفاصل في بلدة الرام شمال القدس، ثم نُقل إلى المستشفى الاستشاري برام الله، وأُعلن عن وفاته متأثرًا بإصابته.
ويُشار إلى أن قوات الاحتلال تلاحق باستمرار العمال على امتداد الجدار الفاصل في قرى وبلدات الضفة الغربية، وتمنع الآلاف من الوصول للعمل في الداخل، ما يؤدي إلى إصابة أو استشهاد العشرات منهم، واعتقال المئات.
وقبل أسبوعين، اعتقلت قوات الاحتلال 60 عاملًا فلسطينيًا بالقرب من جدار الفصل العنصري في منطقة حاجز ترقوميا غربي محافظة الخليل أثناء محاولتهم العبور للعمل.
ويلجأ مئات العمال الفلسطينيين يوميًا إلى عبور الخط الأخضر في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفشي البطالة في الضفة الغربية.
وفقد حوالي 150 ألف عامل من الضفة الغربية أعمالهم داخل أراضي الـ48، بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة عليهم، منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، حسب تقرير للبنك الدولي.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إلى أن عدد شهداء لقمة العيش بلغ 55 شهيدًا وشهيدة خلال العام والنصف الماضية، بينهم ما لا يقل عن 10 شهداء استشهدوا قرب جدار الفصل العنصري، ليصبح العدد الإجمالي 58 شهيدا لقمة العيش.
وفي سياق مواز، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما في الضفة الغربية، وسط تصعيد عسكري متواصل لليوم الـ97 على التوالي في جنين، ولليوم الـ91 في طولكرم، تخللته اقتحامات عنيفة واعتقالات ميدانية وإخلاء قسري للفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية.
وفي جنين، أُجبرت 20 عائلة على مغادرة أحد أحياء المدينة القريب من منطقة المخيم.
وداهمت قوات الاحتلال منازل وبناية في حي الزهراء ومحيط المستشفى الحكومي بمدينة جنين، وأُجبرت عشرات الفلسطينيين على إخلاء منازلهم قسرًا. كما نصبت بوابات حديدية جديدة على مداخل المخيم، ودفعت تعزيزات عسكرية إضافية بهدف إحكام الحصار وعزل المخيم عن محيطه.
ورفعت قوات الاحتلال العلم الإسرائيلي صباح الأحد على عمارة عائلة نغنغية في المدخل الجنوبي لمخيم جنين، في مشهد استفزازي وسط استمرار التصعيد.
وفي المقابل، شهدت مدينة طولكرم ومخيميها تصعيدًا مماثلًا لليوم الـ91 على التوالي، حيث شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات فجر الأحد استهدفت ضاحية ذنابة شرق المدينة، وطوالت منازل أسرى محررين، وترافقت مع عمليات تفتيش وتخريب واستجواب وتهديد مباشر للسكان.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النيران بكثافة في محيط مخيم نور شمس، مع تحركات مكثفة لفرق مشاة وطيران استطلاع، ونشرت حواجز عسكرية وشرعت في تفتيش واسع للمنازل والمحال التجارية، تخللتها اعتقالات ميدانية.
ويفرض الاحتلال حصارًا خانقًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، عبر إغلاق المداخل بالسواتر الترابية وتحويل بعض المباني إلى ثكنات عسكرية، خصوصًا في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة.
وفي الخليل، دمر مستوطنون مدرسة زنوتا، إحدى مدارس الصمود والتحدي شرق الظاهرية جنوب الخليل، وسُرقت محتوياتها.
وقال رئيس مجلس قروي زنوتا فايز الطل إن عددًا من المستوطنين دمروا ما جرى ترميمه في مدرسة «زنوتا» بمشاركة المجلس القروي والأهالي، وتجهيزها لاستقبال الطلبة على مقاعدها.
وأوضح أن المستوطنين سرقوا أبوابًا حديدية للصفوف الدراسية، وألواح «البنليت»، وقواطع بين الصفوف الدراسية، قبل تدمير المدرسة.
ونوّه إلى أن المستوطنين اعتدوا على المدرسة ودمروا محتوياتها عدة مرات، وعملوا على تهجير سكان القرية قسرًا، بعد تدمير مساكنهم والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم.
وقد أُحرقت مدرسة زنوتا الأساسية المختلطة جنوب الخليل في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 على يد المستوطنين، بعد أن أجبروا أكثر من 250 مواطنًا على مغادرة القرية قسرًا في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وبعد أكثر من تسعة أشهر من الترحيل القسري، تمكن الأهالي في شهر آب/اغسطس عام 2024 من انتزاع أمر قضائي من محكمة الاحتلال بعودتهم إلى منازلهم.

عتداءات إسرائيلية بالجملة على البيئة في الضفة
رام الله- «القدس العربي»: أظهر تقرير رصدي صادر عن سلطة جودة البيئة الفلسطينية أن الربع الأول من العام 2025 يعد حافلًا بالاعتداءات الإسرائيلية بحق البيئة الفلسطينية.
ووثقت سلطة جودة البيئة سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة بحق البيئة الفلسطينية، شملت تدمير موارد المياه، وتخريب الأراضي الزراعية، وإتلاف الأشجار، وضخ المياه العادمة، والاعتداء على الثروة الحيوانية، وتهريب النفايات الصلبة والخطرة إلى داخل الأرض الفلسطينية.
ورُصد في التقرير الصادر عن سلطة جودة البيئة عشرات الاعتداءات في الإسرائيلية مختلف المحافظات الشمالية، حيث سُجل 15 اعتداء على آبار المياه شملت تدمير وردم آبار في جنين وطوباس والأغوار الشمالية والخليل وأريحا وقلقيلية ونابلس، بالإضافة إلى 4 اعتداءات استهدفت شبكات المياه في جنين ومخيمها وخلة الضبع في مسافر يطا ومنطقة فصايل شمال أريحا.
كما رُصدت 8 اعتداءات باستخدام المياه العادمة غير المعالجة، حيث عمدت المستوطنات الإسرائيلية إلى ضخ كميات كبيرة من المياه العادمة باتجاه الأراضي الزراعية الفلسطينية في قلقيلية وأريحا وبيت لحم والخليل، ما أدى إلى تلوث مساحات واسعة وإتلاف محاصيلها الزراعية.
وفي السياق ذاته، بلغ عدد الاعتداءات على الأراضي الزراعية أكثر من 45 حالة، تضمنت أعمال تجريف واقتلاعا للأشجار وتخريب حدائق ومشاتل، خصوصًا في محافظات قلقيلية ونابلس وبيت لحم والخليل وأريحا وجنين. وأشار التقرير إلى شروع قوات الاحتلال في بناء مستوطنة جديدة على أراضي قرية بتير في محافظة بيت لحم، أُطلق عليها اسم «ناحال حيلتس» في إطار توسع استعماري ممنهج.
وأشار التقرير إلى 11 اعتداء إسرائيليا استهدف الثروة الحيوانية في محافظات بيت لحم ونابلس وسلفيت والخليل وقلقيلية ورام الله والبيرة وأريحا، إضافة إلى توثيق 22 حالة اعتداء على الأشجار، جرى خلالها اقتلاع وتحطيم أكثر من 670 شجرة من أشجار الزيتون واللوزيات والحمضيات، بعضها تتجاوز أعمارها عشرات السنين.
كما سُجلت 11 حالة تهريب نفايات صلبة وخطرة من داخل أراضي الـ48 إلى الأرض الفلسطينية، لا سيما في قلقيلية ونابلس وسلفيت والخليل، مما يشكّل تهديدًا على الصحة العامة والبيئة ويمثل مخالفة صريحة لأحكام اتفاقية بازل بشأن التحكم بنقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود.
وأشار التقرير إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء كميات كبيرة من القنابل الصوتية وقنابل الغاز السامة خلال اقتحامات متكررة لعدة مناطق في المحافظات الشمالية، مما تسبب بتلوث الهواء وألحق أضرارًا بيئية غير قابلة للحصر الكامل.
وحذّر التقرير من أن استمرار هذه الانتهاكات، في ظل تجريف البنية التحتية في طولكرم وجنين ومخيماتها، سيفاقم التدهور البيئي ويمثل تهديدًا للنظم البيئية المحلية، ويؤثر سلبًا على الأمن الغذائي الفلسطيني، مشددًا على أن «هذه الاعتداءات تأتي في إطار محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة على الأرض ومصادرة الأراضي لصالح التوسع الاستعماري».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية