استقالة رئيس القسم العربي من الدويتشه فيله وفصل موظفين لتضامنهم مع فلسطين

حجم الخط
9

لندن ـ”القدس العربي”: ما زالت تداعيات فصل 5 صحافيين عرب وفلسطينيين وإحالة 8 آخرين للتحقيق تتفاعل في ألمانيا، حيث نشرت القناة الألمانية نتائج تحقيق لـ 5 موظفين عرب، اتهمهم بالعداء للسامية، وانتهى التحقيق بفصلهم. فيما قدم مدير القسم العربي ناصر شروف استقالته من منصبه. 

وقالت القناة الألمانية في بيان: في جلسة استثنائية عقدت الاثنين (07 شباط/ فبراير 2022) ضمت المجالس المشرفة في DW، وفي مؤتمر صحافي افتراضي لاحقا، قدمت لجنة الخبراء المستقلة نتائج تحقيقها بشأن الاتهامات بمعاداة السامية، التي وجهت لعدد من العاملين في مؤسسة دويتشه فيله (DW) وشركاء للمؤسسة.

مفوضة ولاية شمال الراين ويستفاليا لشؤون معاداة السامية ووزيرة العدل الاتحادية السابقة زابينه لويتهويزر – شنارينبيرغر، والمتخصص بعلم النفس أحمد منصور أعلنا عن “عدم وجود ممنهج لمعاداة السامية في القسم العربي”، حيث عمل 5 أفراد اتهموا بمعاداة السامية، “كما لا يوجد في الأساس اتجاه عام لمعاداة السامية فيما يتعلق بالتقارير الصحافية في القسم. لكن مع ذلك كانت هناك أخطاء محدودة وتقصير في عملية توظيف الصحافيين، وفي البحث الصحافي واختيار ضيوف البرامج”.

وبناء على ذلك، عرض رئيس القسم العربي بالمؤسسة تقديم استقالته، وهو ما وافقت عليه إدارة DW.

وخلال الجلسة المشتركة يوم الاثنين (السابع من شباط/ فبراير 2022) بين مجلس الإشراف على المحتوى الصحافي ومجلس إدارة مؤسسة DW أكد ممثل المجلس أن التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة والخطوات التي اتخذتها إدارة المؤسسة تشكل أساسا لمزيد من النقاش حول هذا الموضوع داخل اللجان.

رئيس مجلس الإشراف على المحتوى الصحافي كارل يوستن قال: “شكرنا موجه إلى السيدة زابينه لويتهويزر – شنارينبيرغر والسيد أحمد منصور على مساعدتهما دويتشه فيله في ظرف صعب. ومن خلال التحقيق الذي أجرياه ساعدا على إطلاق تحسينات بعينها. لقد تم إبلاغ أعضاء اللجنتين بشكل شامل حول نتائج التحقيق بشأن الاتهامات المتعلقة بمعاداة السامية وكذلك الخطوات القادمة التي تخطط لها دويتشه فيله. وتشعر اللجان بالارتياح لعدم وجود أي معاداة منهجية للسامية في دويتشه فيله. ويتعلق الأمر بحالات فردية مؤسفة. أتكلم باسم اللجنتين حين أؤكد مرة أخرى، ألّا مكان لمعاداة السامية داخل دويتشه فيله”.

التضامن مع الشيخ جراح 

وبالنظر للتقرير الألماني المفصل اعتبرت اللجنة أن نشر مواد تضامنية مع فلسطين مثل غزة أو قضية الشيخ جراح أو استعمال هاشتاغ #أنقذوا الشيخ جراح خطأ كبير، يستوجب بالربط مع أمور أخرى الفصل من المؤسسة. وأكد بيان إدارة الدويتشه فيله التزامها بتوثيق العلاقات مع إسرائيل وزيادة عدد موظفي مكتب القناة الألمانية العامل في إسرائيل من أجل تقوية نقل الأحداث والصورة الإسرائيلية بالإضافة إلى تجنب اختيار ضيوف ينتقدون إسرائيل. 

وتسود حالة من القلق لدى 8 موظفين عرب وفلسطينيين بعد إحالتهم إلى التحقيق، وذلك بعد الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وأخذ صور “سكرين شوت” دون إذنهم وذلك لإدانتهم وتجريمهم لأمور نشروها أو كتبوها تخص التضامن مع فلسطين أو انتقاد الاحتلال وإسرائيل. وطالب أحد الموظفين الإعلام العربي بتبني قضيتهم وعدم تركهم لوحدهم فريسة التغول الصهيوني الرافض لوجود إعلامي عربي مستقل مدافع عن القضية الفلسطينية. 

وفيما يتعلق باختيار شركاء ترويج المحتوى الصحافي لـ DW في منطقة الشرق الأوسط فقد توصلت اللجنة إلى أن عدد الحالات التي ترقى للانتقاد قليلة، مؤكدة على ضرورة إيجاد معايير لاختيار الشركاء، واعتبرت أن المؤسسة لم تتمكن من توصيل معاييرها وقيمها بالشكل الكافي في عملية اختيار الشراكات.

فض شراكات مع  مؤسسات عربية 

المدير العام بيتر ليمبورغ قال “يؤسف الإدارة ويؤسفني شخصيا، أن توجه اتهامات بمعاداة السامية إلى مؤسسة ألمانية تمول من أموال دافعي الضرائب. أمر لا يمكن أن يطاق بالنسبة لليهود في ألمانيا وحول العالم”. وأضاف ليمبورغ: “يجب علينا في المستقبل توضيح موقفنا بشكل أفضل. فحرية التعبير لن تكون أبدا تبريرا لمعاداة السامية أو لكراهية إسرائيل أو لإنكار الهولوكوست”. وقال ليمبورغ: “نعترف اليوم بأخطاء وغفلات، سنقوم بمعالجتها على الفور بشكل كامل وبعواقب واضحة. سنعمل على اتخاذ إجراءات واضحة أيضا تجاه الموظفين”.

يشار إلى أنه تم تعيين أحد الإسرائيليين ضمن اللجنة للتحقيق مع الموظفين العرب والفلسطينيين، وهو ما اعتبره البعض الضرب بعرض الحائط بكل قواعد المهنية والحياد، خاصة أن ألمانيا تؤكد في سياستها الخارجية على مبدأ حل الدولتين، ولا تعترف بالمستوطنات غير الشرعية.

نقابة محرري الصحافة اللبنانية تستنكر فصل العريضي وإبراهيم من “دويتشيه فيله”

من جهتها أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانا استنكرت فيه “القرار التعسفي الجائر وفصل الصحافيين من العمل بذريعة واهية ومشبوهة، تدل على ارتهان هذه المؤسسة المطلق للوبي الصهيوني وانصياعها الأعمى له وأن  الادعاء بأنهم معادون للسامية وأن أفكارهم تصب في هذا الاتجاه، هو ادعاء باطل”.

ولفتت نقابة المحررين إلى “أن الزميلين العريضي وإبراهيم لم يقدما منذ بدء عملهما مع مؤسسة “دويتشه فيله” على أي تصرف قولاً وكتابة يخالف أنظمة المؤسسة وقواعد سلوكهما، وكانا في قمة التزامهما المهني وعرفا بالدقة والأمانة. كما أنهما لم يحيدا يوماً عن القوانين اللبنانية المرعية التي تعتبر إسرائيل عدواً وتحظّر التعامل معها”.

وأكدت النقابة “أن قرار المؤسسة الألمانية غير عادل، وهو قد صدر تحت وطأة الضغط الاسرائيلي، وليس فيه ذرة من الديمقراطية والشفافية والإنصاف”، معلنة أنها “قررت مواكبة هذا الموضوع قانونياً إذا ارتأى الزميلان العريضي وإبراهيم مقاضاة “دويتشه فيلليه” والكتابة إلى كل من الاتحاد العام للصحافيين العرب، والاتحاد الدولي للصحافيين في هذا الشأن للقيام بعمل مشترك للتصدي لهذا التصرف اللا إنساني واللا أخلاقي من قبل مؤسسة إعلامية لا تحمل من الديمقراطية إلا الاسم”. 

وختمت “إن نقابة المحررين التي تابعت قضية الزميلين العريضي وإبراهيم منذ تعليق عملهما إلى اليوم تعلن تضامنهما معهما ودعمهما في مواجهة هذا الظلم الموصوف حتى إحقاق الحق”.

وكان العريضي وإبراهيم جُمّد عملهما منذ كانون الاول/ديسمبر الفائت، الاول بسبب تغريدة قديمة يردّ فيها على أحد التعليقات حيث قال “كل من يتعامل مع الإسرائيليين خائن ويجب إعدامه”، إضافة إلى الهاشتاغ التضامني معه عندما أصيب مع زملائه في قناة “الجديد” لدى تغطية حرب تموز عام 2006، أما الثاني فبسبب إدلائه برأيه حول “المحرقة اليهودية”.

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    عنصرية ألمانية حاقدة بغيظة جدا جدا جدا طبعا هذا يحدث بعد الحكومة الألمانية العنصرية الجديدة فلو كانت ميركل ما سمحت بهذه السخافات

    1. يقول سلام عادل(المانيا):

      ميركل ليسن الرئيس التونسي ولا المصري ولا احد من امراء الخليج لكي تتدخل في عمل مؤسسة اعلامية

    2. يقول مجنون:

      لماذا هل في أي دولة عربية بوجود صحف اجنبية يمولها الدولة ……

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    المحاكم الألمانية والأوروبية!
    يجب أن يتم دعمهم ماديا!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول اثير الشيخلي - العراق:

    احد يقول لألمانيا و لدويتشه فيلا ،أن المفصولين و من اوقفوا عن العمل و من قدم استقالته هم كلهم ساميون و من أصول سامية !
    فهل يمكن لأحد أن يعادي نفسه و أصله يا …..فاهمين ؟!
    انه التاريخ….يا أغبياء!

  4. يقول امحمد الأول:

    تعبير الصحافيين العرب عن أحاسيسهم وتعلقهم بالقضية الفلسطينية يعتبر جريمة لمعاداة السامية لدى قناة “دويتشه فيله”التي فتحت دون خجل ذراعيها لاحتضان إدعاءات الصهاينة

  5. يقول البشاري محمد:

    وقف متابعه القناه وعدم التفاعل معها من قبل المشاهدين العرب هو مايجعلها قناه عديمه الفائده

  6. يقول محمد:

    معاداة السامية في ميزان وإبادة الفلسطينيين في ميزان…إنها عدالة بمكيالين عدالة عمياء حقا.

  7. يقول سلام السبيل:

    نتمنى من القدس العربي اعداد تقرير حول (احمد منصور) الذي ورد اسمه في المادة.
    احمد منصور العارف بالله والاسلام، خبير الاندماج، باحث متخصص في معاداة السامية، عالم نفس، خبير هجرة ولجوء……….الخ.
    والجالية العربية في المانيا هيهات لمن تنادي

اشترك في قائمتنا البريدية