صنعاء – «القدس العربي» : أكدت أنباء نصب بطاريات صاروخية لقوات أمريكية في جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة عند التقاء بحر العرب بالمحيط الهندي، في سياق ما اعتبره مسؤولون دفاع أمريكيون، الأربعاء، تعزيزًا لإجراءاتهم الدفاعية لخطوط الملاحة الدولية.
وتشير كلمة “تعزيز” في التصريح الأمريكي إلى أن قواتهم موجودة مسبقًا في الجزيرة التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) المدعوم من الامارات، وأن التصرف الأخير جاء بمثابة تعزيز للحضور العسكري الأمريكي في الجزيرة، التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 2008 ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي.
جماعة” أنصار الله” (الحوثيون) أدانت ما اعتبرته التواجد غير الشرعي للقوات الامريكية في جزيرة يمنية، كما اعتبرت ذلك تأكيدًا على فاعلية هجماتهم باتجاه المحيط الهندي.
وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع في حكومة الجماعة، عبدالله بن عامر، في تدوينة على منصة أكس: “حديث الامريكي عن تعزيز دفاعاته في جزيرة سقطرى تأكيد على فاعلية الهجمات اليمنية باتجاه المحيط الهندي، لأنه لو لم تكن هناك عمليات ناجحة باتجاه المحيط الهندي لما احتاج الامريكي إلى تعزيز دفاعاته هذا أولاً، أما ثانياً فالتصريح اعتراف وإقرار بالتواجد غير الشرعي لقواته في سقطرى اليمنية”.
وأثارت أنباء تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في جزيرة سقطرى ردود فعل يمنية غاضبة. واعتبرت لجنة اعتصام المهرة السلمي (شرق اليمن)، ما يحصل احتلال أجنبي للجزيرة ترفضه كل القوانين الدولية.
وقالت إن “ما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية من تعزيز منظومة صاروخية في أرخبيل سقطرى يؤكد الأهداف الخبيثة، والتي حذرنا منها خلال السنوات الماضية بسبب شرعنة المجلس الرئاسي وحكومة المنافي” حد تعبير البيان.
وقال الناطق باسم اللجنة، علي مبارك محامد، في بيان على منصة إكس: “لقد حذرت لجنة الاعتصام من خطورة المخططات الإماراتية التي تستهدف اليمن، وبالأخص المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الموالية لها وبدعم أمريكي وبريطاني، وتكشفت للجميع ذروة ذلك المخطط في فصل أرخبيل سقطرى عن اليمن، والذي بدأ مبكراً، وتم بمشاركة وتواطؤ القوات السعودية، ونفذته المليشيات الموالية للإمارات وبعض الشخصيات التي تبحث عن مصالحها الشخصية على أرخبيل سقطرى في 2019 بعد اسقاط مدينة عدن”.
وأضاف: “أن نشر قوة صاروخية في أرخبيل سقطرى وتحويلها إلى قاعدة عسكرية نعتبره نحن في لجنة الاعتصام السلمي احتلال أجنبي ترفضه كل القوانين الدولية والاممية ونرفضه بشكل قاطع ونعتبره انتهاك للسيادة الوطنية”.
وقال: “كما نؤكد أن مقاومة الاحتلال حق مكفول لكل الشعوب بحسب كل القوانين، وأن المحتل وعملائه وأعوانه من خونة الوطن لن يهنئوا بتواجدهم، وسوف يرحلون من أرض سقطرى وكل أرض اليمن، ولن يسمح أبناء الشعب اليمني من بقاء المحتل على كل أراضيه”.
فيما قال الرئيس المؤسس لمؤسسة حلم أخصر، محمد الحكيمي: “ظلت جزيرة سقطرى النادرة، بمنأى عن الحرب التي تشهدها اليمن، برغم احتلالها والعبث بها من قبل دولة الإمارات. واليوم تسعى الولايات المتحدة الأمريكية بمنظومتها الصاروخية تدمير آخر مستودع طبيعي للتنوع الحيوي في العالم. سقطرى في خطر!”.
ونقلت قناة سكاي نيوز عربية الاماراتية عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله إنهم عززوا دفاعاتهم الصاروخية في جزيرة سقطرى اليمنية.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صور لبطاريات منصات صواريخ دفاع جوي في مناطق قالوا إنها في جزيرة سقطرى اليمنية، مدينين ذلك التصرف، متسائلين أين الحكومة اليمنية المعترف بها مما يحدث.
وقال الصحافي توفيق أحمد في تدوينة على منصة إكس: “ما حدث في سقطرى خير دليل على أن “الانتقالي” مشروع صهيوني أنشأته الإمارات لخدمة إسرائيل. قاموا بالسيطرة على جزيرة سقطرى تحت اسم التحرير واستعادة الدولة، ومن ثم قاموا بتسليمها للإمارات وإسرائيل. اليوم تحولت سقطرى إلى قاعدة عسكرية إماراتية امريكية إسرائيلية”.
تبادل إطلاق نار
إلى ذلك، تبادلت سفينة تجارية إطلاق النار من زورق صغير مسلح على بعد 102 ميل بحري من ميناء نشطون محافظة المهرة في اليمن، وفق البحرية البريطانية.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي يو) إنها تلقت تقريرًا عن حادث على بعد 102 ميل بحري جنوب شرق نشطون في اليمن من قبل سفينة تبادلت إطلاق النار مع زورق صغير بالأسلحة الخفيفة ثم غادر الزورق المنطقة واتجهت السفينة لمحطتها التالية.
فيما أعلن الجيش الأمريكي عن اشتباك مع طائرة بدون طيارة وتدميرها.
وقالت القيادة المركزية (سنتكوم) أن طائرة تابعة للتحالف نجحت في الاشتباك مع مركبة جوية بدون طيار وتدميرها.
وأضاف البيان أن قوات “سنتكون” نجحت في الاشتباك مع زورق مسير وتدميره أطلقه الحوثيون من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن.
وأشار إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار للسفن الأمريكية أو قوات التحالف.
في السياق، تواترت أنباء لم يؤكدها الحوثيون أو الروس أو الصينيون عن توصل الصين وروسيا إلى تفاهم بعد محادثات مع جماعة الحوثيين في مسقط يتم موجبه حماية سفن البلدين خلال إبحارهما عبر البحر الأحمر وخليج عدن دون أن تتعرض لهجوم.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة قولها إن الاتفاق جاء بعد محادثات بين دبلوماسيين من روسيا والصين في مسقط والمتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لـ “بلومبيرغ”، كون المناقشات لا تزال في دوائر خاصة.
جهود السلام
وفي السياق، شهدت جدة مباحثات يمنية سعودية ثنائية تناولت قضايا التعاون وآخر المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية والإقليمية والدولية.
وناقش رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أحمد عوض بن مبارك، أمس الخميس، مع وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، مختلف المستجدات والتطورات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت وكالة الانباء الحكومية أنه “تم تناول جهود السلام في اليمن، وآفاق الخل السياسي، في ظل التصعيد العسكري الحوثي في البحر الأحمر”.
فيما أشاد رئيس الوزراء اليمني بالدعم السعودي لبلاده؛ جدد وزير الدفاع السعودي دعم بلاده لأمن واستقرار اليمن ووقوفها الى جانب الشعب.
في سياق متصل، أعلنت جماعة “أنصار الله”(الحوثيون) أن عدد السفن التي أبحرت عبر البحرين الأحمر والعربي بشكل آمن خلال الفترة 11 يناير/ كانون الثاني حتى 19 مارس/ آذار الجاري بلغ أربعة آلاف و591 سفينة تجارية عبر شركات خطوط ملاحية عالمية، باستثناء السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، بحسب إحصائية المركز البحري الإقليمي في وزارة النقل بصنعاء.
ووفق وكالة سبأ، التي يديرها الحوثيون، فقد جدد مصدر بوزارة النقل، الحرص على “سلامة وأمن الملاحة في البحرين العربي والأحمر ومضيق باب المندب والمحيط الهندي، بما في ذلك السفن التي تمر عبر الرجاء الصالح باستثناء السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية”.