رام الله – «القدس العربي»: نظمت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رام اللهأمس الأحد، اعتصاما أمام مقر الجمعية، احتجاجا على استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المسعفين في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات.
وحسب المعلومات التي وفرها الهلال الأحمر، فقد استشهد منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 14 من طواقم الإسعاف، وهم على رأس عملهم، آخرهم المسعفان يوسف الزينو وأحمد المدهون، فيما أصيب ثلاثون آخرون بجروح، وجرى استهداف 35 سيارة إسعاف ما أدى لخروج 15 منها من الخدمة، و30 مقرا ومركزا تابعا لجمعية الهلال الأحمر من قبل قوات الاحتلال ولحقت بها إثر ذلك أضرار مختلفة.
وطالب المعتصمون بضمان حماية العاملين في المجال الصحي والإنساني بموجب القانون الدولي الإنساني، وبمحاسبة مرتكبي الجرائم التي تطاول طواقم الإسعاف.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية التي رفعت فيها يافطات تندد باستهداف القطاع الصحي في غزة وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، والمدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حسام الشرقاوي، وطواقم من المؤسستين.
وقالت الكيلة إن الواقع الصحي والإنساني والفظائع التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يفوق أي تصور إنساني وهي أصعب من أي وصف، ويفوق معنى الجريمة والإبادة.
وأضافت أن الوضع على كافة الصعد في قطاع غزة لم يشهد له العالم مثيلا، حيث سجلت كوارث صحية وبيئية، ومجاعة محققة، ومشردون تحت المطر يواجهون البرد القارس دون أدنى مقومات الحياة، فيما العديد من المستشفيات مدمرة ومعطلة نتيجة قصف الاحتلال، والنقص الحاد في كافة مقومات عمل مراكز العلاج، وفي كثير من المناطق ينعدم العلاج والدواء والماء والغذاء.
وشددت على أن دولة الاحتلال تمعن في ارتكاب الجرائم في كل لحظة، وأن الجريمة النكراء مؤخرا بحق طاقم الهلال الأحمر الذي توجه لإنقاذ عائلة رجب التي كانت تستغيث داخل مركبة مدنية من قصف واستهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي، لم تكن الجريمة الوحيدة، ولكنها شاهد من الشواهد الكثيرة على الجريمة الكاملة الموثقة.
وتابعت: «12 يوما ومصير المسعفين والعائلة والطفلة هند كان مجهولا، وقد عملنا طوال هذه الفترة مع زملائنا في الهلال الأحمر بكل ما نستطيع للبحث عنهم بعد أن اختفت آثارهم، ولقد تواصلنا مع الصليب الأحمر واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية برسائل عاجلة ومناشدات للتدخل من أجل الوصول إلى أي معلومة عنهم، لتَتَكشف أركان الجريمة البشعة والتي نفذها جيش الاحتلال، حيث قصفت مركبة الإسعاف بشكل وحشي واستشهد المسعفان يوسف زينو وأحمد المدهون، وكذلك مركبة عائلة رجب واستشهدت هند بعد أيام من استشهاد كل من كان في السيارة، وهذه وصمة عار على جبين كل من يتشدق بالإنسانية».
وجددت الوزيرة التأكيد أن اعتقال العاملين في القطاع الصحي والتنكيل بهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وتكسير العظام والأطراف، يُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال، لافتة إلى أن ما حدث مع مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية مثال وشاهد من شواهد الجرائم الوحشية. وتحدث رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب، الذي قال إن الجمعية تفكر بإعلان خطوة التوقف عن استقبال التعازي من المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي بشقيه السياسي والإنساني، بضحايا وشهداء الجمعية والقطاع الطبي، مطالبا بفعل حقيقي من المجتمع الدولي لضمان احترام القانون الدولي في التعامل مع الطواقم الطبية وطواقم الإسعاف، إثر ما تتعرض له تلك الطواقم من استهداف إسرائيلي متواصل أدى إلى استشهاد أكثر من 300، بينهم 14 شهيدا من طواقم الهلال الأحمر.
وتحدث عن تقارير لدى الجمعية حول تعرض طواقم الهلال الأحمر الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال أول أمس من داخل مستشفى الأمل للتعذيب، حيث تم اعتقال 19 فردا من داخل المستشفى بعد اقتحامه وتدمير أجهزة طبية داخله، بينهم 9 من طواقم الجمعية، ومنهم 4 أطباء من تخصصات مختلفة.
وأكد أن الاحتلال جدد أمس قصف بوابة مستشفى الأمل، وأخرج إحدى مركبات الجمعية عن الخدمة، مشيرا إلى أنه المستشفى الوحيد من نوعه في غزة المخصص للتأهيل الطبي والتعامل مع الإصابات الناتجة عن الحوادث أو الحروب.
وحول زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة برفقة رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال الخطيب إن اللحظات الأولى للزيارة كشفت عن حجم الكارثة الإنسانية بدءا برفح ومخيمات الإيواء فيها، مشيرا إلى أن الجمعية أقامت 12 مخيم إيواء وإغاثة في قطاع غزة، لكنها غير كافية.
وحول الأوضاع الصحية وبشكل خاص للأطفال، شدد الخطيب على أن مجرد النظر في وجوه وعيون الأطفال ينبئ بإصابتهم بسوء تغذية وأمراض معدية جلدية ومعوية، دون الحاجة لكشف طبيب متخصص، مشيرا إلى أن ذلك لا يقتصر على الأطفال.
من جانبه، قال المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للهلال الأحمر والصليب الأحمر حسام الشرقاوي، إن المشاهد التي تم رصدها في قطاع غزة خلال زيارة نظمها الاتحاد الأسبوع الماضي، تبكي الحجر والبشر، الوضع مؤلم لغاية لا يمكن تصورها. وأضاف: «أعمل منذ 35 عاما في العمل الإنساني في كل أنحاء العالم، لم أر المعاناة التي رأيتها في غزة».
صحيح جدا جدا لا حياة لمن تنادي يا غزة العزة و الصمود والبطولة والشهادة 😒☝️