غزة – القدس – “القدس العربي”:
استمرت سلطات الاحتلال في نهب المزيد من أراضي القدس المحتلة، وضيقت كثيرا الخناق على باقي المناطق الفلسطينية، وسط تخوفات فلسطينية من المصادقة على مشاريع خطيرة خلال الأسابيع القادمة، التي تسبق إجراء انتخابات “الكنيست”، بهدف كسب ود المستوطنين، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لوزير الجيش بيني غانتس، وذلك ضمن مساعي الاحتلال الرامية لتكريس سياسة الاستيطان.
مشاريع استيطانية ووعود خطيرة
ومن أجل تكريس واقع استيطاني جديد، شهدت أيام الأسبوع المنصرم، اعتداءات استيطانية جديدة، تمثلت بنصب مستوطن، بيتا متنقلا وعددا من الخيم، في قرية الرشايدة، شرق بيت لحم، بعد ان كان قد شق طريقا إلى تلك المنطقة، وقام بتسوية الأرض في وقت سابق، وذلك بالتزامن مع قيام قوات الاحتلال بمنع رعاة الأغنام من الوصول الى المراعي في تلك المنطقة.
كذلك نصب مستوطنون خياما، في قرية كيسان شرق بيت لحم، وتحديدا في خلة الحمرا في منطقة “واد عبيان” شرق القرية، بمحاذاة مستوطنة “معالي عاموس”، المقامة على أراضي المواطنين، كذلك قام مستوطنون بتسييج أرض وزراعتها بأشتال مختلفة في المنطقة القريبة من واد جحار غرب قرية كيسان التابعة لبيت لحم، تمهيدا للاستيلاء عليها.
ولم تنج منطقة الأغوار الفلسطينية، التي أصبحت أعين التهويد موجهة إليها من تلك الهجمات، حيث قامت سلطات الاحتلال بتسييج مساحات من أراضي “خربة إحميّر” التابعة لخربة “الفارسية” في الأغوار الشمالية، التي يجري تجريفها منذ أشهر لإقامة مشاريع بنية تحتية للمستوطنين فوقها بهدف الاستيلاء عليها لصالح المشاريع الاستيطانية، وضمن خطط الاستيطان هناك، ينفذ ما يسمى “مجلس المستوطنات” أعمال تجريف في الخربة طالت 30 دونما على مقربة من خيام المواطنين، بهدف إقامة مشاريع استيطانية، وقد ترافق هذا الأمر مع تضييقات على المواطنين ومصادر مصدر رزقهم، ضمن مساعي الاحتلال لتهجيرهم قسريا.
وكان أخطر ما كشف عنه بشأن المشاريع الاستيطانية، هو استخدام وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، هذا الملف لخدمة حملته الانتخابية، من خلال تعهده لقادة المستوطنين، عن عزمه المصادقة على مخططات بناء في المستوطنات في الفترة القريبة، وقبل انتخابات “الكنيست”، المقررة في مطلع شهر نوفمبر.
استيطان في القدس
وفي هذا السياق كشفت وزارة شؤون القدس الاسرائيلية، عن مجموعة مشاريع استيطانية تهويدية للبلدة القديمة، تشمل مشروع ترميم مصعد عند حائط البراق، وترميم كنيس (مجد إسرائيل)، وهما مشروعان مهمان صادق عليهما الوزير رئيف الكين، حيث ستبدأ أعمال الترميم في الأسابيع المقبلة من قبل أحد الشركات الإسرائيلية، وقد أشار الوزير الإسرائيلي إلى أهمية المشروع التاريخية، الهادف إلى زيادة عدد اليهود والسياح الاجانب كل عام للمنطقة.
وقد ترافق هذا المخطط، مع الكشف عن مجموعة مشاريع استيطانية تهويدية للبلدة القديمة، حيث أوصت بلدية الاحتلال اللجنة اللوائية الإسرائيلية بإيداع 3 مخططات لبناء 706 وحدات على أنقاض مباني في حي الطالبية ضمن ما تسمى الآن ”تلبيوت”.
فلسطين ترفض الاستسلام
ورفضا لهذه المخططات الاحتلالية، أكد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، أن الشعب الفلسطيني “لن يكون مستسلما للواقع الذي يبنيه الاحتلال بالقتل والسلب وممارسة إرهاب الدولة”.
وقد استعرض العالول الواقع المرير للفلسطينيين، خلال لقائه بممثل الاتحاد الأوروبي لدى دولة فلسطين سفن كون فون بورغسدورف، واعتبر أن هذا “تعبير عن توجه دولة الاحتلال لتصعيد وتيرة التوتر”، وقال العالول معقبا على أفعال الاحتلال “هذه الممارسة لن تجعل الشعب الفلسطيني مستسلما للواقع الذي يبنيه الاحتلال بالقتل والسلب وممارسة إرهاب الدولة”.
من جانبه، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي عن الموقف الأوروبي الثابت برفض العنف والاستيطان.
وكان تور وينسلاند الممثل الأممي في الأراضي الفلسطينية، قال إن المستوطنات لا تحظى بالشرعية وتشكل انتهاكا للقانون الدولي ودعا حكومة إسرائيل إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية على الفور.