الأردن ومصر في سلام اللامفر.. وإسرائيل: الكلاب تنبح و”قافلة الأمن” تسير!

حجم الخط
0

بقلمأيال زيسر

منذ 7 أكتوبر لم يسمع من الأردن أي شجب للمذبحة أو للعدوان المتواصل من حماس وحزب الله ضد إسرائيل. وعلى أي حال، لم نحظ بأي مظهر من التضامن والتعاطف مع المخطوفين ومع عائلات الضحايا. وبدلاً من هذا، نتعرض يومياً لنقد خاص بل ولاذع وتشهيرات من جانب ناطقين أردنيين رسميين، بلغت الذروة في مقابلة هاذية مع الملكة الأردنية رانيا بعد وقت قصير من نشوب الحرب، ادعت فيها بأنه لا دليل على فظائع حماس.

في الأسبوع الماضي، ترجمت الأقوال إلى أفعال، عندما قتل مواطن أردني ثلاثة إسرائيليين في اللنبي. هذه المرة أيضاً لم يسمع أي شجب لعملية القتل من جانب النظام الأردني، بل إن شوارع العاصمة عمان احتفلت بقتل الإسرائيليين بتوزيع الحلويات وإطلاق الألعاب النارية.

مصر هي الأخرى لا توفر عناء الانتقادات والتنديدات، وإطلاق التهديدات عن نية إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا لمنع تهريب وسائل القتال إلى أيدي حماس في القطاع. وفيها أيضاً من يترجم الأقوال إلى أفعال. ففي 8 أكتوبر، بعد يوم من هجوم حماس الإرهابي، فتح شرطي مصري النار نحو مجموعة سياح إسرائيليين زاروا الإسكندرية وقتل اثنين منهم.

ولكن بعد كل هذا، فإن الأردن ومصر ليستا دولتين معاديتين، ورغم اللغة الخطابية الشديدة في الإعلام ولدى الناطقين الرسميين في القاهرة وعمان، تواصل هاتان الدولتان معنا شبكة علاقات وثيقة في مجالات الاقتصاد وأساساً في مجالات الأمن.

للحقيقة، ليس المفاجئ وجود شرطي مصري أو سائق أردني نفذ جرائم قتل نكراء، بل وجود الهدوء على حدودنا مع مصر ومع الأردن التي هي الأطول رغم اشتعال النار في غزة وفي حدود الشمال على مدى السنة الأخيرة.

من المهم أن نتذكر أيضاً بأنه رغم العداء الذي يبديه الرأي العام في هاتين الدولتين تجاه إسرائيل، فالحديث لا يدور عن حالة غليان، والأمر يشكل مؤشراً واضحاً على أن غزة ليست على رأس سلم أولويات الشارع، لا في مصر ولا حتى في الأردن. هذا الأمر يبعث عن إحباط شديد لدى قيادة حماس التي أملت في أن تؤدي هجمة الإرهاب من المنظمة إلى ثورة شعبية تضم هاتين الدولتين إلى دائرة العداء مع إسرائيل.

يشكل الأردن دولة فصل بيننا وبين إيران ووكلائها. ومن لا يريد وجود رجال الحرس الثوري ونشطاء حزب الله على ضفاف نهر الأردن، ينبغي له أن يحافظ ويعزز تعاوننا الأمني معه، الذي يركز على هذا التهديد. إلى جانب تنديد تلك التصريحات التي تنطلق من الأردن، علينا أن نهدئ الأردنيين بأن أحداً في إسرائيل لا يروج لتحويل الضفة إلى غزة، وفرار عرب الضفة إلى المملكة الأردنية، ما يؤدي إلى انهيارها.

في كل ما يقال عن مصر، لكنها ترى في حماس تهديداً؛ كونها حركة شقيقة للإخوان المسلمين. وفضلاً عن ذلك، فمع أن المصريين أبدوا عجزاً بل وانعدام وسيلة في ضوء تهريب وسائل القتال إلى القطاع، لكن كما قال الحاخام الحنان دنينو والد اوري دنينو الراحل، فإن إسرائيل وليس مصر، هي التي نقلت حقائب الدولارات إلى حماس من قطر، واستخدمتها المنظمة لبناء قوتها العسكرية.

يتبين من كل هذا أن إسرائيل ومصر والأردن لا طريق آخر لها غير طريق السلام، و”في الترجمة إلى العربية” – طريق استمرار التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن. يدور الحديث عن مصلحة مشتركة نخرج منها مأجورين، لكن مصر أيضاً وبخاصة الأردن، بحاجة لتوريد الماء والغاز من إسرائيل مثلما بحاجة أيضاً لإسناد أمام التهديدات التي تقف أمامها. لا بديل عن هذا الطريق لا في أنقرة ولا طهران، اللتين ينظر إليهما العالم العربي كخصمين بل وعدوين.

لأسفنا، سنواصل سماع الشتائم والتنديدات من عمان والقاهرة، لكن الكلاب ستبقى تنبح فيما تواصل عربة التعاون الأمني الحيوي جداً لإسرائيل طريقها.

 إسرائيل اليوم 15/9/2024

   *   *

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية