الأسد: دليل الرؤساء للفرار بأموال البلاد!

حجم الخط
8

في تحقيق استقصائي اعتمد على 14 مصدرا سوريا مطلعا وشارك فيه أربعة صحافيين، قدّمت وكالة رويترز للأنباء تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت فرار رئيس سوريا المخلوع بشار الأسد، وخصوصا ما تعلّق منها بتهريب الأصول والوثائق السرية التي تخص امبراطورية الأعمال التي يديرها أعوانه في سوريا والعالم.
في الوقت الذي كانت فيه قيادة «الجيش العربي السوري»، وكذلك «ميليشيات الدفاع الوطني» والتنظيمات الأجنبية العديدة، ما تزال منهمكة في إعلانات «التصدّي للمسلحين الإرهابيين»، أخفى الأسد عن أقاربه، وقادة حرسه الجمهوري، ومستشاريه (مثل بثينة شعبان التي كلّفها بكتابة خطاب ثم اكتشفت خلوّ القصر من سكانه) ومدراء فروعه الأمنية، استعداداته للهروب.
كان ضروريا لخطة فرار الأسد أن يبقى كبار مسؤولي الدولة، والموالين له، يعتقدون أنه باق في موقعه، لقيادة مهام الدفاع عن العاصمة، فيما كان هو يرأس عمليا عملية هروبه من البلاد، وتهريب الأموال النقدية التي بحوزته، ونقل المعلومات التي تخص ثروته وشبكته المالية، من دون أن ينسى المقتنيات الثمينة والأعمال الفنية والمنحوتات (وإن ترك الألبومات الخاصة لصور له ولعائلته!).
كان العشرات، وربما المئات من الجنود الموالين، في تلك الأثناء، يُقتلون وهم يعتقدون أنهم يدافعون عن «الرئيس»، فيما كان الرئيس نفسه منهمكا مع المسؤولين عن شبكته المالية في تنظيم الرحلات الأربع التي نقلت الأشخاص القلائل المختارين، والأموال والمعلومات إلى الإمارات وروسيا، حيث نقلت حقائب سوداء ما بقي من نقد (بعد رحلات سابقة إلى موسكو نقلت، على مدى سنتين، كميات كبيرة من النقود) بالإضافة إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات مخابراتية عن الشبكة المعقدة من الكيانات في قطاعات الاتصال والخدمات المصرفية والعقارات والطاقة وغيرها (كما أكدته محادثات عبر تطبيق واتساب تم كشفها بين مسؤول الشبكة، يسار إبراهيم، ومعاونين له).
كانت معلومات نقل الأسد أموالا على مدار السنتين الأخيرتين، وشرائه 19 شقة في منطقة لكبار الأثرياء في موسكو (كما نقلت صحف ووكالات أنباء) يمكن تفسيرها ضمن ما هو معلوم من خطط الطغاة من نهب لبلدانهم، واستثمار تلك المنهوبات في بلدان «آمنة سياسيا» بالنسبة لهم، أما المعلومات الأخيرة فترجّح فكرة أن الأسد قد تحسّب، منذ سنوات، لإمكانية سقوط نظامه.
قاد الأسد سوريا بطريقة وحشية غير مسبوقة (على المستوى العربي والعالمي) ورفض أي شكل من أشكال التسوية مع السوريين، أو القبول بأي نوع من الإصلاح السياسي المعتدل، وكان التفسير الأقرب للمنطق أن الأسد يعتقد أن سوريا هي ملك له ولعائلته، وأنه ورث البلاد والعباد من أبيه الذي سيطر عليها بالقوة العسكرية والدهاء السياسي، وكان عليه أن يثبت أنه لا يقل عن أبيه بطشا (ودهاء) وهو ما يفسر قراراته الكارثية التي اتخذها منذ بدء الثورة الشعبية ضده.
يقدّم التحقيق المنشور أمس أيضا إضاءة على الطبيعة «الكليبتوقراطية» (حكم اللصوص) للحلقة الضيّقة للأسد، والتي أضافت إلى «أصالة» الاستبداد الشرقيّ للنظام، «حداثة» آليات توظيف نظرائه الدكتاتوريين للأموال المسروقة في الغرب والملاذات الضريبية وروسيا، وهو أمر ساهمت فيه، على ما يظهر، خبرات زوجته أسماء الأخرس، التي اشتغلت في مصارف عالمية شهيرة.
تشير المعلومات التي توفّرت للقائمين على التحقيق كذلك إلى تعاون بعض المسؤولين السوريين الكبار القادرين على الوصول إلى «الصندوق الأسود» لعائلة الأسد، مما يظهر الخيبة التي امتلكت هؤلاء من كون «الرئيس»، وريث «الأبد الأسدي»، هو رئيس عصابة سرقة و«تعفيش» (كما يقول السوريون) وتهريب أموال نهبها من بلده المحطّم الذي نُكب بهذا الحكم العائلي الفظيع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح// الاردن:

    *مهما سرق ونهب وخرب وقتل
    ف النهاية سيموت وإلى جهنم وبئس المصير.
    ** كل التوفيق والنجاح لسوريا الجديدة
    بغد مشرق مزدهر ان شاءالله.
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  2. يقول و الاسوأ قادم للمنطقة!!!:

    مع العلم ان بقية الأنظمة العربية وقيادة الجيوش والحاشية من المنتفعين تتوفر على خريطة وخطط الفرار في يوم الانهيار تاركين وراءهم دولة منهارة وشعوب منكوبة.
    فلا تلوموا إسرائيل او دول أخرى تستبيح كل شيء في المنطقة العربية. فالأسوأ لم يأتي بعد. فالشرق الأوسط قد أصبح ناضجا جدا لعصر جديد من الاحتلال والفوضى. وهذا كله نتاج الإستبداد العربي وتمجيد الحكام.

  3. يقول حميد:

    ما اعتقد ان هناك حاكما عربيا لم يفكر و لم يضع خطة ليوم الفرار. و ما دام جيبه و الخزينة واحد فلم لا يغرف و يسرب منها ما يشاء الى حيث يشاء. ثم يطلبون من ترامب و أمثاله ان يحترمهم و لا يملي عليهم انفاق المال في بلده.

  4. يقول سمير:

    لا أمل ولا مستقبل في الشرق الأوسط برمتها. بل خراب ودمار. لا يوجد بصيص أمل بل نفاق ونهب ثروات البلد. الله يعين الشعب السوري.

  5. يقول عزالدين مصطفى جلولي:

    مساكين أولئك الذين كرسوا حياتهم ب”إخلاص” ساذج لخدمة هذا الصنف من الحكام ولم يأخذ العبرة أمثالهم في بلاد كثيرة. وبتكشف فصول من رواية هذا “الزعيم” الخالد فعلا، تتساقط القيمة الفكرية والأخلاقية لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي نفخ في هذا الصنم دهرا حتى انقطت الأنفاس، ولا يزال بعض أتباعه يمني النفس إلى اليوم بعودة البعثية ولو بإهاب جديد!

  6. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأسد: دليل الرؤساء للفرار بأموال البلاد، هذا ليس تحقيقًا صحفيًا فقط، بل وثيقة إدانة تاريخية لأحد أكثر الطغاة فتكًا في العصر الحديث. بشار الأسد، الذي لطالما ادّعى الصمود، لم يكن سوى تاجر دم، رتّب هروبه كما يرتب اللص سرقته الأخيرة، بينما جنوده يموتون، وشعبه يُسحق تحت الأنقاض.
    أي خيانة هذه؟ أن يترك القصر لامرأة تكتب له خطابًا، بينما هو يحمّل الحقائب السوداء المليئة بالمال والعار؟ أن يُساق الشباب للقتل باسمه، بينما يشتري لنفسه شققًا في موسكو ويهرب إلى حيث الأمان المزوّر؟
    أي سقوط أخلاقي أبشع من أن يتحوّل “رئيس” إلى مهرّب، “قائد” إلى لص، “ابن بلد” إلى تاجر في معاناة شعبه؟
    ما كشفه التحقيق لا يفاجئ، بل يؤكد ما عرفه السوريون مبكرًا: لم يكن هذا النظام يومًا إلا عصابة، ولم يكن بشار الأسد إلا رئيس عصابة، تزيّا بربطة عنق وغطّى دماء الأبرياء بكلام فارغ عن “الإرهاب” و”الممانعة العار لا يكفي. اللعنات لا تكفي التاريخ لن ينسى، وسوريا لن تغفر العدالة، ولو بعد حين، ستأتي… ولو طال الزمن .. ولا يستغرب احد عندما يصعد الاسد الاتوبيس ويتم نشله من شخص اسمه بوتين، حسبي الله ونعم الوكيل.

  7. يقول عماد غانم:

    في خطاب تسلمه مقاليد الرئاسة الحالية، قال ترمب “لقد نجاني الله لاجعل أمريكا عظيمة” وبذلك أصبح امبراطور/ خليفة العالم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وتأويل، الآن جورجيا ميلوني/ إيطاليا تقود أوروبا للتفاوض مع امريكا حول الجمارك والناتو.. وسواء كانت زيارة ترمب للسعودية قمة عربية إسلامية موسعة كزيارته السابقة أو مصغرة ، بحضور مصر في الحالتين ، فالافضل للعرب – كما أوروبا – الإقرار والتعامل مع أمريكا كامبراطورية
    أفضل 500 صحيفة في العالم تصدر في أمريكا ، ورويترز والإعلام البريطاني – والسواد الأعظم للإعلام العربي تتلمذ في بريطانيا – ليس ال501 ولا الألف
    ما أموال البلاد؟ أرقام وبيانات وتفاصيل ، وهل ال9$ مليار سنويا “كبتاغون” منها؟
    الأسد أدار الحرب الأهلية كشركة مساهمة ، روسيا وإيران وحزب الله والدفاع الوطني والمخابرات والمخابرات العسكرية وتشكيلات مسيحية وفلسطينية.. مستثمرين ، أما الكبتاجون فاقطاعية ماهر والفرقة الرابعة ، أما اقتصاد/ أموال البلاد فانتهت امتيازات “الاتصالات والبنوك والسوق السوداء” لرامي مخلوف و3 من بعده وهؤلاء امنوا ثروتهم بعقارات وطائرات خاصة وسيارات فارهة بأسماء أولادهم في الخارج

  8. يقول منصف:

    ليس الأسد وحده الذي نهب أموال الشعب بل كل من هو دكتاتور نهبوا وينهبون إلى يومنا هذا سنة سنوها الخبثاء ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم

اشترك في قائمتنا البريدية