دمشق ـ «القدس العربي» ووكالات: حصلت «القدس العربي»، من مصادر مطلعة في العاصمة السورية – دمشق، على معلومات تتحدث عن صراعات داخلية داخل دائرة صنع القرار في النظام السوري الحاكم، وبالتحديد بين بشار الأسد من جهة، والقوة المالية الأكبر في البلاد رامي مخلوف.
ووفق المعلومات المتوفرة لـ«القدس العربي»، فإن بشار الأسد تلقى طلباً روسياً مباشراً بتسديد مبلغ يقدر بمليارات الدولارات، إلا أن رامي مخلوف، الذي يسيطر على معظم الأعمال التجارية والاقتصادية السورية الرسمية وشبه الرسمية، رفض الإذعان لطلب الأسد، بحجة أن هذا المبلغ كبير للغاية، ولا يمكن توفيره في الوقت المطلوب روسياً.
من جانبها، أشارت صفحة موقع «كلنا شركاء» على «السوشيال ميديا»، عن قيام رئيس النظام السوري بالاتصال بخاله محمد مخلوف المقيم في روسيا، داعياً إياه إلى الحضور الفوري إلى دمشق، حيث استجاب «مخلوف» للطلب، وعاد على وجه السرعة إلى العاصمة السورية دمشق.
في محاكاة سورية لسيناريو محمد بن سلمان في الـ«ريتز كارلتون»
ووفق المصادر، فإن محمد مخلوف الذي يعد «خازن» بيت مال آل المخلوف، اجتمع بأولاده الثلاثة ممن يعملون تحت راية رامي، وطلب منهم أن يقوموا بتأمين المبلغ المالي الذي طلبته موسكو من بشار الأسد على وجه السرعة، إلا أنهم رفضوا تلبية الطلب، بحجة أن الرقم المالي المطلوب ضخم، ولا يمكن تأمينه بهذه السرعة، وفي الوقت ذاته، أفصحوا عن إمكانية تأمين جزء منه بالعملة السورية المحلية «الليرة».
وحسب المصادر نفسها وفي محاكاة لما جرى لرجال أعمال سعوديين أثرياء استدعاهم ولي العهد السعودي سابقاً الى فندق الريتز – كارلتون في الرياض حيث احتجزهم لشهور وانتزع مليارات الدولارات منهم لقاء «تحريرهم»، فإن بشار الأسد الذي أصيب بالحرج أمام روسيا، توجه إلى الانتقام من عائلة مخلوف، حيث أمر هيئة مكافحة غسل الأموال، وهيئة مكافحة الإرهاب، بالتحقيق على وجه السرعة مع 29 رجل أعمال سورياً، بمن فيهم رامي مخلوف، ومحمد حمشو وآخرون وردت أنباء عن وضعهم تحت الإقامة الجبرية وذلك بهدف إجبارهم جميعاً على تسديد المبلغ في الوقت المطلوب روسيا.
ووفق «كلنا شركاء»، فقد قامت، السلطات المعنيّة بالإغارة على مكاتب شركات اولئك من أجل الحصول على الوثائق التي تبين أماكن وضعهم لأموالهم خارج سوريا من أجل تحويلها وجمع المبلغ المطلوب.
كما كلف بشار الأسد ثلاثة من موظفي عقيلته أسماء كونهم من خارج سيطرة نفوذ محمد مخلوف وابنه رامي متابعة التحقيق وإرسال تقارير له بشكل متواصل وكنتيجة لذلك ارتفع سعر الدولار إلى 630 ليرة سورية ويتوقع إذا ما استمرت هذه الحالة أن يصل إلى 1000 ليرة سورية.
ورأت بعض المصادر أن قائد الحملة لتقليم أظافر رامي مخلوف، ومحمد حمشو، وغيرهم، هي عقيلة الأسد اسماء، بضوء أخضر من زوجها، فيما تراجع ماهر الأسد إلى الخلف، وهو يعد الداعم الأكبر لرامي مخلوف وبقية الذين شملتهم الحملة الأخيرة.
وتفيد معلومات «القدس العربي» بأن الإجراءات المفاجئة المتخذة بحق رامي مخلوف لم تشمل حتى الآن أخويه إياد، وإيهاب اللذين ينشطان في قطاعات الاستثمار والتجارة والنقل والصناعات الغذائية والسياحة، أي أن هناك شيئاً يُشبه الفصل في التعامل مع رامي عن إخوته.
وقبل عشرة أيام داهمت لجان من هيئة الاستعلام الضريبي مقر شركة «راماك» كبرى الشركات التي يمتلكها رامي مخلوف وعمود أعماله التجارية والاقتصادية وفتشت في سجلاتها المالية بعد أن سحبت الهاردات (الذواكر) منها… ولم يتبين إلى الآن الوضع الذي آلت إليه شركة راماك ما إذا كانت الدولة قد استحوذت عليها أم لا.
وتقول المعلومات أيضاً أن أجهزة الدولة الرسمية بدأت بالاستحواذ على مقرات «جمعية البستان» الخيرية إحدى أبرز المؤسسات التابعة لرامي مخلوف وهي جمعية واسعة القوة والانتشار في سوريا وتنشط في المجال الإغاثي، وأن مقراتها في دمشق وحمص واللاذقية جرى تسليمها لمندوبين رسميين تابعين للدولة، وهذه كانت واحدة من أبرز العلامات على تغير موقع رامي مخلوف ضمن هرم الدولة السورية.