غزة – “القدس العربي”:
ازدادت أوضاع سكان قطاع غزة صعوبة خلال اليومين الماضيين، مع توسيع جيش الاحتلال رقعة العمليات العسكرية لتطال مناطق جديدة في القطاع، وذلك في ظل تقليص كميات المساعدات والأدوية التي تسمح سلطات الاحتلال دخولها للسكان، وهو ما دفع بمسؤولين كبيرين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لوصف الوضع بـ”الكارثي”.
ويوما بعد يوم تزداد بمناطق النزوح أعداد السكان، الذين يفرون من مناطق الهجمات البرية، بناء على تهديدات من قبل جيش الاحتلال، في وقت يواجه فيه سكان مناطق النزوح أوضاعا صعبة، بسبب قلة الخدمات المتوفرة.
وفي مناطق النزوح التي تفتقد لكل مقومات الحياة، يصعب الحصول على المياه سواء النظيفة المخصصة للشرب، أو تلك المخصصة للاستعمال اليومي، كما لا تتوفر بسهولة المواد الغذائية، ويشتكي السكان من عدم حصولهم على مساعدات منذ عدة أسابيع، حيث يعود ذلك إلى تقييد سلطات الاحتلال دخول المساعدات من معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرتها، واستمرارها لليوم الـ 113 على التوالي بإغلاق معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر، والذي كانت تمر منه بضائع وأدوية لسكان القطاع.
وباتت مناطق النزوح بسبب تزايد الأعداد وصدور أوامر إنذارات متكررة من جيش الاحتلال لسكان مناطق واسعة وكبيرة في خان يونس ووسط القطاع علاوة عن مدينة رفح من قبل، وفي مناطق أخرى شمال قطاع غزة، مكتظة بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب بالنازحين، إذ اضطرت عائلات كثيرة للسكن في العراء والشوارع، لعدم حصولها على خيمة للإيواء، ولعدم توفر أماكن في “مراكز الإيواء” المعروفة.
قالت ووتريدج، وهي تصف عدد النازحين الكبير في مناطق النزوح إنه في المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل في منطقة مواصي خان يونس “يمكن بالكاد رؤية الرمال على الأرض، فالمنطقة مكتظة”
ولذلك وصف مسؤولان في “الأونروا” الوضع في قطاع غزة بـ “الكارثي”، لافتين إلى أن المساحة التي تم حصر الناس فيها في القطاع “ضئيلة للغاية” في ظل تلقي مزيد من أوامر الإخلاء لمناطق في جميع أنحاء غزة على مدار الأسبوعين الماضيين.
ونقل موقع “الأونروا” عن لويز ووتريدج المتحدثة باسم “الأونروا” في غزة، وسام روز نائب المدير الميداني الأول لـ “الأونروا”، تصريحات أكدت على خطورة الوضع الإنساني والمعيشي في القطاع.
وقالت ووتريدج، وهي تصف عدد النازحين الكبير في مناطق النزوح إنه في المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل في منطقة مواصي خان يونس “يمكن بالكاد رؤية الرمال على الأرض، فالمنطقة مكتظة”.
وفي إشارة منها إلى الوضع الكارثي، قالت هذه المسؤولة في “الأونروا” إن الناس يستخدمون الرمال لبناء جدران لمنع مياه البحر من الوصول إلى ملاجئهم المؤقتة.
وتطرقت لمشاكل أخرى تهدد حياة النازحين في مناطق النزوح، ومن أبرزها وجود عقارب وبعوض وجرذان وثعابين، فضلا عن الزيادة في انتشار الأمراض، بما فيها “شلل الأطفال”، بعد أن جرى التأكد من أول إصابة به قبل أيام.
وأشارت إلى حالة “اليأس” و”الأمل الضئيل للغاية” الذي يسود بين الناس في غزة، والذين عبروا عن أن أملهم الوحيد الآن هو وقف إطلاق النار.
وقالت وهي تصف الوضع “هناك دبابات في مناطق كانت تُعرف سابقا بأنها مناطق آمنة، وهذا مجرد دليل آخر على أن قطاع غزة ليس مكانا آمنا”.
وأضافت “الناس ليس لديهم مكان يذهبون إليه، ولا توجد وسيلة للعثور على الأمان. كما أن الوصول إلى الموارد الإنسانية محدود للغاية، لأن العمليات الإنسانية تنزح هي الأخرى في ظل أوامر الإخلاء هذه”.
من جهته قال نائب المدير الميداني الأول لـ “الأونروا” سام روز، إن سلسة أوامر الإخلاء الأخيرة قلصت المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل إلى 11 في المائة فقط من قطاع غزة بأكمله.
وقدم هذا المسؤول الدولي شرحا عن مناطق النزوح، وقال “إنها في الحقيقة كثبان رملية. إنها مناطق مزدحمة، حيث يتكدس الناس ويفعلون كل ما في وسعهم للعيش”.
وأوضح أن النازحين يواجهون “خيارات مستحيلة”، وقال “فهم لا يعرفون ماذا يفعلون وما إذا كان يجب عليهم البقاء أم الرحيل”.
وحذر من “العاصفة المثالية” التي تخلق البيئة التي يمكن أن ينتشر فيها شلل الأطفال، مشيرا إلى أن الأطفال يعانون من سوء التغذية، في ظل وجود قطاع صحي مدمر، وخدمات وظروف مياه وصرف صحي رديئة للغاية.
وأضاف “الناس يعيشون وسط القمامة وبـِرك من مياه الصرف الصحي، ويشعرون بالتوتر والقلق وتضعف أنظمتهم المناعية”.