وزير الخارجية السعودي يعرب من لبنان عن “الثقة” بقيادة البلاد الجديدة للقيام بإصلاحات

حجم الخط
0

بيروت: أعرب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الخميس، عن “الثقة” بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات في البلاد، بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزيف عون في إطار زيارة يجريها للبنان هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ حوالى 15 عاما شهدت توترا بين البلدين.

وتأتي زيارة بن فرحان في وقت يفتح لبنان فصلا جديدا مع انتخاب عون رئيسا للجمهورية وتكليف نواف سلام تشكيل حكومة جديدة.

وتواجه الحكومة الجديدة تحديات عدة من تثبيت وقف إطلاق النار بين “حزب الله” واسرائيل بعد حرب مدمرة وإعادة الإعمار، إلى إصلاحات اقتصادية ملحة تحتاج إليها البلاد الغارقة في انهيار اقتصادي متنام منذ أكثر من خمس سنوات.

وقال بن فرحان في كلمة مقتضبة للإعلام من القصر الجمهوري بعد لقائه عون “ثقتنا كبيرة بقدرة فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء المكلف (نواف سلام) بالشروع في الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن واستقرار ووحدة لبنان”.

وأضاف أن “المملكة تنظر بتفاؤل لمستقبل لبنان في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس بعد تنصيبه حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي”.

يأتي ذلك في وقت ينخرط سلام في مشاورات دقيقة مع القوى السياسية من أجل الإسراع في تشكيل حكومة، بعدما اصطدم عند تكليفه بامتناع “حزب الله” وحليفته حركة أمل عن تأييده.

رئيس الحكومة المكلف نواف سلام وبن فرحان

وتمنى وزير الخارجية السعودي على اللبنانيين تغليب المصلحة العليا والسير في الإصلاحات الضرورية، خلال لقائه مساء سلام في منزله بمنطقة قريطم في بيروت.

وقدم الوزير السعودي إلى الرئيس سلام التهنئة بتكليفه، مؤكدا “وقوف المملكة الى جانب لبنان”.

من جانبه، أكد سلام أن “هناك فرصة استثنائية للبنان يجب عدم تفويتها، وأنه يعمل بالتعاون الكامل مع فخامة الرئيس على ذلك”.

ورحب الرئيس سلام بالوزير بن فرحان، مشددا على “دلالة هذه الزيارة بعد 15 سنة على آخر زيارة لوزير خارجية سعودي إلى لبنان”.

وأكد عزمه  “السير في الإصلاحات السياسية والقضائية والإدارية والمالية المطلوبة”، معربا عن التزامه “بإعادة لبنان إلى  محيطه العربي الطبيعي، واستعادة دوره إلى جانب أشقائه العرب”.

“عمل حقيقي”

وحظي انتخاب عون رئيسا بدعم خمس دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، بينها السعودية التي شكلت خلال عقود داعما رئيسيا للبنان، قبل أن يتراجع تباعا اهتمامها بالملف اللبناني على وقع توترات إقليمية مع طهران، داعمة “حزب الله”.

وجاء انتخابه بعد تغيّر موازين القوى في الداخل على خلفية نكسات مني بها “حزب الله” في مواجهته الأخيرة مع اسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

وبعد سنوات من الانهيار الاقتصادي والحرب المدمرة بين إسرائيل و”حزب الله”، يعلق القادة اللبنانيون آمالهم على دول الخليج الغنية للحصول على أموال تحتاج إليها البلاد لعملية الإعمار.

وقال بن فرحان قبيل زيارته لبنان إن انتخاب عون يعدّ “أمرا إيجابيا للغاية”.

وأضاف خلال المنتدى الاقتصادي في دافوس “نحن بحاجة لنرى عملا حقيقيا، ولرؤية إصلاح حقيقي. سنحتاج إلى رؤية التزام تجاه لبنان الذي يتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي، حتى نتمكن من رفع مستوى التزامنا”.

وقال عون بعيد انتخابه إن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى، إثر تلقيه دعوة لزيارتها خلال اتصال هاتفي أجراه به ولي العهد محمّد بن سلمان، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية.

ونقلت عن عون قوله إن السعودية “ستكون أول مقصد له في زياراته الخارجية.. إيمانا بدور المملكة العربية السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتأكيدا لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي”.

وقف إطلاق النار

وتعهّد عون في خطاب القسم من البرلمان اعتماد “سياسة الحياد الإيجابي”، بعيدا عن سياسة المحاور الإقليمية، وإقامة “أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة انطلاقا من أن لبنان عربي الانتماء والهوية”.

وشهدت العلاقات بين لبنان والسعودية توترا في السنوات الأخيرة.

في العام 2016، قالت الرياض إنها أوقفت برنامجا بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات عسكرية إلى لبنان احتجاجًا على “حزب الله”.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أعلن رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري في خطاب متلفز من الرياض استقالته، متهما إيران بإحكام قبضتها على بلاده.

وأمضى الحريري أسبوعين في الرياض وسط تكهنات بأنه كان قيد الإقامة الجبرية. وبعد تدخل فرنسي، عاد إلى لبنان وتراجع عن استقالته.

في العام 2021، استدعت دول الخليج بما فيها السعودية دبلوماسييها من بيروت بسبب انتقاد وزير لبناني للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

كذلك، أوقفت الرياض واردات الفواكه والخضروات من لبنان في نيسان/أبريل من ذلك العام، قائلة إن الشحنات تستخدم لتهريب المخدرات واتهمت بيروت بالتقاعس.

وبعد عام على ذلك، أعلنت الرياض عودة سفيرها إلى بيروت.

وخرج لبنان قبل أسابيع من مواجهة مفتوحة بين “حزب الله” وإسرائيل، بعد التوصل الى وقف لإطلاق النار برعاية فرنسية أمريكية، يفترض استكمال تنفيذه بحلول 26 كانون الثاني/يناير.

وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من مناطق في جنوب لبنان، بحلول 26 كانون الثاني/يناير. ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006، والذي من بنوده ابتعاد “حزب الله” عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.

وشدّد الوزير السعودي على “أهمية الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار” وما يشمله ذلك من “الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية”.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية