سلمان أبو ستّة لـ”القدس العربي”عن تدمير الاحتلال 200 موقع أثري بغزة: تخريب منهجي ومقصود- (صور)

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي” ووكالات: قال البروفيسور سلمان أبو ستة، المؤرخ والباحث الفلسطيني البارز، في تصريحات لـ”القدس العربي”، إن التدمير الذي لحق بالمواقع الأثرية في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، ينبع من سياسة منهجية للدولة الإسرائيلية التي لديها سجل حافل في طمس الأثر الفلسطيني، ولا سيما ما يتعلق بالحقبة البيزنطية.

وأضاف تعليقاً على تقرير أصدره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، عن تدمير إسرائيل أكثر من 200 موقع أثري وتراثي في القطاع، أن تاريخ إسرائيل في طمس الآثار البيزنطية خصوصا طويل، ومقصود ومنهجي، مذكّرا بأن بعض هذه الآثار كان موجودا في منطقة المعين أبو ستة، وهي قرية الباحث الفلسطيني، في ما يعرف اليوم بغلاف غزة الذي اقتطعته إسرائيل من أرض قطاع غزة في مطلع خمسينيات القرن الماضي، وقام الإسرائيليون بإزالة بعض هذه الآثار والفسيفساء البيزنطية وأقاموا عليها شمعدانا.

ويعتبر أبو ستّة أحد أبرز المراجع في تاريخ النكبة الفلسطينية، ووثّق في مؤلفه “أطلس فلسطين” أسماء القرى والبلدات والمواقع الفلسطينية.

وقال أبو ستة لـ”القدس العربي” إنه زار قطاع غزة عام 2021 وتفقد مواقع رممتها السلطات المحلية “بشكل رائع جدا”، ومن بينها كنائس بيزنطية.

ولفت أبو ستة إلى أن إسرائيل طالما سعت إلى إزالة ذكر فلسطين البيزنطية لأنها تتناقض مع الرواية الإسرائيلية، وهذا “تزييف وتخريب”.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال، اليوم الجمعة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف ودمّر أكثر من 200 موقع أثري وتراثي، من أصل 325 موقعا في القطاع، وذلك في إطار عدوانه المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضاف “الإعلامي الحكومي” في بيان أنه وثق من بين تلك المواقع المستهدفة “مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة”.

وعدّ استهداف هذه المواقع “محاولة فاشلة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني، ولدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في غزة”.

وأوضح أن “المواقع التراثية والأثرية التي دمرها الجيش يعود أصول بعضها إلى العصور الفينيقية والرومانية، بينما يعود تاريخ بناء بعضها إلى 800 عام قبل الميلاد، و1400 عام وبعضها الآخر يعود تاريخ تشييدها إلى 400 عام”.

وتعد غزة من مدن العالم القديمة، حيث خضعت لحكم الفراعنة، والإغريق، والرومان، والبيزنطيين، ثم العهد الإسلامي.

وندد المكتب باستهداف وتدمير هذه المواقع، معتبرا ذلك “جريمة دولية واضحة وفقاً للقوانين الدولية، وخاصة للقانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات التي تحظر الاستهداف المتعمد في الظروف كافةً للمواقع الثقافية والدينية”.

وطالب “المنظمات الدولية والأممية ذات العلاقة بالبُعد الثقافي والتراثي، بإدانة هذه الجريمة المُنظّمة التي يرتكبها الاحتلال في غزة”، داعيا إياها إلى “تدخل عاجل من أجل وقف هذه الجريمة والعمل على إعادة تأهيل وترميم هذه المواقع”.

ومن أبرز المواقع التي دمرها الجيش، بحسب “الإعلامي الحكومي”، “كنيسة جباليا البيزنطية، والمسجد العمري في جباليا (شمال)، ومسجد الشيخ شعبان، ومسجد الظفر دمري في الشجاعية (شرق مدينة غزة)، ومقام الخضر في دير البلح (وسط)”.

كذلك تم تدمير “موقع البلاخية (ميناء الأنثيدون) شمال غرب مدينة غزة القديمة، ومسجد خليل الرحمن في منطقة عبسان في خان يونس (جنوب)، ومركز المخطوطات والوثائق القديمة بمدينة غزة”.

وبجانب ذلك، استهدف جيش الاحتلال “كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وبيت السقا الأثري في الشجاعية، وتل المنطار شرق مدينة غزة، وتل السَّكن جنوب مدينة غزة، وتبة 86 في القرارة جنوب القطاع، ومسجد السيد هاشم بمدينة غزة”.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، إن إسرائيل “تتعمد” تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية بغزة، في “استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني”.

وأشار المرصد، في بيان حينها، إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر في كافة الظروف الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية (التي لا تشكل أهدافا عسكرية مشروعة ولا ضرورة عسكرية حتمية لها).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية