أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس وزراء الإمارات وحاكم دبي في تغريدة الثلاثاء الماضي على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إطلاق وزارة جديدة سماها «وزارة اللامستحيل» مشيرا إلى أنها «وزارة غير تقليدية، بدون وزير، طاقمها أعضاء مجلس الوزراء»، وأن الوزارة المذكورة سوف «تعمل على ملفات وطنية مهمة وبناء أنظمة حكومية جديدة للمستقبل»، وسبب التسمية، حسب الشيخ محمد هو أن «المستحيل ليس في قاموسنا».
لم يمض على إنشاء الوزارة غير بضعة أيام حتى ظهر، على ما يبدو، أنه من المستحيل تسيير وزارة «اللامستحيل» من دون وزير وهو ما دفع الشيخ محمد آل مكتوم مجدداً لتغيير خطّته السابقة معلنا تكليف أربعة وزراء في حكومة الإمارات بإدارة وزارة اللامستحيل هم سيف بن زايد وعبيد الطاير ونورة الكعبي وعهود الرومي، مضيفا أن الوزارة سيتم «تدويرها» أيضاً على وزراء آخرين لاحقا، واصفا ذلك بالأسلوب غير التقليدي في العمل الحكومي «لتحقيق أهداف غير تقليدية».
يجيء ذلك بعد أعوام من استحداث حكومة الإمارات لوزارات أخرى للسعادة والتسامح (والذكاء الاصطناعي)، وهذه ظاهرة غير مسبوقة ويفترض أن تجد اهتماماً عالميّاً لأنها تتنطّح لحلّ قضايا «مستحيلة» نظريا، ورغم غرابتها الواضحة فإن المسعى فيها محمود، فالمنطق يقول إنه رغم الازدهار الماليّ والاقتصادي الذي يميّز الإمارات فهذا وحده لا يؤمن السعادة لأهلها، كما أن التسامح لا يكون بالسماح ببناء المعابد لأصحاب الأديان الأخرى فحسب بل يجب أن يكون تسامحا مع الفكر المختلف سياسياً، وبالتالي فإن الوزارتين ضروريتان حقّا لو كانت مهمتهما فعلا بحث سبل تحقيق السعادة والتسامح لأهل الإمارات أنفسهم ولمن يسكن على أرضهم من جنسيات.
غير أن الذي حصل عملياً بعد تأسيس وزارتي السعادة والتسامح الآنفتين أن سعادة من يسكنون الإمارات لم تزدد، وأن تسامح السلطات الإماراتية، سواء مع من يسكنون بلادهم ويزورونها أو من يصل إليهم نفوذها في اليمن وليبيا وحتى ماليزيا والباكستان، تكشّف عن قسوة وتصلّب وعجرفة وغطرسة لا تطاق، وتعرّض هذان المصطلحان لامتحانات فظيعة كشفت خواء هاتين الوزارتين وانقلابهما على المعنيين الجميلين اللذين تحملانهما، ولعلّ أكبر فضيحة ممكنة للسعادة والتسامح في الإمارات تكشّفت مع انكشاف محاولتي هروب ابنتين للشيخ محمد بن راشد نفسه من «القفص الذهبي» الذي ترفرف عليه آيات السعادة والتسامح.
لم تستطع وزارة التسامح، على سبيل المثال، حماية الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز الذي احتجز في زنزانة انفرادية لمدة خمسة شهور لقيامه برحلة بحثية حول السياسة الخارجية واستراتيجية الأمن الإماراتيتين، وهو ما فتح عيون أجهزة الأمن عليه وتلفيق تهمة التجسس ضده، كما أن تسامح وزارة «التسامح» لم يتضمن حماية بريطاني آخر كان كل ذنبه أنه لبس قميص المنتخب القطري أثناء مباريات بطولة آسيا التي جرت في الإمارات وتنافس فيها فريقها الوطني مع فريق قطر المذكور.
وعلى الطريقة نفسها فنحن قادرون على التنبؤ بمصير وزارة «اللامستحيل» العتيدة من قراءة مصير زميلتيها البائستين، وقد قرأ كثير من الناشطين أيضاً هذا المصير متسائلين لماذا لا تنشئ الإمارات وزارة للقضايا التي «تنجز» فيها حقّا، كوزارة للثورة المضادة وأخرى للتطبيع مع إسرائيل.
إن الله يمهل و لا يهمل…. يا من عثتم في الأرض فسادا…..
إن الله لا يهدي كيد الخائنين … لدينهم ، لأمتهم،…..
طيب شوفونا شطارتكم وحرروا الجزر الثلاث طمب الكبرى والصغرى وأبو موسى من نظام الملالي عندها نصدق انه ليس هناك ( مستحيل ) في قاموسكم
وزارة المستحيل لتحرير الجزر الثلاث
*(الشعارات) شيء والتطبيق على
أرض الواقع شيء آخر..؟!
*الإمارات ومعظم الدول العربية
فنانة ومبدعة بالشعارات وفاشلة
بامتياز بالتطبيق ..
و متى يتم انشاء وزارة الفتنة و إحباط الربيع العربي ؟ .
﴿ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ*وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ*الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ*فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ*فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ*إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ سورة الفجر