الاتفاق السعودي الإيراني.. إنهاء 7 أعوام من القطيعة

حجم الخط
0

الرياض: وصلت العلاقات السعودية الإيرانية، الجمعة، إلى أحدث محطة لإنهاء قطيعة تجاوزت 7 أعوام، وذلك عبر إبرام اتفاق برعايةٍ صينية لعودة العلاقات التي قطعت عام 2016.
فقد أعلنت السعودية وإيران، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وليست تلك القطيعة الأولى بتاريخ البلدين، إذ سبقتها قطيعتان لـ3 و4 أعوام عامي 1943، و1991 على التوالي.
وفيما يلي، ترصد الأناضول وفق معلومات تاريخية وبيانات رسمية، محطات القطيعة وصولاً إلى انتهائها:
أولا: 2016.. ميلاد القطيعة الثالثة والأكبر بتاريخ البلدين
2 يناير/ كانون الثاني: شرارة القطيعة
أعدمت الرياض 47 محكومًا بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، لإدانتهم بتهم بينها “الإرهاب”، قوبلت بانتقادات إيرانية.
اعتدى إيرانيون على سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجًا على إعدام النمر.
3 يناير: قطع العلاقات
قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، خلال مؤتمر صحافي لوزير خارجيتها آنذاك عادل الجبير.
وطالب الجبير البعثة الدبلوماسية الإيرانية الموجودة على أراضي السعودية بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
السعودية اتهمت إيران على لسان الجبير بأن “تاريخها مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية ودائما ما يصاحبه الخراب والدمار”.
وكانت تلك القطيعة، هي الأكبر في تاريخ البلدين، إذ استمرت 7 أعوام من 2016 وإلى 2023.
وسبقتها قطيعتان، الأولى عام 1943، وعادت عام 1946، والثانية عام 1987، واستؤنفت في 1991، على خلفية أزمات مرتبطة بالحجّاج الإيرانيين أثناء أداء المناسك بتلك الفترات، حيث اقتحم إيرانيون سفارة السعودية بطهران وقنصليتها بمشهد في المرة الثانية.

شمل الاتفاق الإيراني السعودي على تفعيل اتفاقيات تعاون في مجالات عدة أبرزها الأمني والاقتصادي والتأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية

ثانيا: 5 سنوات من التأزم (2016 ـ 2021)
أسفرت القطيعة الثالثة عن 5 أعوام على الأقل من الأزمة، منذ ما بعد إعلان السعودية القطيعة وحتى عام 2021 الذي شهد الربع الثاني منه ولادة وساطة عراقية لحلحلة الأزمة بين البلدين.
4 يناير 2016
ساندت عدة دول خليجية وعربية قرار الرياض، حيث قطعت كل من البحرين والسودان وجيبوتي والصومال العلاقات مع إيران، واستدعت كل من الكويت وقطر والأردن سفراءها من طهران، فيما خفضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى القائم بالأعمال.
7 يناير 2016
وكالة الأنباء الإيرانية تنقل عن متحدث الخارجية حسين أنصاري آنذاك، اتهامات للسعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن منذ 2014، بشن ضربات جوية على سفارتها باليمن، الأمر الذي نفاه التحالف ووصفه بـ”الأكاذيب”.
29 مايو/ أيار 2016
أعلنت منظمة الحج الإيرانية، إلغاء إرسال الحجاج الإيرانيين بسبب ما سمتها “عراقيل سعودية في تأمينهم”، لكن وزارة الحج السعودية نفت ذلك، مؤكدة أنها لبّت جميع احتياجات الإيرانيين.
31 يوليو/ تموز 2017
دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، حجاج بلاده إلى تجنب التسوق من السعودية، باعتبار أن البضائع نفسها موجودة في طهران.
24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017
في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خامنئي بأنه “هتلر الشرق الأوسط الجديد”.
25 أكتوبر/ تشرين الأول 2017
أعلنت الحكومة السويسرية أنها ستقوم بتمثيل المصالح القنصلية للسعودية وإيران في عاصمة كل منهما.
25 سبتمبر/ أيلول 2018
وزارة الخارجية السعودية، قالت إن “المملكة ترفض وتستنكر الاتهامات الباطلة التي أشار لها مسؤولون إيرانيون حيال دعم المملكة للأحداث التي وقعت في إيران (أسفرت عن مقتل 25 شخصًا نصفهم تقريبًا من أفراد الحرس الثوري الإيراني خلال عرض عسكري بطهران).
18 سبتمبر 2019
الرياض تحمّل طهران مسؤولية هجمات استهدفت منشآتها النفطية، قوبل بنفي إيراني، فيما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران مسؤوليتها عن الهجمات.
5 مارس/ آذار 2020
الخارجية السعودية تؤكد أن السفر إلى إيران ممنوع، منتقدة سماح طهران بدخول سعوديين لبلادها دون ختم جوازاتهم في ظل جائحة كورونا.

ثالثا: 2021 بداية الانفراجة
9 أبريل/ نيسان 2021
استضافت بغداد أول جولة محادثات أمنية ودبلوماسية بين السعودية وإيران، منذ قطع العلاقات في 2016، تلتها حتى سبتمبر 2022، 4 جولات مماثلة لحلحلة الأزمات بين البلدين.
23 يوليو 2022
أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده تبادل السعودية الاستعداد لإجراء محادثات سياسية من أجل إعادة العلاقات، مشيرًا إلى عزم الإمارات والكويت إرسال سفيريهما إلى طهران.
19 أكتوبر 2022
رأى كبير مستشاري المرشد الإيراني خامنئي أن إعادة فتح السفارتين السعودية والإيرانية ستحلّ المشاكل بطريقة أفضل، وفق ما ذكره لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا”.
14 أغسطس/ آب 2022
أعادت الكويت سفيرها إلى إيران.
21 أغسطس 2022
أعلنت الإمارات أن سفيرها سيستأنف مهامه في طهران.

رابعًا: 2022 ـ 2023 تدخل صيني حاسم وولادة اتفاق
16 فبراير/ شباط 2022
زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الصين والتقى رئيسها شي جين بينغ، و”كانت المباحثات مع السعودية ضمن متابعة اتفاقات زيارة الرئيس الإيراني للصين ومن أجل حلّ المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي”، وفق وكالة الأنباء الإيرانية.
23 فبراير 2022
أعربت إيران عن رغبتها في عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، باعتبارها “تصب في مصلحة البلدين”، وفق متحدث وزارة خارجيتها ناصر كنعاني.
8 مارس 2023
أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في تصريحات لقناة العربية السعودية، “انفتاح المملكة على الحوار مع إيران”.
10 مارس 2023
أعلن البلدان استئناف علاقاتهما الدبلوماسية نتيجة مباحثات في العاصمة الصينية بكين بين 6 و10 مارس الجاري، “بين وفدي السعودية وإيران برئاسة مساعد بن محمد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران”، بحسب بيان مشترك للسعودية وإيران والصين.
وشمل الاتفاق:
– الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
– التأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
– عقد وزيري الخارجية في البلدين اجتماعًا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.
– الاتفاق على تفعيل اتفاقيات تعاون في مجالات عدة أبرزها الأمني والاقتصادي، والتي سبق توقيعها عامي 1998 و2001.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية