الاحتلال وكورونا أنتجا عاما ثقيلا على الفلسطينيين

حجم الخط
0

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبال مكالمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثم أرسل رسالة لحكومة الاحتلال قائلا فيها “نحن في حل من اتفاقيات أوسلو”.

 

رام الله-“القدس العربي”:  شهدت الضفة الغربية المحتلة في العام 2020 المزيد من الانتهاكات من قتل فلسطينيين وهدم منازلهم وزرع أراضيهم بمشاريع التهويد وتسمين الاستيطان، وزادت الكورونا الطينة بلة، إذ زادت هموم الفلسطينيين بعد ان أصابتهم بشكل موجع حيث تسببت بقتل المئات منهم وإصابة الآلاف وشل الاقتصاد الوطني بعد انتكاسات حقيقية. وشعر الفلسطينيون بتضييق الدوائر عليهم في ظل تهديدات بتطبيق مخطط الضمّ ضمن “صفقة القرن” التي رفضتها المنظمات والجماهير الفلسطينية واعتبرتها خطة إسرائيلية لابتلاع المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني. على خلفية طرح هذه الخطة رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبال مكالمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثم أرسل رسالة لحكومة الاحتلال إلى بنيامين نتنياهو عبر وزير هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ قائلا فيها “نحن أيضا في حل من اتفاقيات أوسلو”. وبعد رفض تلقي أموال “المقاصة” ومستحقات الضرائب الفلسطينية لعدة شهور عادت السلطة الفلسطينية لاستلامها في ظل أزمة مالية عصفت بها خلال هذا العام.

إماراتيون في الحرم

ومن مظاهر التطبيع على الأرض زيارة إماراتيين القدس المحتلة وتناقلت منتديات التواصل الاجتماعي الفلسطينية صور تصدى مقدسيين لوفد إمارتي خلال تواجده في المسجد الأقصى المبارك، بحراسة شرطة الاحتلال. وأفاد شهود عيان، أن وفدا من  ثلاثة إماراتيين وصل إلى المسجد الأقصى عبر باب السلسلة، بتواجد وحراسة شرطة الاحتلال، وخلال تجوله داخل مسجد قبة الصخرة والتقاطه الصور، قام المصلون بطردهم من المسجد.

إغلاق الأقصى

كما هو الحال في بقية العالم عصفت عدوى كورونا بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وللمرة الأولى منذ قرون تم إغلاق المسجد الأقصى.

ولم تقتصر الاعتداءات والانتهاكات بحق الفلسطينيين على  سلطات الاحتلال بل شارك فيها مستوطنون وآخر هذه الاعتداءات محاولة حرق كنيسة الجثمانية الجمعة على يد أحد المتطرفين الاسرائيليين. ووصف رجال دين مسيحيون هذه المحاولة بالجريمة العنصرية التي تكشف عقلية متطرفة تستهدف الكنائس وعقاراتها. في هذا السياق شهد هذا العام موافقة المحكمة الإسرائيلية مرة أخرى على بيع أملاك للكنيسة الأرثوذكسية في القدس للمستوطنين. ورفض قاضي محكمة إسرائيلية الاستئناف الذي قدمته البطريركية لابطال صفقة بيع أملاك الكنيسة في شارع يافا في القدس لجمعية المستوطنين  “عطيرات كوهانيم”. من جهتها قالت البطريركية: “أننا مصدومون وقد تفاجانا من القرار”.

وشهدت أراضي الضفة الغربية المحتلة عمليات انتهاك للمساجد بل وحرق بعضها كما حصل في قرية شرفات جنوب القدس حيث استهدف المستوطنون مسجدها البدرية، بالحرق والتخريب. وقد وصف الشيخ محمد حسين- المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الاعتداء بالعمل الجبان والآثم.

هدم المنازل الفلسطينية

 وتأتي هذه الجريمة على خلفية جرائم كثيرة ارتكبتها الاحتلال في مدينة القدس منها قتل المقدسيين دون مبرر أكثرها بشاعة اغتيال الشاب المعاق إياد الحلاق وإصابة الكثيرين بجرح. كان العام 2020 قاسيا جدا على بلدة العيسوية في القدس حيث حوصرت وتعرض سكانها لكافة صنوف التنكيل. وضمن هذه الاعتداءات تم اعتقال الكثير من أهاليها وأصيب كثيرون منهم ولم ينج الأطفال، وقد أصيب الطفل مالك عيسى ابن الثمانية سنوات بنزيف في الدماغ وكسور في الجمجمة، جراء استهدافه بعيار مطاطي في طريق عودته إلى منزله في بلدة العيسوية. وشهدت مدينة القدس عمليات هدم بالجملة فقد تم هدم نحو 300 مبنى فلسطيني فيها بذرائع عدم الترخيص.

اعتقالات بالجملة

وخلال هذا العام اعتقل الاحتلال العشرات من المقدسيين منهم الشيخ السبعيني عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى. وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسيرة ميس أبو غوش من مُخيّم قلنديا شمال القدس المحتلة، بعد اعتقال دام 15 شهرا وهي طالبة في كلية الإعلام بجامعة بيرزيت وشقيقة الشهيد حسين أبو غوش، وشقيقة الطفل سليمان أبو غوش (17 عاما) المعتقل إداريا للمرة الثانية.

وواصل الاحتلال اعتقال العشرات من الفلسطينيين إداريا دون محاكمات منهم ماهر الأخرس الذي سجا رقما قياسيا بـ إضراب عن الطعام  لـ أكثر من 100 يوم وخرج منتصرا على سجانيه.

استقالة حنان عشراوي

وفي الشهر الأخير من هذا العام قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استقالة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، وذلك بعد ساعات من إعلانها إياها بشكل رسمي. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن عباس قبل الاستقالة “بناء على طلبها، حيث قدمت استقالتها المكتوبة”. وفي وقت سابق، أعلنت عشراوي، عن تقديم استقالتها، ودعت إلى إجراء “إصلاحات” و”تداول السلطة ديمقراطيا عبر الانتخابات” معتبرة أن اللجنة “تعاني من التهميش، وعدم المشاركة في صنع القرار”.

شجرة الزيتون

 على مستوى المبادرات الفلسطينية أطلقت مؤسسة “التعاون” هذا العام  حملة “زيتوننا..رمز صمودنا” لزراعة أشجار الزيتون في مناطق متعددة شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية، خاصة الأراضي المتضررة من اعتداءات المستوطنين والاحتلال. وتنفذ الحملة بالشراكة مع جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) وتستهدف في مرحلتها الأولى زراعة 20 ألف شتلة زيتون وتسييج 500 دونم من الأراضي الزراعية وإنشاء 100 بئر لجمع مياه الأمطار وبالتالي المساهمة في تحسين أوضاع المزارعين الفلسطينيين في المواقع المستهدفة وتعزيز صمودهم في مواجهة محاولات الاحتلال للاستيلاء على المزيد من الأراضي من خلال زيادة مساحة الرقعة الزراعية المستغلة وحمايته.

راحلون

في الشهر الأخير من العام الحالي رحل عضو المجلس الوطني الفلسطيني، المناضل الوطني عبد الرحيم ملوح عضو المجلس الوطني السابق، عضو اللجنة التنفيذية السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد حياة ممتدة وحافلة بالنضال والكفاح من أجل فلسطين وقضية شعبها البطل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية