طوباس ـ«القدس العربي»: اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي 6 فلسطينيين في مدينة طوباس ومخيم الفارعة في قصف صاروخي بالطيران المسير، بينهم طفل ونجل القيادي الأسير زكريا الزبيدي، فيما عزز جيش الاحتلال قواته في جنين عبر استهداف منازل للمواطنين، وانسحب من طولكرم ومخيميها.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسيّرة للاحتلال قصفت مركبة في مدينة طوباس، مما أسفر عن استشهاد 5 شبان، وهم: أحمد فواز فايز أبو دواس (24 عامًا)، ومحمد عوض سالم أبو جمعة (30 عامًا)، وقصي مجدي عبد الله عبد الرازق (26 عامًا)، ومحمد نظمي أبو زاغة (23 عامًا)، ومحمد زكريا محمد الزبيدي (21 عامًا)، نجل الأسير زكريا الزبيدي.
فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول مصابين اثنين، أحدهما في حالة حرجة، إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي بفعل الغارة الإسرائيلية.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال أنه نفذ بطائرة مسيرة 3 غارات مختلفة استهدفت مسلحين في طوباس، قال إنهم شكلوا تهديدا لقواته.
اغتيال طفل
وفي السياق ذاته، أطلقت قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم الفارعة، عدة رصاصات على الطفل أبو زينة، ونكلت به، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه، وسحبته بواسطة جرافة عسكرية إلى خارج المخيم، كما منعت وصول الطواقم إلى أحد المصابين.
وكانت قد شنت حملة عسكرية في مخيم الفارعة في محافظة طوباس في وقت سابق، وانسحبت منه بعد اقتحامه ليومين ضمن عدوانها المكثف لليوم العاشر على الضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال مصحوبة بجرافات عسكرية حاصرت مخيم الفارعة، ونشرت قناصة على مبان مطلة عليه قبل اقتحامها المخيم، مما أدى الى اشتباكات مسلحة مع مقاومين ألقوا خلالها عبوات ناسفة باتجاه جرافة تابعة لجيش الاحتلال، حسب بيان لكتائب شهداء الأقصى.
و أعلنت «كتائب القسّام – كتيبة طولكرم» أنها تخوض مع باقي فصائل المقاومة اشتباكات مسلحة في مخيم طولكرم في الضفة الغربية.
وقالت إن مقاتليها فجّروا عبوات ناسفة في محاور عدة داخل مخيم طولكرم، محققين إصابات مباشرة في صفوف جيش الاحتلال بين قتيل وجريح. ومع الشهداء الستة يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 39 فلسطينيا وعدد المصابين إلى 145 جريحا منذ الأربعاء الماضي.
وشيع أهالي محافظة طوباس أربعة شهداء ارتقوا خلال عدوان الاحتلال، فيما تم نقل شهيدي جنين إلى بلدة قباطية.
وانطلق موكب تشييع الشهداء من مستشفى طوباس التركي الحكومي، وتمت مواراتهم الثرى في طوباس ومخيم الفارعة.
وفي تطور آخر، دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مخيم جنين، فيما داهم جنود الاحتلال منازل عدة في حي الغبس المتاخم للمخيم وهددوا عائلات كثيرة وأجبروهم على المغادرة.
وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 منازل في مناطق متفرقة من مدينة جنين وبلدات مجاورة.
وقالت مصادر إعلامية إن قوات الاحتلال حاصرت منزلا في شارع نابلس بالمدينة وأطلقت قذائف الإنيرغا تجاهه وطلبت من شاب في داخله بتسليم نفسه.
وقامت قوات الاحتلال بإخلاء منزل بجانب المنزل المحاصر واحتجزت المواطنين في الشارع.
وأضافت أن جيش الاحتلال حاصر منزلا آخر في حي المراح في المدينة واعتقل من داخله ثلاثة مواطنين لم تعرف هوياتهم بعد، وثالثا في بلدة الهاشمية، ورابعا في بلدة اليامون غرب جنين اعتقلت منه صاحب المنزل وانسحبت من البلدة.
وأشارت إلى أن «تعزيزات عسكرية إسرائيلية وصلت إلى محيط المنازل، وفرضت حصارا على محيطها بشكل كامل» .
وقال رئيس بلدية جنين نضال أبو صالح «عبيدي» إن قوات الاحتلال حاصرت مبنى البلدية واحتجزت طاقمها، إضافة إلى محافظ جنين كمال ابو الرب، وباشرت بإطلاق النار والقنابل الصوتية باتجاه المبنى وهم في داخله.
واعتدت قوات الاحتلال على ممتلكات بلدية جنين وشركة كهرباء شمال في شارع نابلس.
كما دمرت جرافات الاحتلال رافعات الكهرباء التابعة لكهرباء الشمال وشاحنات لبلدية جنين في ساحة البلدية الخارجية.
تفجير مسجد
وفي مخيم جنين، حاصرت قوات الاحتلال الاسرائيلي مسجد الأنصار في مخيم جنين بعدد من الآليات العسكرية مدعومة بجرافة حاصرت مسجد الانصار، وطلبت من عائلات تسكن بجانبه إخلاء منازلها.
وأظهرت مقاطع فيديو تفجير الاحتلال لمغارة تحت منزل ملاصق لمسجد الأنصار في وقت لاحق.
كما أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها في حي الدمج وجورة الذهب في مخيم جنين. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أجبرت ست عائلات على ترك منازلها في أحياء الدمج وجورة الذهب، والتوجه إلى قرى غرب جنين بواسطة سيارات الإسعاف.
وأكدت أن قوات الاحتلال ومنذ بدء عدوانها على مدينة جنين ومخيمها أخلت مئات المواطنين من منازلهم بطريقة قسرية.
وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت من ساحة مخيم جنين مساء أمس الأول، وأبقت على إغلاق الشوارع الواصلة إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وعلى تمركز آلياتها في محيط مستشفى جنين الحكومي وعمارة الريان خلف المستشفى، التي حولها إلى مركز عمليات عسكرية منذ اليوم الأول للعدوان. وفي خطوة معاكسة لتوقعات المواطنين دفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة، فيما اقتحمت قوة أخرى المنطقة الصناعية في جنين وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي وكثيف هناك. كما جرفت الآليات شارع الناصرة شمال المدينة ودمرت البنية التحتية فيه. وغرب جنين أصيب مواطنان بالرصاص الحي، في قرية كفر قود غرب جنين.
وأفاد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل، بأن الطواقم نقلت شابا مصابا، و ومواطنا (65 عاما) أصيب بالرصاص الحي في منطقة الفخذ إلى المستشفى.
وحاصرت قوات الاحتلال منزلاً في بلدة اليامون غرب المدينة وطلبت من شاب تسليم نفسه عبر مكبرات الصوت وبدأت بإطلاق النار.
وتعاني المدينة ومخيمها من نقص حاد في المواد الغذائية وشحّ في المياه ونقص في حليب الأطفال والأدوية الخاصة بالمرضى وكبار السن.
وأعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول وفد وزاري إلى مدينة جنين مكون من وزراء الصحة والحكم المحلي والتنمية الاجتماعية. وقال مدير مركز الإعلام الحكومي محمد أبو الرب إنه كان من المقرر أن يصل الوفد للمدينة قرابة الساعة 12 ظهراً، لعقد مؤتمر صحافي في مركز المدينة «لمتابعة احتياجات أبناء شعبنا وتنسيق خطط العمل في مجالات الإغاثة وإصلاح ما دمره الاحتلال».
وأوضح أن الاحتلال منع وزير الصحة من الوصول الى مستشفى جنين الحكومي.
وفي طولكرم، انسحبت قوات الاحتلال من المدينة ومخيمها، بعد عدوان استمر ثلاثة أيام، أسفر عن استشهاد ثلاثة شبان وعدد من الجرحى والمعتقلين، ودمار شامل في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
انسحاب من طولكرم
وعكست المشاهد التي نقلتها وسائل إعلام محلية عدم خلو شارع او حارة من عملية تدمير وتجريف.
وأغلقت جرافات الاحتلال أزقة المخيم بالسواتر الترابية، وعزلتها عن حاراتها، وأصبحت لا تصلح للسير إن كان على الأقدام أو بالمركبات، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين فيه، كما فجرت قوات الاحتلال عددا من منازل المواطنين، وتسببت في احتراقها بالكامل وتدمير بعضها، وتشريد سكانها.
وأدى تجريف الشوارع إلى إحداث أكوام ترابية مرتفعة، حالت دون تمكن المواطنين والمركبات خاصة الإسعاف من دخول المخيم إلا بصعوبة بالغة.
وطاول العدوان مخيم نور شمس شرق طولكرم، وتعرضت مداخله وشارع نابلس المحاذي له للتجريف وتدمير ما تبقّى من البنية التحتية، وتحديدا محيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة، ومداخل حارات المنشية والشجاعية، وتخلله إطلاق قوات الاحتلال القنابل الضوئية في سماء المخيم، والرصاص الحي، وتسبب في ضرب خط الكهرباء المغذي للمخيم، وانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة منه.
في سياق متصل، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في عدة مناطق من الضفة. وأفادت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت 30 فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال وأسرى سابقون.
وفي بيان ذكرت الهيئة أن الاحتلال اعتقل أكثر من 180 فلسطينيا من الضفة منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة.