رام الله ـ «القدس العربي»: شنت قوات الاحتلال أمس حملات دهم تخللها اعتقال عدد من المواطنين بينهم شقيقتان، من الضفة الغربية، في الوقت الذي أمنت فيه هجمات جديدة للمستوطنين استهدفت مقامات إسلامية، عمل المستوطنون على تدنيسها وإقامة “طقوس تلمودية” فيها.
وفي مدينة بيت لحم، أصيب ثلاثة شبان برصاص قوات الاحتلال، واعتقل آخر خلال مواجهات في مخيم الدهيشة جنوب المدينة، مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت.
وداهمت قوات الاحتلال خلال العملية عدة منازل في المخيم بعد تفجير أبوابها الرئيسية، وعبثوا بمحتوياتها وروعوا سكانها، واعتقلت المواطن خضر عبد الجبار حسنات (44 عاما) والشاب نديم العزة (25 عاما) من سكان بيت حالا غربا.
في السياق ذاته، اقتحمت قرية حرملة شرق بيت لحم، وسلمت الشقيقين عماد نعيم وإياد عساكره (27 عاما) و(22 عاما)، بلاغين لمراجعة مخابراتها في مجمع مستوطنة “غوش عصيون”.
واعتقلت أربعة من بلدتي دورا وبيت أولا شمال شرق الخليل، بينهم احمد منيف قزاز (21 عاما) بعد تفتيش منزل عائلته وتحطيم أثاثه، وسامي ابراهيم حلمي فوارعة (22 عاما) من بلدة بيت أولا غرب الخليل، كما اعتقلت الشقيقتين صفاء وأماني حازم جردات (22 عاما) و(20 عاما) بعد أن داهمت منزل العائلة وفتشته في بلدة سعير شمال شرق الخليل.
وأغلقت قوات الاحتلال مدخل قرية ماعين شرق يطا بالسواتر الترابية، وأفاد منسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور، بأن قوات الاحتلال أغلقت مدخل قرية ماعين شرق يطا بالسواتر الترابية لمنع حركة المواطنين من والى مسافر يطا، بادعاء توفير الحماية للمستوطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، خمسة أطفال بينهم ثلاثة أشقاء، من تجمع الركيز بمسافر يطا جنوب الخليل، تتراوح أعمارهم ما بين (7-11 عاما) هم زياد وعمر وصقر جبر حميدات، وياسين جبرين حميدات، واقتادتهم إلى مستوطنة “كريات أربع”.
وأصيبت ليل أول من أمس الأربعاء امرأة بانفجار قنبلة صوت أمام منزلها في بلدة العيسوية، بالقدس المحتلة، وذكرت مصادر محلية أن السيدة أصيبت بجروح طفيفة. واقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى وتجولوا فيها، وأدوا “طقوسا تلمودية”.
وترافق الاقتحام مع قيام جنود الاحتلال المنتشرين على بوابات المسجد، بإعاقة دخول المصلين المقدسيين.
إلى ذلك تواصلت الهجمات الاستيطانية التي تستهدف أراضي الضفة، بناء على مخططات سابقة تهدف إلى تكريس سياسة الاستيطان وتوسعته.
ونفذت قوات الاحتلال مداهمة جديدة لخربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، وشرعت بتصوير خيام المواطنين، وقال مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات إن جيش الاحتلال اقتحم الخربة، وقام خلال الساعات الـ 24 الماضية، بتصوير الخيام ثلاث مرات.
يشار إلى أن خربة حمصة الفوقا تعرضت للهدم خمس مرات من قبل قوات الاحتلال خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، في إطار مخطط استيطاني يهدف إلى تهجير سكانها قسرا.
وقد اخطرت سلطات الاحتلال مواطنا بهدم منزله قيد الإنشاء في منطقة وادي الحمص شرق بيت لحم، ويقع في منطقة وادي الحمص، وهو مكون من طابق ومساحة إجمالية 200 متر مربع، بحجة عدم الترخيص، رغم أن صاحبه يملك رخصة بناء من قبل الحكم المحلي الفلسطيني بحكم أنها تخضع لإدارة السلطة الوطنية الفلسطينية.
يذكر أن وادي الحمص تعرض في عام 2019 الى هجمة شرسة بتدمير العشرات من المنازل بحجة عدم الترخيص، وذلك بهدف مطامع استيطانية.
واقتحم مئات المستوطنين المقامات الإسلامية في بلدة كفل حارس شمال سلفيت، تحت حماية جنود الاحتلال.
وكانت قوات الاحتلال قد كثفت من وجودها وتشديداتها العسكرية على المدخل الرئيسي لكفل حارس، قبل اقتحام المستوطنين.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين، قد طالبت المجتمع الدولي والمنظمات والمجالس الدولية المختصة وفي مقدمتها “اليونيسكو” بضرورة توفير الحماية للمواقع الأثرية والدينية الفلسطينية من سطو الاحتلال وجريمة تغيير معالمها وتزويرها. وشددت على أن صمت المجتمع الدولي أو اكتفاءه ببعض بيانات التعبير عن القلق أو التحذير أو الإدانة الشكلية دون أن تترجم تلك المواقف إلى إجراءات عملية بات يشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في سرقتها للأرض الفلسطينية ومواقعها الأثرية، ويعطيها الغطاء اللازم لتصعيد جرائمها وتنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية.
وأكدت في بيان لها أن المطلوب هو احترام المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة لمسؤولياتها والتزاماتها بحماية المواقع الأثرية الفلسطينية، ومحاسبة ومساءلة لصوص الآثار الإسرائيليين وفرض عقوبات على دولة الاحتلال لثنيها عن استهداف المواقع الأثرية.