القاضي اللبناني نواف سلام
بيروت-“القدس العربي”: حُسمت نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة، التي أجراها الرئيس اللبناني العماد جوزف عون، لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة قبل انتهائها، بعد تسجيل مفاجآت عديدة في مواقف العديد من الكتل النيابية، التي كانت تتجه إلى تأييد الرئيس نجيب ميقاتي لترؤس الحكومة مجدداً، وفي طليعتها “تكتل الاعتدال الوطني” و”كتلة التوافق الوطني” ذو الأغلبية السنية من شمال لبنان، فيما بيضة القبان التي مثّلها “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط وتكتل “لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل صبّت أصواتها لصالح رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام. وأفيد بأن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اتصل بالرئيس ميقاتي وقال له “بعتذر منك مش مساقبة هالمرة” وذلك إثر إصرار نجله تيمور على اختيار وجه جديد في المرحلة المقبلة.
وفوجىء الكثير من اللبنانيين بهذا التحوّل نحو نواف سلام، الذي كان غادر بيروت مساء الأحد لعدم تيقّنه من هذا الكم من الأصوات التي ستسميه، وهو سيعود من لاهاي إلى العاصمة اللبنانية ليلاً على أن يصل صباح الثلاثاء بعدما رفض العودة بطائرة خاصة.
وقد نال القاضي نواف سلام 84 صوتاً في مقابل 9 أصوات للرئيس نجيب ميقاتي، فيما اختار 35 نائباً عدم التسمية، بينهم 30 نائباً يمثلون الثنائي الشيعي. وتلا المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير بياناً باسم الرئاسة أعلن فيه أنه “بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعد إطلاعه على نتيجة الاستشارات تم تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة وتم استدعاؤه علماً أنه موجود خارج البلاد”.
بيان ميقاتي
وفور إعلان التكليف، أجرى ميقاتي اتصالاً بسلام وتمنى له التوفيق بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حددها رئيس الجمهورية في خطاب القسم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الأراضي اللبنانية”. وبعدما شكر النواب الذين سمّوه أو كانوا أبدوا رغبة بتسميته مقدراً ثقتهم وكذلك الذين امتنعوا عن تسميته، قال “عملت حكومتنا في فترة قياسية على القيام بالمعالجات الطارئة ووضعت الأسس الفعلية لعملية معالجة تداعيات العدوان”. وختم “كان قدري أن أقود هذا الوطن في أصعب أوقاته عندما تردد الكثيرون عن تحمل المسؤولية واعتمدت في رئاسة الحكومة نهج الوسطية طوال حياتي السياسية لقناعتي التامة بأن هذا البلد لا يُحكَم إلا بالاعتدال والتوافق بعيداً عن الإقصاء والتشفي، وكلي أمل أن تكون المرحلة الجديدة انقاذية بكل معنى الكلمة وأن تحمل للبنانيين الخير والسلام وراحة البال”.
صدر عن رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي البيان الاتي:
مع صدور نتائج الاستشارات النيابية التي اجراها فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع السادة النواب، فانني أجريت اتصالا برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، وتمنيت له التوفيق في مهمته الجديدة بتشكيل حكومة…— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) January 13, 2025
أما رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري فبارك لسلام، وكتب “إنها فرصة إضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً وأملنا كبير أن تنضوي كافة القوى تحت سقف الشرعية المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية”.
مبروك للبنان تسمية الصديق نواف سلام لرئاسة الحكومة .انها فرصة إضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا. وأملنا كبير أن تنضوي كافة القوى تحت سقف الشرعية ، المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء، ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية.
لقد قال…— Saad Hariri (@saadhariri) January 13, 2025
انسحاب مرشح المعارضة
وجاء هذا التطور بعد اجتماع تشاوري لقوى المعارضة ليل الأحد لدرس فكرة انسحاب المرشح لرئاسة الحكومة النائب فؤاد مخزومي، الذي غرّد عند الساعة الثامنة من صباح الإثنين على منصة “إكس” معلناً انسحابه. وجاء في التغريدة “شرّفني نواب قوى المعارضة، وعدد من النواب المستقلين بدعم ترشيحي لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة لأتشارك مع فخامة رئيس الجمهورية مسؤولية الإنقاذ في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان، ما يجعلني المرشح الأقوى لمنافسة مرشح المنظومة. بالرغم من ذلك، وانطلاقاً من قناعتي بأن وجود أكثر من مرشح معارض سيؤدي حكماً إلى خسارة الجميع، وبأن لبنان بحاجة إلى تغيير جذري في نهج الحكم، وإلى حكومة تواكب تطلعات العهد الجديد السيادية والإصلاحية، وتساهم في تطبيق خطاب القسم، ما يتطلب أوسع تحالف ممكن من التلاقي، أعلن انسحابي من الترشح الى رئاسة الحكومة، لأفسح المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام، شاكراً الزملاء والقوى السياسية الذين منحوني الدعم والثقة”.
شرفني نواب قوى المعارضة، وعدد من النواب المستقلين بدعم ترشيحي لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة لأتشارك مع فخامة رئيس الجمهورية مسؤولية الإنقاذ في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان، ما يجعلني المرشح الأقوى لمنافسة مرشح المنظومة.
بالرغم من ذلك، وانطلاقاً من قناعتي بأن وجود أكثر من…— Fouad Makhzoumi (@fmakhzoumi) Januar
كذلك، انسحب النائب ابراهيم منيمنة من السباق الحكومي ما رفع حدة المنافسة مع الرئيس ميقاتي وأفضى إلى تسمية نواف سلام خلافاً لرغبة الثنائي الشيعي، الذي كان يؤيد عودة ميقاتي بناء لتطمينات سبقت انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون، ما يؤشر إلى أزمة تمثيل شيعي في الحكومة المقبلة.
وعبّر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عن الأسف “لكمين البعض من أجل التفكيك والشرذمة والإقصاء”.
وفيما لم تسمّ الكتلة أحداً، قال رعد من داخل القصر الرئاسي بعد اجتماع عدد من النواب التابعين لـ”حزب الله” مع الرئيس جوزيف عون “نأسف لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية، وقد خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية كنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت أنها ممدودة، والآن نقول بكل بساطة من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، وسنواكب الخطوات ونترقب ونمضي حرصاً على المصلحة الوطنية”.
تصريح عالي النبرة.. كتلة الوفاء للمقاومة: البعض يحاول الإلغاء والإقصاء #لبنان #رئاسة_الحكومة #الاستشارات_النيابية pic.twitter.com/JL5I0iJG1R
— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) January 13, 2025
وكانت كتلة “الوفاء للمقاومة” طلبت من رئيس الجمهورية إرجاء موعدها إلى اليوم التالي غير أن رئيس الجمهورية لم يوافق على التأجيل.
الجولة الأولى من الاستشارات
وكان الرئيس عون باشر الاستشارات مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعدما ارتأى الرئيس نبيه بري الحضور عصراً مع كتلة “التنمية والتحرير” في ختام الاستشارات للاطلاع على نتيجتها وإعلان اسم رئيس الحكومة المكلف. ولم يشأ بو صعب تسمية أحد، وقال “ما نراه في استحقاق رئاسة الحكومة والأسماء المرشحة لتوليها يختلف عما كان عليه في ما يتعلق باستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية. كنا نأمل أن تكون مسألة تسمية رئيس الحكومة بالزخم والتفاهم ذاته بين الافرقاء، وان لا يكون هذا الموضوع مسألة خلافية كما يظهر حتى الآن”، مضيفاً “لدينا قلق من ان نذهب إلى اختلاف عامودي جديد وكسر فريق على حساب آخر في رئاسة الحكومة، وهذا لن يسهّل بداية العهد، ما سيؤدي بنا الى أزمة”.
-النائب جميل السيد فوجئ بخروج اسم القاضي سلام، ورأى “أن طريقة ترشيحه أوحت وكأننا في كباش حيث أن الرئيس أتى من ضمن جو معين في الخارج واحد على واحد ويأتي الرئيس ميقاتي على أساس واحد ونصف على اثنين، فخاضوها معركة سياسية عنوانها: اثنان صفر في ظل وضع الجنوب. انا أقول صراحة إن الرئيس ميقاتي لا يعجبني في عمله في الدولة ولم أعطه الثقة المرة السابقة لأن طريقته تقليدية، إنما أعترف له في الحق والعدل أنه أدار البلد في السنتين الماضيتين في أصعب الظروف والأزمات سواء في الجنوب أو في الداخل وفي عز النزاعات والصراعات والفراغ الرئاسي. ولذلك، قلت للرئيس إن موقفي بالنسبة للتسمية: اذا تساوت الأصوات بين الرئيس ميقاتي وبين القاضي نواف سلام سيكون صوتي للرئيس ميقاتي، وإن لم تتساو فصوتي لن يكون لأحد لأنه إذا أخذ أقل أو أكثر فلن ينفعه صوتي”.
-النائب أديب عبد المسيح قال “أنا ضد القول إننا في فترة انتقالية، فهذه فترة تأسيسية مع عهد جديد. كنت سأسمي النائب فؤاد مخزومي ولكنه انسحب، وأنا أوجه له تحية كبيرة لأن قرار انسحابه هو قرار وطني، وسيادي وإنقاذي وإصلاحي. وبما أنه انسحب لمصلحة القاضي نواف سلام فأنا من الطبيعي أن اتماشى مع قرار المعارضة وقرار الجو السيادي في البلد، وأن اسمي القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة”.
-النائب جان طالوزيان تمنى للبنانيين “عهداً جديداً كله نجاح، فتعود الحياة للبنان كما عادت إلى القصر الجمهوري.” وقال “كنت أود في بداية هذا العهد ان أجيِّر صوتي إلى رئيس الجمهورية نظراً للاندفاعة الداخلية والخارجية التي اوصلتنا إلى هذا العهد، إنما قد يعتبر البعض ان هذا الامر غير دستوري كما حصل اثناء عهد الرئيس لحود، ومن الأسماء المطروحة، انا فضلت نجيب ميقاتي”.
-النائب عبد الرحمن البزري رأى أنه “من واجبنا جميعاً العمل على تشكيل اول حكومة للعهد تكون متناسقة مع هذه الأغلبية التي أوصلت فخامته إلى سدة الرئاسة، وقد سميت الرئيس نجيب ميقاتي”.
-النائب أسامة سعد الذي قال: “بفرح ظاهر استقبل اللبنانيون انتخاب رئيس لجمهوريتهم. تحدث خطاب القسم بلغة اللبنانيين جميعاً، صاغ اوجاعهم ومخاوفهم وخيباتهم، وحلّق مع تطلعاتهم وآمالهم. كأننا امام زمن افل وزمن آخر لم يولد ولم نستبين بعد ملامحه وانحيازاته ومآلاته.” أضاف: “هو تحد أمام الرئيس وأمام اللبنانيين، أن يكسروا قواعد بالية ارتكزت عليها الحياة السياسية لزمن طويل وكانت أثمانها باهظة. لكل ما ذكرت أسمّي الدكتور نواف سلام، رئيساً لحكومة لبنان”.
-النائب جهاد الصمد أقدم على تسمية ميقاتي يقيناً منه أنه “حافظ على استمرارية الشرعية اللبنانية وأمّن التواصل بينها وبين المجتمع الدولي”.
-النائب ميشال ضاهر قال “اشتقنا لزيارة القصر الجمهوري، بعد فراغ قرابة السنتين ونصف. ونحن نفرح بزيارته بوجود فخامة الرئيس القائد جوزيف عون. لدي الكثير من الأصدقاء، لكنني اخترت نواف سلام، مع الأمل الا يكون ذلك مناقضاً للعيش المشترك، وان تكون كافة مكونات البلد إلى جانبه إذا وصل. وأي رئيس حكومة يصل، سواء كان نواف سلام او الرئيس ميقاتي، فنحن إلى جانبه لإنقاذ هذا البلد”.
-النائب بلال الحشيمي أوضح أنه “كان يدعم ترشيح الأستاذ فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، لما يتمتع به من كفاءة اقتصادية وإدارية وشبكة علاقات قوية تخدم لبنان. وبرغم ثبات 31 صوتًا داعمًا له، اتفق الجميع على اختيار مرشح آخر. ومع ذلك، فإنني أرى أن استمرارية دولة الرئيس نجيب ميقاتي في هذه المرحلة الحساسة توفر الضمانة اللازمة لتحقيق الاستقرار واستكمال الملفات العالقة”.
-النائب شربل مسعد رأى بنواف سلام “بارقة امل على الأخص انه إصلاحي، وخارج الاصطفافات الحزبية والطائفية، ومواقفه في المحافل الدولية تشرِّف لبنان”.
-النائب غسان سكاف أكد أنه “تماشياً مع الأجواء الداخلية والعربية والدولية التي أدت إلى انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية اودعت الاسم في عهدة الرئيس ما يؤمن نجاح عهده وسميت الرئيس ميقاتي”.
-النائب حيدر ناصر سمّى ميقاتي “لقيادة المرحلة الإنتقالية لما فيه خير المصلحة العامة”.
-النائب عبد الكريم كبارة سمّى ايضاً ميقاتي خصوصاً انه أثبت قدرته على إدارة لبنان في مراحل مفصلية واساسية منذ عام 2005 وحتى اليوم”.
-النائبة بولا يعقوبيان قالت: “لدينا اليوم أمل كبير للغاية من خلال وصول رئيس للجمهورية من قماشة مختلفة إلى قصر بعبدا. ما اسمعه منذ الصباح من توازنات وغير توازنات، ما هذا الكلام؟ أين التوازنات بين الخير والشر، بين الأبيض والأسود؟”. وأضافت “إذا لم نصل إلى تسمية نواف سلام، فعلى الأقل، على اللبناني الذي يعتبر نفسه مسيساً وواعياً ان يتطلع إلى نواب منطقته الذين صوتوا لهم وكيف صوتوا. وليمتنع عن ذبح صوته مرة جديدة في صندوق الاقتراع. طبعاً ان صوتي لنواف سلام، لأن صوتي للبنان. ولا لشيء آخر.”
-النائب إبراهيم منيمنة اعتبر “أن مسؤوليتنا اليوم ان نعود إلى اللعبة الديموقراطية”، وقال “كنا قد اعلنا ترشحنا لرئاسة الحكومة تماهياً مع خطاب القسم وعلى معايير كنا وضعناها لنفسنا، ولقد آثرنا من بعد نقاش مع جمهورنا وفريقنا أن ننسحب لصالح القاضي نواف سلام لنؤمّن اكبر قدر ممكن من الاصوات والاجماع والتوافق كي نتمكن من ان نصل إلى ترجمة العناوين السياسية”.
-النائبة سينتيا زرازير سمّت نواف سلام، وتمنت على رئيس الجمهورية “ان يُضمّن التركيبة الوزارية العنصر النسائي”.
-النائب ملحم خلف قال “بالنظر إلى ما يحيط الوطن والمنطقة من ظروف دقيقة، ونظراً للخلفية الحقوقية والقانونية التي علينا أيضاً ان ندفع بها إلى الامام، سمّيت السفير نواف سلام.”
-النائبة حليمة قعقور سمّت ايضاً سلام لحكومة لا تأتي لمواجهة احد بل لتعزز وحدة اللبنانيين حول بناء الدولة”.
-النائبة نجاة عون أملت تكليف سلام وأن “نبدأ بالمحاسبة فنبني دولة قانون تعطي كل فرد حقه، وتعيد لنا شاباتنا وشباننا الذين في الخارج لإعادة بناء لبنان.”
-النائب الياس جرادة بارك للبنانيين “المشهد السياسي الداخلي بامتياز، البعيد كل البعد عن أي املاءات خارجية، والنابع فقط من قناعات داخلية، وخلافاً لكل ما يشاع، ان التسميات قد تشكل خطوة لاحراج فريق لبناني او اختزاله او كسره، وهذا غير مقبول لم ولن نسمح به”، مسمياً نواف سلام من أجل “انجاح العهد وتطبيق خطاب القسم وان لا يكون ذلك من مسؤولية رئيس الجمهورية فقط”.
-النائب فراس حمدان لفت إلى “أن النواب امام خيارين: اما ان يكونوا على لائحة العار او على لائحة الشرف. وإستناداً لكل تلك الموجبات، سمّيت القاضي نواف سلام ولندع التاريخ والناس يحكمون على جميع النواب الذين يضيِّعون فرصة ذهبية لشعبنا وبلدنا ومستقبلنا”.
الجولة الثانية
وفي الجولة الثانية من الاستشارات بعد الظهر، أكد النائب ياسين ياسين “حاجة العهد الجديد إلى معالجة الملفات التي ترتبط بالقضاء”، وسمّى سلام.
-النائب جورج بوشكيان جدّد الثقة بالرئيس ميقاتي لترؤس الحكومة.
-تكتل “الجمهورية القوية” سمّى السفير سلام، وأكد النائب جورج عدوان “أن الأمل عاد إلى كل اللبنانيين عند استماعهم إلى خطاب الرئيس لأن الرئيس المُنتخب شكّل طياً لمرحلة قديمة بكل ما فيها من مشاكل وأزمات”، مشدداً على أنه “لا حق بالاستمرار كما في المرحلة القديمة ويجب مواكبة المرحلة الجديدة”، مضيفاً “من هذا المُنطلق نحن كـجمهورية قوية سمّينا نواف سلام ونصرّ أن يكون البيان الوزاري نفسه خطاب القسم”. وعلّق على طلب نواب “حزب الله” تأجيل موعدهم بالقول “رئيس الجمهورية هو من يحدد مواعيد الاستشارات وعلى الكتل الالتزام و”بدن شوي تَيتعودو على البلد الجديد لأن القطار ماشي”، واعتقد أن الرئيس بري يعرف أنه في المواعيد مع الرئيس “مش هيك بتصير الأمور”.
-النائب كميل شمعون أعلن تسمية سلام، ودعا “إلى العمل مع رئيس الجمهورية لبناء البلد”.
-تكتل” لبنان القوي” رأى في السفير سلام “وجهاً اصلاحياً”، وقال النائب جبران باسيل باسم التكتل: “تابعنا عن قرب مواقفه لجهة حماية لبنان من إسرائيل، ومثلما سميّنا سلام في المرة السابقة أعدنا الكرة هذه المرة مع اكتمال عناصر إيصاله إلى رئاسة الحكومة”، مشيراً “إلى الأمل في التغيير”.
-كتلة “اللقاء الديمقراطي” سمّت ايضاً نواف سلام، وقال النائب تيمور جنبلاط: “نتمنى له التوفيق في تشكيل الحكومة”.
-تكتل “الاعتدال الوطني” انضم بدوره إلى تسمية سلام، كما أعلن النائب وليد البعريني.
-“اللقاء التشاوري المستقل” أعرب عن دعمه للعهد وخطاب القسم، وقال النائب إبراهيم كنعان “موقفنا مع خيار الرئيس عون لذلك بالتشاور في ما بيننا قررنا تسمية السفير سلام متمنين أن يشمل التوافق الجميع لنكون جميعاً إلى جانب العهد”.
-كتلة الكتائب سمّت للمرة الثالثة القاضي سلام، وقال النائب سامي الجميل “الرئاسة كانت تحت الوصاية مثل لبنان كله، اما اليوم فالرئاسة تعود رمزاً لسيادة لبنان واستقلاله. ونتمنى أن يفهم الجميع أن الإقصاء ممنوع، وجميعنا يجب أن نكون شركاء في بناء لبنان الجديد تحت سقف القانون وبالمساواة من دون أي سلاح غير سلاح الجيش اللبناني”.
-“التكتل الوطني المستقل” الذي يضم النواب طوني فرنجية، فريد هيكل الخازن وملحم طوق لم يسمّ أحداً لأن الأمور حُسمت بفوز نواف سلام، وتمنى على “القاضي نواف سلام أن ينفتح على الجميع وأن يكون خيرًا لهذا البلد”. وقال النائب طوني فرنجية: “كنا نفضّل أن نتفادى المناكفات السياسية وكنا نتمنى امتصاص كل الصدمات وتأليف حكومة بأسرع وقت ممكن”.
-كتلة “التوافق الوطني” سمّت كذلك سلام، وتمنى النائب فيصل كرامي “أن يقوم الرئيس عون ورئيس الحكومة بالحفاظ على الدستور وتأليف حكومة لا تستثني أحدًا “، وأضاف “هناك موجة كبيرة تريد وجوهًا جديدة لإدارة البلد، وهناك عودة عربية ودولية إلى لبنان وعلينا حماية البلد وأن نكون يدًا واحدة لتطبيق القرارات الدولية”.
-كتلة “تحالف التغيير” سمّت سلام، ورأى النائب وضاح الصادق “أننا لسنا أمام مرحلة انتقالية كما روّج البعض إنما أمام مرحلة تأسيسية لتكوين المؤسسات”. وقال النائب مارك ضو :”الميثاقية ليست سببًا لشل الدولة وتؤخذ بالاعتبار إنما الدستور واضح وليس حزب واحد يحتكر طائفة بأكملها”. ودعا النائب ميشال الدويهي الرئيس مجلس النواب “للتلاقي حول تكليف القاضي نواف سلام وأن يسير بتكليفه ومسؤوليتنا أن نترفّع ونُقوّي البلد وجيشه ومؤسساته”.
-كتلة “نواب الأرمن” اختارت نواف سلام وقال النائب أغوب بقرادونيان “أمام المشهد التوافقي نحن جزء من هذا المشهد”.
– كتلة “تجدد” التي سمّت سلام أعلن باسمها النائب فؤاد مخزومي “وجوب ان نطوي معاً صفحات الألم ونفتح صفحة جديدة من السلام والإصلاح”.
واشار إلى “ان خطاب القسم يجب ان يواكبه حكومة جديد، وانطلاقاً من هذه القناعة، والبيان الوزاري يجب ان يكون امتداداً لخطاب القسم، وقد سحبت ترشيحي من اجل نجاح حكومة نواف سلام”.
– كتلة “مشروع وطن الانسان” انضمت أيضاً إلى التسمية، وقال النائب نعمة افرام “لا يوجد خاسر أو رابح بل لبنان هو الرابح، ولا يمكن ان نعتبر ان فريقاً ربح على آخر”.
-نائب “الجماعة الإسلامية” عماد الحوت قال “لأن الناس ملّت من الطريقة التقليدية المبنية على المحاصصات وليس على أساس برنامج ومشروع، كان قرارنا مساعدة فخامة الرئيس بعقلية جديدة من هنا فضّلنا شخصًا جديدًا وهو القاضي نواف سلام”.
-كتلة “التنمية والتحرير” لم تسم أحداً ككتلة نواب “حزب الله”، وقال النائب أيوب حميّد “لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك”.
مَن هو نواف سلام؟
يتبوأ القاضي نواف سلام منصب رئيس محكمة العدل الدولية، وسبق أن شغل منصب سفير ومندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة في نيويورك بين تموز/يوليو 2007 وكانون الأول/ديسمبر 2017.
ولد في بيروت في 15 كانون الأول 1953 من عائلة سياسية معروفة، والده عبدالله سلام أحد مؤسسي “شركة طيران الشرق الأوسط”، ومثّل العائلة في مجلس إدارتها ما بين 1956 و1983.
ثابر على الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
والسفير سلام متزوج من الصحافية سحر بعاصيري، سفيرة لبنان لدى اليونسكو، وله ولدان عبد الله ومروان.
عمه هو صائب سلام، ترأس الحكومة اللبنانية 4 مرات في الفترة ما بين 1952 و1973، وترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة في الفترة 2014 و2016.
اكتملت حسب ما تريد أمريكا
اعتقد ان دوره مهم في محكمة العدل الدولية والتي يجب ان تبت في الدعوى التي قدمتها حكومة جنوب افريقيا ضد حرب الابادة الجماعية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. المعروف أن المحاكم الدولية تستغرق وقتاً طويلا ً لاتخاذ قرارات ولكن بالنظر إلى حرب الابادة الجماعية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني فالمفروض ان يكون للقضاة دور مهم في قيام محكمة العدل الدولية بإبداء الرأي القانوني في هذه القضية المهمة.
مع ان ذلك يعني خسارة للعدالة الدولية حيث انه سيترك منصبه في محكمة العدل الدولية في هذا الوقت الحساس، نثق في قدراته على احداث فرق ايجابي في لبنان. اثناء خدمتي في الامم المتحدة عرفته عن قرب وتشرفت بالعمل الى جانبه في الامم المتحدة عندما كان ممثلا دائما للبنان. شخص حكيم، وذكي، واسع الاطلاع، ذو رأي سديد، ولديه قدرات قيادية خلاقة وابداعية. تمنياتي له بالتوفيق