“الاعتكاف المبكر” في الأقصى يفتح باب خلافات داخلية بين “الأوقاف” والحراك الشبابي- (فيديوهات)

أشرف الهور 
حجم الخط
1

غزة- القدس- “القدس العربي”:

بالرغم من عدم بدء ليالي الاعتكاف في شهر رمضان، والتي تحددها دائرة الأوقاف الإسلامية في العشر الأواخر من الشهر، إلا أن حملات واسعة انطلقت خلال الأيام الماضية، تطالب بتقديم موعد الاعتكاف، والبدء به بشكل فوري، من أجل حشد أعداد كبيرة من المصلين، للتصدي للمستوطنين المتطرفين، الذين يخططون لاقتحامات واسعة للمسجد خلال “عيد الفصح” اليهودي.

وبسبب تلك الدعوات التي تنادي بتقديم موعد الاعتكاف، ظهر خلاف بين القائمين على الدعوة، وبين دائرة الأوقاف الإسلامية، التي تصر على بدء العملية في موعدها الرسمي كل عام، وترجع  السبب في ذلك للتحضيرات التي تلزم الأمر.

https://twitter.com/alqudsalbwsalah/status/1642291117046611968

 

وفي هذا السياق، نقلت تقارير محلية عن مدير دائرة أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، قوله إن المسجد الأقصى تديره “مؤسسة مسؤولة”، ويشير إلى وجود 22 عضو مجلس أوقاف، ويقول إن هؤلاء الأعضاء كلهم علماء وشخصيات مقدسية، ويقدرون الظروف في مدينة القدس وظروف المسجد الأقصى المبارك، علما أن منهم من له خدمات تزيد عن 50 عاما في القدس.

ويوضح أن مجلس الأوقاف يقدر كل حركة في القدس وفي كافة النواحي، وأنه منذ عام 1967، هناك اعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، ويضاف إلى ذلك أيام الخميس والجمع، لكون المصلين يأتون من خارج القدس، ومن الأردن، وغزة ومن بعض الدول العربية والإسلامية.

ويشير إلى أن هذه القرارات ليس بالجديدة على الأوقاف الإسلامية، ويوضح بأن هذا كان قرار مجلس الأوقاف، وقال إنه “القرار الصائب”.

وعندما تحدث الخطيب عن عدم فتح المسجد للاعتكاف في باقي أيام الأسبوع، قال: “هذا موضوع سياسي لا أستطيع أن أتحدث فيه، هنالك بعض الأمور فوق طاقتنا، لا أكثر ولا أقل”.

كما تداول نشطاء على مواقع التواصل صورة لقرار مدير عام أوقاف القدس، تحدد أيام الاعتكاف بالعشر الأواخر من رمضان.

https://twitter.com/alqudsalbwsalah/status/1642261394258010114

 

لكن هذه الخطط من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية، التي تديرها المملكة الأردنية الهاشمية بصفتها صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، فتحت باب خلاف مع نشطاء المدينة وحتى مع بعض الفصائل التي نادت بضرورة فتح المسجد في هذه الأيام للاعتكاف، بهدف زيادة عدد المصلين، واستغلال الأمر في التصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين الذين ينوون تكثيف الاقتحامات وزيادة وتيرتها، وتنفيذ “طقوس تلمودية” خلال “عيد الفصح” الذي يحل الأربعاء المقبل.

ولذلك دعا الحراك الشبابي الشعبي في القدس المحتلة، جماهيرَ القدس والضفة الغربية ومناطق الـ48، إلى “الزحف المقدس” إلى المسجد الأقصى المبارك “بنية فرض الاعتكاف العظيم والثبات والصمود لتثبيته”، بدءا من صلاة التراويح ليلة 11 رمضان، ومواصلته حتى نهاية الشهر الفضيل.

وبدا أن الدعوة هذه جاءت بدون تنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية، حيث أوضح الحراك الشبابي أن الاعتكاف في المسجد الأقصى “بات مسألة وجود لابد أن تنتصر فيها إرادة شعبنا”، داعيا الفلسطينيين للاستعداد لـ”معركة الرباط والتصدي لعدوان الفصح اليهودي بدءا من صباح الأربعاء الموافق 14 رمضان، لتبديد أوهام العدو في فرض هيكله المزعوم مكان الأقصى”.

هذا الحراك الشبابي المقدسي، توعد بالدفاع عن المسجد الأقصى، وإفشال خطط الجماعات الاستيطانية التي تريد “ذبح القرابين”، وقال في بيان أصدره: “نؤكد للعدو بأن عدوان الفصح على الأقصى لن يكون نزهة، وأن في القدس رجالا تعرف كيف تذيقه الويل؛ وأن وهم القربان في الأقصى سيكون خطوة جديدة على طريق نهايتكم التي بدأت”.

وانتقد هذا الحراك بشدة الحكومة الأردنية وأوقاف القدس، ودعاهم لـ”وقف التنسيق الأمني المخزي في الأقصى”.

https://twitter.com/alqudsalbwsalah/status/1642273689465942016

 

جاء ذلك في الوقت الذي تشير معلومات واردة من القدس، إلى أن محاولات عدد من النشطاء الاعتكاف في المسجد الأقصى، فشلت خلال الأيام الماضية، لعدم وجود غطاء رسمي لها من دائرة الأوقاف الإسلامية، وبسبب تدخل قوات الاحتلال، التي قامت بإخراج المعتكفين من المسجد بالقوة.

ووفق أنباء مؤكدة، فإن عشرات المصلين تمكنوا ليل السبت من الاعتكاف في المسجد الأقصى، تلبية لدعوات الحراك الشبابي، ومن المتوقع أن يزيد العدد، في حال لم تكن هناك أي عملية اعتداء من شرطة الاحتلال تمنع ذلك، خاصة وأن شرطة الاحتلال، قطعت التيار الكهربائي عن المنطقة التي تواجد فيها المعتكفون وهي “المسجد القبلي” داخل الأقصى.

وإسنادا لدعوات الاعتكاف المبكر في المسجد الأقصى، انطقت “حملة إلكترونية” على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى هاشتاغ: “افتحوا الاعتكاف في الأقصى”، كتب الكثير من المشاركين في تلك الحملة، تدوينات طالبت الأوقاف الإسلامية بفتح باب الاعتكاف، للتصدي للأخطار التي تهدد المسجد.

وكتبت صفحة “القدس البوصلة” على موقع فيسبوك: “الاعتكاف رسالة للدنيا أننا لا نتنازل عن الأقصى، نريد رضى الله في الأقصى”، وكتبت تدوينة أخرى جاء فيها: “في تطور لافت، نحو 150 مصلٍ من الرجال والنساء داخل المصلى القبلي في هذه الأثناء، وسط تعاون من حراس المسجد الأقصى وحرص واضح على المعتكفين، في مواجهة شرطة الاحتلال التي تتربص بهم من نوافذ المصلى”، وكانت تشير إلى بدء عشرات المصلين بالاعتكاف في الأقصى، ليل السبت.

وتأكيدا لذلك، كتبت أم رياض جبريل: “حاولت شرطة الاحتلال التحرش بالمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، عبر قطع الكهرباء عن الجامع القبلي والضرب على بواباته المغلقة بإحكام ومطالبة المعتكفين بمغادرة الأقصى”، وأضافت وهي تساند المعتكفين: “الاعتكاف هو بوابة الرباط وصد عدوان الفصح الذي تحضر له جماعات المعبد مبكراً هذا العام”.

أما محمود بسام، فكتب: “المسجد الأقصى شقيق المسجد الحرام بنص القرآن الكريم، وإليه تُشد الرحال بنص الحديث الشريف، ومعتكف الوافدين عبر الحواجز والجدار، والاعتكاف والرباط بوابة الدفاع عنه، قدسيته ومكانته من فوق سبع سماوات، وليس لأحد فيه قرار”، وكتب عبدالله معروف: “باختصار، افتحوا الاعتكاف في الأقصى”، في حين كتب يوسف الزعاترة: “لأن اعتكافهم في الأقصى حق، افتحوا  الاعتكاف في المسجد الأقصى”.

وعلى موقع تويتر، كتبت رهف الشريف: “نصرة لإخواننا المقدسيين ولأن الاعتكاف في الأقصى حق،  ندعوكم للمشاركة في العاصفة الإلكترونية عبر التغريد على هاشتاج #افتحوا الاعتكاف في الأقصى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    تحية كبيرة للحراك الشبابي الفلسطيني الذي بات لا يخشى دويلة بني صهيون و يواجهها بصدور عارية و أقدام حافية، والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة العالمين غير آجل يارب العالمين ??????????????????????

اشترك في قائمتنا البريدية