البابا شنوده يطلب دعم شيخ الأزهر لقطع حبال الود بين الحكومة ورموز أقباط المهجر
البابا شنوده يطلب دعم شيخ الأزهر لقطع حبال الود بين الحكومة ورموز أقباط المهجرالقاهرة ـ القدس العربي :علمت القدس العربي أن البابا شنوده طلب من د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الوساطة مع كبار رموز الحكومة المصرية كي لا يتم الاحتفاء مستقبلا بعناصر مسيحية من أقباط المهجر تحمل ضغينة لقيادات الكنيسة الأرثوذكسية. وكان البابا شنوده قد التقي بقيادات الأزهر الشريف بالإضافة لمفتي الديار المصرية علي جمعة قبل يومين ضمن مجموعة شهدت اللقاء تضم رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وتشير دوائر داخل أروقة الكنيسة الأرثوذكسية الي قلق بالغ وغضب شديد اعتري البابا شنوده بسبب الحفاوة والتي عبر عنها أطراف من الحكومة المصرية عند لقائهم بمايكل منير أحد رموز أقباط المهجر والذي التقاه عدد من كبار المسؤولين المصريين. وقد اشار أحد القساوسة الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات خاصة لـ القدس العربي بأن البابا شنوده يخشي من أن تكون العلاقة الناشئة بين عدد من قيادات أقباط المهجر والحكومة المصرية مقدمة للاستغناء عن الدور الذي يلعبه رموز الكنيسة المصرية وذلك بعد أن أعرب مسؤولون كبار عن ثقل دور رموز الأقباط في بلاد المهجر من خلال علاقاتهم بدوائر صنع القرار وأعضاء في الكونغرس وعدد من البرلمانات الأوروبية. وقد أكد نفس القس محاولة البابا إقناع الحكومة بأنه لا بديل عن الدور الذي يلعبه وانه ليس بوسع قوي أخري أن تحل محله في تخفيف الضغوط التي قد تفرضها الإدارة الأمريكية بشأن ما يثار عن وجود اضطهاد للأقباط.وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي أكد الكاتب والسياسي القبطي جمال أسعد عبد الملاك عضو مجلس الشعب السابق أن مخاوف البابا وقيادات الكنيسة قد يكون لها ما يبررها خاصة وأن الحكومة المصرية قامت بالمبالغة والإفراط في ترحيبها بزيارة مايكل منير كأنه الشخص القادر علي فك حبل المشنقة عن رقبة النظام المصري الذي واجه تأزما في العلاقة مع الإدارة الأمريكية.أضاف عبد الملاك أن الحكومة المصرية تختار دائما الطريق الخطأ عندما تولي اهتماما برضاء الخارج علي حساب الداخل علما بأن النظام لو تصالح مع المصريين فإن بوسعه أن يتفادي الضغوط التي تمارس ضده. وأكد أسعد بأن البابا شنوده ينبغي عليه التوقف عن ممـــارسة دور سياسي لخدمة النظام وكذلك الأمر بالنسبة لشيخ الأزهر حيث ينبغي علي كل منهما أن يدير وجهه عن النظام وأن يقترب الي الشعب بحيث لا يكون الأزهر أو الكنيسة في نهاية الأمر مجرد أبواق للدفاع عن الحكومة ومواقفها. واعرب عبد الملاك عن أنه ليس بوسع مايكل منير أو غيره من أقباط المهجر رفع الأذي عن الحكومة المصرية. ووصف الباحث والكاتب أمين اسكندر سعي النظام للتودد مع أقباط المهجر أو غيرهم من القوي التي يخشي منها ممارسة ضغوط علي الحكومة أمراً فيه لبس شديد ولا يصب في نهاية الأمر في صالح النظام والشعب المصري الذي يجب أن يكون قبلة النظام فحينما يتم الانتهاء من مشاكل المصريين جميعا بغض النظر عن دياناتهم فلن تكون هناك ضغوط تخشاها الحكومة المصرية. وأشار اسكندر إلي أهمية أن تتكاتف كل قوي المجتمع بجميع فئاته من أجل تحقيق مطلب التغيير وعندها فسوف تتلاشي مختلف الضغوط والعوامل التي تسبب احتقانا علي فئة ضد أخري.وعلي صعيد آخر اعتبر د. محمد السيد حبيب النائب الأول لجماعة الإخوان المسلمين ان قيام الحكومة باستقبال شخصيات بزعم أنها قد تنجح في تخفيف الضغوط المبذولة عليها أمر بعيد عن الصواب وخاصة إذا ما كانت بعض تلك الشخصيات تتقوي بالخارج من أجل تحقيق بعض المصالح.