الباحثة الأمريكية بارديس مهدوي: على حكام سوريا الجدد عدم تكرار ممارسات نظام الخميني لتجنّب “الثورة الجنسية”

حسن سلمان
حجم الخط
5

تونس- “القدس العربي”: قالت عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية- الإيرانية بارديس مهدوي إن على حكّام سوريا الجديدة عدم تكرار ممارسات نظام الخميني بعد ثورة 1979 لتجنّب “ثورة جنسية” ضد نظام يركّز بشكل مفرط على الجسد والأخلاق، ويتجاهل البطالة والتضخم والبنية التحتية.

الثورة الجنسية في إيران اندلعت ضد نظام يركز بشكل مفرط على الجسد والأخلاق، ويتجاهل البطالة والتضخم والبنية التحتية

واعتبرت مهدوي، في حوار خاص مع “القدس العربي”، أن “الوضع الذي نراه اليوم في سوريا معقد. حيث نرى الناس على الأرض يجسدون الأمل والخوف بشأن المستقبل. ويمكن أن يكون مثال إيران مفيداً لأعضاء الحكومة الانتقالية في سوريا، وكذلك للشعب السوري”.

وأوضحت بالقول: “لقد اندلعت “الثورة الجنسية” في إيران لأن الجيل الذي ولد خلال الثورة الإيرانية لم يتفق مع الطُرق التي سعت الحكومة من خلالها إلى تفعيل سلطتها (من خلال نسيج أخلاقي). كما اختلفوا مع عدم المساواة في طرق معاملة الناس، وتحديداً، كان هناك (ولا يزال) قلق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. وفي محاولة للرد على نظام يركز بشكل مفرط على الجسد والأخلاق (ولا يركز بشكل كافٍ على أشياء مثل البطالة والتضخم والبنية التحتية)، انخرط الشباب في ثورة جنسية”.

وأضافت: “إذا سعت الحكومة السورية الجديدة إلى ممارسة سلطتها بنفس الطريقة التي مارسها النظام الإيراني بعد عام 1979، فمن المؤكد أن هناك انتفاضة اجتماعية أشبه بالثورة الجنسية، أو شيء أكثر شبهاً بما رأيناه في الربيع العربي في أماكن مثل سوريا والعراق ومصر وتونس”.

وترأست بارديس مهدوي عدداً من الجامعات الأمريكية، على غرار أيرزونا ولافيرن ومونتانا وغيرها، فضلاً عن عضويتها في مركز “وورلد ويلسون الدولي للعلماء” وغيرها، وتركز أبحاثها على التنوع والإدماج والاتجار بالبشر والهجرة والجنس وحقوق الإنسان والنسوية والصحة العامة.

وخلال مسيرتها العلمية، ألّفت عدداً من الكتب الهامة التي تركّز على الظواهر الاجتماعية، على غرار “الثورة الجنسية”، و”جمود”، و”كتاب الملكات”، وغيرها.

ودعت حكام سوريا الجدد إلى “تبنّي نهج شامل لحماية وتعزيز حقوق الإنسان لجميع المواطنين. وسيكون من المهم أن نأخذ في الاعتبار بناء إطار عمل قادر على حماية الأشخاص الذين يقومون بالإبلاغ عن المخالفات”.

وحول أوجه التشابه بين “إيران الخميني” وسوريا ما بعد الثورة، قالت مهدوي: “إذا أخذنا إيران كمثال، يمكن تمييز ثلاثة أجيال على الأقل: الجيل الذي عاش الثورة وكان جزءًا منها، أو تأثر بها بشكل مباشر، وأبناء الثورة (الذي ولدوا في الفترة بين عامي 1979 و1990)، ثم أولئك الذين ولدوا لأبناء الثورة والذين أسميهم: أبناء المقاومة”.

من المرجح أن تتعلم الأجيال في سوريا وتبني حركاتها الاجتماعية على بعضها البعض وكذلك على الحركات الاجتماعية في العالم

وأضافت: “وُلِد الجيلان الثاني والثالث في بلد مزقته الثورة، وأيضاً في عالم متشابك. لقد لاحظوا الاختلافات الحادة في تجاربهم بالمقارنة مع الأجيال التي سبقتهم أولاً، ومن ثم العالم من حولهم”.

وتابعت بالقول: “من المرجح أن تتعلم هذه الأجيال (قبل الثورة وخلالها وبعدها) في سوريا من بعضها البعض، ربما تتفق وربما تختلف، ومن المرجح جداً أن تبني حركاتهم الاجتماعية على بعضها البعض وكذلك على الحركات الاجتماعية من جميع أنحاء العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شاهر السويطي:

    ما دمر العرب والمسلمين الا ابحاثكم مدفوعة الاجر لتدمير العالم العربي والاسلامي

  2. يقول جيلالي:

    المسلمون ليسوا أتباع غريزة الشهوة كي يثوروا لأجلها

  3. يقول محمد:

    كلام فاضي ، الإيرانيون يحتجون على الفساد الإداري وولايه الفقيه ويعبرون عنها غير المتدينون برفض الحجاب والحشمه ولو كانت حكومه تحكم بالعدل وتوفر للناس احتياجاتها لما تمردوا.

  4. يقول جوبا فلسطين:

    كل أبحاثكم وثقافتكم بالعالم العربي محصورة بالجنس والتحول الجنسي والحرية الجنسية والشذوذ الجنسي . وكأنها سلعة تشترى وتباع .

  5. يقول عبد المجيد فرنسا:

    نحن لا نريد منكم دروسا .
    لنا ديننا و لكم دينكم.
    أما بالنسبة للجنس فديننا يسمح لنا بالزواج من اربع لمن لا تكفيه واحدة

اشترك في قائمتنا البريدية