البرد شبح موت مخيف وأطفال غزة يدفعون الثمن.. الضحية الأخيرة صرخ فجرا وهو يرتجف ثم تجمد قلبه

أشرف الهور
حجم الخط
2

غزة – “القدس العربي”:

تشتكي الأسر الغزية خاصة النازحة في الخيام، من رؤيتها الأطفال وهم يرتعشون من البرد، دون أن تستطيع أن تفعل لها شيئا يهون أو يخفف مأساتهم، وهو ما دفع بمنظمة الصحة العالمية للتحذير من الخطر المحدق الذي يهدد حياة أطفال غزة، جراء الحرب وموجات البرد التي حصدت أرواح عدد منهم.

قصة آخر الضحايا

ولا تملك عوائل غزة سواء القاطنة في الخيام أو مراكز الإيواء، أو في المنازل التي تضررت جميعها وحطمت نوافذها جراء القصف، أيا من وسائل التدفئة أو الأغطية المناسبة، فمنذ أن بدأت الحرب انقطع التيار الكهربائي عن السكان، فيما تسمح حاليا سلطات الاحتلال بإدخال كميات قليلة من الوقود للمؤسسات الطبية والخدماتية، وهو ما يحول دون قدرة السكان على تشغيل أجهزة التدفئة التي تعمل بالطاقة أو الوقود.

قضى سبعة أطفال منذ بداية فصل الشتاء الحالي بردا، إضافة إلى ممرض يعمل في أحد مشافي جنوب القطاع

وقضى سبعة أطفال منذ بداية فصل الشتاء الحالي بردا، إضافة إلى ممرض يعمل في أحد مشافي جنوب القطاع، داخل خيام النزوح، في مشهد مأساوي جديد، زاد من ويلات وتبعات الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل ضد السكان، منذ 16 شهرا.

وكان آخر ضحايا البرد هو الطفل الرضيع يوسف كلوب الذي أبصر النور قبل شهر، حيث تفاجأت أسرته بوفاته حين حاولت تفحصه صباح الاثنين، لتجد أنه فارق الحياة جراء موجة البرد، وقبيل وفاته بساعتين فقط، استفاقت أسرته على صراخه فجر ذلك اليوم، لتجده يرتجف من البرد، ووقتها قامت والدته بإرضاعه، وعملت على وضعه تحت الأغطية المتوفرة، وما إن هدأ قليلا حتى نامت الأسرة.

وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي يتذوق فيها الطفل حليب والدته، فصبيحة ذلك اليوم وجدته أسرته بلا حراك، عندما حاولت تفحصه صباحا، ووقتها حمله والده على عجل إلى المشفى وهناك أبلغه الأطباء بوفاته جراء البرد.

وقد عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا”، عن قلقه العميق إزاء التقارير التي أشارت إلى وفاة طفل يبلغ من العمر شهرا واحدا، بسبب انخفاض حرارة الجسم.

ويقول خليل الحلو، وهو نازح في إحدى مناطق الخيام العشوائية وسط القطاع، إنه لا يتوفر سوى التدفئة عن طريق إشعال النار، وهي بحاجة إلى تكلفة مالية، لا تستطيع غالبية الأسر توفيرها بسبب ارتفاع ثمن الأخشاب.

وأشار لـ “القدس العربي” إلى مأساة مئات الآلاف من سكان الخيام في هذا الوقت من العام، وقال “ليلا نصل إلى حالة التجمد، وما حد منا بيشعر بأطرافه”، ويكمل “احنا (نحن) الكبار ما بنقدر على البرد، كيف الصغار”، وأشار إلى أنه اضطر في أحد الأيام الأخيرة إلى وضع طفله ذي الثلاث سنوات في حضنه، وبدأ يفرك يديه وأقدامه، لإعطائه بعض الطاقة، بعد أن لاحظ تغير لون جلده إلى الأزرق، وقد خاف هذا الرجل في تلك الليلة أن يفقد طفله حياته بسبب موجة الصقيع.

ولم تفلح كل المحاولات التي استخدمتها المسنة سهيلة عبد الحميد، في تدفئة أحفادها في منطقة نزوحهم وسط القطاع، حيث عملت هذه السيدة كما روت لـ”القدس العربي” على لف الأطفال بالأغطية على شكل اسطواني، لكن الطريقة لم تنجح لحاجة الأطفال إلى الحركة ليلا، وتشير هذه السيدة التي تعاني من آلام المفاصل والتي كانت تزداد في فصول الشتاء الماضية، إلى أن مأساتها تتضاعف حاليا، وأنها تشعر بالبرد ينخر في عظامها، دون أن تجد حلا مناسبا، يعطيها وأفراد أسرتها قليلا من الدفء.

الأطفال يدفعون الثمن

ومع تزايد المخاطر، أكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة “أكس”، أن أطفال غزة يدفعون ثمن هذه الحرب بحياتهم، وقال “توفي ما لا يقل عن سبعة أطفال حديثي الولادة، بسبب انخفاض حرارة الجسم في غزة في شهر كانون الأول/ديسمبر، وهناك المزيد من الأطفال في خطر”.

مع انخفاض درجات الحرارة في غزة، تزيد الأمطار الغزيرة والطقس البارد من صعوبة البقاء على قيد الحياة، بالنسبة للعائلات النازحة

وأضاف “يستحق كل طفل بداية صحية وآمنة في الحياة”، وتابع وهو يشرح مأساة أطفال غزة “لكن أطفال غزة يدفعون ثمن الحرب بحياتهم”، وطالب المسؤول الدولي في منشوره بوقف إطلاق النار.

وفي السياق، نشرت منظمة الصحة العالمية منشورا آخر على “أكس” تناول ذات المأساة التي يعاني منها أطفال غزة في فصل الشتاء، وقالت في منشورها “مع انخفاض درجات الحرارة في غزة، تزيد الأمطار الغزيرة والطقس البارد من صعوبة البقاء على قيد الحياة، بالنسبة للعائلات النازحة”.

وأشارت إلى أن العائلات التي غمرت الأمطار خيامها مؤخرا باتوا دون مأوى مناسب، حيث “أودت الظروف القاسية بحياة ما لا يقل عن سبعة أطفال حديثي الولادة بسبب انخفاض حرارة الجسم”، وأوضحت المنظمة أن البرد يؤدي إلى تفاقم انتشار الأمراض، مما يجعل السكان الضعفاء أكثر عرضة للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    اللهم كن لأطفال ونساء غزة سترا و حافظا معينا، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم هازم الأحزاب ومجري السحاب ومسبب الأسباب اللهم دمر عصابة تل أبيب يا حبيب وشرد بهم وابطش بهم بطشتك الكبرى فقد طال وجع أطفال ونساء غزة العزة فهذي سنة وزيادة وهم يتعرضون للقصف الوحشي المسعور من قبل عصابة الشر الصهيو أمريكية البريطانية الألمانية الغربية النازية الفاشية الدموية المجرمة التي تبيد الحجر والبشر في فلسطين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🔥

  2. يقول فصل الخطاب:

    اللهم انتقم من عصابة البانتاغون الأمريكي العفن النتن الذي يرسل أسلحته القذرة لإبادة أطفال غزة هذي سنة وزيادة وهم يتعرضون للقصف الوحشي المسعور من قبل عصابة الشر الصهيو صليبية النازية الفاشية التي تتآمر على الفلسطينيين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🔥

اشترك في قائمتنا البريدية