البرلمان الأوربي يدين الوضع الحقوقي في الجزائر ويطالب بالإفراج عن صنصال وبلام وتاجديت وكل “معتقلي الرأي”

حجم الخط
23

لندن ـ “القدس العربي”:

دعت لائحة أصدرها البرلمان الأوروبي السلطات الجزائرية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، إلى جانب “كل معتقلي الرأي بمن فيهم الصحافي عبد الوكيل بلام والناشط محمد تجاديت”.

وذكرت اللائحة التي تم التصويت عليها بأغلبية ساحقة، والتي وردت في صيغة شديدة الانتقاد للوضع الحقوقي في الجزائر، أن “صنصال تم اعتقاله من قبل السلطات الجزائرية في 16 نوفمبر 2024 بعد أن عبّر علنًا عن مواقفه الرافضة للنظام السلطوي في الجزائر، مطالبًا بضمان حرية التعبير في البلاد”.

رغم أنه في الملف القضائي لصنصال، لا يوجد ما يشير إلى اعتقاله بناء على مواقفه من السلطة في الجزائر، خاصة أنه كان موظفا ساميا في الحكومة لسنوات، بل بخصوص تصريحاته لقناة تنتمي إلى اليمين المتطرف في فرنسا، “شكك فيها في الحدود الجزائرية الحالية، بزعم تبعية مناطق من غرب البلاد للمغرب”، وهو ما اعتبر في الجزائر مساسا بأمن الدولة.

ومما ورد في اللائحة أن صنصال ظل مفقودًا لمدة أسبوع كامل بعد اعتقاله، حيث لم يُسمح له خلال هذه الفترة بالتواصل مع أسرته أو بمحامٍ يمثله، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يكفل حقوق المعتقلين في الاتصال بعائلاتهم والاستعانة بمحامٍ للدفاع عنهم.

نبّهت اللائحة إلى أن الجزائر تُعد طرفًا في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو ما يلزمها باحترام وتعزيز حرية التعبير، ليس فقط باعتبارها التزامًا دوليًا، بل أيضًا بموجب دستورها الوطني وأولويات شراكتها مع الاتحاد الأوروبي

وأضافت أن السلطات الجزائرية استجوبت صنصال دون حضور محاميه، مما يشكل انتهاكًا واضحًا لحقه في محاكمة عادلة. كما ذكرت أن السلطات وجهت إليه لاحقًا تهمة “المساس بأمن الدولة” بموجب المادة 87 مكرر من القانون الجزائي الجزائري، وهي مادة كثيرًا ما تُستخدم لاستهداف منتقدي الحكومة، بما في ذلك المدافعون عن حقوق الإنسان. وأشارت إلى أن الكاتب تعرض لأزمات صحية متعددة استدعت نقله إلى المستشفى عدة مرات، مما يعكس تدهور حالته الصحية أثناء فترة احتجازه.

ونبّهت اللائحة إلى أن الجزائر تُعد طرفًا في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو ما يلزمها باحترام وتعزيز حرية التعبير، ليس فقط باعتبارها التزامًا دوليًا، بل أيضًا بموجب دستورها الوطني وأولويات شراكتها مع الاتحاد الأوروبي. وأبدى النواب الأوروبيون من خلال هذه اللائحة، قلقًا بالغًا من التعديلات الأخيرة التي أُدخلت على قانون العقوبات الجزائري في عام 2024، حيث وصفتها بأنها تُقيّد بشكل كبير حرية التعبير وتقوضها.

 وأضافت أن الجزائر شهدت تراجعًا كبيرًا في هذا المجال، حيث انخفض ترتيبها إلى المرتبة 139 عالميًا في تصنيف حرية الصحافة لعام 2024. وذكرت أن الصحفيين في الجزائر يواجهون ضغوطًا متزايدة، تتجلى في احتجازهم وملاحقتهم قضائيًا، وأشارت إلى وجود ما لا يقل عن 215 شخصًا من سجناء الرأي داخل السجون الجزائرية، وفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان المحلية. كما أكدت أن السلطات الجزائرية تواصل فرض الرقابة على وسائل الإعلام المستقلة، وتكثف محاكماتها لها وتفرض عقوبات قاسية عليها، متذرعة باتهامات تتعلق بـ”التآمر مع قوى أجنبية ضد الأمن الوطني”.

وأكد البرلمان الأوروبي في لائحته على عدة مطالب، أبرزها إدانة اعتقال بوعلام صنصال وكل المعتقلين السياسيين، الذين يفوق عددهم 220،  بمن فيهم الصحافي عبد الوكيل بلام و”شاعر الحراك الشعبي”، كما يوصف، محمد تجاديت، والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم جميعًا. كما دعا مؤسسات الاتحاد الأوروبي والبعثات الأوروبية إلى التعبير علنًا عن قلقها للسلطات الجزائرية بشأن هذه الانتهاكات، والعمل على تنظيم بعثة طبية لتقييم الحالة الصحية لبوعلام صنصال. كما طالبت السلطات الجزائرية بمراجعة جميع “القوانين القمعية” التي تُقيّد الحريات، لا سيما المواد 87 مكرر، 95 مكرر، و196 مكرر من القانون الجزائي، بالإضافة إلى تعزيز استقلالية القضاء، وضمان حماية حرية الصحافة المنصوص عليها في المادة 54 من الدستور الجزائري.

ينتظر أن تثير هذه اللائحة ردود فعل كبيرة في الجزائر تدين التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، على غرار حالات شبيهة سابقة أدان فيها البرلمان الأوروبي الوضع الحقوقي في الجزائر خاصة خلال فترة الحراك الشعبي والسنوات التي تلتها.

وفي السياق، ذكرت اللائحة أيضًا أن الاتحاد الأوروبي قدّم للجزائر مبلغ 213 مليون يورو بين عامي 2021 و2024 ضمن إطار البرنامج الإرشادي متعدد السنوات، وهو ما يعكس عمق العلاقة بين الطرفين. إلا أن البرلمان الأوروبي شدد في اللائحة على ضرورة ربط أي تجديد للشراكة أو صرف مساعدات مستقبلية بتحقيق الجزائر تقدمًا ملموسًا في مجالات سيادة القانون وحرية التعبير. ورأى البرلمان أن استمرار القمع وتقييد الحريات يتعارض مع الأولويات المشتركة التي تقوم عليها هذه الشراكة.

وينتظر أن تثير هذه اللائحة ردود فعل كبيرة في الجزائر تدين التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، على غرار حالات شبيهة سابقة أدان فيها البرلمان الأوروبي الوضع الحقوقي في الجزائر خاصة خلال فترة الحراك الشعبي والسنوات التي تلتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الريف:

    بعد جرب غزة و سكوتكم عن مجاز ارتكبها الكيان الصهيوني بحق اطفال و نساء و شيوخ تاكد العالم انكم منافقون و تكيلون بمكيالين و لوائحكم فقط شعبوية و لا تهمنا لانكم تكذبون على الشعوب .

  2. يقول ابن سعيد:

    نذكر البرلمان الأوروبي أن الشعب الجزائري لايخضع للإستفزازات ولا للضعوط هو شعب دفع ثمن تحرير بلاده ملايين الشهداء ، واصبح هو السيد الفعلي في البلاد ومايزال مستعدا للتصدي لأي مناورة من أي طرف كان داخليا أو خارجيا، وعزم على أن من يخرج من الصف وينحرف ضد سياسة البلاد أيا كان هذا شخصا ،أو جماعة ،أوفئة فالشعب هو من يتصدى ويعاقب المنحرفين أيا كانت صفتهم وطبقاتهم الإجتماعية ، مثل صلصال والأخرون هم مواطنون جزائريون ويعلمون مسبقا أن لهم حقوق وعليهم واجبات وطنية وملزمون بتطبيقها أو يتعرضون للمساءلة من طرف الشعب وهذا مايحدث .

  3. يقول صالح/ الجزائر:

    رئيس فرنسي سابق ، ومعبود فرنسا إلى اليوم ، طُلب منه مغادرة كندا لأنه أدلى بتصريح أساء فيه لوحدة الفيدرالية ، لكي لا نقول: “تحيا كيبيك حرة!” (« Vive le Québec libre ! »). قناة فرنسية حكومية ، تبث بعدة لغات ، منها العربية ، أقالت رئيس تحريرها السابق الجزائري الجنسية لأنه انتقد ، في حوارا لقناة الميادين ، جرائم الكيان الصهيوني . رشيد نكاز مزدوج الجنسية السابق اعتقل هو أيضا في الجزائر ولم تتحرك لا فرنسا ولا “النخبة” الفرنسية ولا البرلمان الأوروبي لتحريره من السجن . هل كان اليمين الفرنسي المتطرف سيقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل الكاتب الجزائري ، الذي اكتسب الجنسية الفرنسية حديثا ، لو أنه شكك مثلا في انتماء كورسيكا والألزاس .. لفرنسا ، أو شكك في الرقم المتداول للمحرقة ؟ .
    “محكمة العدل الدولية” تبنت في 26 جانفي 2024 “تدابير مؤقتة” ، في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل التي اتهمتها بانتهاك الاتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية ، أي أوامر ملزِمة، تشمل مطالبة إسرائيل بمنع الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، وبضمان توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، ومنع ومعاقبة التحريض على ارتكاب الإبادة الجماعية . ماذا كان رد فرنسا والبرلمان ؟ ، لا شيء .

  4. يقول ابوعمر:

    وهل الجزائر تابعة للاتحاد الاوروبي جتى يهددها هؤلاء البرلمانيون العكرة….
    صنصال مجرم وعميل يجب قتله على غرار العملاء والخونة في الساحة العمومية حتى يكون عبرة لكل العملاء

  5. يقول ولد مسعود:

    اليمين المتطرف في فرنسا نعرفه و نعرف جذوره اغلبية تشكيلته من الاقدام السوداء و المنظمة السرية التي رحلت من الجزائر غداة استقلالها مازالوا يحنون للجزائر فرنسية و يعتبرون استقلالها حرمهم من وطن ولدوا فيه و ترعرعوا و تركوا ذكريات و ماضي في الجزائر لم يهظموا لحد الان ان الجزائر استقلت و لم تعد فرنسية.

  6. يقول النفاق الأوروبي @@@:

    مراقبة حقوق الإنسان موجودة خارج غزة فقط@@@أما إبادة شعب فلسطين فإنها لا تدخل في نطاق حقوق الإنسان والشعوب@@@ هذه قمة النفاق@@@

  7. يقول الجيلالي سرايري:

    هذا البرلمان الأوربي لماذا يسكت عن جرائم اسرائيل البشعة ,ولماذا يسكت عن اختطاف الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي في مطار بيروت بلبنان وترحيله إلى دولة الامارات دون اي تهمة ولم يظهر عليه أي خبر وقيل انه دخل العناية المركزة نتيجة التعذيب ووهذا البرلمان لم يتكلم عن سجون النظام السوري ,سجون النظام المصري

  8. يقول سليم:

    الجمل في حياته كلها لم ينظر إلى ظهره وما تحمله هده الحدبة ولكن يرى جيدا ما يوجد فوق الجمال الآخرين

  9. يقول محمد تواريقت:

    مساكين
    حقوق الإنسان عيونها زرقاء وبشرتها بيضاء يحبها Donald Trump.

  10. يقول عادل_ألميريا:

    هههه البرلمان الأوروبي الذي لم يطالب نتنياهو بوقف تقتيل الصحفيين الفلسطينيين !!
    البرلمان الأوروبي الذي لم يتجرأ عاى الضغط على النتن ياهو لوقف الإبادة في غزة !!
    البرلمان الأوروبي المتواطئ مع كيان الصوص و سمح بتقتيل و تجويع الأطفال و النساء والمرضى في المستشفيات التي قصفها كيان الصوص
    البرلمان الأوروبي الذي منع المساعدات الإنسانية عن سكان غزة
    البرلمان الأوروبي الذي لم يطالب بقف ببع الأسلحة و القنابل لإسرائيل!!
    البرلمان الأوروبي الذي لم يمنع الإبادة للتي قامت بها فرنسا في رواندا في 2002!!
    يعني برلمان اليمين المتطرف الذي مازال يحلم باستعمار إفريقيا من جديد يطالب بتحرير رجل جزائري !!
    اللعبة الخبيثة انكشفت و الجزائر لا تخضع إلا لله كما قالها الرئيس عمي تبون

1 2 3

اشترك في قائمتنا البريدية