أوباري (ليبيا): أصبح لباس “البزان” زيا مفضلا لشباب قبائل الطوارق في مدن الجنوب الليبي لارتدائه في أيام الأعياد، رغم غلاء أسعاره واعتبار البعض له تراثا غريبا على الثقافة المحلية.
وقال أمين الأنصاري (25 عاما) أحد شباب الطوارق، إن لباس البزان “يروق له كما يروق للكثيرين خاصة في المناسبات الاجتماعية وفي الأعياد تحديدا”.
الأنصاري الذي يسكن مدينة أوباري (جنوب) ذكر للأناضول أن لباس البزان “ليس مجرد قطعة قماش نشتريها، لكي نلتقط بها الصور التذكارية، بل أضحى تقليدا راسخا لدى الشعوب الإفريقية والطوارق خصوصا”.
ورغم ارتفاع أسعار “البزان” إلا أنه ما زال يجد إقبالا من الشباب على شرائه.
ويضيف الأنصاري: “غلاء أسعار البزان تعكر صفو كثيرين، إلا أن ذلك لم يمنعهم من اقتنائه رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.
ومع ازدياد الطلب على لباس البزان في عدة مناطق بالجنوب الليبي ومنها سبها وغات وأوباري وأوال، قرر أحمد أق علي (20 عاما) صاحب محل لبيع البزان في منطقة تمنراست (جنوب الجزائر) لترويج بضاعته عبر إنشاء صفحة على فيسبوك تمكن خلالها من استقبال مئات طلبات الشراء من الليبيين.
وقال أق علي للأناضول: “قبل العيد فتحت باب الحجز على صفحتي بفيسبوك وتلقيت طلبات كثيرة من ليبيا وبمقاسات وألوان وأقمشة مختلفة”.
وأوضح أن الطلبات تأتي كثيرا على لباس البزان الذي يكون قماشه من “القيزنير” أو “القانيليا” باعتبارها الأجود ويصل سعرها بالعملة الليبية إلى 750 دينار (150 دولار).
ويرجع أق علي سبب ارتفاع أسعار البزان إلى عدة أسباب منها “ارتفاع تكلفة إيصالها إلى ليبيا، كما أن هناك أنواع ليست موجودة بالجزائر حيث يتم جلبها من باماكو عاصمة مالي”.
وقال شعيب موسى من سكان حي الطيوري بسبها (جنوب) إن “البزان انتقل من مجرد لبس فلكلوري إلى علامة تجارية رائدة في عالم الموضة، وذلك نتيجة تطور أنمطة الحياكة والتطريز وأصبح علامة على الأناقة عند الشباب في العمق والساحل الإفريقي”.
وأضاف موسى للأناضول: “الطلب المتزايد على لباس البزان جاء نتيجة تماشيه مع البيئة وطبيعة المناخ الصحراوي للمنطقة، وكذلك خفة وزنه وجمالية الأشكال المرسومة عليه وبالأخص عندما يمتزج بالعمامة التقليدية”.
وأشار موسى إلى أنه في الوقت الحالي “لا يكاد يخلو سوق شعبي من لباس البزان الذي انتقل خلال فترة وجيزة من زي خاص بالطوارق إلى زي عالمي يعكس الهوية والثقافة الإفريقية والتنوع والقاسم المشترك بين الشعوب”.
ورغم إقبال الشباب على ارتداء البزان، عبر موسى على ونتيتي رئيس منظمة تيزجار لحقوق الإنسان ودعم الديمقراطية ببلدية أوال (جنوب غربي ليبيا) عن رفضه للباس البزان باعتباره “ليس لباس للطوارق وإنما هو مستوحى من ثقافات أخرى”.
وذكر ونتيتي أن انتشار البزان خلال السنوات الأخيرة “تسبب في خلط بين ما هو أصيل وما هو مستورد”.
وأضاف: “رغم انتشار البزان غير أن هناك من لا يزال يتمسك باللباس الأصيل كالقندوارة وتكميست والسروال التارقي والشاش التارقي”.
وأرجع ونتيتي سبب انتشار لباس البزان بين الشباب إلى ” كثرة العروض التي تسوق له سواء عبر صفحات التواصل الاجتماعية أو في المحال، إضافة إلى أن البعض يعتبره رمزا للثراء والأناقة”.
أما المختار أق سليمان أحد سكان مدينة غات (جنوب) فاعتبر انتشار البزان في الأعياد والمناسبات “خطر ثقافي يهدد المدينة، لأنه من البضائع العابرة للحدود وليست من ثقافة المدينة التي لها عادات وتقاليد معينة”.
وأوضح أق المختار للأناضول أن “بدائل محاربة الثقافات العابرة للحدود تكمن في دعم الحرفيين الذي يصنعون اللباس التقليدي المتعارف عليه منذ القدم ويبيعونه بأرخص الأثمان”، وفق قوله.
(الأناضول)