البنتاغون موزع بين محاربة الإرهاب في الساحل ومنع وصول النفوذ الصيني إلى الواجهة الأطلسية لأفريقيا

حسين مجدوبي
حجم الخط
2

شهدت المنطقة قفزة جيوسياسية غير مرتقبة بعدما أعلنت مالي والنيجر وبوركينافاسو إنشاء كونفدرالية، واتخذت قرار التخلي عن التعامل الأمني مع الغرب.

لندن ـ «القدس العربي»: تحاول الولايات المتحدة إيجاد مناطق جديدة لتعزيز نفوذها العسكري في القارة الأفريقية. فمن جهة، تريد الحفاظ على تواجد عسكري قوي لمحاربة الإرهاب بعد طردها من الساحل، ومن جهة أخرى تعمل على تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري لمنع تسرب الصين وروسيا إلى الواجهة الأطلسية للقارة الأفريقية.

دول الساحل تطرد واشنطن

وتميزت الثلاث سنوات الأخيرة بقرار دول الساحل الأفريقي، وبعدما شهدت انقلابات عسكرية، بإنهاء اتفاقيات عسكرية وأمنية مع دول غربية وعلى رأسها طرد فرنسا ذات النفوذ التاريخي بسبب الاستعمار، ثم الولايات المتحدة حديثة النفوذ بالمنطقة. وارتبط التواجد الأمريكي بعملية محاربة الإرهاب للجماعات المتطرفة مثل «داعش» و«القاعدة» وخصص البنتاغون قوات لهذه العملية تحت اسم «أفريكوم».
وشهدت المنطقة قفزة جيوسياسية غير مرتقبة بعدما أعلنت منذ أسبوعين الدول الثلاث في الساحل الأفريقي مالي والنيجر وبوركينافاسو إنشاء كونفدرالية، واتخذت قرار التخلي عن التعامل الأمني مع الغرب بعدما اتهمته بدعم غير مباشر للجماعات الإرهابية. وإذا كانت هذه الضربة موجعة لفرنسا، فهي كذلك للولايات المتحدة التي وجدت نفسها مطالبة بالرحيل من آخر معقل لها وهي دولة استراتيجية مثل النيجر. وبالفعل، غادر آخر جندي أمريكي هذا البلد خلال الأسبوعين الأخيرين.
وخلال الأيام الأخيرة، تتحدث الصحافة الفرنسية مثل «لوموند» وصحافة دول منطقة الساحل مثل «مالي ويب» و«توتا أفريكا» عن رهان البنتاغون على إيجاد موقع لقواته في دولة ساحل العاج. وفي هذا الصدد، من المقرر إنشاء البنتاغون قاعدة له في أوديني، وهي بلدة تقع في شمال شرق البلاد بالقرب من الحدود مع مالي وغينيا. وهذا موقع مثالي، حيث أن النسخة الجديدة من الطائرات المسيرة ريبر، التي يبلغ مدى تحليقها 30 ساعة على مسافة 2500 كيلومتر، تسمح بمراقبة منطقة شاسعة في كل الاتجاهات من خليج غينيا الاستراتيجي إلى نواكشوط إلى لومي، وبلدان الساحل الأفريقي. وكانت جريدة «لوموند» قد أوردت مصادقة سلطات ساحل العاج على وجود أمريكي لمواجهة الإرهاب الذي بدأ يمتد إلى خليج غينيا. وتتحدث الصحافة عن صمت سلطات ساحل العاج الحديث مباشرة عن الوجود الأمريكي، ومنها «توتا أفريكا» التي تشير إلى مراقبة دول المنطقة لهذا التطور الإقليمي الهام. وكان وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن قد زار ساحل العاج بداية السنة الجارية، ووضع أسس الاتفاق مع هذه الدولة حول احتضان القوات الأمريكية، ولم يعلن عنه علانية. وتعهدت واشنطن بتقديم مساعدات مالية لساحل العاج، واعتبرها دولة نموذجية في الديمقراطية يجب على باقي الدول الاهتداء بتجربتها.

مواجهة النفوذ الصيني

ولم تعد الولايات المتحدة تهتم فقط بمحاربة الإرهاب بل أضافت إليها مهمة أخرى وهي مواجهة النفوذ الروسي والصيني ومحاولة منع البلدين من تعزيز تواجدهما في دول تطل على الواجهة الأطلسية للنصف الشمالي للقارة الأفريقية. وتفاجأت الولايات المتحدة مؤخرا باتفاقية عسكرية بين روسيا وساو تومي خلال نيسان/أبريل الماضي. ووقّع هذا البلد الصغير، الذي هو عبارة عن جزر في خليج غينيا، اتفاقاً مع روسيا ينص على التعاون العسكري المشترك، يرخص للسفن والطائرات الحربية الروسية الاستفادة من المنشآت البحرية والموانئ والمطارات لهذا البلد الأفريقي. وكانت ساو تومي مستعمرة برتغالية، وكانت البرتغال توفر الحماية العسكرية لها وجعلتها محطة لدول الحلف الأطلسي على مستوى رسو السفن والطائرات، لكن بموجب الاتفاقية مع روسيا تلاشت هذه التسهيلات. في الوقت ذاته، تنظر واشنطن ودول غربية بعين القلق لمحاولة الصين التغلغل في غينيا بيساو، وكان رئيس هذه الأخيرة عمر سيسوكو في بكين الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاقيات استراتيجية ومنها تسهيلات عسكرية. وقبل شهرين، كان رئيس غينيا الاستوائية ثيودور أوبيانغ بدوره في زيارة رسمية إلى الصين، ومن ضمن الاتفاقيات الموقعة تعزيز التعاون العسكري وتقديم تسهيلات للسفن الصينية.
وتسابق الولايات المتحدة الزمن لجعل كل الشريط الأطلسي من المغرب حتى جنوب أفريقيا تحت نفوذها العسكري بفضل اتفاقيات عسكرية ثنائية. وعلاقة بهذا، يجمع البنتاغون اتفاقيات استراتيجية مع المغرب، وعلى الاتفاقيات نفسها التي وقعها مع موريتانيا التي تحولت إلى دولة رئيسية بالنسبة للحلف الأطلسي خلال الثلاث سنوات الأخيرة. كما نجحت واشنطن في تعزيز نفوذها العسكري في السنغال منذ أربع سنوات، وتنتقل الآن إلى ساحل العاج، وحالت دون تغلغل الصين في الغابون وناميبيا وبدرجة أقل في غينيا الاستوائية. وكانت جريدة «وول ستريت جورنال» قد نقلت خلال نيسان/أبريل الماضي أن الرئيس المقال علي بونغو كان قد أعطى صيف 2023 الضوء الأخضر لقاعدة عسكرية غابونية – صينية غير أن الانقلاب الذي وقع بعد أسابيع قليلة من هذا الحدث أوقف التعاون العسكري. ولا تستبعد دورا غربيا في دعم الانقلاب، لاسيما أن الانقلابيين هم الوحيدون مقارنة مع باقي الانقلابات الأخرى التي حافظت على علاقات متينة مع الغرب.
وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز نفوذها في المحيط الهادي بحكم انتقال ثقل العالم العسكري والاقتصادي والسياسي إلى هذه المنطقة، ولكن من دون التفريط في الواجهة الغربية، وذلك بمنع التسلل الروسي والصيني إلى الواجهة الأطلسية، وتتخوف واشنطن أكثر من النفوذ الصيني بحكم توفر هذا البلد على قوة اقتصادية. وبالتالي، فإلى جانب محاربة الإرهاب في الساحل تخوض المعركة الكبرى وهي منع نفوذ بكين وموسكو.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه بل بل البانتاغون الأمريكي العفن النتن الذي يرسل أسلحته القذرة لقتل أطفال ونساء غزة العزة هذي شهور وشهور وشهور هو الذي ينشر الحروب والدمار في الشرق الأوسط وأفريقيا لتستمر المصانع العسكرية الأمريكية في بيع القنابل والصواريخ، فأمريكا تقتات على بيع السلاح لا المخدرات ✌️🇵🇸☝️🚀🐒🐖🚀

  2. يقول فصل الخطاب:

    هه بانتاغون عفن نتن لا يستقوي إلا على الأطفال والنساء في غزة العزة هذي شهور وشهور وشهور وهم يقصفون الغزاوييين بالصواريخ الأمريكية القذرة التي تحول أجسادهم الطرية إلى أشلاء ورب السماء إن انتقام الله لشديد إنه قادم يا عصابة الشر الصهيو أمريكية البريطانية الألمانية الغربية الحاقدة الغادرة الجبانة ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🐖🚀

اشترك في قائمتنا البريدية