رام الله: اتفق قادة الفصائل الفلسطينية، الخميس، على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الداخلي للتصدي للتحديات والمؤامرات التي تواجه القضية.
وأجمع القادة، على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة تاريخية “خطيرة” في ظل “صفقة القرن” الأمريكية، وخطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، والتطبيع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
عباس: “آن الأوان لتكون هناك قيادة لتقود المقاومة الشعبية السلمية (..) نحن باقون هنا، لن نغادر أرضنا ووطنا”
جاء ذلك خلال اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي انعقد مساء الخميس بمدينة رام الله والعاصمة اللبنانية بيروت بشكل متزامن، لمناقشة تحديات القضية الفلسطينية.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته خلال الاجتماع، إنه “آن الأوان لتكون هناك قيادة لتقود المقاومة الشعبية السلمية (..) نحن باقون هنا، لن نغادر أرضنا ووطنا”.
وتعهد عباس بـ”العمل لتحقيق الشراكة الوطنية”، ودعا إلى حوار وطني شامل، كما طالب حركتي “فتح” و”حماس” بـ”الشروع في حوار للاتفاق على آليات لإنهاء الانقسام”.
واعتبر أن لقاء قادة الفصائل “يأتي في مرحلة شديدة الخطورة تواجه فيها قضيتنا مؤامرات ومخاطر شتى من أبرزها ما يسمى بصفقة العصر ومخططات الضم الإسرائيلية التي منعناها حتى اللحظة بصمود شعبنا وثبات موقفنا”.
من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في كلمته، إلى استعادة الوحدة وبناء برنامج سياسي ينهي العلاقة مع اتفاقية “أوسلو”، الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993.
وقال هنية: “نمر بمرحلة تحمل مخاطر غير مسبوقة وتهديدا استراتيجيا لقضيتنا الفلسطينية والمنطقة”.
ولفت إلى أنه “يجب أن ننجح في إنهاء الانقسام وبناء الموقف الفلسطيني الموحد باعتباره الركن الأساسي في مواجهة المشاريع الموجهة ضد شعبنا”.
زياد النخالة، الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، أكد أيضا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية للتصدي للمخاطر التي يواجهها الشعب الفلسطيني وقضيته.
النخالة: “تحليق راية العدو فوق مكة المكرمة والمدينة المنورة لتحط في الإمارات، مشهد حزين وذليل لأمة تملك كل المقومات التاريخية والحضارية”
ودعا النخالة، في كلمته، إلى إعادة بناء منظمة التحرير لتصبح الإطار الوطني الذي يمثل كل قوى الشعب الفلسطيني.
من ناحية أخرى، قال إن “تحليق راية العدو فوق مكة المكرمة والمدينة المنورة لتحط في الإمارات، مشهد حزين وذليل لأمة تملك كل المقومات التاريخية والحضارية”.
في السياق، اعتبر أبو أحمد فؤاد، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن “طريق الوحدة يجب أن يمر فوق التحرر من اتفاق أوسلو”.
وأكد فؤاد، في كلمته، على أن “الانقسام الفلسطيني أحد عوامل اتفاق أوسلو ويجب إنهائه”.
ودعا إلى إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، فيما طالب بطرد من يطبع مع إسرائيل من جامعة الدول العربية.
إلى ذلك، شدد باسم الصالحي، الأمين العام لـ”حزب الشعب”، على ضرورة إعطاء الأولوية لما هو متفق عليه بين الفصائل وإبقاء التباينات ليتم التحاور عليها.
وحث الصالحي، خلال المؤتمر، على تبني خيار المقاومة الشعبية وتعزيز الحوال الوطني.
بدوره، طالب أحمد مجدلاني، أمين عام جبهة النضال الشعبي، في كلمته، بالبحث عن قواسم مشتركة بين الأطراف الفلسطينية.
وقال مجدلاني: “يجب أن تكون مخرجات اجتماع قاعدة الفصائل من إرادة الشعب وانطلاقا من مصالحنا والتحديات التي تواجهنا”.
ويسود أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) انقسام سياسي، منذ يونيو/ حزيران 2007، بسبب خلافات حادة بين حركتي “فتح” و”حماس” (أكبر حزبين في فلسطين)، ولم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائه.
ومنذ بداية العام الجاري، يواجه الفلسطينيون تحديات متعددة، تمثلت في “صفقة القرن”، وهي خطة مجحفة بحقهم أعلنتها واشنطن في يناير/كانون الثاني الماضي، ثم مخطط إسرائيلي لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبعده اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
الأناضول