التايمز: اتهام ماكرون بإذلال فرنسا في جولة مرتجلة أثناء رحلة الجزائر

إبراهيم درويش
حجم الخط
22

لندن- “القدس العربي”: واجه الرئيس الفرنسي اتهامات بأنه “أذلّ” فرنسا عندما قطع جولة له في مدينة وهران الجزائرية بمواجهة جمهور معاد، بحجة أنه مهتم فقط  بغاز البلاد الطبيعي.

وقدم ماكرون زيارته إلى الجزائر على أنها محاولة للبحث وتسهيل التعاون في حل المشاكل مثل الهجرة ومحاربة الإرهاب. ورفض ماكرون كل الاتهامات الموجهة إليه بأن هدفه الرئيس هو تأمين وصول الغاز الجزائري، واعتبر ذلك كلاما “فارغا”.

وفي تقرير نشرته صحيفة “التايمز” وأعده أدم سيج، قال إن نفي ماكرون قوّضه الكشف لاحقا عما جرى في المحادثات مع القادة الجزائريين من أجل زيارة إمدادات الغاز إلى فرنسا بنسبة 50% والتعويض عن خسارة الغاز الروسي.

وعقد ماكرون أثناء زيارته الجزائر اجتماعا مع الرئيس عبد المجيد تبون قبل أن يزور وهران، ثاني مدينة في البلاد، حيث التقى صاحب محل “ديسكو المغرب”، المختص بتسجيلات موسيقى الراي، ثم  قام يوم السبت بجولة مرتجلة في شوارع العاصمة. وفي فيديو مدته 17 ثانية وضعه ماكرون على حسابه في تويتر، أظهر جموعا استقبلت الرئيس بحرارة وكانت تتدافع لمصافحته. إلا أن تقريرا أطول أعده الصحافي جيروم تروتين، مراسل إذاعة “أر أم سي” قدم صورة مختلفة، حيث بدا الجمهور عدوانيا. وقال أحدهم: “فرنسا تأكل بلدنا”، وأضاف آخر: “نحن ضد فرنسا لأنها أضرّت بنا كثيرا”، وقال ثالث: “ماكرون يريد شيئا واحدا: الغاز”.

وعندما بدأت الجماهير توجه الشتائم لماكرون، قام حرسه بتوجيهه سريعا نحو سيارته، مع أنه تجاهل الهتاف وبقي مبتسما ولوّح تاركا الجماهير وهي تهتف “واحد اثنين ثلاثة.. تحيا الجزائر”.

وقال إريك سيوتي (56 عاما) والمرشح المفضّل لأن يكون رئيسا لحزب الجمهوريين، يمين- وسط: “ياله من ذلّ لفرنسا”. وقال هناك “تناقض ظاهري” في موقف الجزائريين وتعبيرهم عن “الكراهية لفرنسا” في ظل “رغبتهم الجماعية للقدوم إلى هنا”. ومُنح حوالي 75.000 جزائري تأشيرات في آذار/ مارس لزيارة فرنسا.

وقالت جوردان بارديلا (26 عاما) التي تخوض سباقا لكي تحل محل زعيمة التجمع الوطني، مارين لوبان: ” تستطيع فرنسا مصالحة نفسها مع الجزائر وجعل نفسها محترمة، ليس من خلال تقديم الأعذار أو التسليم (للجزائر) كما فعل إيمانويل ماكرون”.

ورفض مكتب ماكرون الانتقادات ووصف الزيارة بأنها ناجحة، وأن الرئيس هو من قرر وقف الجولة وتجنب حوادث وجرحى، حيث كان الناس يتدافعون للتسليم عليه. وحاول الرئيس الفرنسي جهده لتصوير رحلته بأنها محاولة لبناء علاقات مع “الشباب الجزائري” وليس من أجل تأمين إمدادات الغاز الطبيعي.

وتوفر الجزائر نسبة 8.5% من احتياجات فرنسا من الغاز، وروسيا 17%. ولكن المتحدث باسم ماكرون أعلن بعد 24 ساعة من عودته إلى باريس عن بدء المفاوضات لزيادة إمدادات الغاز من الجزائر. ورفض تأكيد ما ورد في تقارير صحافية عن رغبة فرنسا بزيادة الإمدادات الجزائرية إلى 50%.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مليك الجزائري:

    عقيدتنا هي كره فرنسا للابد

  2. يقول امحمد الأول:

    هل عاد ماكرون إلى سن المراهقة حتى يجيئإلى الجزائر ليبني علاقات صداقة مع الشباب…… هل رسالته لهم الدفاع عن اللغة الفرنسية مقابل التأشيرة؟…… النوايا الخفية لرحلة ماكرون ليست كما يظن الجميع يعرف مبتغاه.

  3. يقول Tahsin Hassan:

    نجح ماكرون في زيارته للجزائر من مفهوم تاريخي ، ولاكنه لا يعول على الشعوب العربية

  4. يقول محي الدين احمد علي:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . هذا الماكرون قال لم يحضر الى الجزائر من اجل الغاز , حسب المقال خسارة فرنسا بسبب حرب أوكرانيا 17 % من الغاز الجزائر تملك الغاز لهذا ذهب هذا الماكرون للجزائر لطلب شراء الغاز وقمة الاستعلاء والاستكبار في الطلب وأيضا قمة قلة الادب ويقول انا لم احضر الجزائر من اجل الغاز هذا كلام فاضي ويسجل فلم هائف لمدة 17 ثانية لكي يعرضه ليثبت انه ما زالت فرنسا عظيمة , اذن لماذا حضرت الى الجزائر ولماذا لم تقول انا حضرت الى الجزائر من اجل الغاز ما العيب انك تكون محترم وتحترم الاخر وتعلن انك مسؤول عن شعب ويسبب حرب أوكرانيا سيكون الشتاء قاسي بدون الغاز ولهذا حضرت اليكم لشراء الغاز

  5. يقول هاشم:

    لن يكون هناك تحرر من التبعية الفرنسية مادام هناك صراع بين المغرب والجزائر.مادام المغاربة والجزائريين يتسابقون نحو الفيزا الأوروبية.أنظروا إلى الإمارات جواز سفرها هو من أقوى الجوازات.مفتاح النجاح في دول شمال إفريقيا هو الإتحاد والتخلص من جميع أشكال العصابات التي تجري وراء مصالحها الخاصة.والبحت بشكل تنائي عن حلول ترضي جميع الأطراف

  6. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    ما طبيعة العلاقات الفرنسية الجزائرية !!!؟؟؟
    أنقلها لقراء “القدس العربي” من أصحاب الشأن أنفسهم الذين ربما يعرفون الجزائر وقدراتها أكثر من غيرهم بحكم مناصبهم أو خبرتهم.
    سفير فرنسا السابق في الجزائر كسافيي دريانكور كتب في مذاكراته المعنونة: ”اللغز الجزائري: أوراق سفارة في الجزائر” ما نصه:
    “أن الجزائر بالنسبة للفرنسيين لا تقل أهمية عن ألمانيا من حيث التاريخ المشترك والشراكة الاقتصادية”. انتهى الاقتباس.
    وينقل درايانكور تصريحا لموريس جوردو مونتاني، الأمين العام للسفارة عندما كان هو في الجزائر، قال فيه ما نصه:
    “بالنسبة لفرنسا ودبلوماسيتها، كان هناك بلدان مهمّان بشكل خاص ولأسباب مختلفة بالطبع: ألمانيا والجزائر. لذلك يجب أن نكون منتبهين لعلاقاتنا مع هذين الشريكين الرئيسيين”. انتهى الاقتباس.
    وقال في أحد تصريحاته ما نصه:
    « Les Algériens «savent faire plier leurs interlocuteurs, dont nous sommes évidemment»
    في حوار نشرته جريدة ” algeriepatriotique” الجزائرية يوم:25/08/2022، قال جاكوب كوهين عن زيارة ماكرون للجزائر ما نصه:
    « Il vient donc en demandeur et devra donner des gages qui iront dans l’intérêt de l’Algérie. Cela n’est pas dans sa nature, mais il devra faire preuve d’humilité.»
    …/…يتبع

  7. يقول غزاوي:

    …/…تتمة
    تعريف:
    – موريس جوردو مونتاني: هو دبلوماسي فرنسي مخضرم وسفير سابق لدى الصين واليابان والمملكة المتحدة وألمانيا.
    – جاكوب كوهين: هو كاتب ومفكر مغربي من المغاربة اليهود، هاجر إلى فرنسا وحصل على جنسيتها وهو ومقيم الآن بالعاصمة الفرنسية باريس.

  8. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    ماذا عن “الكراهية للجزائر” !!!؟؟؟
    جاء في المقال ما نصه:
    “وقال (إريك سيوتي ) هناك “تناقض ظاهري” في موقف الجزائريين وتعبيرهم عن “الكراهية لفرنسا” في ظل “رغبتهم الجماعية للقدوم إلى هنا” “انتهى الاقتباس.
    لا أنكر ذلك، وربما الكل يشاطرني الرأي بكراهية الجزائريين لفرنسا، وأسبابها معروفة ووجيهة. ولخصها وزير العمل والضمان الاجتماعي السابق، الهاشمي جعبوب خلال جلسة استجواب شفوية في مجلس الأمة يوم:05/04/2022 بما نصه:
    “عدوتنا فرنسا التقليدية والدائمة” انتهى الاقتباس.
    غير أن السيد إريك سيوتي تجاهل تناقض الفرنسيين الظاهري وتعبيريهم من أعلى مستوى عن الكراهية للجزائر والجزائريين في ظل رغبة شركاتهم الجامحة للقدوم إلى الجزائر.
    هناك حيثية مهمة تستوجب التوضيح: أن أغلب القادمين إلى فرنسا من الجزائر هم أفراد ذوي كفاءات كونتهم الجامعات والمعاهد الجزائرية يساهمون في تنمية وازدهار وراحة فرنسا الفرنسيين، في مقابل شركات قادمة للجزائر من فرنسا هدفها استنزاف خيرات الجزائر ونهب أموالها.

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية