التنافس علي منصب رئيس الحكومة يفجر الخلافات داخل الائتلاف
البارزاني يشترط الفيدرالية وتكريد كركوك للدخول في أي تحالفالتنافس علي منصب رئيس الحكومة يفجر الخلافات داخل الائتلافبغداد ـ القدس العربي ـ من حمكت الحسيني: أعلن مسعود البارازني رئيس إقليم كردستان في شمال العراق أن الشروط الكردية للدخول في تحالفات ممكنة مع أي طرف عراقي هي الالتزام بتطبيق بنود الدستور الدائم والالتزام بمبدأ العراق الفيدرالي الديمقراطي وإلحاق كركوك بكردستان. وجاءت تصريحات البارازني الذي يتزعم الحزب الديموقراطي الكردستاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس العراقي جلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني عقب اجتماع مطول لقيادة الحزبين الكرديين في منتجع صلاح الدين شمال مدينة أربيل امس.وصرح بارزاني بأن الاجتماع كان مخصصا لبحث المسائل المتعلقة بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة ومسألة التحالفات التي قد تبرم بين التحالف الكردستاني والاطراف العراقية الأخري.من جهة أخري أشتدت الخلافات بين أعضاء كتلة الائتلاف العراقي الموحد الشيعي في شأن من سيكون رئيس وزراء العراق المقبل ومناقشات تحويل الكتلة التي حصدت حصة الأسد في انتخابات كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلي مؤسسة سياسية تدير البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة. الخلافات التي عكستها التصريحات المتضاربة للأحزاب والقوي السياسية المنضوية تحت عباءة الائتلاف تكشف بوضوح عن عدم اتفاق هذه القوي في المواقف والرؤي وأيضاً عدم الوضوح والتباين في المعلومات والتصورات إزاء مسألة مهمة كان يفترض حسمها قبل اجراء الانتخابات كما يحدث في الديموقراطيات الأخري.وقال علي الأديب العضو القيادي في حزب الدعوة إن المناقشات تتواصل بين المجلس الأعلي للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الإسلامية بزعامة إبراهيم الجعفري لوضع الصيغة النهائية لآلية ادارة كتلة الائتلاف العراقي الموحد وإيجاد هيكلية تنظم العلاقات بين أقطابها، مشيراً الي ان حزب الدعوة اقترح ان تتخلي زعامة الكتلة عن المناصب التنفيذية في الحكومة لتحتفظ بحقها في السيادة المطلقة علي جميع مكونات الائتلاف . وتابع الأديب ان المجلس الأعلي سعي طيلة الفترة الماضية إلي التصدي لزعامة الكتلة ما يفرض عليه التزامات كثيرة وكبيرة بينها السعي لتوحيد إدارة الكتلة لتظل صامدة في وجه التيارات الأخري ، موضحاً ان المشكلة هي إدارة دولة ، اذ ان الائتلاف سيتولي إدارة الدولة خلال السنوات الأربع المقبلة ما يتطلب إيجاد مرجعية سياسية لجميع الاطراف من داخل الائتلاف وخارجه لحل القضايا الكبري . وأكد ان المجلس الأعلي يري ان السيد عبد العزيز الحكيم هو الأصلح لتولي رئاسة الكتلة ولعب هذا الدور ليعد بمثابة ولي الأمر المتصدي للعملية السياسية، لافتاً الي ان حصول الحكيم علي هذا الموقع يعني تخليه عن ترشيح د. عادل عبد المهدي لمنصب رئيس الوزراء لصالح إبراهيم الجعفري ليفوز بولاية جديدة.لكن الشيخ حسن طعمة الربيعي زعيم الكتلة الصدرية في الائتلاف الذي تطابقت طروحاته مع الأديب بشأن تحويل الائتلاف إلي مؤسسة أو مرجعية سياسية وكذلك في شأن احتمال التخلي عن ترشيح عادل عبد المهدي لمنصب رئيس الوزراء، قال ان موضوع تخلي المجلس الأعلي عن ترشيح عادل عبد المهدي موضوع مطروح وان لم يصل إلي حد اليقين ، وزاد بالقول ان موضوع رئاسة المرجعية السياسية لم يحسم بعد سواء للسيد الحكيم أو لغيره ، مضيفاً ان هناك عدة طروحات لرئاسة الائتلاف، وان دور رئيس المكتب السياسي سيكون توصيليا لا تأسيسيا، أي انه لا يؤسس للعلاقات وحده . واعتبر الربيعي ان إبراهيم الجعفري هو الأوفر حظاً للفوز بمنصب رئيس الوزراء المقبل ، وحين سألته القدس العربي عن كيفية تخطي اعتراضات القادة الأكراد عليه قال ليست هناك اعتراضات جوهرية، ويمكن تلافيها، لا سيما وان رئيس الوزراء سيكون منفذاً لقرارات المكتب السياسي للمؤسسة السياسية التي سيتحول إليها الائتلاف، الذي سيكون هو من يتخذ القرارات الرئيسية للبلاد . وقال ان هناك جهودا مبدئية لتحويل الكتلة إلي مؤسسة أو مرجعية سياسية تتألف من مكتب سياسي يتخذ القرارات المصيرية، انطلاقاً من استشرافنا لمهمات السنوات الأربع المقبلة التي تحتاج إلي برنامج عمل واضح ، مشيراً الي ان تجربة الأشهر الماضية التي قاد فيها الائتلاف الحكم في العراق أظهرت معوقات وسلبيات لعدم وجود آلية محددة لمعالجة الوضع، ما أوقعنا في مطبات كثيرة، وبالتالي فان فترة السنوات الأربع بحاجة إلي مرجعية تنظم عملية إدارة الدولة وحل المشكلات التي قد تظهر . غير ان نديم الجابري الأمين العام لحزب الفضيلة وأحد المرشحين لمنصب رئيس الوزراء ناقض الطروحات السابقة وقال ان هناك اتجاهات داخل الائتلاف كانت تدعو الي تحويله الي مرجعية سياسية، وأيضا هناك معارضون لذلك يرون ان الأمر لم ينضج بعد لإحداث مثل هذا التحول ، مشيراً إلي ان هناك اختلافات كثيرة بين القوي والأحزاب التي تشكل الائتلاف وهناك أيضا فهم مختلف بين هذه القوي لتوصيف المرجعية السياسية . وأضاف ان المناقشات بهذا الصدد ما زالت مستمرة، وهناك من يري ان توصيف المرجعية السياسية غير مناسب الآن، ويرغب في الإبقاء علي الائتلاف ككتلة برلمانية فقط ، لافتاً إلي ان الموضوع لم يحسم بعد. وقال الجابري ان تأسيس مرجعية سياسية للائتلاف يعني تذويب الأحزاب والقوي السياسية، وهذا الأمر لم يتفق عليه لان للأحزاب دورها وللائتلاف ككتلة برلمانية دوره المختلف تماماً عن دور الأحزاب والقوي السياسية . وحول احتمال تخلي المجلس الأعلي عن ترشيح عادل عبد المهدي قال الجابري ان هذا الكلام عار عن الصحة تماما ، وأضاف ان هناك ثلاثة مرشحين للمنصب داخل الائتلاف هم عادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري وهو (نديم الجابري)، وعمن هو الأوفر حظاً بينهم للفوز بالمنصب قال لو طرح الأمر داخل الجمعية الوطنية الجديدة للتصويت فاعتقد ان مرشح عراقيي الداخل هو من سيفوز بالمنصب في إشارة إلي انه هو من يمثل عراقيي الداخل.ونسف رضا جواد تقي المستشار السياسي للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية كل التصريحات، اذ قال ان قضية منصب رئيس الوزراء لم تتم مناقشتها قط داخل الائتلاف حتي الآن، وهذه أقولها بصفتي مصدرا رسميا في (الائتلاف) وفي المجلس الأعلي ، وتابع تقي فكيف يتم التخلي عن ترشيح عادل عبد المهدي اذا لم نكن أصلا قد ناقشنا موضوع المرشحين او أسمائهم.