التوصل الي تسوية سياسية مع الفلسطينيين والقضاء علي المشاكل الاجتماعية في اسرائيل لا يحتاجان الي حزب وسط بل الي من يتخذ القرار الصعب

حجم الخط
0

التوصل الي تسوية سياسية مع الفلسطينيين والقضاء علي المشاكل الاجتماعية في اسرائيل لا يحتاجان الي حزب وسط بل الي من يتخذ القرار الصعب

لن يقدر عليه من يتبقي في كديما بعد شارونالتوصل الي تسوية سياسية مع الفلسطينيين والقضاء علي المشاكل الاجتماعية في اسرائيل لا يحتاجان الي حزب وسط بل الي من يتخذ القرار الصعب مصداقية اقامة حزب كديما كانت ولا شك الايمان بأن شارون فقط من يستطيع . يمينيون هم من أيدوا مثل هذا الكيان الجديد، فقد رغبوا في التصديق بأن شارون أراد التضحية بقطاع غزة لكي يحافظ علي الضفة الغربية والامتناع عن اخلاء مناطق غير مسموح بالتخلي عنها، والاستمرار في مشروع الاستيطان ، وربما اعطاء الفلسطينيين بعض الجيوب التي يمكنهم تسميتها دولة . واليسار من ناحيته رغب في شارون ـ ديغول وكان مستعدا للعفو عنه وعن المستوطنات، وعن حرب لبنان وعن وقف المسيرة السياسية، وأراد التصديق بأن الانسحاب الشجاع من غوش قطيف يُلمح لبداية جيدة ستوصل الي السلام أو الي انسحابات جديدة علي الرغم من نفي شارون لذلك.بن درور يميني، في مقالته كديما.. الآن بالتحديد بتاريخ 6/1، كتب يقول بأنه من غير شارون فان معسكر المؤيدين لحزب كديما يحتاج الي اطار يضمن مستقبل اسرائيل كدولة يهودية ـ ديمقراطية، ولا يوجد أي سبب في العالم يؤدي الي الاستنتاج بأن مفتاح تحقيق فكرة الدولة اليهودية ـ الديمقراطية موجود في يد حزب أُعلن عن تشكيله، لا سيما أن السبب الشخصي من وراء اقامته لم يعد موجودا، وأنه لا يتفضّل علي ناخبيه بأي شيء للطريق الذي سوف يخطه في حالة تمكنه من تشكيل الحكومة القادمة: ليس في مجال معالجة المشاكل الاجتماعية المشتعلة، وليس في مسألة اقتسام الارض خلال ولايتها والتي في نهاية أمرها قد يكون لأقلية يهودية الحكم فيها، وسواء كان ذلك مباشرة أو بشكل غير مباشر فانها ستحكم اغلبية غير يهودية.إن مؤيدي شارون لم يتحولوا الي فاقدي البيت، هم بحاجة الي الوجهة، وحزب كديما عرض عليهم شعبية جديدة ، وهذا بطبيعة الحال لن يكون بديلا لليسار واليمين. بل انه المكان المفضل فقط لمن لا يريد حسم موقفه. فشمعون بيريس يعتبر أحد كبار معارضي الخطوات أحادية الجانب. وتساحي هنغبي عارض خطة الفصل، وحاييم رامون وايهود اولمرت لا يصدقان هذا الاتفاق ويفضلان خطوات أحادية الجانب. وفي المواضيع الاقتصادية فانهم جميعا مسؤولون عن سياسات حكومات اخري أوصلتنا الي ذروة عدم المساواة الموجودة في الغرب.حزب كديما بزعامة شارون شكل أملا، وربما وهما كاذبا بأن شارون يملك بيديه مفتاحا سحريا لحل المشاكل. أما كديما من غير شارون فلا يتبقي منه إلا حزب داش و تسوميت لحزب الوسط ولحزب شينوي. تجمّع هؤلاء الاشخاص من هنا وهناك حيث حيّا كل منهم الآخر، وسيفترقون مع انقضاء مدة الكنيست السابعة عشرة، ذلك اذا لم يفترقوا قبل ذلك.اليمين الاسرائيلي لا يزال يواصل التمسك بنظرية القوة، سواء بالنسبة للضعفاء داخل المجتمع الاسرائيلي أو بالنسبة لجيراننا. واليسار الاسرائيلي يبذل جهودا كبيرة من اجل التوصل الي تسوية دائمة وتاريخية مع الشعب الفلسطيني حتي لو تحقق ذلك مع قيادة ضعيفة، ذلك لكي يوصل الي نهاية هذا النزاع والي انهاء هذه المطالب المتبادلة. واذا لم يتحقق هذا الأمر علي نحو جيد، فان اليسار الصهيوني سيُفضل انهاء الاحتلال بطريقة اخري، فمثلما كانت حقيقة احتياج الحكومة لرفع الأصابع الست لكتلة ميرتس ـ ياحد المطلوبة عند التصويت علي اخلاء قطاع غزة، علي الرغم من أن هذا اليسار انتقد عملية اخلاء غزة بهذه الطريقة من الحلول أحادية الجانب وكان يُفضل عليها التوصل الي اتفاق علي غرار مشروع كلينتون أو مبادرة جنيف، فان اليسار الاسرائيلي وحده الذي سيحارب من اجل الفصل بين الدين والدولة، ومن اجل المساواة بين العرب واليهود، ومن اجل حقوق المرأة والاطفال، ومن اجل الجماعات المِثْلِية والمعاقين وغيرهم.اليمين لم يمُت بعد، لا في اسرائيل ولا في العالم، واليسار لم يمُت وسوف يبقي علي قيد الحياة طالما وُجد في هذا العالم فقراء ولم تتحقق العدالة، فالوسط، هو المكان الذي لا حاجة فيه لاتخاذ القرار، والذي لا تولد فيه أفكار جديدة. والتصويت لصالح حزب الوسط، بأطره الجديدة، قريب جدا الي عملية التصويت ببطاقة بيضاء. وفي انتخابات الكنيست لعام 2006 ستكون هذه مخاطرة اضافية.يوسي بيليننائب سابق(معاريف) 9/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية