الجزائر ترفض الحديث عن ترتيبات “اليوم التالي للحرب” دون وقف العدوان على غزة وتستنفر حركة عدم الانحياز لدعم فلسطين- (فيديو)

حجم الخط
4

الجزائر- “القدس العربي”: حذرت الجزائر من تحويل الأنظار لما يجري في غزة من عدوان إلى الحديث عن ترتيبات ما بعد الحرب، ونبهت حركة عدم الانحياز، إلى أن الاحتلال يبحث عن المزيد من الوقت بعد أن انتقل لأعلى درجات الهمجية والوحشية في ارتكاب أبشع الجرائم.

وفي كلمة له خلال اجتماع لجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الأوغندية كمبالا، تحدث وزير الخارجية أحمد عطاف، عن السياق العام للوضع الفلسطيني وضرورة إعادة إحياء وتفعيل دور عدم الانحياز والدول التي تمثلها في مجلس الأمن.

وأكد الوزير أن “المستجد اليوم بالنسبة لأشقائنا الفلسطينيين لا يتمثل في طبيعة الجرائم التي يتم ارتكابها في حقهم، فتلك كانت ولا تزال صفة ملازمة للاحتلال الإسرائيلي ونهجا قارا لم يحد عنه هذا الأخير طيلة العقود السبعة الماضية”.

بل المستجد -حسبه- يتمثل في “انتقال الاحتلال لأعلى درجات الهمجية والوحشية وهو يسابق الزمن ويسابق نفسه في ارتكاب أبشع الجرائم وأفظعها في حرب دخلت شهرها الرابع بحصيلة مروعة لم يسبق لها مثيل في كم التقتيل والتنكيل والتدمير والتهجير الذي طال أشقائنا بقطاع غزة المحاصر وتسلطه وتجبره في تنفيذ أهدافه العسكرية والسياسية، بإبادة أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني وبتهجير من تبقى منهم، بل وبتصفية القضية الفلسطينية كليا على أشلاء سكان أرضها وحماة مشروعها الوطني الشرعي والمشروع”.

وأضاف عطاف أن المستجد يتمثل أيضا في “الخطر الذي صار حقيقيا بتصعيد وامتداد الصراع وبإشعال أتون حرب إقليمية تجتاح المنطقة برمتها في ظل التصعيد العسكري الذي طال اليمن الشقيق وأمام إمكانية انفجار الأوضاع في بؤر مجاورة تشهد هي الأخرى توترات متزايدة”، إضافة إلى إصرار المحتل الصهيوني على “رفض إنصاف الشعب الفلسطيني والتغاضي عن منطق الأمور الذي يقضي بحتمية معالجة لب الصراع المجحف وجوهر العدوان الهمجي الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر وفي الضفة الغربية”.

والأدهى من كل هذا والأمر، وفق الوزير الجزائري، وفي خضم العدوان المسلط على الشعب الفلسطيني والذي حول قطاع غزة من سجن جماعي إلى مقبرة جماعية، أن تحول الأنظار وتوجه الجهود ويركز الحديث حول ترتيبات ما بعد الحرب، في حين أن المنطق والحاجة يدعوان إلى إعطاء وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الأولوية القصوى”.

وفي هذا السياق، ثمن وزير الخارجية، الموقف “الثابت” و”التاريخي” لحركة عدم الانحياز وتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني، داعيا الى “تقوية هذا الموقف وتدعيمه بتحرك دبلوماسي جدي يتوافق وخطورة الظرف الحالي على أشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية”.

وفي اقتراح عملي قال عطاف: “من هذا المنظور، فإن الجزائر تدعو إلى إعادة إحياء وتفعيل دور المجموعة المصغرة لدول حركة عدم الانحياز، الممثلة في مجلس الأمن، وتفويض هذه الكتلة لاتخاذ مبادرات فعلية بهدف حمل هذا المجلس على الاضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفك الحصار المفروض عليه ورفض ووضع حد للتهجير القسري للسكان الفلسطينيين وإبطال مفعول كل القيود المفروضة على الإغاثات الإنسانية”.

أما أي ترتيب لما بعد الحرب المفروضة على قطاع غزة، فلا يمكن أن يكتب له النجاح، وفق التقدير الجزاىري إلا إذا احتكم إلى أربع حتميات والمتمثلة في “إنهاء الحرب في غزة وفرض وقف شامل ومستدام لإطلاق النار” وكذا “محاسبة المحتل الإسرائيلي على جرائمه الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني ووضع حد لامتياز اللامحاسبة واللامساءلة واللاعقاب الذي طالما تفرد به هذا الاحتلال وانتفع منه أيما انتفاع”، وهو ما يوجب الترحيب بالدعوى المقدمة من قبل جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية والمطالبة بتحرك مماثل لإخطار المحكمة الجنائية الدولية، حسب عطاف.

كما شدد الوزير في نفس النقطة على “حتمية إشراك الفلسطينيين بصفة فعلية في أي خطوة أو مبادرة تتعلق بتحديد مصيرهم ومستقبلهم سواء في قطاع غزة، أو في الضفة الغربية، أو في القدس الشريف”، بالإضافة لحتمية “الإسراع في إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، لأن مستقبل قطاع غزة لا يمكن أن يتحدد إلا في إطار معالجة جوهر الصراع برمته وعبر تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية الشرعية والمشروعة في إطار دولته المستقلة والسيدة”.

وفي سياق أعم، نبه رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن ما يحدث في غزة اليوم يتجاوز بكثير نطاق القضية الفلسطينية، ليضع على المحك منظومة العلاقات الدولية برمتها، لافتا الى “تناقضات” القوى الدولية و “خطابها المزدوج” حول حالات الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وحول مساءلة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان المكرسة في مختلف المواثيق الدولية.

وسعت الجزائر خلال ترتيبات ما بعد القمة للتوافق مع دول عدم الانحياز لاتخاذ موقف قوي وحازم من القضية الفلسطينية التي تمر تزامنا مع العدوان الإسرائيلي الجاري، بمرحلة هي الأخطر في تاريخها، حسب التوصيف الجزائري.

وأوضح عطاف في اجتماع أذربيجان قبل يومين أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى دعم أكبر من قبل حركة عدم الانحياز التي، وبحكم ثقلها المعنوي والأخلاقي وتأثيرها السياسي، وبناءً على مواقفها الثابتة والمشرفة بهذا الخصوص، بإمكانها “المساهمة في تعزيز الضغط الدبلوماسي نحو وضع حد لآلة القتل والدمار الإسرائيلية في قطاع غزة، ومحاسبة المشرفين عليها، وتسريع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحل جذري ونهائي للصراع برمته”.

 ووفق عطاف، فإن “الشعب الفلسطيني الذي ألهم المعمورة بتضحياته الجسام وبصموده الأسطوري لا يستحق منا أدنى من هكذا مواقف، ومن هكذا مساعي، ومن هكذا ضغوط لوضع حد نهائي لعقود من اللامساءلة واللامحاسبة واللامعاقبة التي مكنت الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من إلحاق أبشع الأضرار وأفضعها بأحقية وشرعية ومشروعية المشروع الوطني الفلسطيني التاريخي”.

وتعتبر حركة عدم الانحياز من أبرز الفضاءات التي نشطت فيها الجزائر بقوة سنوات السبعينات، وعادت لتتحدث عن إحياء دورها في ضبط السلم العالمي مع الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت لاستقطاب واسع في العالم ومخاوف من توسع رقعة الحرب. ومع عدوان غزة، بات هذا الفضاء ملاذا وفق المسؤولين الجزائريين لحشد الدعم للقضية الفلسطينية خاصة ما يتعلق بإنهاء العدوان والاعتراف الأممي بدولة فلسطينية كاملة الحقوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dr arabi:

    وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ، فاشهدوا.

  2. يقول فصل الخطاب:

    حيا الله أحرار الجزائر يا ثائر 🇩🇿✌️🇵🇸

  3. يقول ريفي:

    الله ينصركم ياهل الجزائر، جزاكم الله خيرا وفتح بكم الخيرات ورفع بكم ومنكم وأهل الخير المضالم علي أهلنا في فلسطين المجروحة المتامر عليها الأقربون

  4. يقول جلاد البهائم الآدمية:

    لو كل دولة من هذه الدول خصصت عشرة آلاف جندي بعتادهم وعشرة ملايين دولار للحرب على الظلم في العالم لهزموا كل اليهائم الآدمية المجرمين الإرهابيين ابتداء من ساكني الأسطبل الأبيض بواشنطن إلى ساكني قصور المستبدين في الدول العربية والإفريقية .. لكنهم أغلبهم أنفسهم مستبدون بشعوبهم وأقل جرما فاسدا وناهبا لثورة شعبه وخيراتها ..

اشترك في قائمتنا البريدية