الجزائر تشترط لإعادة سفيرها إلى مدريد “توضيحات” إسبانية بشأن الصحراء الغربية

حجم الخط
47

الجزائر:  أعلنت الجزائر، الإثنين، أنّ عودة سفيرها إلى مدريد مرهونة بتقديم الحكومة الإسبانية “توضيحات مسبقة” بشأن الأسباب التي جعلتها تغيّر موقفها من قضية الصحراء الغربية ليصبّ في صالح الموقف المغربي.

وقال المبعوث الخاص المكلّف قضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي في وزارة الخارجية الجزائرية عمّار بلاني إنّ عودة السفير الجزائري إلى مدريد “ستُقرّر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضرّرة بشكل خطير على أساس أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي”.

وأكّد بلاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية، أنّ الأمر ليس مسألة “غضب مؤقت للجزائر” سيزول مع مرور الوقت.

وأتى تصريح المسؤول الجزائري بعد إعراب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام، عن أمله في أن يتمكّن “من حلّ هذه المشكلة الدبلوماسية خلال فترة زمنية قصيرة” وأن تتمكن بلاده “من الحفاظ على علاقة إيجابية واستراتيجية مع المغرب والجزائر”.

وردّاً على هذا التصريح قال بلاني إنّ “هذه الأقوال صيغت بخفّة محيّرة، تتوافق مع إرادة الإعفاء من المسؤولية الشخصية الجسيمة في تبنّي هذا التغيير المفاجئ في مسألة الصحراء الغربية الذي يشكّل خروجاً عن الموقف التقليدي المتّزن لإسبانيا”.

ومدريد التي لطالما التزمت الحياد بخصوص مسألة الصحراء الغربية، أعلنت في 18 آذار/مارس على لسان رئيس وزرائها دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة إياها “الأساس الأكثر جدّية وواقعية ومصداقية لحلّ النزاع”.

والحكومة الإسبانية التي لم يحظ موقفها الجديد بإجماع في مدريد وقوبل باعتراض شديد في الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو، أكّدت أنّها لم تغيّر موقفها بل اتّخذت مجرّد “خطوة إضافية” من أجل المساهمة في حلّ النزاع الدائر بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ رحيل الإسبان عن المستعمرة السابقة عام 1975.

وكانت البوليساريو ردّت على الموقف الإسباني هذا بقطع علاقتها مع مدريد، معتبرة أنّ “الدولة الإسبانية لها مسؤوليات تجاه الشعب الصحراوي والأمم المتحدة في الوقت نفسه باعتبارها القوة المديرة للإقليم، وأنّ مسؤولياتها تبعاً لذلك لا تسقط بالتقادم”.

وتعتبر مدريد أنّ الهدف الرئيسي من عودة العلاقات مع الرباط هو ضمان “تعاونها” في مكافحة الهجرة غير الشرعية من المغرب حيث يغادر معظم المهاجرين إلى إسبانيا. ويعتبر مراقبون أنّ المغرب يستخدم الهجرة غير الشرعية وسيلة للضغط على إسبانيا.

ويتنازع على الصحراء الغربية، وهي منطقة صحراوية شاسعة غنية بالفوسفات والثروة السمكية، المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80 بالمئة من هذه المنطقة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها، بينما تدعو بوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير نصت عليه اتفاقية لوقف اطلاق النار ابرمت في 1991 لكنها بقيت حبراً على ورق.

وتم انتهاك وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بعد انتشار القوات المغربية في أقصى جنوب الإقليم لطرد الانفصاليين الذين كانوا يغلقون الطريق الوحيد إلى موريتانيا.

ومنذ ذلك الحين تقول البوليساريو إنها “في حالة حرب دفاعاً عن النفس” وتنشر نشرة يومية عن عملياتها.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مغربي صحراوي:

    المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها ولا عزاء للحاقدين

  2. يقول Aziz:

    لماذا لم تسحب سفيرها من امريكا التي اعترفت بالصحراء المغربية اما اسبانيا مدعم غير الحكم الداتي.ولا خفتو من ترامب يمسحكم من الخريطة

  3. يقول اينشتاين E=mc2:

    اسبانيا قرارها سيادي وهي تعرف جيدا اين هي مصلحتها، وقال سانشيز ان علاقة اسبانيا بالمغرب اكثر من استراتيجية، وهذا يعني ان اسبانيا تعرف مصالحها اين تكمن وان اسبانيا اتخذت القرار السليم ‘الواقعي لان المغرب بلد جار مسالم ومثوق به في جميع المعاملات وان الكغرب يحكمه عقلاء .

  4. يقول صفوان مغربي:

    التوضيحات الاسبانية ستكون عبر كشف اللثام عن الوثائق التاريخية التي تثبت مغربية الصحراء هذا ما يمكن لاسانا أن توضحه للجزائر

  5. يقول مغربي:

    ههههههه احسن ما في الموضوع هو قطع العلاقات بين البوليساريو واسبانيا .عن اي علاقات يتحدثون السياسية ام الاقتصادية .ينصح أن الصراع مغربي جزائري وبالتالي الحل سيكون على طاولة حوار مغربي جزائري للاعتراف بمغربية الصحراء وانهاء هذا الملف المعرقل لتنمية المغرب الكبير

  6. يقول مغربي:

    كل ما فعلت اسبانيا انها برهنت للجزاءر ان ورقتها الغازية ليست بتلك القوة التي تظنها الجزاءر و خصوصا في ظل الاوضاع العالمية الحالية

  7. يقول مصطفى كردي:

    لقد تعلمت اسبانيا من الازمة الجزائرية الفرنسية حيث رجعت العلاقات إلى طبيعتها دون رد اعتبار واضح شافي و علني من فرنسا على اهانة رئيسها للجزائر…..! و نحن في انتظار التوضيحات..

1 2 3 4

اشترك في قائمتنا البريدية