غزة- “القدس العربي”: تنتظر قيادات الفصائل الفلسطينية أن تتلقى الدعوات الجزائرية الخاصة بعقد المؤتمر الموسع للمصالحة، بعدما قدمت القيادة الجزائرية رؤية جديدة لتنفيذ اتفاقيات المصالحة لقيادة حركتي فتح وحماس، خلال اللقاءات التي عقدتها معهما قبل عدة أيام ووصفت بالإيجابية.
ولغاية اللحظة لم ترسل تلك الدعوات، رغم التوافقات التي حدثت خلال لقاءات وفود فتح وحماس في الجزائر قبل نحو عشرة أيام، والتي جرى خلالها التوافق أن تتم الدعوة الجزائرية للقاء الموسع في مطلع شهر أكتوبر، وذلك ضمن ترتيباتها الخاصة بملف المصالحة الداخلية، قبل عقد القمة العربية القادمة على أراضيها.
وعلمت “القدس العربي” أن المسؤولين الجزائريين عن ملف المصالحة الفلسطينية، الذين عقدوا عدة اجتماعات منفردة مع وفدي فتح وحماس، طرحوا الخطوط العريضة للورقة التي أعدها الفريق بشأن تطبيق المصالحة لتصبح واقعا على الأرض.
وقدمت خلال تلك اللقاءات التي أخذت وقتا طويلا، العديد من الاستفسارات من فتح وحماس حول العديد من النقاط الخاصة بمرحلة التنفيذ وكيفية البدء في حلحلة الملفات العالقة.
ما علمته “القدس العربي” أيضا من مصادر مطلعة، أن الفريق الجزائري الذي أطلع قادة الحركتين على الورقة الخاصة بالمصالحة، والتي ستطرح خلال الاجتماع الموسع القادم، طلب منهما تجنب التصعيد خلال الفترة الحالية، والابتعاد عن التراشق خاصة في وسائل الإعلام، لما لذلك من أثر كبير في إفشال الجهود التي تبذل لرأب الصدع.
وقد شدد المسؤولون الجزائريون أكثر من مرة على ضرورة الابتعاد عن أي خلاف من شأنه أن يعقد الأمور والخلافات القائمة حاليا بين الطرفين، والتي تكفل بإنهائها حال سارت الأمور على الشكل الذي خطط له.
كما طلب الفريق الجزائري من قادة فتح وحماس، عدم الحديث عن تفاصيل الورقة التي ستقدم خلال الاجتماع الموسع، خاصة بعد أن قام بأخذ ملاحظة الفريقين على بعض النقاط الخاصة بالتطبيق.
لكن ما يتردد أن الخطة الجزائرية تستند كثيرا إلى الاتفاقيات التي وقعتها فتح وحماس في القاهرة وغزة، بما فيها الاتفاقية الأخيرة الخاصة بتنفيذ الاتفاقيات، خاصة وأن اتفاقية المصالحة الموقعة في القاهرة عام 2011، وضعت أسس المصالحة، حيث لم يتبق سوى الاتفاق على طرق التنفيذ.
وكان وفد فتح الذي يترأسه نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعضوية كل من عزام الأحمد وروحي فتوح عضوا اللجنة المركزية، ووفد حماس برئاسة خليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، وعضوية كل من ماهر صلاح وحسام بدران عضوا المكتب السياسي، وصلا بداية الأسبوع الماضي إلى العاصمة الجزائرية.
وفور وصولهم دخلوا في حوارات مفصلة مع الفريق الجزائري الذي سبق وأن اجتمع بهم في شهر يناير الماضي، والذي تسلم وقتها منهم رؤيتهم لحل الخلاف القائم.
وأظهرت تشكيلة الوفدين (فتح وحماس) بضمهما قيادات كبيرة، أن هناك تطورات خاصة بملف المصالحة من قبل الوسيط الجزائري هذه المرة.
وقد أكد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة لديها مبدأ بأنها لا تضيّع أي فرصة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وأشار إلى أنها أبلغت الجزائر جاهزيتها وجديتها للمشاركة في اجتماعات الجزائر للمصالحة.
يشار إلى أن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قال عقب انتهاء اللقاءات إن اجتماع وفد حركته مع القيادة الجزائرية جاء تحضيراً للقاء الفلسطيني الموسع والذي سيعقد خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل.
وأكد أن الجزائر ستقدم ورقة للجميع في ضوء ما استلمته القيادة الجزائرية من الفصائل الفلسطينية حول رؤيتهم لإنهاء الانقسام، وأشار القيادي في حركة فتح إلى أن الورقة التي ستقدمها الجزائر ستكون “إيجابية” وستساعد في إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
الجدير ذكره أن الخلافات السابقة بين حركتي فتح وحماس، تركزت بعد الخلاف الكبير الذي نشب بسبب تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في مايو من العام الماضي، حول كيفية تشكيل الحكومة القادمة.
ففي الوقت الذي طالبت فيه حركة فتح بتشكيل حكومة توافق وطني، تعترف ببرنامج منظمة التحرير، وتلاقي قبولا دوليا، رفضت حركة حماس هذا الشكل للحكومة، بسبب عدم اعترافها باتفاقيات المنظمة الموقعة مع إسرائيل.
كما شددت حركة حماس على ضرورة عقد الانتخابات العامة، فيما تتبنى حركة فتح موقف عقد الانتخابات في حال توفر عقدها بالقدس المحتلة.
ولم يكشف كيف ستحل الورقة الجزائرية الجديدة للمصالحة هذه المعضلة، في ظل أنباء ذكرتها مصادر في حركة فتح، أشارت إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أكد للرئيس محمود عباس خلال لقائهما الأخير في الجزائر، دعمه لجمع الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.