الجزائر تفوز بنيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي في انتظار حسم عضوية مجلس السلم والأمن ـ (فيديو)

حجم الخط
33

الجزائر ـ “القدس العربي”:

بعد معركة دبلوماسية، حققت الجزائر فوزا اعتبر استراتيجيا في هيئات الاتحاد الإفريقي، بنيلها منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، في انتظار انتخابات مجلس السلم والأمن التي تعد من أبرز المرشحين لها.

وجاء فوز الجزائر من خلال سفيرتها بأديس أبابا وممثلتها الدائمة لدى الاتحاد الإفريقي، مليكة حدادي، التي حققت 33 صوتا وهي أغلبية الثلثين المطلوبة، وذلك على حساب منافستها الأولى المترشحة المغربية لطيفة أخرباش، في وقت انسحبت المترشحة الليبية من الدور الأول والمترشحة المصرية من الدور الثالث.

واستقبل هذا الفوز بفرحة عارمة لدى البعثة الجزائرية في أديس أبابا، خاصة مع ما يمثله هذا المنصب من أهمية استراتيجية في الهيئة الإفريقية العلياء في ظل سعي الجزائر لتثبيت وجودها في عمقها الإفريقي.

وفي تغريدة له، علّق صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة، وهو الرجل الثاني بروتوكوليا في الجزائر قائلا: “انتصار دبلوماسي جديد بانتخاب الجزائر المنتصرة نائبا لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي…الأفارقة انتخبوا صوتهم الصادق في مجلس الأمن الدولي ضد الأوليغارشيا ودعاية الخصوم..”.

وفي تصريح لها عقب الانتخاب، قالت حدادي إن فوزها بعد برهانا على مكانة الجزائر وعمقها الأفريقي، وهو تعبير عن ثقة الدول الأفريقية بها وفي قيادتها الرشيدة”، مشيرة إلى أن الجزائر “لطالما تبوأت مكانة في منظمة الوحدة الأفريقية والآن في الاتحاد الأفريقي وستواصل هذا العمل وتجعل اسمها ورايتها عالية بسلنا ومن خلال قيادتنا الرشيدة للمنظمة في شقها الإداري والمالي، وإن شاء الله ستكون دائما في المستوى المرغوب”.

وأكدت نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أن هذا المنصب مهم جدا ويسمح (..) للاتحاد الافريقي بتنفيذ أجندة 2063، التي من ضمنها “إسكات البنادق”، لافتة إلى أنها لن تكون وحدها المساهمة في تحقيق ذلك، بل ستعمل مع كل فريق مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وتمتلك سلمى مليكة حدادي، البالغة من العمر 47 عاما، خبرة تمتد لأكثر من عقدين في العمل الدبلوماسي الصالح السلام والوحدة في القارة، مع العلم أنها شغلت منصب المدير العام لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية من مارس 2023 إلى أبريل 2024، وكانت بين عامي 2019 و 2023، سفيرة فوق المادة ومفوضة لدى كينيا وجنوب السودان.

كما شغلت في الفترة ما بين 2015 و 2019 منصب وزيرة مستشارة ونائب رئيس البعثة في السفارة الجزائرية في اثيوبيا والاتحاد الأفريقي. وما بين 2013 إلى 2015 ، شغلت منصب نائب مدير التنمية الاجتماعية في المديرية العامة الشؤون السياسية والأمن الدولي بوزارة الخارجية.

وكانت مهمتها الرئيسية في هذا المنصب تتمثل في إعداد وتنسيق مشاركة الجزائر في المناقشات العالمية حول القضايا المنطقة بالأسرة والمرأة والطفل والصحة والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة والرياضة وكبار السن وأهداف التنمية المستدامة

كما قادت حدادي مكتب الجزائر للاجئين وعديمي الجنسية في المديرية العامة للشؤون القانونية والقنصلية بوزارة الخارجية في الفترة ما بين 2012 و 2013، وعملت سابقا مستشارة ورئيسة القسم السياسي في البعثة الدائمة للجزائر لدى الأمم المتحدة في جنيف.

وفي هذه الانتخابات، اقترحت حدادي رؤية ترتكز على “إخلاصها لأفريقيا” وكذلك على “ولائها” و”التزامها” تجاه الاتحاد الأفريقي. وتعهدت بإعادة تركيز عمل الاتحاد الأفريقي حول الأهداف التي وضعها الآباء المؤسسون له مع العمل على تعزيز مبادئ الوحدة الأفريقية، إلى جانب تدعيم التسيير الإداري والمالي المفوضية الاتحاد الأفريقي من أجل إرساء ثقافة الكفاءة والشفافية والمساءلة على جميع المستويات.

وخلال الشهر المقبل، ينتظر الجزائر انتخابات أخرى حاسمة تتعلق بعضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي عن منطقة شمال إفريقيا. وتعد الجزائر الأوفر حظا، بعد حصولها في الانتخابات الأولى على 30 صوتا من أصل 33 صوتا المطلوبة، ما أدى لتأجيل الانتخابات. وخلال العملية الانتخابية التي جرت في اليوم الأول من اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، والتي امتدت على سبع جولات متتالية تفوقت الجزائر فيها جميعا، على الدولتين المترشحتين معها، للعهدة التي تمتد من 2025 إلى 2027، وهما ليبيا والمغرب. ونظرا لشرط الحصول على ثلثي أصوات الدول المصوتة (33 صوتا)، اضطرت مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى تأجيل العملية الانتخابية إلى الشهر المقبل، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.

ونشطت الجزائر بكثافة في التحضير للقمة 38 للاتحاد الافريقي، حيث كان وزير الخارجية أحمد عطاف قد زار عدة إفريقية لكسب دعم المرشحة الجزائرية. كما حضر الرئيس عبد المجيد تبون شخصيا أشغال القمة وترأس إحدى جلساتها، كما كان له على الهامش، نشاط مكثف مع القادة الأفارقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عادل:

    الفرحة لم تكن بالمنصب وإنما بالفوز على المغرب الذي اصلا رشح نفسه لعرقلة المرشحة الجزائرية وليس طمعا في المنصب

  2. يقول هيثم:

    كمغربي أقدم التهنئة للسيدة حديدي على فوزها بمنصب نائبة رئيس المفوضية في الاتحاد الأفريقي. و مع حالة التنافس التي كانت أقرب الى العداوة بين دولتي المغرب و الجزائر تجب الإشارة إلى أن تحديد الفائز احتاج الى سبع دورات انتخابية نظرا لتقارب نتائج الفرز في أغلب الدورات. تنبغي الإشارة إلى أن ست دول مؤيدة للمغرب منعت من الانتخاب لتعليق مشاركتها بسبب الانقلابات العسكرية التي وقعت فيها. الجزائر اعتبرت الفوز انتصارا دبلوماسيا باهرا رغم أن رئيس المفوضية من جيبوتي تلاقي تؤيد مغربية الصحراء .و فرحة الوفد الجزائري كانت شبيهة بحماس مناصري المنتخب في ملاعب الكرة 123 viva l’Algérie و خرجت بالتالي عن السلوك الدبلوماسي الرصين وربما يعود ذلك إلى ما حققه المغرب من مكاسب دبلوماسية تقابلها اخفاقات الجيران. مؤكد أن الجزائر ستحصل على عضوية مجلس الأمن و السلم في الاتحاد؛ لكن المغرب الذي لم يسترجع عضويته في المنظمة الأفريقية الا منذ ثمان سنوات حقق مكاسب مهمة ومنها أن منصب المدير العام للاتحاد يتحمله مسؤول مغربي و أن قضية الصحراء حصر على منظمة الأمم المتحدة كما أن رئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس أكد في خطابه أن فلسطين هي البلاد الوحيدة في العالم التي تخضع للاحتلال.

  3. يقول مريم الأكرمي:

    وتبقى الكلمة الأولى والأخيرة للملكة المغربية الشريفة ، في صفة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ، الإنجاز الذي هلل له الجزائريين يبين حالة الانتكاسات المتتالية أمام قوة المغرب لهذا فرحة الجزائري بمنصب ( نائب) يراها فوزا استراتيجيا 🤣

    1. يقول إفريقي:

      النتائج حددت ميزان القوة 😉

  4. يقول حبيب صابرال:

    هنيأ للجزائر بهذا المنصب لا زلت أتذكر مشهد المسؤولة الإسرائيلية ورجال الأمن يقتادونها خارج قاعة مؤتمر الإتحاد الإفريقي.

  5. يقول بوعلام .:

    ماكرون يذرف الدموع في الحديقة الخلفية بطرد فرنسا من إفريقيا وتعزيز مكانت الجزائر.

  6. يقول عبد الرحيم المغربي.:

    قبل قليل حلت السيدة رشيدة داتي..وزيرة الثقافة الفرنسية بمدينة طرفاية..مرتدية لباس النساء الصحراويات المغربيات..على رأس وفد رسمي..وصرحت بأن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء قرار ثابت و نهائي…

1 2 3

اشترك في قائمتنا البريدية