الجزائر: رجال بوتفليقة ينقلبون عليه… وإعلاميون يصفون جماعته بـ«العصابة»

حجم الخط
9

الجزائر ـ «القدس العربي»: سارع مؤيدو الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى التخلي عنه، وشرعوا في نفض أيديهم منه، حتى قبل أن يغادر السلطة، في مشهد درامي يؤكد أن الأغلبية الساحقة ممن كانوا يدعمون بوتفليقة كانوا يدافعون عن مصالحهم فقط، وبعد أن تأكد لهم أن بوتفليقة انتهى سياسيا، وأن رحيله عن السلطة بات وشيكا أخذوا يقفزون من سفينته ويطلقون النار على سيارة الإسعاف، كما يقول التعبير الفرنسي الشهير، بل إن إعلاميين كانوا بالأمس القريب يسبّحون بحمد بوتفليقة حتى في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يعودوا يتحرجون من وصف جماعة بوتفليقة بـ«العصابة»، مما يكرس العبارة الشهيرة أنه في السياسة لا أصدقاء ولا أعداء دائمون، إنما المصالح فقط هي التي تدوم.

حزب مشارك في السلطة: قوى غير دستورية تقود البلاد… ورئيس البرلمان «يؤيد الحراك»

ما يحدث في الجزائر هذه الأيام يدعو فعلا إلى الحيرة والتدبر، ويعتبر أيضا رسالة ودرسا لأي حاكم متسلط يحيط نفسه بحاشية من المؤيدين والداعمين المزايدين، فبوتفليقة الذي كان مريدوه يشبهونه بالرسول، ولا ينطقون اسمه إلا بعد عبارات الفخامة، تحول بين عشية وضحاها إلى منبوذ يتحاشى ذكر اسمه الكثيرون، فلو كان فعلا واعيا بما يجري حوله، فإنه سيكون أتعس الناس، فكل «القطط» التي عمل على تسمينها طوال عشرين سنة من الحكم سارعت لتنهش لحمه وهو على قيد الحياة، لأنها أدركت أنه انتهى، فبوتفليقة اختار في معظم الأحيان أسوأ الأشخاص وأكثرهم فسادا لضمان ولائهم، وتحاشى النزهاء وأصحاب الكفاءات والمواقف، واليوم يجني ما زرع طوال أربعة عقود في الحكم.
قال عبد العزيز رحابي الوزير والسفير السابق قبل أشهر على صفحات «القدس العربي» إن بوتفليقة لن يترشح إلى ولاية خامسة، ولعله في هذا التخمين أخطأ نوعا ما، لأن بوتفليقة ترشح ولكن طوفان الرفض الشعبي منعه من مواصلة المشوار للبقاء في الرئاسة لفترة جديدة، لكنه قال كذلك شيئا مهما، وهو أنه لما يعلن بوتفليقة أنه لن يترشح تنتهي سلطته في تلك اللحظة، وهو ما حدث هذه الأيام، فبعد أن تأكد مؤيدوه قبل خصومه أنه انتهى، نزعوا القناع وشرعوا في التهجم عليه مباشرة وبطريقة غير مباشرة.
ولعل أغرب موقف هو ذلك الصادر عن التجمع الوطني الديمقراطي (حزب رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى) الذي قال أمينه العام إن على السلطة الاستجابة لرأي الشعب، وهو الذي لم يعترف يوما بالشعب، والذي لديه سجل حافل بالتصريحات والمواقف غير الشعبية، لكن الناطق باسم حزبه صديق شهاب ذهب أبعد عندما قال إن الجزائر كانت مسيرة خلال السنوات القليلة الماضية من قبل قوى غير دستورية، وهو المصطلح الذي كان يستعمله علي بن فليس رئيس حزب «طلائع الحريات»، في إشارة إلى غياب الرئيس عن التسيير ودخول أطراف على الخط للتحكم في دواليب الحكم باسم الرئيس، وقليلون فقط حتى في المعارضة من كانوا يجرؤون على طرح هذا الموضوع.
واستطرد شهاب بالقول إن الحزب أخطأ بدعمه للرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، وإن هذا الموقف كان نقصا في البصيرة، وقلة استشراف، وإن الحزب فعل ذلك بدافع الانضباط لأنه كان يدعم الرئيس، وكان يعتقد أن تلك رغبته، لكنه لم يكن على علم إن كان فعلا هو من يريد الترشح أم أن هناك جهات أخرى فعلت ذلك.
محاولات التكفير عن ذنب دعم بوتفليقة لم تتوقف عند حزب التجمع الوطني الديمقراطي، فحتى حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان يتفاخر بأن بوتفليقة رئيسه، يعيش مخاضا عسيرا، بدليل أن الناطق باسمه حسين خلدون لم يجد ما يقوله سوى إن «الجبهة تساند الحراك الشعبي، وأنها لا تريد أن تكون واجهة لنظام ارتكب أخطاء جسيمة»، كل هذا يحدث في وقت لم يغادر بوتفليقة الحكم، وهو ما يوحي بأن تصفية الحسابات ستكون عسيرة، وبأن «المال المسروق» سيظهر غالبا، بعد أن يختلف حلفاء الأمس، ويحاول كل واحد النأي بنفسه عما يحدث، وحتى المسؤول الأول عن الحزب معاذ بوشارب الذي هو رئيس البرلمان، قال إن الحزب يساند الحراك الذي تعيشه البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد:

    انتهزين يبكون مع الراعي وياكلون مع الذئب تخرجو كلهم من مدرسة ولا فرنسا شعارهم نهب المال وتكدسه في الخارج و حقرة الشعب الجزائري واستنزاف خيراته ورهن البلد بالرخيس

  2. يقول أبو نواس:

    هذا هو حال العرب منافقين عندما يكون الزعيم قوي وفي السلطة الكل يصفق له ويدور حوله سمعا وطاعة وعندما يقع الكل يتخلى عنه ويدعي بأنه هو السبب في كل مشاكل البلد بوتفليقة أصبح كبش فداء لحزب جبهة التحرير الوطني بعد أن كانوا يفتخروا به

  3. يقول المغربي-المغرب.:

    مثلما حصل مع بن علي. ..كانوا يتهافتون على تقديسه. ..والتملق الشديد للكوافورة. ..!!! وعندما ذهب في قصة الطائرة التي ذهبت إلى العمرة بدون احرام. ..!!!! أصبح المتملقون والمتسلطون والمقامرون. ..والمقاولون السياسيون ثوارا. ..ولله في خلقه شؤون.

  4. يقول كريم الياس/فرنسا:

    شخصيات..تُنهي مشوارها…و تُخلد أسماءها بأحرف من ذهب…و اشباه شخصيات ينتهي بها المطاف إلى مزبلة التاريخ…كما حدث للكثير من الحالمين…و رءيس الجزائر الحاضر الغاءب أمضى شهادة وفاة نظامه المفلس الفاسد..و أظن أن وجهته معروفة سلفا..فهناك سيجد أقرانه!! و من والاهم..! و شكرا لقدسنا الموقرة

  5. يقول سمير:

    هذا حال الديكتاتوريات تحيط بها الخونة واللصوص .الخائن خائن لا يميز لا بين الأشخاص ولا بين الأوطان واللص كذلك .والغريب في الأمر أن مدبري الشأن الجزائري خونة ولصوص فماذا سننتظر من هؤلاء والأتي ربما أعظم.لطفك يا رب.

    1. يقول علي:

      يا سلام رجال بوتفليقة ينقلبون عليه!!!!

  6. يقول العامري عزالدين:

    ر الدستورية و تتمسك برئيس مريض اخترق الدستور عدة مرات واخرها الغاء الانتخابات الرئسية .
    إن الانظمة الشمولية هي انظمة علاقتها مبنية على الزيف فيما بينها وعلى قهر شعوبها و عندما يقرب زوالها فالجميع يقفز من السفينة المتهالكة وترك صاحب السفينة لوحده .
    فبوتفليقة منذ وصوله الى السلطة سعى الى بناء نظام عائلى جهوي مع المخافضة على واجهة ديمقراطية تعددية مزيفة لتسويقها للخارج و ابعاد كل القدرات و النزهاء من حوله.
    بعد عشرين سنة من الحكم الانفرادي لبوتفليقة كانت النتائح كارثية على جميع النواحي؛
    – الحالة الاقتصادية الكارثية مع انخفاض قيمة الدينار بحوالي 50℅ وبطالة بلغت حوالى 30℅ سنة 2018
    – تدنى مستوى التعليم
    – انتشار الفساد و هذا ما توثقه ترتيب المنظمات العالمية

  7. يقول جمال دهام:

    اتمنى ظن اخوتنا العرب على جميع اطيافهم ان يحذون بما يفعله اخوانه الجزائريين. كي تراجع القوة الغربية حساباتها وتفكر جيدا في استفاقة الشعوب العربية لكي تسير نحو التقدم وتتخلص من عبودية حكامهم اللذين هم اصلا عبيد القوة الخارجية.
    كما يقول المثل:اذا كان الخاءن من الدار.تعيا من تحاحي

  8. يقول عبد القادر بوعلام:

    خرجات هؤلاء الانتهازيين الحيتان لهي أكبر دليل عل أن من كان يحكم الجزائر هي عصابة الأربعين 40 حرامي…و حان الوقت لعلي بابا أن يقضى على شرورهم.

اشترك في قائمتنا البريدية