الجزائر:انتخابات رئاسية مثيرة للجدل وتوقعات بمقاطعة واسعة- (فيديوهات وصور)

حجم الخط
18

الجزائر: بدأ الجزائريون اليوم التصويت في الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع بعد حوالي عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة، فيما يتوقع أن تشهد نسبة مقاطعة واسعة.

وفتحت نحو 61 ألف مركز تصويت عبر أنحاء البلاد أبوابها كما كان منتظرا عند الساعة الثامنة بتوقيت الجزائر، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وأعلنت السلطة المستقلة للانتخابات بالجزائر، أن نسبة التصويت في انتخابات الرئاسة بلغت على الساعة 15 بلغت 20 بالمئة، بعدما كانت قالت انها كانت قرابة 8% بعد 3 ساعات من فتح مكاتب التصويت، في اقتراع منع من قبل ناشطين في مناطق عدة من منطقة القبائل شرقي العاصمة .

وقال محمد شرفي، رئيس السلطة للتلفزيون الرسمي، سجلنا نسبة مشاركة عند الساعة 11 صباحًا، أي بعد 3 ساعات، من فتح مكاتب التصويت بلغت 7.92%.

وأوضح أنه من بين 24.5 مليون ناخب مسجل صوت قرابة مليوني ناخب في هذه الفترة.

وأوضح أنه جرى تسجيل زيادة ملحوظة في نسبة المشاركة بـ 16 محافظة (ثلثي عدد المحافظات) مقارنة بآخر انتخابات رئاسة في 2014، من دون تحديدها.

يشار أنه في آخر انتخابات رئاسية عام 2014 سجلت نسبة مشاركة في حدود 9% عند الساعة العاشرة صباحًا، أي بعد ساعتين من فتح مراكز التصويت، وكانت النسبة النهائية في المساء في حدود 52%.

وفي وقت سابق الخميس، قال عبد الحفيظ ميلاط، نائب رئيس السلطة، “سجلنا خلال الساعات الأولى للانتخابات ظروفًا عادية للاقتراع وإقبالًا كبيرًا للمواطنين على مكاتب التصويت بل إن هناك طوابير في بعض المناطق”.

وشهد انطلاق التصويت في ساعاته الأولى إقبالًا غير متوقع للناخبين بعدة مناطق مقابل غلق مراكز بمنطقة القبائل شرقي العاصمة وفق وسائل إعلام محلية.

وقال محمد شرفي، رئيس السلطة في تعليقه على هذه الأحداث، خلال تصريح للتلفزيون الرسمي، فإن هناك “5% من بين 61 ألف مكتب تصويت عرفت بعض التعطيل لأسباب خارجة عن نطاقنا”.

وفتحت صناديق الاقتراع، الخميس، أبوابها أمام 24.5 مليون جزائري لاختيار رئيس للبلاد خلفا لعبد العزيز بوتفليقة الذي أطاحت به انتفاضة شعبية قبل أشهر، وسط انقسام في الشارع حولها.

وبالتزامن مع عمليات التصويت خرجت مظاهرات رافضة للإنتخابات بالعاصمة.

وتجرى الانتخابات وسط انقسام في الشارع بين داعمين لها، ويعتبرونها حتمية لتجاوز الأزمة المستمرة منذ تفجر الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط الماضي، ومعارضون يرون ضرورة تأجيلها، ويطالبون برحيل بقية رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، محذرين من أن الانتخابات ستكون طريقًا ليجدد النظام لنفسه.

وأفادت مصادر جزائرية بأن محتجين في ولاية بجاية، ثاني أكبر مدن منطقة القبائل، أغلقوا أحد مراكز التصويت.

وقالت المصادر إن منطقة القبائل شهدت تظاهرات ليلية رافضة لإجراء الاستحقاق الرئاسي مثلما كان الحال مع مناطق أخرى، كما شهدت اقتحام مواطنين لمراكز الاقتراع واستحواذهم على الصّناديق قبل انطلاق التصويت تعبيرا منهم على رفضهم للموعد الذي حدّدته السّلطة.

وأعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة أشخاص بحوزتهم عبوات “كوكتيل مولوتوف” إضافة إلى كمية من الوقود بمدينة “تيزي وزو” عاصمة منطقة القبائل.

ولم يتراجع زخم الحراك الاحتجاجي المناهض للنظام الذي بدأ في 22 شباط/فبراير، ولا يزال معارضاً بشدة للانتخابات التي تريد السلطة بقيادة الجيش، أن تُجريها مهما كلّف الثمن. ويتنافس خلالها خمسة مرشحين، يعتبر المحتجون أنهم جميعاً من أبناء “النظام”.

ويندّد المتظاهرون بـ”مهزلة انتخابية” ويطالبون أكثر من أي وقت مضى بإسقاط “النظام” الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عام 1962 وبرحيل جميع الذين دعموا أو كانوا جزءاً من عهد بوتفليقة الذي استمرّ عشرين عاماً وأُرغم على الاستقالة تحت ضغط الشارع في نيسان/أبريل.

والجمعة، ضمّت التظاهرة الأسبوعية الأخيرة قبل الانتخابات حشداً هائلاً، ما أظهر مدى اتساع نطاق الرفض.

وقبل 24 ساعة من موعد الانتخابات، أظهر آلاف المتظاهرين أيضاً الأربعاء في العاصمة الجزائرية تصميمهم هاتفين بصوت واحد “لا انتخابات!”. وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً وسط المدينة ولم تتمكن من تفريق المتظاهرين إلا من خلال استخدام العنف.

ويرتقب أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة مساء. وخلال الانتخابات السابقة، أُعلنت نسبة المشاركة في وقت متأخر مساءً، أما النتائج فكُشف عنها في اليوم التالي.

واستناداً إلى النتائج، قد تُجرى دورة ثانية في الأسابيع المقبلة.

نداء للتهدئة 

في غياب استطلاعات الرأي في الجزائر، من الصعب توقع عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم من أصل 24 مليون ناخب، في بلد عُرف تقليدياً بتدني نسب المشاركة. إلا أن غالبية المراقبين يتوقعون امتناعاً واسعاً عن التصويت.

وأعطت مراكز الاقتراع في القنصليات الجزائرية في الخارج، حيث بدأت عملية الاقتراع السبت، لمحة إلى ما يمكن أن تشبه انتخابات الخميس، إذ إنها كانت شبه خالية فيما هتف متظاهرون أمامها محاولين التأثير على العدد القليل الذي جاء ليصوّت.

ويقول مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة “فيريسك مابلكروفت” الاستشارية أنطوني سكينر: “لا يمكن لأي من المرشحين الخمسة التأمل في أن يُعتبر شرعياً” من جانب المحتجين و”ستتمّ مقاطعة التصويت على نطاق واسع”.

وحذّرت الأربعاء مجموعة شخصيات مقربة من الحراك بينها المحامي مصطفي بوشاشي، والأستاذان الجامعيان ناصر جابي ولويزة آيت حمدوش، من إجراء الانتخابات في سياق “توترات شديدة”، مطلقين نداء للتهدئة.

ودعوا في بيان السلطات إلى “الابتعاد عن الخطابات الاستفزازية ولغة التهديد وتخوين كل من يخالفها الرأي في كيفية الخروج من الأزمة، ونحملها مسؤولية أي انزلاق قد تؤول إليه الأمور في قادم الأيام”.

وحثّت هذه المجموعة المحتجين على “الحفاظ على سلمية” الحراك عبر “تجنّب أي احتكاك أو الردّ على الاستفزازات من أي جهة كانت” و”عدم التعرض لحقوق الآخرين في التعبير الديمقراطي عن آرائهم”.

ضد “النظام” 

ونفذ المرشحون الخمسة (عبد العزيز بلعيد وعلي بن فليس وعبد القادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي وعبد المجيد تبون) حملة انتخابية -انتهت منتصف ليل الأحد- متوترة وشديدة التعقيد، في ظل أجواء من القمع المتصاعد.

ووجد المرشحون صعوبة في ملء القاعات حتى الصغيرة منها خلال تجمعاتهم التي منع كل معارض عنها وجرت تحت حماية بارزة من الشرطة. ومع ذلك واجهتهم مظاهرات معادية أثناء تنقلاتهم.

ويتهمهم المحتجون بأنهم يؤيدون “النظام” من خلال ترشحهم ويأخذون عليهم دورهم في رئاسة بوتفليقة، فبينهم رئيسا وزراء ووزيران في حكوماته.

وكتبت متظاهرة على لافتة في العاصمة الأربعاء “كيف نثق بمن خان البلاد وساعد بوتيفليقة؟”.

ومنذ استقالة بوتفليقة، يدير البلاد رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، وهو أيضاً كان داعماً وفياً للرئيس بوتفليقة.

وتصرّ قيادة الجيش على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للخروج من الأزمة السياسية والمؤسساتية التي تعصف بالبلاد. مقابل رفض تام لأي حديث عن مسار “انتقالي” مثلما اقترحت المعارضة والمجتمع المدني لإصلاح النظام وتغيير الدستور الذي أضفى الشرعية على إطالة أمد حكم عبد العزيز بوتفليقة.

وفي غياب المرشحين، تم إلغاء الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في الرابع من تموز/يوليو، ليبقى على رأس الجزائر منذ ذلك الحين رئيس مؤقت قليل الظهور هو عبد القادر بن صالح انتهت ولايته القانونية منذ خمسة أشهر، وحكومة تصريف أعمال عينها بوتفليقة قبل يومين من استقالته، برئاسة نور الدين بدوي أحد الموالين له.

وقال سكينر إن قايد صالح “لا يريد أن يتحمل مسؤولية التوقعات الاقتصادية السلبية على نحو متزايد”.

وأضاف: “هو يفضّل أن يكون هناك رئيس منتخب سيجد نفسه على خط المواجهة (مع الحراك) وسيكون لديه مهمة لا يُحسد عليها هي إصلاح اقتصاد” أكبر دولة في القارة الإفريقية تعدّ أكثر من 40 مليون نسمة.

ويشير مراقبون إلى غياب شرعية الرئيس الذي سيُنتخب والذي سيخلف رسمياً الرئيس المؤقت بن صالح ويتوقعون تواصل الاحتجاجات بعد الانتخابات.

(أ ف ب)



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عابر سبيل الجزائر:

    رئيس العسكر وفرنسا بنسبة ١٠٠٠ صوت على أكبر تقدير مبروك للرئيس الجديد الذي يمثل الثكنات المتواجدة على التراب الوطني ويمثل الحاكم العام لفرنسا بالجزائر

  2. يقول المغربي-المغرب.:

    كمحللين أكاديميين. ..نختلف بطبيعة الحال في العمق والتفكير والهدف… عن ماسحي الاجواخ ..؛ نتابع ونحلل معطيات الانتخابات عندنا وعند باقي البلدان. ..سواء تعلق الأمر بأمريكا أو كندا أو فرنسا أو بريطانيا. ..أو الموزمبيق وأخواتها. ..!!! ونمارس ذلك في إطار معروف وهو ممارسة حق النقد والتفكير. .والتحليل. .والإطلاع على المعلومة. ..ولم أجد أحدا يرفض ذلك ويعرض بنا …رغم أنني اكتب باللغة الفرنسية والإسبانية. .د حول الشأن السياسي في فرنسا واسبانيا على وجه التحديد…والاشكال لايوجد إلا عند من تربى على ثقافة الحزب الواحد. ..وتعليمات وأوامر الثكنة. ..وإلى الخلف درررر !!!! ونحمد الله أننا كنا ولازال جيران خير …ساندنا اشقاءنا في السراء والضراء. ..وتعاطفنا قلبا وقالبا مع الشعب الشقيق في كل محنه. ..وأردد مع غالبية الشعب الشقيق. ..يتنحاو. ..الخ.

  3. يقول هاشم / الجزائر:

    إنتخابات العسكر الهزلية تتجه نحو الفشل ..مقاطعة شاملة وواسعةللشعب الجزائري ..العصابة العسكرية إستقدمت جنود الخدمة الوطنية في لباس مدني ،وافتضح أمرهم فكلهم من نفس الفئة العمرية العشرينات ،ومراكز الإقتراع تخلو من النساء تقريبا،…حتى الصور التي يبثها تلفزيون وقنوات العصابة الحاكمة غالبيتها صور قديمة من إنتخابات سابقة،وبعضها يكرر في عدة ولايات حتى أن صحفيا شاهد والده يدلي بصوته على كرسي متحرك رغم وفاته منذ 5 سنوات..!!

  4. يقول العمري الخيّر:

    قايد جايح وعملاؤه من مخلفات فرنسا وخونتها وبالتالي لا يستطيعون فهم رجولة الجزائري وزيادة إصراره عندما تتحداه في إرادته والحق واضح وضوح الشمس، هذه أخر مهزلة من مهازل العصابة وسوف لن تكون هناك نتائج وسيحدث ما يشفي غليل هذا الشعب، إنها سويعان أو أيام على الأكثر ……..

  5. يقول سمير:

    معظم الشعب الجزائري يرفض التصويت الذي فرضه العسكر وقدم له القايد صالح خمسة كراكيز من العصابة وسيعتمد القايد صالح على اصوات القوات العمومية من جيش ودرك وشرطة وموظفي الداخلية وبعض المواطنين بائعي الضمائر لانجاح واحد من الخمسة.لكن الحيلة لن تنطلي على الحراك الذي سيستمر في التظاهر وبعد اعلان فوز احد المترشحين الخمسة سيختبأ وراءه القايد صالح لتخوين الحراك والمرور الى قمعه وارهابه وربما حرق الجزائر من اجل الاحتفاظ بسلطة العسكر.

  6. يقول الصوفي الجزائر:

    اللن الساعة 10 ليلا ماذا تقولون عن نسبة المشاركة القياسية ام ان العسكر ارغموا الناس على التوجه الى الصناديق قلنها كم مرة ان الجزائر ليست ثلاث محافظات
    دائما اوجه كلامي الى شركاء الوطن اما غيرهم فلا اهتم لان فرحنا يغيضهم و قرحنا يفرحهم

  7. يقول BOUMEDIENNE:

    من ينكر ان الشعب الجزائري، كل اسرة فيه لديها فلذة كبدها جنديا او قائدا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، فاذا كان الشعب قد خرج في حراك تاريخي، ضد الفساد والمفسدين، فلقد كان علئ حق، ولم يجد الشعب الجزائري في ثورته السلمية هذه ضد الفساد الا ابنائه في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، هذه المؤسسة التي كانت درعا واقيا للشعب من اخطار، اختراق حراكه، وذبحه بيد المندسين والعملاء الذين لم يكفيهم، ان فرنسا ذبحت عشر الشعب الجزائري. الشعب اراد الانتخاب في معظمه وهذه هي الديموقراطية الحقة، مبروك للشعب ولابنائ الشعب هذا الانتصار البهيج وان شائ الله الئ الامام ولانتصارات اخرئ وفي كل المجالات…

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية