جانب من جلسة منتدى الجزيرة السنوي
الدوحة- “القدس العربي”:
عرضت منصة الجزيرة 360 فيلم “عيون غزة”، ضمن جلسات منتدى الجزيرة السنوي، للتأكيد على استمرار الشبكة في تسليط الضوء على معاناة سكان القطاع المحاصر، وكشف وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتزام القائمين على المشروع إبقاء الأضواء مسلطة على ما يجري في غزة، التي تصنف واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
ويروي الفيلم يوميات 3 صحافيين يوثقون معاناة أهالي القطاع خلال الحرب، وينقلون تفاصيل دقيقة من الواقع الذي قد لا يتصوره الناس على فداحته في القطاع المحاصر، من خلال سماع أصوات شهود الحقيقة على ما يجري من حرب إبادة مستمرة.
وتابع الجمهور الحاضر في منتدى الجزيرة السنوي والمشاهدين للفعالية عبر شاشة الجزيرة مباشر، الفيلم الوثائقي “عيون غزة” الذي يعرض على منصة الجزيرة 360 المجانية، رحلة إنسانية مؤلمة ومؤثرة من خلال يوميات 3 صحافيين في القطاع.
وترأست أميرة زهرة إيمولودان المشرفة التحريرية والصحافية الجزائرية في منصة الجزيرة 360 الجلسة الحوارية، التي شارك فيها عاصف حميدي، مدير الأخبار بقناة الجزيرة الإخبارية، وجمال الشيال مدير استراتيجية المحتوى في منصة الجزيرة 360، وانضم إليهما وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، عبر تطبيق زووم، إلى جانب الصحافي محمود الصباح، من شمال غزة.
وفي تعريفها للجلسة الثالثة من اليوم الثاني من منتدى الجزيرة في دورته السادسة عشرة، أشارت أميرة زهرة إيمولودان، إلى أن 205، هو عدد الصحافيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ شنها الحرب الأطول على غزة وفقاً لمكتب الإعلام الحكومي في القطاع.
وأضافت: مئتان وخمس عين من عيون غزة اقتلعوا فيما يبدو أنه استراتيجية ممنهجة ضد الصحافيين والإعلاميين وسط نداءات مستمرة لحمايتهم وعجز دولي على وقف آلة القتل. وطرحت أميرة تساؤلاً للحاضرين وكان من بينهم الدكتور مصطفى سواق مدير عام شبكة الجزيرة بالوكالة، ومنير الدائمي المدير التنفيذي للقطاع الرقمي في شبكة الجزيرة وعدد من المسؤولين، من هم عيون غزة؟ كيف وقف كل واحد منهم شاهداً وناقلاً وهدفاً وضحية على مدار خمسة عشر شهرا من الحرب؟ وما الخطر الذي شكلوه على الاحتلال؟.
وفي الجلسة النقاشية تحدث عاصف حميدي مدير الأخبار في قناة الجزيرة، عن أهوال الحرب التي عايشها الصحافيين في غزة، وتفانيهم لنقل الحقيقة، بالرغم من الفاتورة العالية التي دفعتها الشبكة من زملائها الصحافيين الذين ارتقوا أو أصيبوا هم وعائلاتهم.
وحينما سألت أميرة عاصف حميدي، لماذا الجزيرة تدفع كل هذا الثمن؟، أشار مدير الأخبار في قناة “الرأي والرأي الآخر”، أن الجزيرة كونها مشهورة ولها ثقل ولها جسارة في العطاء والأداء، خلق لها تحديات، واستهدف الصحافيين والعاملين لديها، ومع ذلك قاوموا واستمروا في أداء الواجب، ونقل الحقيقة.
وأشاد عاصف حميدي بتفاني وإصرار كل الصحافيين والمصورين في قناة الجزيرة على أداء الواجب وكشف حقيقة ما يجري في غزة من حرب، بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعوه.
وتحدث مدير الأخبار في قناة الجزيرة بحسرة عن كل الشهداء والضحايا الذين ارتقوا بسبب عملهم في تلك الظروف، وذكرهم بالاسم، من دون استثناء واحد منهم، وكان الثمن غالياً مقابل نقل الحقيقة.
من جانبه كشف جمال الشيال مدير استراتيجية المحتوى الرقمي، أن منصة الجزيرة 360 سعت منذ البداية أن تنتج أفلاماً وثائقية، وبرامج حصرية وأصيلة، تبرز للمشاهدين أهوال حرب الإبادة على غزة.
وشدد الشيال على استراتيجية المنصة على أنسنة القصص، حتى يطلع جمهور المنصة على ما يحدث بعيون مختلفة في العديد من المناطق. وأضاف أن الفيلم يسلط الضوء على تضحيات هؤلاء الصحافيين وشجاعتهم وإصرارهم على توصيل الرسالة بطريقة مهنية إلى العالم.
وكشف جمال الشيال في الجلسة الحوارية قبيل اختتام أعمال منتدى الجزيرة السنوي، أن المنصة قدمت العديد من الأفلام التي تنقل مشاهد حقيقية، وتفاصيل حياة سكان غزة، والتحديات التي تواجه السكان المحاصرين، ضمن مسعى لمحاربة طمس الحقيقة. وشارك وائل الدحدوح عبر اتصال وتحدث عن تفاني سكان غزة ونضالهم وعلى رأسهم الصحفيين. كما تحدث أيضاً الصحافي محمود الصباح، من شمال غزة وأبرز تحديات إنتاج العمل الوثائقي.
ويرصد الفيلم تفاصيل الحياة اليومية للصحافيين الثلاثة عبد القادر صبّاح ومحمد أحمد ومحمود صبّاح الذين يعيشون المعاناة المزدوجة: توثيق الكوارث التي تحل بأهالي القطاع جراء حرب الاحتلال، والتعامل مع مشكلاتهم الشخصية في ظل حصار يفتك بأساسيات الحياة.
ويبدأ الفيلم بمشاهد تعكس تحديات الصحافيين خلال تغطية الأحداث، حيث أصوات القصف تتعالى، والشوارع تشهد حالة من الفوضى، ويقول أحدهم “تعرضنا لإطلاق نار مباشر ونحن نغطي الحدث، لا نعلم إلى أين نتجه الآن”.
ووسط الفوضى تبرز لحظات إنسانية، ومن ذلك أحد المواطنين الذي يشتكي للصحافيين تدهور الحال وهو يقول “إحنا بدنا نأكل رسمي!”، ملقيا بعض العملات الورقية في الشارع تعبيرا عن انعدام قيمتها.
ولا ينسى الفيلم أن يُظهر كيف يحاول الغزيون صناعة الحياة من الموت، حيث أطفال يلعبون بين أنقاض المدارس، وشباب ينظّمون مسيرة احتجاجية ضد الحصار يُهتف فيها “لا للتجويع”.
ويلقي الفيلم الضوء على قصة المصور عبد الله الحاج الذي فقد أحد أطرافه في قصف إسرائيلي، حيث يجتمع الصحافيون الثلاثة حوله لدعمه نفسيا، مؤكدين أن جرحه ليس إلا دليلا على صمود الشعب الفلسطيني.
وفي النهاية، يكرر الصحافيون يومهم بتفاصيل متقاربة للمعاناة ذاتها، في ظل واقع قاسٍ ومشاهد استهداف متكررة للتجمعات المدنية وجثث تُنقل من تحت الأنقاض أو عائلات تبحث عن مأوى في شوارع مدمرة.
وفي الخلفية، تظل أصوات الصحافيين حاضرة كشهود على المأساة، ويقول أحدهم فيما تندفع طائرة مسيرة فوق رأسه “نحن ننقل الواقع كما هو، ربما تكون هذه آخر لقطة”.
وافتتح الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية، في منتدى الجزيرة السنوي، مؤكداً أن المنطقة تشهد تحديات كبيرة، خصوصاً على ضوء ما يقع في فلسطين من سياسات وخطط تهجير. وأضاف أن قناة الجزيرة حرصت خلال الأشهر الماضية أن تكون في عين الحدث، في كل من غزة، وفي لبنان وسوريا، وواكبت بشكل مباشر الأحداث، وقدمت تضحيات، وشهداء استشهدوا أثناء أداء الواجب، وكل الأسماء التي ارتقت، أو التي تعرضت لإصابات.
وقال إن مراسلي الجزيرة وأسرهم دفعوا الثمن غاليا، من أجل نقل الحقيقة، وأشاد بتضحياتهم. وشدد الشيخ حمد على أن الجزيرة واكبت الحدث السوري منذ بداية ثورتها، وهو ما يعكس صدق الجزيرة بحسب تأكيده، وانحيازها لقيمها.
وكشف أن عدد الصحافيين الذين قتلوا في مناطق العالم مرتفع جداً، مع تثمينه لدور الصحافيين، ودفعهم الثمن غال، خصوصاً الجزيرة التي فقدت العديد من عامليها.
وناقش منتدى الجزيرة تفاعلات الأحداث في المنطقة، تحت إشكالية رئيسية بعنوان: “من الحرب على غزة إلى التغيير في سوريا، الشرق الأوسط أمام توازنات جديدة”.
ودأبت شبكة الجزيرة على تنظيم منتداها السنوي برعاية رئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، لمناقشة العديد من القضايا الملحة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعميق النقاش حول الملفات المحورية.
وسلطت نسخة العام من منتدى الجزيرة الضوء على تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت قبل ستة عشر شهرًا، حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط تغييرات إستراتيجية عميقة ومتسارعة. في سياق هذه التغييرات، تستمر المعاناة الإنسانية لسكان القطاع بسبب حرب التطهير والإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل رغم غياب أهداف عسكرية واضحة. خلال هذه الحرب، أمعنت قوات الاحتلال في تدمير البنية التحتية لغزة بهدف تهجير سكانها وتحويلها إلى بيئة غير قابلة للحياة، في ظل مخططات لتقسيمها وإعادة احتلال بعض محاورها.
بارك الله في قناة الجزيرة بكل فروعها فهي القناة العربية الوحيدة التي تنقل الحقائق في دقائق ✌️🇵🇸😎👍