الجوع يخيّم على قطاع غزة.. والتحقيقات تثبت ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دوّار النابلسي

حجم الخط
1

غزة- “القدس العربي”: ارتفع عدد الضحايا من أطفال قطاع غزة الذين قضوا جراء الجوع، بسبب سياسة الحصار المشدد التي تفرضها سلطات الاحتلال على مناطق مدينة غزة والشمال، ومنع وصول إمدادات الطعام، والتي كان آخرها ارتكاب مجزرة مروعة، استهدفت فيها قوات الاحتلال منتظري المساعدات جنوب غرب مدينة غزة، ما أوقع مئات الشهداء والمصابين.

موت الأطفال الجياع

وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، استشهاد 4 أطفال آخرين نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان، شمال غزة.

وقال إنه بذلك ارتفعت حصيلة الشهداء الأطفال نتيجة سوء التغذية والجفاف إلى 10 شهداء في مناطق شمال غزة.

 وقد نبّه إلى خطر قادم يهدد حياة المرضى في تلك المناطق، بعد ️توقف مولدات المستشفيات قي شمال غزة، لنفاد الوقود المخصص لها، بسبب سياسة الحصار الإسرائيلية، وقال إن ذلك يحول المشافي لـ “نقاط طبية ضعيفة”.

أكدت “الأونروا” أن واحدة من كل أربع أسر على الأقل في غزة تواجه الآن “مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، أو ظروفاً شبيهة بالمجاعة”

وأكد أن ️مستشفيات شمال غزة عاجزة عن توفير الخدمات المنقذة للحياة، وأضاف: “️توقف الخدمات الطبية شمال غزة هو حكم بالإعدام على 700 ألف مواطن”.

كذلك أشار إلى تسجيل إصابة أكثر من مليون نازح في قطاع غزة بأمراض معدية، بينهم 20 ألف إصابة بالتهاب الكبد الوبائي.

وقد أكد ذلك مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية بالقول إن هناك “سرعة رهيبة” في انتشار الكبد الوبائي بين الأطفال شمال غزة، نتيجة سوء التغذية.

وقال: “نخشى من خروج الوضع عن السيطرة مع توقف المستشفيات عن العمل”.

وطالبت وزارة الصحة بغزة الأمم المتحدة بتفعيل القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المنظومة الصحية وتوفير احتياجاتها، كما ️طالبت المجتمع الدولي بتوفير “ممر إنساني أمن” لوصول المساعدات الطبية والإنسانية والوقود لـ “منع الكارثة الإنسانية والصحية شمال غزة”.

وفي دلالة على حجم الأزمة، كان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين” الأونروا”، فيليب لازاريني، أكد أنه لا يوجد هنالك ما يكفي من “علف الحيوانات” ليأكله الناس في شمال غزة، في حين أن “مجاعةً من صنع الإنسان” تلوح في الأفق، لافتاً إلى أنه يتم منع المساعدات من الوصول للشمال، وشدّد على ضرورة وقف إطلاق النار لـ “دواعٍ إنسانية”.

وقد أكدت “الأونروا” أيضاً أن واحدة من كل أربع أسر على الأقل في غزة تواجه الآن “مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، أو ظروفاً شبيهة بالمجاعة”.

وقد أكد نائب المفوض العام لـ “الأونروا” أن الجوع ينتشر على نطاق واسع في غزة، وأن هناك حاجة ماسة لـ “نظام مستدام وآمن لإدخال الدقيق لإنقاذ الأرواح”.

وفي سياق قريب، قامت طائرات أردنية بعملية إسقاط جديدة لسكان شمال قطاع غزة تحتوي على مواد غذائية، ضمن المحاولات الرامية لمواجهة المجاعة هناك.

تحميل الاحتلال المسؤولية

وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن التحقيقات الأولية التي أجراها بخصوص المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال، بحق منتظري المساعدات عند دوار النابلسي جنوب غرب مدينة غزة، فجر الخميس، “تثبت أن الضحايا الذين سقطوا خلال استلام المساعدات الإنسانية غربي غزة، فجراً، قضوا جراء إصابتهم برصاص أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

وجاء ذلك بعد زعم الناطق باسم جيش الاحتلال بأن الضحايا سقطوا جراء التدافع، وتحت عجلات الشاحنات التي كانت تقلّ المساعدات، وهي عملية لم تشهد من قبل، فيما تتكرر عمليات الاستهداف الإسرائيلي لهم.

وأكد “الأورومتوسطي” أن️ جيش الاحتلال يحاول التنصل من مسؤوليته عن “الجريمة المروعة”، بنشر مقطع فيديو جوي مجتزأ، والادعاء أن التدافع والدهس هو سبب قتل هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين.

وأشار المرصد إلى أن فرقه البحثية وثّقت إطلاق الدبابات الإسرائيلية النار بكثافة تجاه تجمعات المدنيين الفلسطينيين، خلال محاولتهم استلام مساعدات إنسانية جنوب غربي مدينة غزة.

وأوضح: “وهو ما تسبب، وفق أحدث حصيلة، باستشهاد 112 مدنياً وإصابة 760 آخرين، فيما يعتقد أن العديد من الضحايا ما زالوا في منطقة الاستهداف”.

وأضاف: “️تثبت المرصد الأورومتوسطي من بصمة صوت الرصاص الواضحة، بأنها من سلاح آلي برصاص 5.56 مم الذي يستخدمه جيش الاحتلال، ويمكن سماعه في المقاطع المنشورة وقت إطلاق النار بوضوح”.

وأشار إلى أن ️الفيديو من الجو الذي نشره جيش الاحتلال “مجتزأ وتم إجراء تحريف فيه، ومع ذلك يوضح تواجد دبابتين على الأقل بالدقيقة 01:06 ويظهر وجود عدة جثث بمسار الدبابات وليس بمسار الشاحنات”.

وأوضح كذلك أن علامات الإصابات على أجساد الشهداء والمصابين، التي توثق منها باحثو المرصد بمعاينة الضحايا لحظة وصولهم إلى مستشفى الشفاء، إلى جانب امتزاج دماء جروحهم بأكياس الطحين وصناديق المساعدات تشير بشكل قطعي إلى استهدافهم بالرصاص.

الخارجية الأمريكية أكدت، رغم محاباتها لدولة الاحتلال، أن اللقطات الجوية تكشف أن الوضع بغزة بائسٌ بشكل لا يصدق، والناس احتشدوا حول الشاحنات لأنهم جياع

وأشار كذلك إلى أن مقاطع الفيديو التي نشرها شهود العيان للجريمة، يوثق صوت الرصاص الواضح ومصدره من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر.

تنديد دولي

يشار إلى أن “الأونروا” أعلنت، قبل ارتكاب هذه المجزرة بساعات، أن الشركاء في المجال الإنساني (بما في ذلك الأونروا) لم يتمكنوا من الوصول إلى شمال غزة، وأجزاء متزايدة من جنوب غزة، بأمان، وبأن قوافل المعونة لا تزال تتعرض لإطلاق النار، وتمنعها السلطات الإسرائيلية من الوصول.

وذكرت أنه وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تواصلت التقارير التي تفيد بأن القوات الإسرائيلية تطلق النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية في مدينة غزة.

جدير ذكره أن هذه المجزرة المروعة لاقت تنديداً دولياً واسعاً، وقد طالب البيت الأبيض الحكومة الإسرائيلية بإجراء تحقيق وتقديم مزيد من المعلومات بشأن الظروف التي أدت لهذه المأساة.

وأكدت الخارجية الأمريكية أن “أفضل طريقة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة، هي التوصل لاتفاق لوقف لإطلاق النار”، مؤكدة، رغم محاباتها لدولة الاحتلال، أن ” اللقطات الجوية تكشف أن الوضع بغزة بائسٌ بشكل لا يصدق، والناس احتشدوا حول الشاحنات لأنهم جوعى”.

وأشارت إلى أن سبب مطالبها بفتح معبر لشمال غزة هو علمها أن المساعدات لم تكن تصل في الأسابيع الأخيرة.

كذلك أدان الأمين العام للأمم المتحدة “مقتل” وإصابة فلسطينيين خلال سعيهم للحصول على الطعام.

وقال بيان صادر عن الأمين العام: “إن المدنيين اليائسين في غزة يحتاجون المساعدة العاجلة، بمن فيهم الموجودون في الشمال المحاصر الذي لم تتمكن الأمم المتحدة من توصيل المساعدات إليه منذ أكثر من أسبوع”.

وجدّد الأمين العام دعوته للوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن. وكرر الدعوة لاتخاذ خطوات عاجلة لضمان دخول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة وبجميع أنحاء القطاع ووصولها لجميع المحتاجين.

وطالب كذلك وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بإجراء تحقيق مستقل بشأن “مقتل فلسطينيين” خلال توزيع مساعدات في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مهند:

    ايها العرب لا تعولوا على مجلس الامن وعلى المحكمه الدوليه انها مسيسه والغرب مسيطر عليها وعلى موظفيها وصنعت بطريقه ان لا تخالف مشاريعهم الاستعماريه ، السعوديه ومصر والاردن وتركيا وغيرهم يستطيعوا ان يوقفوا الحرب بتهديد الاحتلال بوقف المعاهدات والتطبيع ومنع البترول والغاز والغذاء والجسر البري المزعوم ، في يد العرب والمسلمين اوراق قويه ضد الغرب واسرائيل

اشترك في قائمتنا البريدية