دمشق ـ «القدس العربي»: في استهداف هو الأول من نوعه، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي نطاق هجماته في سوريا، مستهدفاً، بصواريخ قادرة على اختراق الدفاعات الجوية، منطقة معامل الدفاع قرب السفيرة في ريف حلب الشرقي، ومواقع للقادة ومخازن أسلحة لقوات «حزب الله» اللبناني ومجموعات محلية تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني في سراقب في ريف إدلب شمال غربي سوريا، تزامن ذلك، مع قصف مدفعي مكثف لقوات النظام السوري على قرى ريف إدلب.
وتعتبر مدينة سراقب التي تتعرض للقصف الإسرائيلي للمرة الأولى، مدينة استراتيجية تقع على الطريقين الدوليين «M5 وM4 » وتسيطر عليها قوات النظام منذ عام 2020. مصدر عسكري مطلع قال لـ«القدس العربي» إن سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف بصواريخ «رامباج» القادرة على اختراق الدفاعات الجوية بسرعة هائلة مركز البحوث العلمية بالسفيرة في ريف حلب، ومقرات قوات «حزب الله» في المدينة الصناعية بسراقب في ريف إدلب.
وحول أهمية المواقع المستهدفة في ريفي إدلب حلب، قال المصدر: يعتمد مركز البحوث كمركز لتجميع صواريخ «حزب الله». بينما تتكون مقرات قوات الحزب من «مربع كامل ضخم يضم 5 أبنية ريفية وهي عبارة عن عدة مقرات للقادة ومخازن أسلحة، ومقر اتصالات والمجموعات الإيرانية في إدلب، ومقر جمع المعلومات الاستطلاعية، ومقر توزيع الإمداد الطعام والوقود لوحدات «حزب الله» وإيران في قطاع سراقب، ومقر تخطيط وقيادة عمليات وتوجيه وتنسيق الأعمال العسكرية مع قيادات النظام، ومقر وحدة الطيران المسير م د».
وسمع دوي انفجارات ضخمة في أرياف إدلب وحلب، وقالت مصادر محلية إن الانفجارات استهدفت منطقة الصناعة شرق سراقب، وسلسلة مواقع على طريق كفرعميم ومبنى البريد وسط المدينة وتل الرمان جنوب سراقب، إضافة إلى مواقع في السفيرة بريف حلب.
وقالت مراصد تابعة للمعارضة السورية إن صواريخ إسرائيلية خارقة للتحصينات استهدفت فجر أول أمس، مواقع عسكرية ومقار ومستودعات للأسلحة في مدينة سراقب وريفها، الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين «أم 4» و«أم 5» بريف إدلب الشرقي، بالقرب من خطوط التماس مع الفصائل المسلحة شمال غربي سوريا. وأشار «المرصد 88 « إلى أن الهجمات الصاروخية خلفت 7 قتلى من عناصر المجموعات الإيرانية في مدينة سراقب والبحوث العلمية في السفيرة وأكثر من 15 آخرين، جميهم من «سرايا العرين، وسرايا عاشوراء، وعصائب أهل الحق) التي تنتشر في مدينة سراقب. وحذر المرصد من رد فعل قوات النظام، بقصف قرى وبلدات أرياف إدلب الجنوبية والشرقية الشمالية، حتى ريف حلب الغربي القريبة من خط التماس. شهود من الأهالي، لاحظوا الأحد، انسحاب مفارز ونقاط عسكرية تابعة لقوات النظام المتمركزة في بعض قرى المتاخمة لبلدتي نبل والزهراء شمال حلب.
ونقلت وكالة النظام الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري قوله، أمس، إنه «بعد منتصف الليل، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه جنوب شرق حلب مستهدفاً عدداً من المواقع في ريفي حلب وإدلب، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين ووقوع بعض الخسائر المادية». في موازاة ذلك، ردت قوات النظام على القصف الإسرائيلي بقصف مدفعي طاول المدنيين في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، ومدينة سرمين، شرقي إدلب، المحاذية لسراقب.
سياسياً، وصل وزير الخارجية السوري بسام الصباغ، إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، المنعقد في الرياض اليوم الاثنين المقبل. وناقش وزراء الخارجية المجتمعون في الرياض مشروع القرار المزمع رفعه إلى القمة، حيث أدلت بعض الدول بمداخلات تضمنت مقترحات لتضمينها في مشروع القرار.
وأفادت الوكالة الرسمية «سانا» أن وزير الخارجية بسام صباغ التقى الأحد، بوزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان، حيث ناقش الطرفان التطورات التي تشهدها المنطقة، والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان والاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية.
وعلى هامش مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض، التقى الصباغ مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، حيث تبادلا الآراء بشأن جدول أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة، بما في ذلك مشروع القرار المقدم لها. وانطلق الأحد، الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية بدعوة من السعودية لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وتطورات الأوضاع وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء. وكان فيصل المقداد، قد زار المملكة العربية السعودية في 12 إبريل/نيسان 2023، كما اتفقت السعودية والنظام السوري في مايو/أيار 2023 على إعادة فتح السفارات بين البلدين.