الخرطوم – «القدس العربي»: قال الجيش السوداني إنه نفذ هجمات استباقية على قوات “الدعم السريع” في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن سقوط 130 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الدعم، فضلا عن الخسائر الواسعة في العتاد.
واستهدفت العمليات تجمعات للقوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” في المحورين الجنوبي والشرقي، بينما نفذ الطيران الحربي التابع للجيش طلعات جوية في محلية كتم القريبة من الفاشر، مؤكدا تدميره تجمع لقوات الدعم السريع”.
وأعلن الجيش إسقاط خمس طائرات مسيرة وتدمير أربع مركبات قتالية وجرارا كان قادما من الجنوب صوب الفاشر، مشيرا إلى أن قوات العمل الخاص تواصل “عملياتها النوعية” وتقوم بعمليات تمشيط يومي في المنطقة.
وقال إن الاستخبارات التابعة للجيش رصدت هروب عدد كبير من العربات القتالية التابعة لقوات “الدعم السريع” بعضها يحمل قتلى وجرحى إلى خارج حدود مدينة الفاشر.
في المقابل، نفذت قوات “الدعم” هجوما مدفعيا، فيما اتهمها الجيش باستهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في الفاشر.
بالتزامن، عاشت مدينة عطبرة الواقعة في ولاية نهر النيل، شمال السودان ليلة مروعة، بعد هجمات متتالية بالطائرات المسيرة، حيث صدت المضادات الأرضية التابعة للجيش أربعا من أصل خمس مسيرات، بينما أصابت الأخيرة سكن الضباط القريب من مقر سلاح المدفعية، مما أسفر عن إصابة سيدة وأطفالها.
وأظهرت مقاطع مصورة انتشال طفل من بين الانقاض بعد الهجوم، حيث تتهم الحكومة قوات الدعم السريع بتنفيذ هجمات متتالية على المدينة التي ظلت آمنة نسبيا منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي.
ومنذ 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تشهد المدينة هجمات مستمرة بالطائرات المسيرة، استهدفت مطار عطبرة وطالت محيط سلاح المدفعية التابع للجيش.
وتوالت خلال الأشهر الماضية هجمات الطائرات المسيرة على أهداف عسكرية في مناطق سيطرة الجيش التي كانت تعد آمنة إلى وقت قريب.
وفي 29 يوليو/ حزيران الماضي استهدفت مُسيرات مقارًا حكومية في مدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل.
وفي اليوم التالي هاجمت الطائرات أهدافًا عسكرية في مدينة كوستي جنوب السودان.
وفي 9 يونيو/ حزيران الماضي، نفذت قوات “الدعم” هجوما بالمسيرات على قيادة القوات المسلحة في مدينة شندي، التي تبعد 150 كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم.
وأسقطت المضادات الأرضية للجيش السوداني في 19 مايو/ أيار الماضي طائرتين مسيرتين، في منطقة الفاو العسكرية بولاية القضارف شرق البلاد.
في 26 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت قيادة الفرقة (19) مشاة التابعة للجيش في مدينة مروي أن قوات معادية، لم تسمها، قامت باستهداف مطار مروي بثلاث مسيرات انتحارية.
وذلك بعد يومين من إعلان الجيش التعامل مع ثلاث مسيرات أخرى كانت تحلق في محيط المدينة التي تضم مطارا عسكريا تابع للجيش يعد الأقرب للحدود السودانية المصرية.
ورصدت في ذات الأسبوع دفاعات الجيش هجوما نفذته طائرات مسيرة على مقر الفرقة الثالثة مشاة في مدينة شندي بولاية نهر النيل شمال السودان، بعد ساعات قليلة من زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان للمدينة.
وكذلك استهدفت ثلاث طائرات مسيرة في 9 نيسان/ أبريل الماضي، مقر جهاز المخابرات العامة بولاية القضارف شرق السودان. في وقت ردت المضادات التابعة للجيش على الهجوم، وأسقطت إحدى المسيرات.
وقبلها بأسبوع قصفت طائرة مسيرة إفطارا رمضانيا نظمته كتيبة “البراء بن مالك” المحسوبة على الإسلاميين في مدينة عطبرة التي تبعد 310 كيلومترات شمال العاصمة السودانية الخرطوم.
أودى الهجوم بحياة العشرات من منتسبي الكتيبة التي تحارب إلى جانب الجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع.
وعلى الرغم من استخدام الأطراف المتقاتلة في السودان المسيرات منذ بداية المعارك، إلا أن وصول هجماتها إلى المناطق الآمنة يعد نقلة في أهداف العمليات القتالية.
وأثار هجوم الطائرات المسيرة والإطلاق الكثيف لمضادات الطائرات حالة من الهلع بين المدنيين في المدن التي ظلت بعيدة عن معارك الجيش وقوات الدعم السريع المستمرة منذ قرابة العشرين شهر.