الجيش اللبناني يبدأ الانتشار في الجنوب… وعودة مفاجئة لعشرات ألوف النازحين

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: لم يكد اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجر الأربعاء حتى حزم عشرات الألوف من النازحين من الجنوب والضاحية والبقاع حقائبهم وبدأوا رحلة العودة إلى مناطقهم لتفقد بيوتهم وقراهم. وشهد الاوتوستراد الساحلي من بيروت إلى خلدة وصولاً إلى صيدا زحمة سير خانقة للسيارات، وسُمع إطلاق نار كثيف في أرجاء الضاحية ابتهاجاً بما وصفوه “النصر”.
وتولى مناصرون لـ”حزب الله” و”حركة أمل” توزيع أعلام الحزب والحركة على العابرين إضافة إلى توزيع الحلوى، فيما تم نحر الخراف في بلدة تمنين في البقاع احتفالاً بوقف إطلاق النار والعودة إلى البلدة.
في هذه الاثناء، دعت قيادة الجيش في بيان المواطنين إلى التريث في العودة إلى قراهم الأمامية على الحدود التي توغلت فيها قوات العدو الإسرائيلي في انتظار انسحابها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار ، وبدأ الجيش اللبناني تعزيز عمليات انتشار قواته جنوب الليطاني.
وفيما وصل بعض المواطنين إلى الخيام وكفركلا ونقلوا مشاهد الدمار، ادعت هيئة البث الإسرائيلية “أن عناصر من حزب الله وصلوا إلى قرية كفركلا قرب الحدود مع المطلة، وعمد الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق أعيرة تحذيرية وأبعدهم”. وادعت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “ثماني مركبات تابعة لحزب الله، ودراجة نارية، وصلت إلى قرية كفركلا”. أما الوكالة الوطنية للإعلام فأوردت أن بلدتي كفركلا والخيام تعرضتا إلى قصف مدفعي.
في غضون ذلك، ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء وفي بداية الجلسة، نوّه ميقاتي بالتضامن الوطني الذي تجلّى خلال الحرب، ثم وزع نسخة من تفاهم وقف إطلاق النار على الوزراء باللغة الإنكليزية كما تلقاها. وعن الكلام عن حرية التحرك الإسرائيلي في لبنان، قال: “الاتفاق بما نُشر عنه في الـ13 بندا لا ينص على هذا الموضوع، ونحن لن نقبل به وما هو منصوص في الاتفاق هو حق الدفاع عن النفس”. وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 شهيداً و15 ألفاً و859 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. وأصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود اسرائيليين النار عليهما في مدينة الخيام جنوب لبنان الأربعاء، كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، وذلك فيما كانا يقومان بالتصوير في قرية قرب الحدود شهدت معارك بين القوات الاسرائيلية و”حزب الله”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء، اعتقال 4 أشخاص جنوب لبنان بدعوى اقترابهم من قواته في المنطقة، فيما زعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنهم ينتمون لـ”حزب الله” وأن بينهم قائداً محلياً.
كذلك، قال رئيس الأركان هرتسي هاليفي في كلمة متلفزة بثها الجيش على منصة إكس: “كان القتال في لبنان حازماً للغاية، وسيكون فرض الاتفاق أكثر حزماً”. ومضى هاليفي مهددا: “عناصر حزب الله الذين يقتربون من قواتنا”.
في المقابل قال وزير التراث الإسرائيلي عيميحاي إلياهو، أمس، إن إسرائيل لم تنتصر على “حزب الله” في لبنان، وإنها ذهبت إلى اتفاق وقف إطلاق النار “تحت الإكراه”. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير التراث لصحيفة “معاريف” العبرية، انتقد فيها علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة.
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء في بيان مشترك بأن الاتفاق سيحمي إسرائيل من تهديد حزب الله المدعوم من إيران، ويوفر الظروف “لهدوء دائم”.
وبينما أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “لا عودة إلى الوضع الذي كان سائداً في لبنان قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023”. بارك رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل للبنانيين بوقف الاعمال العدائية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية