اشتعلت الحرب التجارية بين مصر والمغرب على الرغم من اشتراك البلدين معا في اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى، واتفاقية الشراكة التجارية الأوروبية المتوسطية، واتفاقية أغادير لتحرير التجارة بين دولتين عربيتين مغاربيتين هما المغرب وتونس، ودولتين عربيتين مشرقيتين هما مصر والأردن، إضافة إلى اتفاقية ثنائية لتحرير التجارة، واتفاقيات تجارية تنتسب إلى عملية تحرير التجارة القارية في الاتحاد الأفريقي. هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها نزاع تجاري كبير بين البلدين منذ توقيع اتفاقية أغادير، لكنه ربما يكون الأخطر حتى الآن، نظرا للصدام الظاهري في المصالح بينهما، وهو صدام ظاهري لأنه ناتج عن توجهات السياسة الاقتصادية الكلية لكل منهما، التي تحاول الحد من ضغوط نقص إيرادات العملات الأجنبية وزيادة العجز التجاري لكل منهما. مصر لديها عجز تجاري ضخم (حوالي 40 مليار دولار) وكذلك المغرب (حوالي 25 مليار دولار). لكن أسباب هذا العجز تختلف في مصر عنها في المغرب. في مصر ينبع العجز من أعباء خدمة الديون الخارجية، واحتياجات تمويل استيراد الطاقة والغذاء والتوسع في الإنفاق على مشروعات ذات العائد البعيد والبطيء والمنخفض خصوصا في قطاعات البنية الأساسية إضافة إلى تضييق القاعدة الإنتاجية الزراعية والصناعة النسبية للبلاد. بينما ينبع العجز في المغرب من ثلاثة مصادر أساسية هي تمويل واردات الطاقة، وواردات القمح، إضافة إلى واردات السلع الوسيطة اللازمة للصناعات الناهضة مثل صناعة السيارات.
سوميتومو ودمج الصناعة
تشعر الحكومة المغربية بغضب شديد على سياسة مصر في مجال تقييد استيراد السيارات ومكوناتها من المغرب. السيارات، الكاملة الصنع والمكونات تستحوذ على أكثر من ربع صادرات السلع المغربية إلى مصر، بما فيها مستلزمات وسيطة أهمها الأسلاك الكهربائية المعزولة التي تستخدم في التوصيلات الكهربائية (الضفائر) الداخلية وغيرها. الحقيقة أن القيود التي فرضتها مصر على واردات السيارات المغربية تمثل جزءا من سياسة فرض قيود على الواردات بشكل عام، خصوصا واردات السيارات وأجهزة الهاتف المحمول، وغيرها. مصر لجأت إلى هذه السياسة في إطار مجموعة إجراءات لتقليل الحاجة إلى العملات الأجنبية التي تعاني من ندرتها. المغرب يعتبر أن هذه القيود تصيب صناعة السيارات المحلية التي تمثل صادراتها حاليا المصدر الأول لتدفقات العملات الأجنبية للبلاد. وعلى الرغم من أن صادرات السيارات المغربية إلى مصر تتمتع بأفضليات جمركية مزدوجة ترتبط بمزايا اتفاقية أغادير، واتفاقية منطقة التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط، فإن هذه المزايا لم تشفع لها بالاستثناء من القيود التي تفرضها مصر على استيراد السيارات في الوقت الحالي. وقد بلغت قيمة الصادرات المغربية إلى مصر في العام 2023 حوالي 44 مليار دولار، استحوذت السيارات ومكوناتها باستثناء الأسلاك المعزولة على حوالي 14 في المئة بينما استحوذت الأسلاك المعزولة المستخدمة في صناعة الموصلات والدوائر الكهربائية الداخلية للسيارات على نسبة تتجاوز 11 في المئة. وتجدر الإشارة هنا إلى وجود ارتباط في حلقات سلاسل القيمة بين صناعات مكونات السيارات في كل من البلدين. وتلعب شركة سوميتومو اليابانية دورا جوهريا في تشبيك عمليات صناعة «الضفائر الكهربائية» للسيارات من خلال تقسيم عملياتها الإنتاجية في كل من مصر والمغرب أفقيا ورأسيا. وتظهر بيانات التجارة المتبادلة وجود صادرات مصرية للمغرب تشمل الأسلاك النحاس والألومنيوم والعوازل الكهربائية، كما تظهر في الاتجاه العكسي صادرات مغربية لمصر تشمل الأسلاك المعزولة والمنتجات البلاستيكية المرتبطة بصناعة السيارات. هذه البيانات تعبر عن بداية مبشرة في إقامة سلاسل إنتاج إقليمية في صناعة السيارات يجب الاهتمام بتنميتها وليس قتلها.
شركة سوميتومو بدأت إنتاجها في المغرب بعد أن تأسست عام 2009 بالقرب من الرباط. وتقوم مصانعها في المغرب بتغذية سلاسل إنتاج السيارات في الاتحاد الأوروبي واليابان. وهي تتوسع بمعدل سريع منذ ذلك الوقت. كما أقامت الشركة منشآت صناعية إضافية في المغرب بعد أن اضطرت لإغلاق مصانعها في أوكرانيا بسبب الحرب. وهي تستهدف إضافة 16 ألف وظيفة جديدة في المغرب بحلول عام 2028. أما في مصر فقد بدأت سوميتومو أعمالها عام 2008 في المنطقة الحرة في بورسعيد، لكن نشاطها الإنتاجي لا ينمو بالمعدل الذي يتحقق في المغرب. وبدأت الشركة منذ عامين في تطوير عملياتها الإنتاجية في مصر، وتخصيص استثمارات جديدة بقيمة 100 مليون دولار، لإقامة مصنع جديد يوفر حوالي 3500 فرصة عمل جديدة. في الوقت الحالي تبلغ العمالة في مصانع الشركة في مصر (8 مصانع في بورسعيد و 6 في أكتوبر والعاشر من رمضان) حوالي 12 ألف عامل، وتحقق صادرات بقيمة 200 مليون يورو سنويا. ونظرا لترابط الإنتاج بين مصانعها في مصر والمغرب وأوروبا، فإن أي خلل في سلاسل القيمة من شأنه أن يصيب الشركة بخسائر فادحة، وإرباك سلاسل إنتاج السيارات في أوروبا المرتبطة بهذه السلاسل.
أهمية الدور الأوروبي
ونظرا لأن مصر تتمتع بوجود سوق محلية كبيرة وموقع جغرافي فريد وبنية تحتية صناعية مقبولة، وأن المغرب يتمتع بوجود بنية تحتية صناعية متطورة نسبياً وموقع جغرافي متميز، وعلاقات أكثر تميزا مع أسواق الاتحاد الأوروبي خصوصا إسبانيا وفرنسا، فإن القاسم المشترك بين البلدين هو أنهما تشاركان معا في بناء سلاسل الإنتاج أو عمليات صناعة القيمة المضافة من خلال الروابط الأمامية والوسطى في الصناعات بدءا من توريد المواد الخام إلى مستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة، بما يعزز مستوى الترابط الإقليمي العربي، والترابط العربي – الأوروبي. لكن هذا الدور يتطلب من البلدين إدارة علاقاتهما التجارية بسياسة أوسع أفقا وأكثر كفاءة للاستفادة من المزايا المشتركة وتجنب الوقوع في خلافات تتسبب في خسائر مزدوجة لكل منهما. إن توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال المشاركة في سلاسل الإنتاج الإقليمية والعالمية يساعد كل من البلدين على تقليل العجز التجاري، وتحقيق قدر كبير من التوازن على أساس سياسات اقتصادية كلية أكثر كفاءة. ومع ذلك فيجب أن نعلم، على ضوء تجربة «النمور الآسيوية» أن مراحل التصنيع الأولى تتطلب استثمارات أجنبية أكبر وواردات أكثر، وهو ما يمكن أن يتسبب في ضغوط شديدة على الميزان التجاري وميزان الاستثمار.
إجراءات انتقامية
أسفرت التجارة المتبادلة بين مصر والمغرب في العام 2023 عن عجز تجاري ثقيل على حساب المغرب قيمته ما يقرب من 909 ملايين دولار أمريكي، إذ بلغت قيمة صادرات مصر حوالي 953 مليون دولار، في حين اقتصرت صادرات المغرب على حوالي 44 مليون دولار فقط، وهو مبلغ يقل عن صادرات مصر من الفواكه في العام نفسه، التي بلغت 51.4 مليون دولار. في الوقت نفسه فإن أهم صادرات مصر للمغرب تمثلت في شاشات عرض الفيديو والتلفزيون بقيمة 76 مليون دولار في العام نفسه. في حين أن قيمة أهم الصادرات المغربية المتمثلة في السيارات بلغت 11.1 مليون دولار فقط. وعلى الرغم من أن مصر تحقق فائضا ضخما في تجارتها مع المغرب، فإن السياسة التجارية الحكومية لا تقدر أهمية التشابك في سلاسل القيمة المشتركة في صناعة السيارات، كما أنها لا تبدي اهتماما ببناء سلاسل قيمة متطورة مع المغرب في قطاعات أخرى، مثل الزراعة أو صناعة الملابس أو السياحة، حتى تتمكن من تعظيم الفائدة من قدرة المغرب على النفاذ للأسواق الأوروبية. ونظرا لأن الحكومة المغربية تتخوف من الخضوع لتوصيات صندوق النقد الدولي، خصوصا فيما يتعلق بسعر الصرف، فإنها بدأت في اتخاذ إجراءات طوعية لتخفيض العجز التجاري. ونظرا لاتساع نطاق العجز مع مصر، فإنها فرضت قيودا إدارية وفنية على الصادرات المصرية، لتأخير دخولها إلى السوق المحلي في الأشهر الأخيرة عن طريق الإبطاء في إجراءات الفحص الفني والجمركي، وهو ما أدى إلى تراكم البضائع المصرية في الموانئ المغربية، بما في ذلك الفواكه والخضروات التي لا تتحمل التخزين أو البقاء على الأرصفة أو في المخازن من دون إجراءات للحفظ.
وقد ردت وزارة التجارة والصناعة المصرية بإجراءات وقائية لتقليل الخسائر الناجمة عن تقييد دخول السلع إلى المغرب، وأصدرت هيئة الرقابة على الصادرات والخضروات وهيئة سلامة الغذاء قرارات بالتمهل في فحص الصادرات المتجهة إلى المغرب. هذه الإجراءات الوقائية تؤكد أن المسؤولين المصريين ليست لديهم سياسة محددة لتجنب استمرار الحرب التجارية مع المغرب، أو للتفاوض مع الجهات المغربية المختصة للتوصل إلى حلول مقبولة لمشكلة صادرات السيارات المغربية، والتعاون المشترك لتقليص فائض الميزان التجاري مع المغرب. وأظن أن من الضروري المبادرة بفتح قناة للحوار بين الطرفين في هذا الشأن إما على المستوى الحكومي المركزي أو حتى على مستوى السفراء والممثلين التجاريين في البلدين. ويهدد استمرار الوضع الحالي بتدهور التجارة المشتركة، بما في ذلك صناعة مدخلات إنتاج السيارات. وربما ينتشر الضرر إلى تعطيل الإنتاج في مصانع شركة سوميتومو اليابانية في مصر التي تقوم بإمداد مصانعها الموجودة في المغرب ببعض السلع الوسيطة ومستلزمات الإنتاج.
إن الحاجة إلى مبادرة مشتركة للتفاوض ليست وليدة التصعيد في الحرب التجارية في الأشهر الأخيرة، لكنها حاجة مستحقة منذ سنوات مضت. ففي السنوات الخمس الأخيرة حتى عام 2023 تراجعت الصادرات المغربية إلى مصر بمعدل 14.7 في المئة سنويا، لتهبط قيمتها من 98 مليون دولار عام 2018 إلى 44.2 مليون دولار في عام 2023. وعلى العكس من ذلك، فإن الصادرات من مصر إلى المغرب حققت نموا بنسبة 9.17 في المئة سنويا حسب تحليل مرصد التجارة العالمية، ليرتفع رقم الصادرات من 614 مليونا إلى 953 مليون دولار خلال الفترة المذكورة. ومن الطبيعي أن تنتج احتكاكات بين البلدان التي تعاني من عدم التوازن في علاقاتها التجارية، كما هو حادث بين الولايات المتحدة والصين. وفي هذا الحال يتعين على الشركاء التجاريين الجلوس معا ومناقشة سبل خلق توازن في التجارة المتبادلة بينهما.
الحل المنطقي في مثل هذا الحال هو فتح أبواب أوسع لصادرات الدول ذات العجز، وليس تقليل صادرات الدول ذات الفائض، خصوصا عندما يكون نفاذ الواردات إلى السوق نابعا من طبيعة المزايا النسبية وقدرة أكبر على المنافسة، ومستوى أعلى من الكفاءة الإنتاجية. ويمكن تعديل الميزان التجاري من خلال الدخول في شبكة سلاسل القيمة الإقليمية الأوروبية والعربية، حيث تتوفر لدى كل من مصر والمغرب علاقات قوية مع أوروبا، كما تتوفر أطر اتفاقيات واسعة لتحرير التجارة بين كل من الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي. المغرب هو الشريك التجاري الحادي والعشرون للاتحاد الأوروبي، وبلغ نصيبه 1 في المئة من إجمالي تجارة الاتحاد الأوروبي في السلع مع العالم في عام 2022. ويمثل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للمغرب، حيث استحوذ على 49 في المئة من تجارته السلعية في عام 2022. وذهبت نسبة 56 في المئة من صادرات المغرب إلى الاتحاد الأوروبي، في حين أن نسبة 45 في المئة من واردات المغرب جاءت من الاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة لمصر فإنها تمثل الشريك التجاري الثلاثين الأكبر للاتحاد الأوروبي، حيث استحوذت على نسبة 0.6 في المئة من إجمالي تجارة الاتحاد الأوروبي السلعية مع العالم في عام 2023. في الوقت نفسه فإن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لمصر، حيث استحوذ على 25 في المئة من تجارة مصر مع العالم في عام 2023 بنسبة 23.3 في المئة من واردات مصر، و 28 في المئة من الصادرات. وقد بلغ إجمالي التجارة في السلع بين الاتحاد الأوروبي ومصر 26.4 مليار يورو في عام 2023. وتظهر بيانات التجارة لدول الاتحاد الأوروبي أن الواردات السلعية من مصر انخفضت بنسبة 29.4 في المئة، من 16.4 مليار يورو إلى 11.5 مليار يورو في عام 2023. وفي المقابل فإن صادرات السلع من الاتحاد الأوروبي إلى مصر ظلت مستقرة نسبيا مسجلة 20.9 مليار يورو في عام 2022 مقارنة بـ 21.2 مليار يورو في عام 2023 بزيادة طفيفة نسبتها 1.2 في المئة. وتتكون غالبية صادرات السلع من الاتحاد الأوروبي إلى مصر عام 2023 من الآلات ومعدات النقل (36.3 في المئة، بنسبة زيادة 21 في المئة تقريبا عن العام السابق)
أهمية سلاسل القيمة المضافة
وعلى مدى العقدين الماضيين، ركزت بلدان مثل المغرب والأردن وتونس ومصر على دمج اقتصاداتها في الشبكات العالمية للإنتاج والتجارة. ونتيجة لهذا، زادت صادرات منتجات مثل المنسوجات والأغذية الزراعية والإلكترونيات، والسيارات وغيرها. ويدرس الاتحاد الأوروبي عددا من المشروعات المهمة لتعزيز شبكات الإمدادات وسلاسل القيمة المضافة بين الدول العربية المتوسطية، وفيما بينها وبين الدول الأوروبية، خصوصا المتوسطية مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان. ومن خلال دراسة المقومات الاقتصادية في كل من مصر والمغرب تسعى الدراسة إلى قياس تأثير التحولات الاقتصادية العالمية على موقف البلدين في سلاسل القيمة العالمية وعلى تكامل سلاسل القيمة العالمية مع الاقتصادات المتقدمة، مع التركيز على خمسة قطاعات رئيسية هي صناعة السيارات، وخدمات الأعمال الخارجية، والملابس الجاهزة وصناعة الكيميائيات والسياحة. وتتمتع كل من الدولتين بمزايا نسبية وتنافسية متكاملة في هذه القطاعات.
ومن ثم فإنه من الممكن تصميم حل طويل الأجل من خلال مشاركة ثلاثية تضم مصر والمغرب والاتحاد الأوروبي في شبكات القيمة المضافة الصناعية الإقليمية والعالمية. أما في الأجل القصير فيجب زيادة التعاون الإنتاجي والتجاري الثنائي بين المغرب ومصر، وفتح الأسواق في مجالات التبادل القائمة فعلا وعلى رأسها السيارات والأقمشة والملابس ومنتجات الزراعة والصناعات الغذائية والكيميائية وبعض الصناعات المعدنية. هذا النوع من التعاون يضمن استمرار التوسع في الإنتاج وزيادة فرص العمل، على عكس الإجراءات الانتقامية التي تنتهي إلى تقليص الإنتاج وتخفيض فرص العمل ووقف مكاسب التجارة. الحرب التجارية بين مصر والمغرب هي خسارة للطرفين، ويجب العمل على وقفها.
شكرا على هذا المقال.. الدي حاول ان يبقى موضوعيا .. وقد نجح في ذلك عموما..
.
في البداية .. بعض المعلومات ليست صائبة ..
.
المغرب لا يتخوف للخضوع لتوصيات صندوق النقد الدولي .. مديونته منتجة وهي في مقدرة المغرب..
عكس مصر التي كما هو معروف تخضع بشكل دوري الى تقويم سعر العملة بايعاز من صندوق النقد الدولي.
وليس العجز مع مصر ما يسبب قلقا للمغرب صراحة.. بل الامر لا يعدو البحث عن العدل في الميزان التجاري فقط.
.
المقال لم يتطرق الى معاملة بضائع المغرب بالابطاء لاشهر قبل مرور الجمارك.. نعم لاشهر.. في انتظار الجمارك فقط.
والمسألة احيانا كانت تتم بانتظار الباخرة قبل افراغها لمدة طويلة.. وكل يوم يمر على حساب المصدرين المغاربة..
ما جعلهم يفكرون الف مرة ومرة قبل ان يصدروا لمصر.. لذلك تقلصت الصادرات المغربية.. لان الامر يعود عليهم بالخسارة..
اموال طائلة لاصحاب الباخرة لا لشيئ سوى ان الباخرة لم تفرغ في الرصيف.. وفي الرصيف انتظار اشهر طويلة ..
.
هذه المعاملة ليست بطولة..
.
بل هي سهلة جدا.. واخيرا عامل المغرب بضع بواخر بالمثل.. وفسدت الفواكه.. وهذا بعد سنوات..
.
يتبع 1
نعم.. سنوات من نفس التعامل.. 2021 كانت ازمة كبيرة واتت وزيرة التجارة المصرية الى المغرب مع لجنة عريضة.. وحديث ونقاش
ومخرجات وقرارات.. بعد مدة قصيرة فقط رجعت حليمة الى عادتها القديمة.. ومع ذلك المغرب لم يحتج بقوة..
.
لكن.. لكن بالخط العريض..
.
ان يصل الامر الى منع سيارات صنعت في المغرب واستيراد اخرى صنعت في باقي دول العالم.. بحجة ازمة العملة الصعبة..
فهذا يعني حرب على صناعة السيارات في المغرب.. التي وبكل فخر فاقت في الجودة ما يصنع في اوروبا وبشهادة مختصين من هناك.
.
حرب على صناعة السيارات في المغرب.. وجب تسمية الامور بمسمياتها.. بعيدا عن ما يسمى الاخوة والمحبة والعروبة..
.
المسألة تعني وضع العصى في العجلة..
.
وهذا قصر نظر فقط.. فليس 44 مليون دولار سيارات ما سيعطل صناعة السيارات في المغرب الدي يصدرها الى 78 دولة..
.
ربما تكتيكات غير موفقة لحث مصنعين ان يأتوا الى مصر..
.
قصر نظر.. لأنه كما قال المقال لو استطاعت مصر والمغرب من جعل شمال افريقيا قاعدة لقطع الغيار فقط.. فانه الفوز العضيم للجميع.
.
يتبع 2
المغرب متساهل جدا.. لكن الامر اصبح غريب جدا جدا..
.
فوجب حماية المصدرين المغاربة من الضرب تحت الحزام..
.
لذلك ارى ان اهم قرارات اجتماع وزير التجارة المصري والمغربي في الرباط قبل ايام هو “ممر express ” في الموانئ المصرية للبضائع المغربية.
.
وربما ارى اصدضام العقلي الامازيغية المورية مع نظيرتها المصرية.. الى ان يجد الجميع ارضية المنطق المعهود في العالم.
لان الامر في النهاية مشكل عقليات.. فهذا يريد تبادل تجاري والآخر يريد تبادلا تجاريا في اتجاه واحد..
.
ماذا اعني..
.
هناك قرار ممر سريع ونحن ننتظره.. مافيش عودة الى ما سبق .. ومافيش نحن نشتغل على تهيئة الممر السريع.. ولننتظر سبعة سنوات..
.
يتبع 3
امر ورد في المقال اخافني كثيرا من حدوث اصطدام عقليات فعلا..
.
وردت مقاربة مريحة جدا لمصر لا تأخذ بعين الاعتبار الحزم والجد الدي يتعامل به المغرب مع الشركاء.
.
المقاربة هي “الحل المنطقي في مثل هذا الحال هو فتح أبواب أوسع لصادرات الدول ذات العجز، وليس تقليل صادرات الدول ذات الفائض”
.
يا استاذ ابراهيم.. هذه مقاربة تضع التحكم في الميزان التجاري كله في يد مصر.. يكثر خيرك..
.
اقول لك المقاربة المغربية والتي اعتمدت في قرارات الاجتماع بين الوزيرين.. هناك جدولة زمنية..
.
بمعنى لن ننتظر نهاية السنة لتقييم ما فعلت مصر من جهود كبيرة ومشكورة لفتح الابواب .. بل ربما كل تلاث اشهر نرى العجز..
ونغلق الاتجاه الدي ياتي منه الفائض الى ان يتساوى الميزان.. وبعدا نفتح اللعبة..
.
والله نحن مضطرين الى هذا الحسم.. الازمة لها سنوات.. والاحبة في مصر بارعين في التسويف والتعميم .. والحديث الاخوي الجميل.
.
لا ننسى انه تمت عمليات احداث خسائر للمصدرين المغاربة بشكل كبير عبر التعطيل والانتظار لشهور قبل الجمارك في مصر..
.
شريكنا الاخ .. باستطاعته فعل هذا.. وقد فعل.. ونحن ايضا نستطيع.. لان الامر ليس ببطولة.
.
انتهى شكرا 4
الحل هو إنشاء عملة عربية موحدة و التعامل بها عوض الدولار . و فتح التجارة بين البلدين بدون قيود
التجارة مفتوحة بين البلدين بدون قيود باثفاقيات
الاستاذ ابراهيم.. دعني ازيد من الشعر بيتا.. لادلل على
حسن نية المغرب وصبر ايوب ومراعات الاحوال الاقتصادية
التي تمر بها مصر..
.
جزء كبير من صادرات مصر للمغرب هي بضائع صينية..
فمتى كانت لمصر صناعة شاشات رقمية بقيمة مضافة كبيرة..
.
مصر لها اثفاقية تجارة حرة مع الصين.. والمغرب لا
يريدها لأنها ليست في صالحنا.. ستغرق الصين المغرب
ببضائعها كما تفعل في مصر.. وبذلك تبقى اعادة
تصديرها الى المغرب مربحة لبعض اللوبيات في مصر..
.
اعادة التصدير لا تحترم قواعد الاثفاقيات التجارية..
ومع ذلك ولسنوات لم يحتج المغرب..
.
كما قلت اعلاه.. هناك معاملة خاصة لصناعة السيارات
في المغرب بحجة قلة العملة .. في حين يتم استيراد
سيارات من اوروبا بنفس العملة القليلة..
.
وهذا لا يحوز… خصوصا تجاه دولة عربية شقيقة..
من طرف ام الدنيا.. قلب العروبة النابض..
.
ونحن نرفضه جملة وتفصيلا..
تتمة 1
.
من المدهش.. او المضحك المبكي.. هو ان المسؤولين
في مصر.. وبعد ان اتضح ضعف عذر قلة العملة..
اخرجوا ورقة اخرى.. عذر آخر.. وهو أن السيارات
المصنعة في المغرب لا تحترم المعايير المصرية ..
.
بمعنى ان دول اوروبا الكبرى التي تستورد السيارات
المصنعة في المغرب لها معايير اقل دقة من مصر الشقيقة…
.
والسيارات من نفس الدول الاوروبية التي تستورد
السيارات المغربية .. تحترم معايير مصر … لذلك
تستوردها مصر.. العجب العجاب..
.
زرت مصر ورأيت سيارات بتلاث عجلات تملأ الارض والفضاء..
ولا ادري كيف ان معايير هذه السبارات اكثر دقة من معايير
الدول الاوروبية..
.
أما وإن سألت المواطن المصري عن معايير حافلات
النقل العمومي في مصر.. فسوف يحدثونك بما يحزن.. للاسف..
قيام وفد مصري رفيع المستوى بزيارة إلى المغرب..ومناقشة الاشكالات بالصراحة والوضوح المطلوبين.. أدى إلى الخروج بحلول ملموسة سيتم الشروع في تطبيقها بشكل فوري..مما يشكل نموذجا يحتدى به..في العلاقات العربية..وللعلم فإن نفس الموقف اتخذه المغرب من إتفاقية التبادل التجاري مع تركيا..وتم حله أيضا وفق منطق المصالح المتبادلة..وقد أحاط الأخ إبن الوليد بالموضوع إحاطة جامعة مانعة..مبينا الخلفيات والابعاد في هذا الموضوع المهم..وله كل التقدير على ذلك..
شكرا لك اخي 🙏
وقد بلغت قيمة الصادرات المغربية الى مصر في العام2023 44 مليار دولار!!!!!؟؟؟؟