الحرب على الفلسطينيين: 3 وقائع!

حجم الخط
7

خرج الشاب الفلسطيني مجاهد عبادي من منزل عمّه لاستطلاع الوضع بعد سماعه بوصول قوات إسرائيلية إلى حيّه، الجابريات في منطقة وادي برقين لكنّه ما إن حاول العودة إلى المنزل حتى بدأ الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار فأصيب برصاصة في رجله وبقي ينزف لقرابة ساعتين ونصف من دون أن يستطيع أحد الوصول إليه.
حالما رآه الجنود، وبدلا من إسعافه كونه جريحا مدنيا غير مسلّح (باعتبارهم عناصر في «الجيش الأكثر أخلاقية في العالم»!) فقد قاموا بما هم معتادون عليه: بدأوا بالدوس على رأسه وضربه على وجهه ورجليه ويديه المصابتين، وبعد التعذيب الإضافي الذي عرّضوه له، تفتّقت الأذهان السادية للجنود، فيما هم يتضاحكون ويتلاعبون فوقه، عن أفكار لتسليتهم فحملوه وبدأوا بالتلويح به ثم ألقوه على الأرض وبعدها وضعوه على مقدمة المركبة العسكرية وطافوا به في الحيّ هكذا كما يليق بجيش «الدولة الديمقراطية». بعد هذه الجولة الهمجية، انتهى الأمر بعبادي، إضافة إلى الإصابة بالرصاص، إلى كسر في عظام الرجل واليد وإصابة في العصب الرئيسي للقدم، وحروق في الظهر والرقبة.
بعد يوم من هذا الحادث، وصل وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للقاء نظيره الأمريكي لويد أوستن، وعدد من مسؤولي السياسة والدفاع الأمريكيين، لبحث «خيارات اليوم التالي» كما قال، ولمناقشة التصعيد على جبهة لبنان واحتمالات حرب إقليمية واسعة. تجري هذه المباحثات ضمن مظهرين لضغط رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على إدارة الرئيس جو بايدن، تمثّل المظهر الأول بنشره فيديو اتهم فيه أمريكا بتأخير وصول الأسلحة لإسرائيل، وتمثّل الثاني بخطاب نتنياهو في الكونغرس الشهر المقبل والذي فرضه النواب الجمهوريون، ويمكن أن يستخدمه نتنياهو لهجوم جديد على إدارة بايدن.
رغم رفعه نقطة «تأخر وصول الأسلحة» فإن لنتنياهو مآرب أخرى، أحدها أن التشديد على إدارة بايدن، وإحراجها في قضية دعم إسرائيل، هو وضع نتنياهو لرصيد النفوذ الإسرائيلي في صالح الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب؛ فقضية إسرائيل، كما نرى من خضوع نواب الكونغرس عموما (بمن فيهم جلّ الديمقراطيين وليس الجمهوريين فحسب) لنفوذ اللوبي الإسرائيلي، هي عامل ترجيح انتخابي كبير.
قبيل زيارة غالانت إلى واشنطن كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن استقالة أندرو ميلر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية ـ الفلسطينية، وهو أكبر مسؤول أمريكي في الخارجية يستقيل، ورغم أن ميلر قال لزملائه إنه استقال من منصبه المهم «بسبب انشغاله الدائم عن عائلته» لكن الصحيفة أكدت أن قراره جاء اعتراضا على سماح الولايات المتحدة لإسرائيل بقتل عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.
سبق لـ«القدس العربي» أن التقت ميلر في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي وسألته عن كيف لا تعتبر بلاده إسرائيل دولة إرهابية، رغم أن التعريف المتعارف عليه للإرهاب هو قتل المدنيين لأهداف سياسية، وكان جوابه الدبلوماسي حينها أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم التعريف للمنظمات غير الحكومية فحسب، وهو قول لا يُنكر، عمليا، إرهاب إسرائيل، ويتّسق، على ما نرى، مع استقالته أخيرا، التي يمكن اعتبارها، تبرؤا شخصيا من الإبادة الجارية، كما يمكن أن تفهم، قبل زيارة غالانت، كشكل من الاحتجاج على خنوع إدارة بايدن، وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية ممثلة بأنتوني بلينكن، المرة تلو المرة، لمطالب نتنياهو.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح// الاردن:

    *كيان عنصري همجي.. وجيشه متوحش
    وقاتل النساء والأطفال ( قاتله الله) .
    أهل غزة وعموم فلسطين لهم الله وأحرار العالم..
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  2. يقول لماذا صارت الخيانة خيار الانظمة العربية؟؟؟:

    واين النظام المصري والأردني من كل المجازر التي تحدث على بعد بضع أمتار من غزة والضفة؟ فالسكوت من علامات الرضى. متى سنعلم الصهاينه العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.؟ العسكري بالعسكري والمدني بالمدني والمدن بقصف المدن حتى رحيل آخر صهيوني من الآراضي المحتلة؟ لماذا علينا كشعوب وأنظمة أن نقبل ونتعايش مع الإبادة الجماعية في حالة تنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال؟ المشكلة ان الشعوب العربية تقاوم والأنظمة العربية تتخذ الخيانة كشعار وحيد للحفاظ على النظام الاستبدادي وتقديم الشعوب كقرابين لاعداء الامة.

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    لعتة الله على المطبعين الخونة !
    فلقد باعوا دينهم و قيمهم !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول الدكتور جمال البدري:

    على هامش المقال… نحن ( نتمنى ) أنْ تتخذ الولايات المتحدة موقفًا محايدًا على الأقل من الكيان الصهيونيّ.أما وهي
    في ( برميل الإنحياز ) فلن نجد منْ يؤثّر عليها في شيء لوقف هذا التأييد الجامح… خصوصًا ووزير خارجيتها يهوديّ مثل نتياهو؛ لا فرق.ونسينا أنْ التأثير على مصالح الولايات المتحدة الأمريكيّة؛ هو الجدير بتعديل موقفها المنحاز. فكيف وأين نجد هذا التأثير المطلوب؟ هناك ساحة هي التي توّفر للعرب الضغط الحقيقيّ على الأمريكان هي أمريكا اللاتينيّة.فهي نقطة ضعف الولايات المتحدة؛ سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.أما البحث عن بدائل أخرى فمضيعة للجهد والفرص.

  5. يقول زياد:

    نعم كل هذا حادث الإجرام مستمر منذ نكبتنا عام ١٩٤٨ لكن العار الذي يحكمنا يشاهد هذه الجرائم تحدث ويقوم بأروع الأعمال وهو الاستنكار المستمر منذ ذلك الحين الي يومنا هذا مع اختلافات محدوده هذه هي الحكاية للاسف

  6. يقول الجنتلمان:

    بستاهل الامعة الغير عربي جو بايدن.
    لا يلدغ إلا غير الموءمن من نفس الجحر مرة واتنين وعشرة.
    وبما ان بايدن لم يعتبر من الاهانة التي لحقت بسلفه أوباما من نتانياهو بآخر ولايته وكان هو شاهد عليها كناءب رءيس، اعتقد رويبضة الأمريكيتين الشمالية والجنوبية والكاريبي ان اعترافه بانه صهيوني سيجعل نتانياهو يخر جاثيا عل ركبتيه والعكس تماما هو ما يحدث الان.
    بستاهل ابو هنتر النعسان كثير التثاؤب الذي انعسنا معه.

  7. يقول أ. أمين ظافر غريب:

    بمُناسبةِ أجواء العطلة الرَّسميّة، حصحص الحقّ الأبلج، إذ لَم ولَن يصحّ إلّا الصَّحيح. المُؤرخون: «ابن خلدون، المقريزيّ، الذهبيّ»، وبعض عُلماء الزَّيديّة في أصل العرب اليمن: “يعود الاحتفال بعيد الغدير لعام 352هـ”. العزمُ الصُّلب Inherent Resolve لوحدة ساحات اُمّة قاطرتها عزَّة غزَّة؛ مَن فكّر يُحاربنا سَوف يأسَف Whoever thinks of war against us will regret it.

اشترك في قائمتنا البريدية