الحكم على ممثل لطلبة الطب في الجزائر بـ18 شهرا سجنا نافذا

حجم الخط
4

لندن ـ “القدس العربي”:

أصدر القضاء الجزائري، حكما على الشاب شرف الدين طلحاوي أحد ممثلي طلبة الطب المضربين، بـ18 شهرا حبسا نافذا، في قضية أثارت جدلا واسعا في أوساط الطلبة الذين تضامنوا مع زميلهم.

 ووفق حقوقين، فإن حكم محكمة تلمسان غرب الجزائر، فاق حتى التماس النيابة الذي كان بسنة سجنا نافذا. وتوبع الطالب، بتهم تتعلق بالنشر والترويج العمدي لأخبار وأنباء كاذبة و مغرضة بين الجمهور من شأنها المساس بالأمن العمومي والنظام العام، وجنحة عرض لأنظار الجمهور منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية، وفقاً لنص المواد 196 مكرر والمادة 96 من قانون العقوبات

 وكان الطالب الذي برز كأحد ممثلي الطلبة ودفاعه عن الإضراب على مواقع التواصل، قد تم توقيفه يوم الثلاثاء 28 كانون الثاني/ يناير الماضي أمام الإقامة الجامعية بتلمسان، قبل أن يتم الإعلان عن إيداعه الحبس المؤقت. وتلا ذلك، حملات تضامن واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، مطالبين بالإفراج الفوري عنه ووقف ما وصفوه بـ”التضييق على حرية التعبير والحراك الطلابي”. كما كتب محامون وحقوقيون منشورات تضامنية، تستنكر الطريقة التي تم بها التعامل مع الطالب وتدعو للإفراج الفوري عنه.

وكان طلبة الطب في الجزائر، قد دخلوا في إضراب مطول استمر نحو 5 أشهر منذ نوفمبر/تشرين الثاني، في حدث غير مسبوق من حيث حجم التعبئة التي أدت لشل معظم الكليات الطبية الكبرى، خاصة في الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، سطيف، وعنابة؛ وسط شكاوى من الطلبة من وجود تعتيم إعلامي على إضرابهم.

ولخّص الطلبة دوافع الإضراب، في حالة الاستياء العميقة من عدد من المشاكل الهيكلية، على غرار النقص الفادح حسبهم، في مصالح التكوين والتربص، وهي الأزمة التي تفاقمت خلال العامين الأخيرين بعد الزيادة الكبيرة في عدد المقاعد البيداغوجية والملحقات الجامعية دون تحسين البنية التحتية التعليمية. كما أعلن الطلبة رفضهم للقرار الحكومي المتعلق بامتحان التخصص الطبي، حيث شهدت السنة الحالية انخفاضًا كبيرًا في عدد المقاعد المتاحة للامتحان، وهو ما خيب آمال العديد من الطلبة.

ومن دوافع الإضراب الأخرى العميقة، قرارٌ كانت الحكومة الجزائرية قد اتخذته بمنع المصادقة على شهادات الأطباء، منذ عدة سنوات، بمبررات تفادي هجرة الأطباء. وتعد هذه الشهادات ضرورية لإيجاد عمل في الخارج أو لمواصلة الدراسات العليا، لذلك فإن عدم المصادقة عليها يحرم الطلبة من كثير من الفرص. وبالمقارنة مع باقي التخصصات التي لا تواجه مثل هذه العقبات، يرى الطلبة أن هذا الإجراء غير عادل ولا يخدم أي هدف سوى تعقيد مسارهم المهني.

وكانت هذه المسألة قد أثارت منذ فترة جدلًا واسعًا في الأوساط البرلمانية والطبية، حيث يدافع البعض عن هذا الإجراء باعتباره ضروريا للحد من هجرة الأطباء إلى الخارج، خاصة نحو فرنسا التي تحيطهم بكل المغريات من أجل العمل في مستشفياتها. ووفقًا للقوائم المعلنة كل سنة من قبل وزارة الصحة الفرنسية، يشكل الأطباء الجزائريون نسبة كبيرة من الناجحين في هذه المسابقات التي تجرى باللغة الفرنسية، خاصة في ظل تشابه المسار الدراسي في كليات الطب بين البلدين.

وبعد أشهر من الإضراب، كانت الوزارة دخلت في مسار تفاوضي مع الطلبة، استجابت فيه  لمطالب منها زيادة عدد المناصب في التخصصات وقامت بتسقيف عدد الملتحقين بكليات الطب ابتداء من العام المقبل. وما زاد في حالة التوتر، طريقة التعامل الإعلامي مع القضية، حيث تم اتهام جهات أجنبية بتحريض الطلبة على مواصلة الإضراب، وهو ما لم يستسغه المضربون الذين أكدوا على أنهم يرفضون المزايدة عليهم في الوطنية. كما بادرت بعض كليات الطب بإخطار العدالة للحصول على حكم بعدم قانونية الإضراب، وهو ما أدرجه الطلبة في خانة التضييق عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدالرحمن:

    لا حولا ولاقوة الابالله العلي العظيم

  2. يقول Rod-ri:

    فرنسا لوحدها ةلخا عشرين ألف طبيب جزاءري
    للأسف الشديد التعليم بالمجان والطالب تكون له أجرة شهرية طيلة دراسته بالجامعة
    النقل مجاني
    التعليم مجاني
    والأكل مجاني ضف عليه احرة شهرية
    ولما يتخرج الطالب يهجر مباشرةً
    معادلة صعبة جدآ
    اتمنى أن ارى تعليقات الطلبة الجامعيين في الجزاءر ام كان كلامي غير صحيح..
    أما لا حولى ولا قوة الا بالله نقولها للظالمين والكيان ومن طبع مع الكيان

    1. يقول عبد الرحيم المغربي.:

      من يدافع عن التنكيل بنخبة الشباب من الذين اسعفهم ارادتهم وتكوينهم لمتابعة الدراسة في الطب..بدل مراكمة عدد العاطلين الجامعيين.. الراغبين في الحريك.. يدين نفسه بنفسه.. والعياذ بالله..تقال لمن يتشفى في ماسي أبناء الشعب..ولمن يتفرج على الشباب وهم ينتحرون في البحر..وعلى أهل غزة وهم يقصفون ويذبحون..ولايجد ذرة من شجاعة ليقول في كل هذه الأحوال..اللهم إن هذا لمنكر…خوفا من يصبح منكلا به

  3. يقول محمد:

    الحل سهل وواضح

    ١:هناك نقص في الأطباء في الجنوب
    ٢: هنام طلب على الأطباء في أوروبا لأن قدرتهم الشرائية مرتفعة ويهتمون بصحتهم
    ٣:الجزائر تنفق حق تعليمهم

    الحل 1:
    من يريد الذهاب عليه دفع حق سنوات الدراسة والتكوين ثم يصادق على الوثيقة له.
    الحل 2: جعل التخصصات الطبية بالنقود وتوقيع عقد عمل وتوظيف مباشر للطلبة المتخرجون لجزء من الطلبة 70% من يدرس بالمجان.

    الأموال تمول بها مؤسسات الاستشفائية الجامعية خاصة في الجنوب وتوفير المعدات.

اشترك في قائمتنا البريدية