الحكومة تعتزم إعلان خطة إنعاش… والمواطنون يحبسون أنفسهم في البيوت تقليلا للنفقات… والجهات الرسمية تتجاهل صرخاتهم

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: الحديث الذي فرض نفسه على أغلب الأوساط طيلة الساعات الماضية هو الصفقة العملاقة التي أعلنت عنها الحكومة والمحاطة بالغموض وتعهد مجلس الوزراء أن تسفر عن القضاء على أزمة الورقة الخضراء. وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء إن المشروعات التي ستنتج عن الصفقة الاستثمارية الكبرى ستُسهم في إحداث انتعاشة اقتصادية، مشيرا إلى أن الصفقة ستحقق مستهدفات الدولة في التنمية والتي حددها المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية، وأن المشروعات التي تنتج عنها ستُوفر مئات الآلاف من فرص العمل. وقال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، إن الصفقة الاستثمارية المزمع الإعلان عنها خلال الساعات المقبلة ستشمل مشاركة القطاع الخاص المصري. وأضاف خلال تصريحات متلفزة أن هذه المشاركة تأتي وفقا لوثيقة سياسة ملكية الدولة، لتؤكد جدية الحكومة في إتاحة دور هام للقطاع الخاص خلال الفترة المقبلة، إلى جانب المستثمر الأجنبي والحكومة، كأطراف رئيسية في العملية التنموية. وأوضح أن الصفقة سوف تسهم في توفير آلاف فرص العمل للشباب، فضلا عن تخفيف الضغط على الدولار، متوقعا انخفاض سعر الصرف بشكل ملحوظ في السوق الموازية خلال الأيام القليلة المقبلة ليقارب السعر في السوق الرسمية، ومن ثم تقليل الفجوة بين السعرين، مع الأخذ في الاعتبار أن انخفاض سعر الصرف من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي على تراجع معدلات التضخم والغلاء.. وقال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن قرار مجلس الوزراء، أمس الخميس، بشأن وقف تخفيف الأحمال الكهربائية خلال شهر رمضان جاء مراعاة لعدم الإثقال على كاهل المواطنين خلال الشهر المبارك. وأشار إلى أن القرار بصورة مؤقتة خلال رمضان فقط على أن يستكمل لاحقا بعد انقضاء الشهر المبارك.
ومن أخبار الغلاء: قال هيثم عبد الباسط، رئيس شعبة القصابين في الاتحاد العام للغرف التجارية، إنه بصدد التقدم بمذكرتين للحكومة للحد من الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم، لا سيما ‏مع حلول شهر رمضان. ‏وأضاف أن المذكرتين تتضمن ‏اقتراحين الأول إغلاق المجازر 3 أيام في الأسبوع (الأحد، الإثنين، الثلاثاء)، والثاني منع تصدير اللحوم البلدية ‏المصرية من مجزرة البساتين حفاظا على الثروة الحيوانية. ‏وأشار رئيس شعبة القصابين إلى أن تصدير اللحوم البلدية أدى إلى ارتفاع أسعارها داخل مصر، قائلا: «لا يصح أن ‏نكون دولة مستوردة ومصدرة في نفس الوقت». ‏
وطالب مجلس النواب، بسن تشريع يمنع تعليق اللحوم خارج محال الجزارة، إضافة إلى ختم اللحوم المستوردة بختم ‏مختلف عن اللحوم البلدية؛ وأوضح أن رؤوس العجول الإسبانية والبرازيلية تستورد بأسعار تتراوح بين 500 إلى 600 دولار، مؤكدا ‏على عدم منطقية ارتفاعها بشكل كبير، حيث كانت تباع مقابل 100 جنيه فقط للكيلو في عيد الأضحى ‏الماضي، بينما وصل سعرها الآن إلى 180 جنيها.‏
ومن الإضرايات العمالية: أعلنت عاملات مصانع الملابس في غزل المحلة والبالغ عددهن حوالي 3700 عاملة، الاضراب عن العمل احتجاجا على استثناء قطاع الأعمال العام التابع له شركة غزل المحلة من قرار رئيس الجمهورية برفع الحد الأدنى للأجور لمبلغ 6 آلاف جنيه.
مترددون إلى متى؟

دخلت الحرب على غزة شهرها الخامس ولم يستطع العالم أن يحسم قرارا أو يتخذ موقفا حادا أمام موقف أمريكى متآمر وإصرار إسرائيلى على تنفيذ مخطط مشبوه بدعم غربي، ولكن هناك شواهد كثيرة انتبه لها فاروق جويدة في “الأهرام” تؤكد أن الزمام قد يفلت وأن ما رأيناه كان مجرد مشاهد قصيرة وأن الزلزال الأكبر آت.
بدأ الحديث عن المكاسب والخسائر وما خلفته الحرب على غزة رغم أن الأحداث مازالت حتى كتابة هذه السطور تتصاعد وقد تصل إلى أبعاد أكثر.. إذا فتحنا ملفات الخسائر فهناك أطراف كثيرة سقطت في ميدان المعركة، كانت أمريكا أول الخاسرين حين دفعت بقواتها ما بين البحر والجو إلى المنطقة العربية دون مراعاة لمصالحها وبترولها وقواعدها العسكرية وأموال العرب في بنوكها.. وكانت الخسارة الأكبر أن الغرور الإسرائيلي أوشك أن يخرجها من اللعبة وأن إسرائيل وبسبب خسائرها أمام حماس لم تعد تسمع نصائح الشريك الأمريكي في وقف القتال أو إنقاذ الرهائن خاصة أن مفاوضات باريس بين إسرائيل وحماس لم تحقق لإسرائيل هدفا من أهدافها.. على جانب آخر تورطت أمريكا في حرب مع اليمن، وكما فشلت إسرائيل في حربها على غزة فشلت أمريكا في حربها ضد الحوثيين.. ولم تستطع أمريكا أن تقترب من إيران، وكأن هناك اتفاقا سري بين واشنطن وطهران على هذا السيناريو أن يكون اللعب فى نطاق حدود مرسومة.. المؤكد أن الرئيس بايدن شخصيا سوف يدفع ثمن مغامرته مع إسرائيل في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لأن حالة الرفض في الشارع الأمريكى ضد بايدن قد وصلت إلى مداها بسبب موقفه المتآمر مع إسرائيل وشراكته في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وقد يصل الأمر إلى محاكمته مع نتنياهو وقيادات الجيش الإسرائيلي. كانت أمريكا من أوائل الخاسرين في حرب غزة وسوف تخرج منها كما خرجت من أفغانستان بفضيحة دولية.

خسرت الرهان

خسرت إسرائيل الحرب وهي أكبر خسارة لحقت بها منذ إعلان قيامها في قلب العالم العربي، حسب فاروق جويدة، لأنها أطول حروبها زمنا، ولأنها لم تحقق شيئا من أهدافها ولأنها أكبر معركة خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلى.. وإذا كانت غزة قد ودعت الآلاف من أبنائها فإن الخسائر البشرية التى لحقت بإسرائيل تجاوزت كل حروبها السابقة.. لقد خسرت إسرائيل هيبة الجيش الذي لا يقهر وكانت تتصور أن يدها الغليظة يمكن أن تمتد إلى أي عاصمة عربية، وأن قضية فلسطين أصبحت جزءا من التاريخ، وأن أوسلو كان مجرد مهدئات لقضية دخلت سراديب النسيان، وأن الزمن المقبل سيكون زمن التطبيع وجني الثمار، وأن الدول العربية قد باعت قضيتها وبدأت تستعد لكي تعلن وحدتها مع الكيان الصهيوني، وقد يأتي زمن تعلن فيه تل أبيب احتلال عضوية فلسطين في الجامعة العربية.. إن الشيء المؤكد أن إسرائيل خسرت كل شيء فهي لم تستطع القضاء على حماس بعد أربعة أشهر من الحرب، ولم تستطع أن تخرج شعب غزة من وطنه، ولم تستطع أن تنفذ برامجها في التطبيع مع دول عربية كانت مهدت كل شيئ لاستقبال مواكب التطبيع، وقبل هذا فإن تكنولوجيا الحرب لم تحسم المعارك لمصلحتها رغم الدعم الأمريكي الأوروبي الرهيب.. سوف تحتاج إسرائيل أن تعيد حسابات كثيرة مع نفسها ومن سيبقى من شعبها في أرض فلسطين ومن سيرحل، وسوف تحاول إعادة جسورها مع العالم بعد أن شوهت الدماء صورتها، وسوف تحتاج إلى دعم ينقذ اقتصادها لتعيد بناء جيشها وإطعام شعبها، وبعد ذلك كله سوف تحتاج إلى علاجات نفسية لآلاف الجرحى والمصابين وعائلات كثيرة خسرت أبناءها.. إن حرب غزة لم تكن جولة عابرة ولكنها لحظة تاريخية سوف تراجع بعدها كل المواقف وهي المرة الأولى التي راهنت فيها إسرائيل على الزمن وخسرت الرهان..

تاريخ الألم

منذ 75 عاما وتاريخ الدولة الفلسطينية فصول من الآلام والجراح دفاعا عن حرمة الأرض والعرض والوطن. ولم يسبق في تاريخ نضال الشعوب وفق ما أشار أحمد محمود في “الوفد” أن وصل حال نضال وكفاح أمة إلى هذا الوضع الإنساني المؤلم للشعب الفلسطيني. وزاد من آلام هذا الشعب الجريح ما يحدث له منذ 7 أكتوبر الماضي في قطاع غزة، شعب غزة البطل المناضل الذي كتب في صفحات النضال أعظم المواقف وأنبل السلوك في التمسك بأرضه مقابل الموت والتعذيب وما زال يتجرع كل ألوان الألم وأبشع الجرائم تمارس على هذا الشعب الأعزل. ولم يمر على هذا الشعب أسوأ من هذه الشهور الأربعة التي بدأت من 8 أكتوبر من جراء حكومة صهيونية لم يكتب في سجل كل وزير منهم كلمة الرحمة أو الإنسانية أو السلوك الإنساني المعتدل، فسجلهم ملطخ بالدماء وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي وقتل واعتقال النساء والأطفال والشيوخ وممارسة أبشع أنواع التعذيب في المعتقلات على الأطفال والنساء، والقتل العشوائي بدون رحمة، وتعذيب الأطفال دون سن السابعة من العمر وقتلهم في السجون.
كل ذلك على مرأى ومسمع من المنظمات الدولية وفي غياب الضمير العالمي.. وكأننا نشاهد فصولا من مسرحية مأساوية وليس وضعا حقيقيا كل لحظة لستة ملايين فلسطيني، وشعب كل ذنبه وقضيته أنه يدافع عن أرضه ووطنه وعرضه من أجل الحياة والحرية والكرامة، وفي يده كل القوانين والقرارات الدولية التي تقر بحقه في هذه الأرض، فهل هذا ذنب من وجهة نظر هذه العصابة الصهيونية التي تقول بأنها حكومة تل أبيب؟ لماذا تقتل 28 ألف نفس بريئة، منهم 10 آلاف من الأطفال و40 ألف جريح ومصاب، وأكثر من مليوني مشرد بلا ماوى؟
يهرب من الهزيمة

يطرح أحمد محمود المزيد من الأسئلة التي تبحث عن إجابة: أي قانون إنساني من العصر الحجري يرضى بهذا الوضع؟ هل نعيش في غابة كبيرة تطبق قانون البقاء للأقوى بلا ضمير أو عقل أو قواعد إنسانية؟ أأصبح عرف هذه الحكومة ألا تنصاع لأي قرار دولي أو قوانين المنظمات الدولية؟ هل أصبحنا أمام قانون الغابة؟
وأمامنا شخص يكتب بأياديه الملطخة بدماء الأطفال والشيوخ والنساء سجله الإجرامي الأسود، والذي يتنفس كذبا كلما أطل بوجهه الإجرامى مدعيا كذبا بأنه يأسف على القتلى والجرحى المدنيين الفلسطينيين، يتباكى كالذئب على قتل ضحاياه. العالم كله يقف منددا بما يقوم به من أبشع صور التدمير والقتل والتشريد لملايين الفلسطينيين مدعيا بأنه يحقق أهداف الحرب في غزة ولابد لتحقيق كل الأهداف ولو على جثث وأشلاء الملايين. وحتى الآن وبعد مرور 4 شهور لم يحقق أي شيء من هذه الأهداف المزعومة، إلا تدمير حياة شعب من قتل وتشريد وتدمير لنصف دولة بأكملها.وعندما يتحدث أحد عن تسوية سلمية ومفاوضات سلام لا نجد له أثرا، كأنه خلق للقتل والتدمير والحرب والإبادة.
فهو ملك الإبادة الشاملة، نتنياهو عدو الحياة والسلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، شعار سجله التاريخ في صفحات سوداء تقابله يوم دخول قبره وتعرض عليه أمام مالك الملك الحي القيوم سبحانه وتعالى. واستمرار الحرب مطلب شرعي وفق عقيدته البراغماتية لتوظيفها سياسيا حتى لا يقع في شرك الهزيمة السياسية والحزبية يفقد مقعده كرئيس وزراء لحكومة صهيونية متطرفة لا تؤمن بالسلام، وكفرت بالعدالة وبكل القيم الإنسانية، فقط منهجها هو التدمير والتشريد والاعتقال والقتل والتعذيب. هذا المخلوق يجد في الحرب والدمار نجاة له من السقوط والهزيمة والمحاكمة، وهذا هو المكتوب في دفتر أوراقه اليومية، إشعال الحرب للهروب من السقوط، ويعتقد بأن في هذه الحرب انتصارا على أعدائه في الداخل والخارج لكنها الهروب إلى الفشل والهزيمة التي تنتظره في القريب العاجل.

سقوط الأكاذيب

مع سقوط أول نقطة دم لطفل فلسطيني، وتطاير آلاف جثث الموتى العزل هنا وهناك، انهارت، حسب ماجدة صالح في “الوفد”، كل الأنظمة التي تتباهى بل تتراقص ليل نهار على نغمات أسطورة الحريات، وسقطت في وحل كافة الانتهاكات التي عصفت بمنظومة حقوق الإنسان، جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم وتأييد الحماقة الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني، هي واحدة من أبشع جرائم القرن الواحد والعشرين، وقد انهال الدعم الغربي المطلق للاحتلال الإسرائيلي، الذي حمل في طياته نوايا خبيثة وواضحة بإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب مجازر وحشية بحق الشعب المدني الأعزل، ما جعل جيش الاحتلال يقوم بكارثة إنسانية غير مسبوقة تعد إبادة جماعية، فأضحوكة حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة وغيرها من الشعارات الكاذبة التي يتغنى بها الغرب في أمريكا وأوربا تبخرت في الحرب الأخيرة على غزة. وانكشف كذبهم ودجلهم على شعوب العالم أجمع، وفضحتهم تلك الجرائم في حق الإنسانية وكل مواثيق ومبادئ وعهود أبسط أدبيات حقوق الإنسان، مشاهد دمويه تتكرر كل يوم في غزة وكل فلسطين من قتل للنساء والأطفال وبطريقة وحشية قذرة واستفزازية مسيئة لكل أبناء الإنسانية، تارة تتم التصفية الجسدية للشخص أمام أهله، أبيه وأمه وزوجته وأولاده وكل أقاربه وبكل همجية ووحشية، وتارة بأقتحام البيوت دون مراعاة خصوصية ذلك البيت وحرمة أهله، وتارة بتأمين العوائل وجمعهم في مكان واحد ثم الغدر بهم وقتلهم بدم بارد.. وتارة إخفاء جثث القتلى الذين تتم تصفيتهم في الشوارع حتى تتحلل وتتعفن.

عالم همجي

تتواصل الجرائم الإسرائيلية مع الضحايا الفلسطينيين، وفقا لماجدة صالح، إذ بعد تشويه صورهم حتى لا يتم التعرف عليهم وسرقة أعضائهم الحيوية وبيعها، وإهانة من يتم أسرهم واعتقالهم وخلع ملابسهم والتعامل معهم بوحشية وهمجية تفتقر إلى أدنى مستوى من الإنسانية فضلا عن الأخلاقية، ويتم تصوير تلك المشاهد دون مراعاة لمشاعر المسلمين والضمير العالمي، وغيرها الكثير من الانتهاكات الجسيمة، تأتي فى مقدمة الداعمين، إدارة بايدن الأمريكية التي تقدم دعما متواصلا ومكثفا لإسرائيل على المستويين المادي والمعنوي، وأبرز تصريحاتها في هذا السياق «لا خطوط حمراء أمام إسرائيل في حربها على غزة» في أشارة واضحة لانتهاك صارخ لكافة المعايير والقوانين الدولية والإنسانية. وباختصار القول، إنهم ارتكبوا كل الجرائم البشعة التي حدثت في تاريخ الإنسانية، كل مواثيق وعهود بروتوكولات العالم، إلى غير ذلك من تدمير عشوائي للمنازل ودور العبادة والمدارس ومحاصرة واقتحام المستشفيات وقتل وأسر كوادرها الطبية وإتلاف ألأجهزة الطبية فيها، وقصف طواقم وسيارات الإسعاف، حيث استهداف للمدنيين باستخدام قنابل وصواريخ محرمة دوليا وبيولوجيا، وقصف المستشفيات وأماكن الإيواء والمنازل ودور العبادة، وما تركوا حتى الصحافيين والحقوقيين وعمال المنظمات الإنسانية حتى التابعة لهم من القصف والاعتداء، وتدمير كل ما هو جميل في الحياة وبشكل عبثي انتقامي نازي، وحرق مزارعهم الخضراء من أجل تحقيق هدف التهجير لهم من أرضهم ونفيهم إلى دول أخرى كلاجئين في رفح أو سيناء، مخطط شيطاني لحلم الدوله اليهودية من النيل إلى الفرات، فتبا لهذا العالم الغربي الهمجي المتوحش الذي لا تحركه عقيدة ولا دين ولا أخلاق ولا قيم ولا ضمير ولا حتى إنسانية، وتبا لمن يصدقهم من العرب والمسلمين ومن ما زال منخدعا بهم وحضارتهم المشؤومة المتوحشة التي فضحتها الحرب على غزة .
الرئيس البرازيلي

“دا سيلفا”، الرئيس البرازيلي، كان واضحا في كلامه، وفقا لعبد اللطيف المناوي، لدرجة شكلت صدمة غربية، إذ قال للصحافيين خلال القمة الـ37 للاتحاد الإفريقى في أديس أبابا، إن ما يحدث في قطاع غزة للشعب الفلسطيني لا مثيل له في لحظات تاريخية أخرى. في الواقع، حدث ذلك حينما قرر هتلر قتل اليهود، فى إشارة إلى المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية. تابع الكاتب في “المصري اليوم”: تصريح “دا سيلفا” جعل إسرائيل تعلن أن رئيس البرازيل شخص غير مرغوب فيه في تل أبيب، بل إن بيانا صادرا عن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال فيه إنه لن ينسى ولن يغفر ما فعله الرئيس البرازيلي، واصفا إياه بـ«هجوم خطير معادٍ للسامية». وكتب الوزير الإسرائيلي على منصة «إكس» باللغة البرتغالية مخاطبا الرئيس البرازيلي: «ملايين اليهود حول العالم ينتظرون اعتذارك. كيف تجرؤ على مقارنة إسرائيل بهتلر؟». الحقيقة أن علامة الاستفهام التي أنهى بها الوزير الإسرائيلى جملته عن مقارنة إسرائيل بهتلر تحولت عندي، وتحولت عند الملايين إلى علامة تعجب كبيرة، فماذا تبقى لإسرائيل أن تفعله حتى تتأفف مما فعله هتلر في أجدادهم؟! يبدو أن تصريحات دا سيلفا فتحت عليه محرقة من نوع خاص، حيث إن الولايات المتحدة، التي تبيّن يوما تعاطفها مع سكان غزة، وتؤكد دوائرها شبه الرسمية أن هناك خلافا عميقا بين رئيسها بايدن وبين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، تجدها في يوم آخر ترفض تصريحات الرئيس البرازيلي، بل إن المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، قال في مؤتمر صحافي إن بلاده لا تعتقد أن ما يحدث في غزة إبادة. إذا كان فعلا ما يحدث في غزة شيئ آخر غير الإبادة أو المحرقة، فماذا يسمونه إذن؟! الجريمة التي تحدث في غزة الآن، ويحاول مرتكبوها ومساندوهم في العالم قلب حقيقتها، وتسميتها أسماء أكثر إنسانية، هي عار عليهم، ولن تسقط بالتقادم.

مزيد من السقوط

لثالث مرة على التوالي منذ بدء الحرب على غزة والكلام لعبد المحسن سلامة في “الأهرام” تسقط الإدارة الأمريكية أمام العالم كله، وكذلك أمام الشعب الأمريكي، وأمام كل الأحرار وذوي الضمائر الحية من كل الأجناس والأعراق والديانات في العالم باستخدامها حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الجزائري لوقف الحرب في غزة يوم الثلاثاء الماضي. حصل مشروع القرار على تأييد 13 عضوا من بين أعضاء المجلس الـ 15، بينما عارضته أمريكا فقط فى حين امتنعت بريطانيا عن التصويت. بريطانيا هي الحليف الإستراتيجى للولايات المتحدة، ولا تنفصل عنها أبدا، بل إن الشائع أن الإنكليز دائما يخططون والأمريكان ينفذون، ومع ذلك فهذه هي المرة الثانية التي تمتنع فيها بريطانيا عن التصويت، وتترك أمريكا وحدها في مواجهة العالم. امتناع بريطانيا عن التصويت ليس هو الأمثل، لكنه طريقة ذكية تعني موافقة ضمنية على قرار وقف الحرب مادامت أغلبية أعضاء مجلس الأمن ترى ذلك، وتعني أيضا رفضا ضمنيا للعدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر على قطاع غزة، وليت أمريكا فعلت ذلك أيضا. للأسف الشديد لاتزال أمريكا تسبح عكس التيار وحدها، وتقوم بتوفير الحماية والدعم لجرائم الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وترفض وقف قتل الأطفال والنساء، بل إنها تقوم بتعطيل إدخال المساعدات إلى غزة، بعد أن أوقفت تمويل منظمة «الأونروا» التي تعمل من أجل مساعدة الفلسطينيين. المؤكد أن هناك فرقا بين الإدارة الأمريكية التي يتحكم فيها «اللوبي الصهيوني» وبين أغلبية الشعب الأمريكي الذي يرفض العدوان وسفك الدماء ولا يمكن أن يقبل بإبادة جماعية لشعب أعزل دون مبرر. أعتقد أن الضغط الدولي الحالي، وما يحدث من محاكمات لإسرائيل في محكمة العدل الدولية، والمطالبات بمحاكمتها في الجنائية الدولية، وتصاعد نغمة الانتقاد لأساليبها النازية ــ سوف ينعكس بالضرورة على الراعي الأمريكي المساند للعدوان الإسرائيلى. للأسف الشديد نحن الآن في عام الانتخابات الأمريكية وربما يكون هو العام الأسوأ لمتخذ القرار في البيت الأبيض خوفا من «اللوبي اليهودي» المتغلغل في أنفاق السياسة الأمريكية، ودهاليزها عقودا طويلة، لكن هذا لا يمنع من وجود فرصة قوية للصوت العربي، والإفريقي، والمسلم، وأعداد ضخمة من الأصوات العاقلة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري للضغط على الإدارة الأمريكية في هذا التوقيت لوقف ممارساتها الخاطئة المساندة للعدوان الإسرائيلي أو اتخاذ موقف حاسم بمعاقبة بايدن وإدارته في الانتخابات المقبلة، وهذا أغلب الظن.

قلة الحيلة

يحاصرنا الغلاء بجنونه.. يصيبنا بالاختناق.. تقتلنا قلة الحيلة والعجز عن تدبير ميزانيتنا المختلة دوما بفعل دخل هزيل وفواتير أسعار في قفزات مستمرة بلا ضابط وبلا رحمة! تكمل هالة فؤاد في “المشهد”: أرهقتنا الحسابات.. نجمع ونطرح ونقسم ثم ننتهي بأن نضرب رؤوسنا في أقرب حائط بقوة علنا نستريح من وطأة التفكير وتدبير أمور عصية بل مستحيلة التدبير.. نحاول يوميا أن نخصم من احتياجاتنا قدر ما نستطيع ما اضطررنا أن نعتبره من الرفاهية.. وظل العجز مستمرا.. انسحب الاستغناء ليطول احتياجات أساسية ومع ذلك ظل الفشل يلاحقنا وظلت ميزانيتنا مختلة لا تعرف الاستقرار!! تلاحقنا أصوات البوم المستفزة تنصحنا بالاستغناء عن كل ما لا تطوله اليد الضيقة غير عابئين بحال الملايين الكادحة التي باتت تسد عشاءها نوما بفرض أنها أخذت نصيبها من إفطار وغذاء. جنون الغلاء افترس بأنيابه جميع السلع.. وعجزت أمامه عقول الستات البارعة في التحايل لتدبير وجبات شهية بأقل القليل. حتى تلك الوجبات التي كنا نطلق عليها شعبية وتنطلق روائحها في كل البيوت المتواضعة أو تلك المتوسطة لتخفيض نفقاتها باتت تلك الوجبات باهظة التكاليف لايقدر عليها البسطاء ولا حتى متوسطو الحال.. بل حتى ميسوري الحال حاصرهم الغلاء ولم تعد تلبية كثير من احتياجاتهم بالأمر السهل! حصار أحكم قبضته على الجميع فأصاب الكل بالاختناق والعجز وشلل التفكير! لم يعد يشغلنا شيء سوى تدبير قوت يومنا، وأظن أن ذلك هو المطلوب!

المقاطعة ملاذنا

نحاول تدبير حالنا بأقصى ما نستطيع من جهد.. نستغني كما تشير هالة فؤاد عما كنا نعتبره رفاهية بل طال الإستغناء ما شكّل دوما أولويات في حياتنا ظننا أنها لاتستقيم بدونها! قاطعنا الوجبات الجاهزة التي كنا نلجأ إليها بين الحين والآخر كنوع من التغيير وكسر الرتابة، ولم نعد نشعر سوى برتابة العجز وضيق اليد!
كدنا نحبس أنفسنا في البيوت لا نخرج إلا للضرورة تقليلا للنفقات.. فأي خطوة نخطوها خارجها تعني مزيدا من استنزاف لدخولنا لا تتحمله دخولنا الهزيلة! أحجمنا عن استخدام التليفون لشراء ما كنا نحتاجه من خلال خدمة التوصيل للمنازل.. أصبحا نفكر ألف مرة قبل الشراء.. نكتفي بأقل القليل وما يسد أبسط الإحتياجات.. وحتى في ذلك نتريث ونستغرق وقتا طويلا في مقارنة الأسعار بين الشركات المنتجة المختلفة وبين منافذ البيع المختلفة لنستقر على أرخص الأسعار بعدما كانت الجودة هي معيار اختيارنا لكل ما نود شراءه! نتبادل الخبرات فكلنا في الهم سواء.. وما إن يجتمع مصريان إلا وكان حديث الغلاء ثالثهما!! نتعجب من حالنا الذي تتجاهله الحكومة، فلا تبذل لتغييره قدر الجهد المطلوب لتغييره أو تحجيم قفزات الأسعار أو الضرب بيد من حديد لوقف جشع التجار!! نكتفي بتصريحات كفقاعات الهواء بين الحين والآخر عن توفير السلع وضبط الأسعار وإنفراج الأزمة وتوفير منافذ توزيع منخفضة الأسعار. وكلها لا تخرج عن مجرد مسكنات لا تسمن ولا تغني ولا تشفي من جنون الغلاء الذي ينهشنا بلا رحمة. مسكنات ترهق أرواحنا ولا تزيدها إلا تعبا وإرهاقا وضيقا.. لتبقى الأزمة جاثمة فوق الصدور.. نبحث عن حلول فلا يهدينا تفكيرنا وسط مهزلة ما يحيط بنا إلا حل يتماهى مع تلك المساخر. نقترح على حكومتنا أن تقوم بإجراء عملية تكميم معدة لكل الشعب حتى تسد جوعه.. التكميم هو الحل، ويجعله عامرا!

أرض خصبة للاستثمار

هذا وقت يصفه بلال الدوي بعصر «الاستثمارات الكبرى» نجحت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي في إبرام أكبر صفقة استثمار مباشر من خلال شراكة استثمارية مع كيانات كبرى، وذلك في ضوء جهود الدولة حاليا لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر من أجل زيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي. خيرا فعلت حكومة مدبولى أن فتحت آفاق الاستثمار، وجذبت استثمارات مباشرة، وأن وفرت المناخ المناسب للاستثمار ودشنت (22) قرارا جديدا منذ (6) أشهر لتسهيل الإجراءات على المستثمرين، وأن وفرت مئات الآلاف من فرص العمل بعد التوسع في المشروعات الاستثمارية وستوفر المزيد والمزيد خلال الاستثمارات الجديدة.
تابع الكاتب في “الوطن” معبرا عن شديد أمله وتفاؤله بـأن “مصر” أرض خصبة للاستثمار، نجحت الدولة في عمل مشروعات البنية الأساسية في المناطق الصناعية الجديدة، وبنية أساسية في المدن الجديدة، إذن «مصر» مؤهلة لاستقبال المزيد من المستثمرين الجُدد الذين سيعملون على بناء كيانات جديدة، وهو ما يؤكد ثقة المستثمرين والكيانات الاستثمارية الكبرى في الاقتصاد المصرى.
حان وعد جني ثمار العمل الجاد الذي قامت به الدولة المصرية طوال السنوات العشر الماضية، حان وقت الانتعاشة الاقتصادية، حان وقت استقبال استثمارات جديدة بعد أن تم بناء (جمهورية جديدة) هدفها العمل والبناء والتنمية والاستثمار، مشروعات مياه شرب وصرف صحي وكهرباء وشبكة طرق جديدة و”كباري” ضخمة ساهمت في ربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب واتصالات وتحول رقمي، كل هذا يعتبر مرحلة أولى من استعداد الدولة لاستقطاب استثمارات جديدة، وبعد ذلك أصدرت الدولة قرارات تساعد على دفع عجلة الاستثمار.

ننتظر الثمار

الآن وفق مابشرنا به بلال الدوي فإن «مصر» تستقبل الاستثمارات تلو الأخرى، تعاقدات تلو تعاقدات، اتفاقيات تلو اتفاقيات، مشروعات عقارية، تصنيع وتصدير، توفير العملة الصعبة وهو ما سيؤدي لاستقرار سوق النقد الأجنبي وسينتج عن ذلك تحسين الوضع الاقتصادي. «مصر» خلال السنوات العشر الماضية حققت قفزات في معدل المشروعات القومية، أنجزت بمعدلات غير طبيعية وبسرعة كبيرة وبكفاءة عالية، كانت «مصر» تُحارب بيد وباليد الأخرى تبني وتعمّر، ووصلت نسبة البطالة إلى (8 ٪) وهي النسبة الأقل فى تاريخ البلاد. أنفقت «مصر» الكثير والكثير على المشروعات القومية التي نُفذت بكل دقة، كانت مشروعات الإسكان والنقل هي الأكثر إنجازا لأنها المشروعات التي تُمثل قاطرة التنمية لكي تكون «مصر» مستعدة لاستقبال استثمارات أكثر ومؤهلة لجذب استثمارات أكثر، وهذه المشروعات تفتح المجال للشباب ليعمل بها وليستفيد منها، إذن نحن سنشهد عهدا جديدا من جذب الاستثمارات، ونتمنى أن يكون زمننا هذا هو (زمن الاستثمارات الضخمة). الاقتصاد الآن يحرك السياسة، والعالم يتحدث بلغة البيزنس، وكل ما حدث في «مصر» من تطوير وتنمية هدفه توفير الجاهزية القُصوى لاستقبال الاستثمارات الجديدة، والأمن والأمان التي تنعم به «مصر» يساعد بطبيعة الحال على تدشين استثمارات جديدة، فالأمن أساس الاقتصاد، وتأتي الاستثمارات لـ«مصر» لأنها آمنة ويطمئن المستثمر بها.. وهذا فضل من الله.

لاتزعجوا منكاورع

فسر الدكتور زاهي حواس عالم المصريات وزير الآثار الأسبق، الجدل الذي دار حول إعلان الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن مشروع ترميم «كساء» هرم منكاورع. وأشار خلال تصريحات متلفزة، نقلها عنه محمد شعبان في “الشروق” إلى اعتياد المواطن المصري على رؤية هرمي خوفو وخفرع، بينما لم ير أحد هرم منكاورع مغطى بالغرانيت، موضحا أن مصطلح «التبليط» الذي استخدمه البعض أدى إلى سوء فهم كبير، حيث اعتقد الكثيرون أن الهرم تتم تغطيته بالغرانيت. ولفت إلى تداول جميع وسائل الاعلام الأجنبية خبر «تبليط هرم منكاورع»، بسبب كادر التصوير الخاص الذي ظهر خلاله «وزيري» في الفيديو، موضحا أن زاوية التصوير هي التي أظهرت الهرم بشكل مختلف، حيث جرى التصوير من أمام المداميج الموجودة على الهرم منذ آلاف السنين. وانتقد إعلان «وزيري»، واصفا إياه بـ «الخطأ»، مشيرا إلى اعتراف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بصعوبة تنفيذ المشروع فيما بعد، لا سيما أن مشروع ترميم الهرم كان يتطلب عرضه على اللجنة الدائمة لمناقشته قبل المضي بأي خطوات. وأضاف أن حالة الفوضى التي أثارها الإعلان دفعت وزير السياحة الدكتور أحمد عيسى إلى تشكيل لجنة مختصة من خارج وزارة الآثار، لدراسة المشروع، قائلا: «مفيش في العالم كله اثنين يفهموا في هضبة الجيزة غيري أنا وواحد أمريكاني اسمه مارك لينر، كتبنا كتاب اسمه أهرامات الجيزة بـ 3 لغات تناول كل كبيرة وصغيرة في الأهرامات». وأكد استحالة إعادة الأحجار المستخدمة في بناء الهرم إلى مكانها، قائلا: «فكرت شخصيا في هذا المشروع سابقا، وعندما درسته بعد حفر الناحية الجانبية، اتضح لي أنه من المستحيل إعادة تركيب الحجارة، حتى لو أحضرنا منكاورع نفسه ومهندسه الشخصي لأن الحجارة غير مهذبة بدقة حسب المقاسات».

وفيات مجانية

تطالعنا الأخبار يوميا عن المزيد من حوادث الطرق، فرغم النقلة النوعية في جودة الطرق فإن حوادث السير، كما أخبرنا عمرو هاشم ربيع في “الشروق”، ما زالت في ارتفاع. إصابات يومية وخسائر بشرية ومادية لا حصر لها، بسبب استخدام أدوات النقل المختلفة. بالطبع حوادث الطرق هي الأكبر على مستوى السيارات، مقارنة بالقطارات. حوادث القطارات هي الأكثر فتكا، لكنها والحمد لله قليلة للغاية. وحوادث الطرق هي الأكبر مقارنة بحوادث النقل البحر، ومن باب أولى الجوي.
في الشهر الحالي، أي خلال الأسابيع الأربعة الماضية، توجد بيانات لا حصر لها عن حوادث طرق في العديد من المحافظات المصرية، أغلبها في الطرق السريعة. وإذا كانت تلك الحوادث ناتجة عن مشكلات بشرية تتعلق بالسائق (قائد المركبة أو قادة المركبات المجاورة)، والأحوال الجوية، وسوء المركبة، وسوء الطرق، فإن السبب الأول، أي قائد المركبة، هو بدون شك الأكثر تأثيرا في حوادث الطرق، خاصة بعد جهد الدولة لمعالجة الخلل في السببين الأخيرين المتصلين بسوء المركبة ومساوئ الطرق. وضمن السبب الأول (العنصر البشري) فإن الأكثر شيوعا هو التصادم الخلفي، وهو ناتج عن تشتت انتباه قادة السيارات، أو سوء تقديرهم. أما السبب الثاني المتعلق بسوء الأحوال الجوية، فهو في المرتبة الثانية في تحمل مسؤولية الحوادث، وربما تزداد أهميته مع السبب الأول في القيادة في فصل الشتاء، حيث تزداد نسبة الشبورة المائية التي تصل أحيانا لحد الضباب.

أضعاف النساء

كشفت النشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات لعام 2022، والتي يتابعها عمروهاشم ربيع، أن عدد إصابات حوادث السير زادت في العام 2022 مقارنة مع العام 2021، حيث بلغ عدد الإصابات 55 ألفا و991 إصابة عام 2022، مقابل 51 ألفا و511 عام 2021، بنسبة زيادة بلغت 8.7%. ووفقا للنوع، كانت ضحايا تلك الحوادث من الذكور أكثر من أربعة أضعاف النساء. وكانت محافظة الدقهلية هي الأكبر مقابل القليوبية التي كانت هي الأقل. أما عن ضحايا تلك الحوادث، فكانت في المرتبة الأولى لمستخدمي الطريق (أي الركاب) بعدد 16607 إصابات، يليهم المشاة بعدد 15580 إصابة.. كيف لهذا النزيف أن يتوقف؟ ينصح القائمون على المرور في وزارة الداخلية، والكثير من المتخصصين، بعديد الأمور التي لا تلقى بالا من المتسببين في الحوادث. فالسير في الضباب، ومخالفة السرعة القانونية، أو مخالفة الرؤية الطبيعية حتى لو كانت أقل من السرعة القانونية في حالة الأحوال الجوية السيئة، كلها عوامل مهمة في أسباب الحوادث، يضاف إلى ذلك عدم مراعاة المسافة بين السيارات، وعدم سير الشاحنات الكبيرة في الحواري المرورية المخصصة أو في الساعات المخصصة لسيرها. كما أن واحدا من أهم المسببات للحوادث هو تعاطي العقاقير المخدرة أو حتى المسببة للنعاس، إضافة إلى عدم المواظبة على استخدام الإشارات الدالة على الانحراف المروري، كل تلك هي الأسباب الرئيسة التي لو أضيفت إلى استهتار المشاة بالسير بين السيارات وتخطي الطرق في أوقات وأماكن غير ملائمة، لاستكملت الصورة. بالطبع ما يزيد من وطأة حوادث السير، عدم شد حزام الأمان على خصر قائد المركبة، أو عدم ارتداء خوذة الرأس لقادة الدراجات البخارية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية