الحكومة تنتظر كريستالينا… والجماهير تترقب العلاوة… والجنيه مصيره مروع

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ “القدس العربي”: معظمهم لا يعرفون شكل الورقة الخضراء، لكن قدر لهم أن يكتووا بنارها كما هو الحال في معظم مدن مصر وقراها، أولئك الذين يواجهون أعباء ضخمة جعلتهم ينتظرون العلاوة الرئاسية التي لم يحسم أمرها بعد، ورجح عدد من الخبراء أن تشهد المرحلة المقبلة قفزات في الأسعار كبيرة، وتراجع في قيمة الجنيه المأسوف على حاله، إذ تتردد أنباء بشأن تعويم جديد مرتقب للعملة، امتثالا لمطالب المؤسسة الدولية.. وتنتظر الحكومة وصول كريستالينا جورجييفا مديرة البنك الدولي خلال الأيام المقبلة، حيث من المقرر أن تتفاوض مصر مع صندوق النقد، في إطار مطلب تعديل برنامج التمويل، على خفض قيمة الجنيه، وإلغاء دعم الكهرباء والمحروقات، خاصة أنها عناصر تمس معدلات التضخم بشكل صريح، وتضغط على دخل المواطن.
أكد المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أن الحكومة حريصة على إدارة أصولها المختلفة، وتعظيم العائد منها، مشيرا إلى أن حجم الصندوق السيادي، يجب أن يتناسب مع حجم الاقتصاد المصري، وهذا يتحقق من خلال المضي قدما نحو تنفيذ الاستراتيجيات والرؤى الموضوعة، وإبراز النجاحات والنتائج المستهدفة في إطار العمل، ويرى الباحث الاقتصادي محمد محمود عبد الرحيم، أنه لا بد من إيجاد آلية مختلفة لتسعير المنتجات البترولية، ولذلك لا بد من التفكير في دراسة إنشاء صندوق لتمويل فروق أسعار المنتجات البترولية لمزيد من التحوط وتخفيض الآثار السلبية على الموازنة العامة للدولة، وأشار إلى أن النقاش الأهم بين مصر والصندوق حول سعر الصرف المرن وآلية تطبيقه، خاصة أن مصر تعتمد على الدولار في تدبير احتياجاتها مضيفا، أنه لا حلول لضمان عدم تكرار أزمة الدولار، إلا من خلال توفير تدفقات دولارية مستدامة، نتيجة حصيلة أنشطة إنتاجية عن طريق التصدير والسياحة ودعم الاستثمار، وزيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي، بعيدا عن الودائع، فمصر لا تتحمل أي تحريك كبير في سعر الصرف، والحل يكمن في التحول إلي اقتصاد إنتاجي حقيقي قائم على الصناعة والتصدير والاستثمار والتعليم. وتقدمت النائبة إيفلين متى بطلب إحاطة لوزير التموين بشأن الرقابة على الأسعار. مؤكدة “فيه حاجة غلط.. أنا مش عارفة مين بيراقب على الحاجات دي.. هي بتطلع من الأرض بالسعر ده؟ هل الفلاح اللي زرعها بيبيعها بالسعر ده؟”.
ومن أزمات الإعلاميين أصدر الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين، قرارا بإيقاف المذيعة ياسمين الخطيب وباستدعائها للتحقيق معها؛ استنادا على مخالفة الخطيب لميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني. وتقدمت شبكة قنوات “النهار”، باعتذار لجمهورها عن عرض حلقة البلوجر هدير عبد الرازق، في برنامج “شاي بالياسمين”، لياسمين الخطيب وقررت الشبكة حذف الحلقة من جميع منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأفادت بأنها فتحت التحقيق في نشر محتوى الحلقة، مؤكدة تمسكها بالقيم والعادات وهو النهج الذي تسير عليه منذ بدايتها. وقررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل أولى جلسات محاكمة المطرب سعد الصغير بتهمة إحراز الحشيش والترامادول بقصد التعاطي، إلى جلسة 25 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مع استمرار حبسه، وعرضه على الطب الشرعي.
إخراج أمريكي
أحدث ما أنتجت هوليوود من الأفلام هو ما حدث في الضربة الإسرائيلية لبعض المواقع في إيران.. تبدو الصورة وكأننا على حد وصف فاروق جويدة في “الأهرام” أمام سيناريو يتسم بالسذاجة، شاركت فيه أمريكا وإسرائيل وإيران.. كانت أمريكا تريد ضربة سريعة محدودة الأثر، لأننا أمام انتخابات لم يبقَ عليها سوى أيام معدودة، وكان الرئيس بايدن يريد أن يخرج من البيت الأبيض بأقل الخسائر.. ولذلك قدم النصيحة لإسرائيل بأن تكون الضربة بعيدة عن مناطق البترول والمشروع النووي الإيراني، وهما أهم الأهداف التي يمكن أن تزعج إيران.. على الجانب الآخر، فإن إسرائيل حققت جزءا مهما من أهدافها في غزة ولبنان، ويمكن أن تقنع بما حققت.. أما إيران فقد استطاعت أن تزعج إسرائيل وأمريكا معا، بالحرص على مشروعها النووي وما حققته في حرب غزة وصمود حزب الله.. وهذا يعني أن الجميع حقق أهدافه، وأن الدول العربية راضية بهذه النتائج، حيث ليس هناك حرب إقليمية ولا مساس بالبترول، ولا عدوان إيراني أو إسرائيلي يهدد مشروعات التطبيع المقبلة.. ولا شك في أن أمريكا، المعلم الأكبر، هي التي كتبت الفيلم ونفذته، مع اقتناع إيران بما حدث.. وعلى جميع الأطراف أن تنتظر المقبل، فقد يحمل مفاجآت جديدة، لأن غزة لن تستسلم ولبنان ما زال صامدا، وحزب الله يدير المعركة بإصرار، رغم رحيل قياداته. ورغم نجاح الفيلم الأمريكي هذه المرة، فإن للدم كلاما آخر، وللأرض صيحات تغير كل الحسابات، وللشعوب أسرارا لا يعرفها أحد.
على مقاس اللقطة
ما يحدث بين إسرائيل وإيران اعتبره الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار” مسرحية هزلية والدليل ما قاله المسؤولون هنا وهناك، وما أكد عليه لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، الذي قال إن الضربة الإسرائيلية لطهران يجب أن تكون نهاية الصراع بينهما، وهَدد أوستن قائلا: رد إيران على إسرائيل سيكون خطأ، وأعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اعتبر في حديث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أن رد إيران على الضربة الإسرائيلية سيكون خطأ، وجاء في بيان للبنتاغون صادر في أعقاب الاتصال الهاتفي بين الوزيرين، أن أوستن قال للوزير (الإسرائيلي) أن إيران يجب ألا ترتكب خطأ، وألا ترد على الضربات الإسرائيلية”، وأضاف البيان أن “وزير الدفاع أكد أن الولايات المتحدة جاهزة لحماية قواتها ومواقعها وشركائها في المنطقة، وعازمة على عدم السماح لأي أحد بأن يستغل التوتر أو يوسع رقعة النزاع”، يُذكر أن إسرائيل شنت غارة جوية على مواقع في إيران فجر السبت الماضي، ردا على الضربة الصاروخية الإيرانية على إسرائيل يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، التي كانت بدورها ردا على اغتيال حسن نصر الله في وقتٍ سابق. وأشار أوستن إلى أن الضربة الإسرائيلية يجب أن تكون الضربة الأخيرة في الصراع، هكذا تفكر إسرائيل وأمريكا، وإلا لا معنى لتدشين قوات ضخمة في المنطقة، أمريكا تدير الصراع في منطقة الشرق الأوسط كيف تشاء، تحشد وتدشن وتدعم القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا والخليج وشرق المتوسط لحماية إسرائيل فقط، أمريكا، جمهورية أو ديمقراطية، تشعل الحرب في المنطقة لأنها المستفيد الأول مع إسرائيل، أمريكا لا تسعى إلى السلام في المنطقة كما تَدَعِي، أمريكا تدعم السفاح نتنياهو لتنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى. إذن الحل بأيدينا نحن الأمة العربية والعالم الإسلامي.
شعار السفاح
“المهم أن أعيش، وليمت الجميع”.. هذا هو شعار نتنياهو الآن، الذي أكده خلال خطابه الأحد الماضي في تل أبيب عقب حادث الدهس، حينما أكد استمراره في خوض المعارك، واستمرار القتال دون أفق محدد لوقف نزيف الدم في المنطقة. نتنياهو تحول على حد رأي عبد المحسن سلامة في “الأهرام” إلى مصاص دماء حقيقي يرقص طربا على نزيف الدم، ولم يعد يهمه أرواح الإسرائيليين أنفسهم، بعد أن كان هناك تقليد إسرائيلي صارم بالتوقف طويلا أمام مقتل إسرائيلي واحد. الآن يتم قتل وإصابة العشرات من الإسرائيليين يوميا، ويكتفى نتنياهو والمتطرفون في حكومته بالكذب على الإسرائيليين، مدعين أن حروبهم تهدف إلى جلب الأمن إلى الإسرائيليين. أكثر من 150 ألف شهيد ومصاب فلسطيني، وما يقرب من خمسة آلاف شهيد ومصاب لبناني، ومقتل وإصابة نحو خمسة آلاف إسرائيلي، ومن الواضح أن كل هذه الدماء لم تشبع نتنياهو وعصابته النازية، ليؤكد بالأمس استمرار الحرب على كل الجبهات، وعدم رغبته في وقف هذه الحرب المجنونة. جيش العار الإسرائيلي أصبح يستخدم كل إمكانياته القتالية لضرب المستشفيات، ومخيمات النازحين، وهدم المباني والمنشآت السكنية على رؤوس قاطنيها، وتدمير البنى التحتية من طرق، ومحطات كهرباء، ومحطات مياه وصرف صحي. لم يحدث في التاريخ الحديث أو القديم قيام الجيوش بتدمير الأخضر واليابس بهذه الطريقة الوحشية، كما يحدث في غزة، وجنوب لبنان. آخر جرائم الجيش الإسرائيلي هو تدمير مستشفى كمال عدوان، واحتجاز مئات المرضى، واعتقال الطواقم الطبية، وتدمير سيارات الإسعاف. توفي الأطفال داخل وحدات الرعاية المركزة، وتضرر أكثر من 600 مريض كانوا في المستشفى بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى بعد محاصرته عدة أيام. حادث الدهس رد فعل طبيعي لممارسات نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وغالانت وغيرهم، لكن تظل الأزمة الكبرى في عقلية نتنياهو الذي تحول إلى (شمشون) يريد أن يقتل الجميع لكي يعيش هو، والمجتمع الدولي يكتفي بالمشاهدة والإدانات.
كلمة حق
هل تراجعت شعبية “حماس” في قطاع غزة عقب المجازر التي ارتكبتها إسرائيل؟ هذا السؤال أجاب عنه الكثيرون بالإيجاب، حسب عمرو الشوبكي في “المصري اليوم”، واستندوا في ذلك لحجم المعاناة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، وأن الضحايا الذين سقطوا يشكلون 2% من إجمالي عدد سكان غزة، وأن هذه النسبة تساوي في إسرائيل 198 ألف شخص، وهو دليل على حجم المأساة التي تعرض لها الفلسطينيون. وبعيدا عن أي مبالغات إعلامية ودعائية فإن هناك «تراجعا ما» في الدعم الذي قدمه قطاع واسع من الشعب الفلسطيني لحركة “حماس” بعد المجازر التي ارتكبت بحقهم، فلم يكن يتمنى أحد أن يشاهد مقتل أطفاله أمامه، ولا أن يرى بأم العين كيف تحولت أجسام الأهل والأحباب والأصدقاء لأشلاء، دون أن يتحرك أحد في العالم لإنقاذهم. إن هذا الألم الذي أصاب الفلسطينيين وجرائم الإبادة الجماعية التي استهدفتهم أثرت على شعبية “حماس”، لكنها لن تؤثر على مبدأ المقاومة طالما بقي الظلم والاحتلال، فقد يختلف الناس في غزة حول عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول ومدى نجاعتها، وهل امتلكت غطاء سياسيا قادرا على أن يحقق مكاسب لصالح القضية الفلسطينية في ظل عزلة قادة الجناح السياسي لـ”حماس” عن التواصل مع العالم، بمن فيهم الداعمون للقضية الفلسطينية. مؤشرات ما يقوله الناس ويشعرون به داخل قطاع غزة تقول إن “حماس” فقدت جانبا من شعبيتها بعد المآسي التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة، إلا أنه بمنطق حروب التحرير الوطنية فإن الشعوب ستحارب من أجل قضيتها وبجانبها حلفاء وداعمين، وإنه لن يكون مقبولا مطالبة التنظيمات الفلسطينية المسلحة من “حماس” إلى “الجهاد” ومن “فتح” للجبهة الشعبية بأن تحل نفسها طالما بقي هناك احتلال، إنما ستطالب بمراجعة التكتيكات والوسائل والعلاقة بين السياسي والعسكري والعزلة عن العالم، بل حتى تجميد نشاطها المسلح لو اضطرت لذلك. تراجع شعبية أي فصيل مقاوم أمر وارد، لأن الطريق لتحقيق النصر سيمر بمنحنيات كثيرة وانتصارات وانكسارات ستفرض عليه تغيير التكتيكات العسكرية والسياسية والتراجع عن إحداها في فترة، واختيار الثانية في فترة أخرى. كثير من أهل غزة كانوا يتمنون (ونحن معهم) ألا تحدث كل هذه المآسي التي تجري بحقهم، وربما سنرى تراجعا في دعم تنظيمات المقاومة المسلحة ودعما أكبر لخيار المقاومة المدنية والشعبية، في حال إذا ظهر في الأفق حل سياسي ومسار تسوية سلمية قادر على أن يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويقيم دولته المستقلة.
مكسبها الوحيد
أكبر الانتصارات التي حققتها إسرائيل في صراعها ضد العرب ليس احتلال الأرض ولا تدمير المواقع ولا قتل القادة، وإنما هناك من انتصارات العدو الإسرائيلي ما يفوق كل هذا، وهو ما انتهى عنده أسامة غريب في “المصري اليوم”: معظم الكُتاب والإعلاميين في العالم العربي أصبحوا يفكرون ألف مرة قبل كتابة، أو التفوه بكلمة نقد ضد إسرائيل. ليس الحديث هنا عن التافهين والإمعات الموجودين تحت الطلب على الدوام، إنما الكلام عن الذين عاشوا عمرهم أوفياء للقضية الفلسطينية، ثم أصبحوا اليوم يدينون المقاومة، أو في أحسن الأحوال يشاهدون الإبادة في صمت. وأبسط مثال للدلالة على هذا أن نعود إلى يوليو/تموز 2006 عندما وقع العدوان على الجنوب اللبناني. إذ تحول الذين ناصروا المقاومة بكل قوة إلى أن أصبحوا أشد أعدائها هذه الأيام. ما الذي حدث؟ هل قامت إسرائيل برشوتهم؟ هل تم تهديدهم وابتزازهم؟ هل أنجزوا مراجعات فكرية أوصلتهم إلى أن إسرائيل هي صاحبة الحق وصاحبة الأرض؟ أبدا لا شيء من هذا، وإنما الذي حدث هو أنه بعد حرب «تموز» وجدنا إمبراطوريات إعلامية كبرى لم تُخفِ، منذ أيامها الأولى، تسخيفها للمقاومة، وتبنيها لوجهة النظر الإسرائيلية. وغير خافٍ أن الإعلاميين والكتاب من كل الأقطار العربية وقفوا على الأبواب يريدون لأنفسهم أماكن في منصات المال الوفير. لم تطلب الإمبراطوريات الإعلامية ممن يلتحق بها كاتبا أو معدا أو مذيعا أن يحب إسرائيل، لكن كل واحد فهم من نفسه أن بقاءه واستمرار لقمة عيشه مرتبطة بتبنيه وتماهيه مع الخط الإعلامي لجريدته أو قناته أو محطته الإذاعية.
يستحسن بلاش
مضى أسامة غريب جامعا الأدلة الخطيرة التي وقف عندها وتكشف حجم التحول في وجهة الكتاب، من خندق الولاء للمقاومة للصمت المطبق والتحول نحو الجهة الأخرى.. رأينا أغرب تحول نفسي يمكن أن يصيب الإنسان. كلنا نعرف أنه ليس من السهل على إنسان شريف أن يعترف بأنه يمارس التدليس، لكن يمكن لمثل هذا الشخص أن يقنع نفسه بالتدريج أن المقاومين العرب لهم أخطاؤهم، فمنهم أصحاب الهوى الإخواني كمنظمة “حماس” ومنهم من ينتمون للمذهب الشيعي كحزب الله، وبالتالي ليس سيئا كثيرا أن نحمل لهم بعض الخصومة شيئا فشيئا تتحول الخصومة إلى عداء. وعلى الجانب الآخر يؤدي التعود على استضافة الشخصيات الإسرائيلية واعتياد تبني وجهة نظرهم إلى أن يقنع الشخص نفسه أن هؤلاء الناس بشر مثلنا، لهم مطالب، ولهم أحلام ويجب أن لا نتخذ منهم موقع العداء على طول الخط. لذلك ما أن تقع الحرب حتى يجد نفسه متماهيا مع موقف إمبراطوريته الإعلامية المؤيد لإسرائيل، دون أن يشعر بأنه يخون نفسه. أما بالنسبة للذين لا يعملون في إحدى هذه المنصات، حيث لم يصبهم الدور بعد، فإن العشم والأمل والرجاء يجعلهم يلتزمون الخط حتى يلفتوا انتباه عشاق إسرائيل. اسمحوا لى أن أحكي لكم في هذا السياق عن أحد الكُتاب الصحافيين من أصدقائي.. هذا الكاتب أخبرني أنه قال لصحيفته: هل مسموح عندكم أن أكتب «الشهيد حسن نصر الله» و«الشهيد السنوار»؟ سألته: وبماذا أجابوك؟ قال: أخبروني بأنهم لن يمنعوني إذا كتبت، لكن يُستحسن بلاش.
سؤال اللئيم مذلة
“الجعان يحلم بسوق العيش” مثل دارج على الالسنة ويقول مثل آخر “باب الخمارة فين”.. أما المصري اليوم فيحلم هذه الأيام بحزمة ليست حزمة جرجير ولا بصل ولا حتى كرات، بل حزمة سموها، وفقا لخالد حمزة في “المشهد”، حزمة حماية اجتماعية تغنيه عن سؤال اللئيم ومد اليد، لله يا محسنين.. للي يسوى ومايسواش، وعشانا عليك يارب، لغاية مايبان لينا صاحب. والحكاية ليست في الحزمة وليست في حجمها ولا متي وكيف ستصرف، ولكن الحكاية.. في حزمة وليس حسبة برما للمصريين مع أزماتهم وفواتيرهم وأفواههم المفتوحة.. مع أزمة اقتصادية طالت وستطول، وطالت الفقير واللي كان متوسطا وأصبح فقيرا، والغني كمان.. يا حرام. والحكاية.. في أن تلك الأزمة صارت مزمنة.. لا يصلح معها إلا بتر أو علاج ناجع، يقتلعها من جذورها وليس مجرد مسكنات.. تخدر الآلام إلي حين، دون علاج واضح وحتمي. والحكاية أننا.. أنا وأنت وهي وهو وهم، صرنا مدمنين على تلك المسكنات، على طريقة أديني الحزمة بسرعة، وماتنسانيش في الجرعة. مضى الكاتب معددا المآسي التي تواجهها الأغلبية الفقيرة في شتى أمور حياتها للبقاء على ظهر الحياة، مؤكدا ما يلي، الحكاية.. أننا كلنا كده بربطة المعلم، صرنا نعيش اليوم بيومه، أحيينا النهاردة، وماتفكرش في بكره، أو عصفور في اليد خير من عشرة فوق الشجرة، وصرنا ننتظر حزمة الحكومة.. كانتظار العاشق لمحبوبته، يعد ساعات ودقائق وثواني الانتظار على لحظة اللقاء.
أقرع ونزهي
“كلنا صرنا لا نفكر في مستقبل لنا أو لأولادنا، فقد قالوا لنا، وزنوا على رؤوسنا، بأن الأزمة مطولة معانا حبتين”، ومن سذاجتنا على حد وصف خالد حمزة صدقناهم مرارا وتكرارا، حتى استمرت الأزمة تلو الأزمة، وتعايشنا معها كفرد معانا في البيت.. تأكل من أكلنا وتشرب من شربنا. وعبر عقود.. صدعوا رؤوسنا بعبارات مثل عام الحسم وعنق الزجاجة وعام الرخاء وعام 2000، اللي عدى عليه ربع قرن.. وكانوا يستشهدون به بأنه عام بداية الانطلاقة، والخروج من عنق الزجاجة.. التي ضاعت وضيعتنا معها. والحكاية.. أننا كلنا كده وبربطة الحزمة، صرنا نرضى بقليله.. وبما تجود به الحكومة، وبما يتيسر من نقود.. واحمدوا ربنا إحنا أحسن من غيرنا. والحكاية.. التي أصبحت ماسخة، أننا صرنا نكلم أنفسنا، في البيت والشارع والعمل والمواصلات وعلى المقاهي.. ونحن نحتسي كوبا من الشاي، بشي وشويات، سواء كنا شبابا مش لاقيين شغلانة واللا موظفين على باب الله، أو أرباب معاشات.. أكل عليهم الزمان وشرب، وتركهم نهبا للمرض والعوز وقلة الحيلة، أو ننظر بغرابة مع خيالنا المريض على شاشة التلفزيون.. تقول لنا إننا نعيش في أمريكا مثلا، أو في أوروبا والبلدان المتقدمة.. مع أننا نسأل الله حق النشوق. صرنا نشبه عبده الكحيت، الذي لا يملك إلا زيرا أو قلة يشرب منها وحصيرة ينام عليها وكسرة خبز يأكلها.. ويحدثك عن الملايين والمليارات، وهو أقرع ونزهي.
الدولار وسنينه
هل هناك تعليمات بحد أقصى لسحب الدولار لمن لديه حساب بالعملة الأجنبية في البنوك المصرية؟ كان ولا يزال هذا الموضوع حسب الدكتور محمد عادل العجمي في “الوفد” بوابة كبيرة لدخول الشائعات، خاصة منذ الأزمة المالية والاقتصادية اللبنانية التي تفاقمت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 بفعل تداعيات عدم الاستقرار السياسي وجائحة كورونا والانفجار الهائل في مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020. وبدأت منذ ذلك التوقيت الشائعات تحاول ضرب القطاع المصرفي المصري من أجل دفع المواطنين لسحب الأموال من البنوك، وخاصة بالعملات الأجنبية. وقد تمت مواجهة هذه الشائعات عبر منصتي على «السوشيال ميديا» فيسبوك ويوتيوب وغيرهما. وتظهر الشائعة وتختفي، وآخرها في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث ظهرت الشائعة، ويبدو أنها تطل مرة أخرى. وقد نفى البنك المركزي هذه الشائعة وقال: بخصوص ما تم رصده في بعض صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بشأن مطالبة البنك المركزي البنوك بوضع حد أقصى للسحب النقدي اليومي والشهري بالعملات الأجنبية، الأمر متروك لكل بنك على حدة لتحديد سياسته بشأنها واعتمادها من مجلس إدارته. ويهيب البنك المركزي بضرورة تحري الدقة لدى تداول أي معلومات غير دقيقة تخص القطاع المصرفي، لتفادي أي تداعيات سلبية قد تؤثر مباشرة على القطاع المصرفي بصفة خاصة، وعلى الاقتصاد القومي بصفة عامة. والشائعات التي نقوم بنقلها على أنها معلومات أكيدة تضر في المقام الأول بالمواطن واقتصاد الدولة، وتسبب حالة من البلبلة والقلق. لهذا يجب الحذر، وعدم نقل المعلومات دون التحقق منها، ويفضل وقف الشائعة عندك حتى لا تتحول إلى منشورات «بوستات»، تنتقل ككرة النار من مكان لآخر. وقف المنشور وعدم إعادة نشره «الشير» مرة ثانية أفضل من أن تكون سببا في دمار وخراب قد ينالك في نهاية المطاف، حتى لو كنت تعتقد أنك بعيد عن النار. نحن في وقت تنمو فيه الشائعات بشكل سريع، وأصبحت منصات السوشيال ميديا وقودا لهذه الشائعات، بعد أن كبِل الإعلام التقليدي بالكثير من المشاكل. لهذا يجب أن تنتبه الحكومة لمخاطر التقييد على الإعلام التقليدي، ورفع المعاناة عنه.
رئة ترامب
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة X (تويتر سابقا) دورا رئيسيا في الانتخابات الأمريكية. ذلك أن هذه الانتخابات وفق توقعات سمير العيطة في “الشروق” ستكون مفصلية على الصعيد الداخلي، كما بالنسبة لمشروع استعادة الهيمنة الأمريكية المطلقة على العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط. داخليا، لا يُمكِن تناسي كيف استخدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصة تويتر بشكل كثيف كي يأخذ بلاده إلى أزمة في انتخاباتها الديمقراطية، وإلى اجتياح الكونغرس بالسلاح، دون أن تتمكن المنظومة القضائية من محاسبته. كذلك لا يُمكِن التغاضي عن أن إشكاليات ضبط خطاب الكراهية على المنصة، وإيقاف حساب الرئيس حينا، قد أدت إلى شراء الصناعي المبتكِر إيلون ماسك للمنصة برمتها، خدمة لتسويق أعماله وتوجهاته السياسية وهوسه بالنشر عليها. الأمر الذي فتح المجال واسعا لخطاب التحريض تحت شعار حرية الرأي. ثم انتقل ماسك إلى الدعم المباشر للحملة الانتخابية الجديدة لترامب. ومهما كانت نتيجة هذه الانتخابات، التي تلعب فيها القضايا الخارجية، خاصة حربي غزة ولبنان، دورا مهما، فإن الولايات المتحدة ستواجه تحديات غير مسبوقة على صعيد أسسها السياسية والعلاقة بين السياسة والمال والإعلام، المتمثل اليوم أكثر بوسائل التواصل الاجتماعي منه في الصحف المخضرمة. فبعد أن سمى ترامب قضاة يناصرونه مدى الحياة في المحكمة الدستورية، وعد في حملته بأن يكون رئيسا مطلق الصلاحيات، كي تعود أمريكا عظيمة من جديد. وسيعاونه ماسك بالطبع على ذلك.
زمن ماسك
على الصعيد العالمي، حرية الرأي التي يتحجج بها إيلون ماسك يراها سمير العيطة انتقائية وموجهة. لقد عقد اتفاقيات مع قادة دول، من الهند إلى تركيا، وغيرهما، بتوجيه ضبط نشر «التغريدات» عبر منظومات الذكاء الاصطناعي على منصة X لمصلحة هؤلاء، مقابل عدم منع هذه الدول لتداول سكانها على المنصة، بالإضافة إلى ما يُمكِن إتاحته، أو عدم إتاحته، عبر منظومات الأقمار الاصطناعية التي يملكها. وعلى الأغلب أن الزيارة التي قام بها إلى إسرائيل ولقاءه الحميم مع بنيامين نتنياهو كانا في ذلك السياق. كيف تموضعت منظومة ضبط النشر في المنصة خلال الحملة الشعواء على الأكاديميين والطلاب، ومن بينهم اليهود، الذين حاولوا الضغط لإيقاف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ أكثر من سنة؟ وكذلك كيف يتم استخدام هذه المنصة ليس فقط لنشر آراء أو إنجازات، بل أيضا التحذيرات المباشرة للجيش الإسرائيلي عن المواقع المدنية التي سيقوم بقصفها؟ التحذيرات الحقيقية والكاذبة؟ وكيف يتم الترويج لأكاذيب وخطابات بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفين التي تنزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين واللبنانيين، رغم اتهامهم بالإبادة الجماعية من قبل المحكمة الدولية؟ ومن المحق أيضا التساؤل كيف يتم إظهار تغريدات بالتوالي على المنصة تحتوي خطابات الكراهية للفلسطينيين واللبنانيين والسوريين ينشرها مروجو الجيش الإلكتروني الإسرائيلي بالتزامن مع خطابات من مغردين محليين حقيقيين، أو مزيفين تحرض على الكراهية بين السنة والشيعة، وبين المسيحيين والمسلمين، بقصد التغطية على الإبادة الجماعية في غزة، ولخدمة المشروع الإسرائيلي في نخر المجتمعات العربية؟ وفي حين لا يشاهد مشتركو الولايات والمتحدة وأوروبا الغربية كثيرا مشاهد الإبادة والقصف الإسرائيلي. ليست منصة X مثلها مثل وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة، يُمكِن أن يُحاسَب صحافيوها والقائمون عليها عما تنشره، وتُبرِز بشكل واضح توجهاتهم السياسية. إذ تستطيع بشكل أكثر فعالية أن تكون وسيلة حرب، حرب على الحريات وحرب على البلدان والبشر. فهي تتموضع اليوم في الولايات المتحدة إلى جانب تنظيمات ما دون دولة يمينية متطرفة مسلحة تهدد النظام الانتخابي الأمريكي. وهي في الوقت نفسه، تتموضع في مواجهة تنظيمات ما دون دولة مسلحة، “حماس” وحزب الله، وحيث تم توكيل بنيامين نتنياهو بإنهائها وإنهاء مقاومتها للاحتلال.
لا مزمار ولا طبلة
“ليس العارفون هم حملة الشهادات، وإنما هم أهل السلوك والخشوع والتقوى، وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال، وليس لهم في الدنيا راية ولا موكب، العارفون بالله حقا هم البسطاء، أهل الاستقامة والضمير، الذين تراهم دائما في آخر الصفوف، إذا حضروا لم يُعرفوا، وإذا غابوا لم يُفتَقدوا، وإذا ماتوا بكت عليهم السماء والأرض وشيعتهم الملائكة”. حكمة بليغة للراحل الدكتور مصطفى محمود، الذي استشهد به الدكتور ناجح إبراهيم في “الوطن” ساعيا لإحياء مجمل الأخلاق التي اختفت.. قال أحدهم لرجل: فلان شتمك، فقال: هو رماني بسهم ولم يصبني، فلماذا حملت السهم وغرسته في قلبي؟ وقال رجل لوهب بن منبه: إن فلانا شتمك قال: أما وجد الشيطان رسولا غيرك؟ بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء، تزوج سيدنا علي بن أبى طالب من خولة بنت جعفر الحنفية، فولدت له ولدا سماه محمدا، غير أن الناس وحدهم أرادوا التفريق بينه وبين ذرية فاطمة، رضي الله عنها، فسموه «محمد بن الحنفية»، واشتهر بذلك طوال عمره، وكان الفرق بينه وبين الحسن والحسين لا يجاوز عشر سنوات، وكان شجاعا وبطلا قويا مثل أبيه، وكان أبوه يقحمه في الشدائد والمعارك، فقال له بعض القوم: لماذا يقحمك أبوك في الشدائد التي لا يقحم فيها أخويك الحسن والحسين؟ فيرد عليهم بفصاحة وأدب نادر وتسامٍ عجيب عن الضغائن، فيقول: لأن أخوي هما عينا أبى وأنا يده، فهو يقي عينه بيده، فتأمل كيف التمس العذر لأبيه وفضل شقيقيه على نفسه وأطفأ نار الحسد والنميمة بذكاء اجتماعي نادر، رضي الله عنهم جميعا.
شياطين الأنس
لم تعد قضية التحرش المدرسي مجرد حوادث فردية، بل باتت ظاهرة كما تصفها سامية فاروق في “الوفد”، بالمقلقة إذ تتمدد جذورها في كل مكان، لتلوث براءة الأطفال وتسرق منهم بسمة الطفولة. فقد تسلل إلى المدارس، تلك المعاقل التي نرتجي منها أن تكون حصنا منيعا للأجيال القادمة، شرٌ خفي يهدد بابتلاع أزهى ما فيها. في الفترة الأخيرة، كثرت الأنباء عن وقائع تحرش ارتكبها معلمون ضد طلابهم، صدمت المجتمع وأثارت موجة من الغضب والاستياء. لم يعد الأمر مقتصرا على فئة عمرية معينة أو جنس، بل بات يشمل جميع المراحل التعليمية وكلا الجنسين، وكأن حرمة المدرسة لم تعد تحمي أحدا. تلك الأفعال الشنيعة لا تقتصر آثارها على الضحية وحدها، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع بأكمله، فالصدمة النفسية التي يتعرض لها الطفل تترك ندوبا عميقة في نفسه، قد لا تمحى بمرور الزمن. يعاني الضحايا من اضطرابات نفسية حادة، كالاكتئاب والقلق والخوف، وقد تتطور إلى مشاكل سلوكية تؤثر على جميع جوانب حياتهم، كما أن الثقة التي فقدوها في الآخرين، خاصة الكبار، قد تدفعهم إلى الانطواء والعزلة، وتجعل من الصعب عليهم بناء علاقات صحية في المستقبل. أما بالنسبة للأسرة، فالصدمة التي تتعرض لها لا تقل عن صدمة الطفل، فهي تشعر بالذنب واللوم، وتتساءل عن أسباب حدوث هذه المأساة. قد يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقات الأسرية، وتأثير سلبي على حياة جميع أفراد الأسرة. ولعل أخطر ما في الأمر هو أن هذه الجرائم لا تقتصر على الضرر النفسي والجسدي للضحايا، بل تمتد لتشمل المجتمع ككل. فهي تهدد الثقة في المؤسسات التعليمية، وتشجع على انتشار الخوف وعدم الأمان. كما أنها تعكس وجود خلل عميق في القيم والمبادئ التي نؤمن بها، وتدعو إلى إعادة النظر في كل ما يتعلق بتربية الأجيال وتأهيلهم. الأسباب التي أدت إلى انتشار الجريمة، هي اختلال توازن القوة، حيث أن المعلم يمتلك سلطة كبيرة على التلميذ داخل المدرسة، ما يجعله في موقع قوة يمكنه من استغلاله. وغياب الرقابة الكافية على سلوك المعلمين داخل المدارس، مع عدم وجود آليات فعالة للإبلاغ عن حالات التحرش، يشجع بعض المعلمين على ارتكاب هذه الجرائم. بالإضافة إلى صمت الضحايا وأسرهم بسبب ثقافة العيب، التي لا تزال سائدة في بعض المجتمعات تحول دون الإبلاغ عن حالات التحرش، ما يعتبر حافزا للمتحرشين على الاستمرار في جرائمهم. وفي بعض الأحيان يخشى العديد من أولياء الأمور الإبلاغ عن حالات التحرش خوفا من الانتقام وعدم تصديقهم. وعلى رأس كل ذلك الفراغ الأسري، وهو غياب الرقابة الأسرية على الأطفال، وقلة التواصل بين الأهل والأبناء، يجعل الأطفال أكثر عرضة للاستغلال. وتتطلب مواجهة هذه الظاهرة تضافر جهود جميع أفراد المجتمع، بدءا من الأسرة والمدرسة وصولا إلى الدولة، فلا بد من توعية الطلاب بحقوقهم وكيفية حماية أنفسهم من التحرش، وتزويدهم بأرقام الطوارئ للإبلاغ عن أي حالات. وكذلك تدريب المعلمين على كيفية التعرف على علامات التحرش وكيفية التعامل مع الحالات المشتبه فيها، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمنع حدوث هذه الجرائم. ويجب على الإدارة المدرسية تفعيل آليات الرقابة على سلوك المعلمين، وتوفير بيئة آمنة للطلاب للإبلاغ عن أي حالات تحرش. وتغيير الثقافة المجتمعية السائدة حول التحرش، وكسر حاجز الصمت، وتشجيع الضحايا على الإبلاغ عن الجناة. وأخيرا تشديد العقوبات على مرتكبي جرائم التحرش، وتطبيق القانون بحزم على جميع المجرمين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية