الحوار السوري: بناء المستقبل لا البكاء على الأطلال

حجم الخط
10

انطلق صباح أمس في دمشق مؤتمر الحوار الوطني الذي كان تعهداً قطعته السلطات الجديدة الحاكمة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وافتتحه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بكلمة حرص فيها على ملاقاة التطلعات الكبيرة المعقودة على المؤتمر. وكان واضحاً أنه أبدى حرصاً على وضع الآمال في موازاة الآلام، مشدداً على أن سوريا «أُنقذت من الهلاك» وهي «اليوم في غرفة الإنعاش» «مثقلة بالجراح» على مستويات «اجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية» ولكنها اليوم «عادت إلى أهلها».
ولا مبالغة في هذا التوصيف لأحوال سوريا الراهنة، التي خلّفتها 54 سنة من حكم نظام «الحركة التصحيحية» في خراب شبه عميم شمل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية، فضلاً عن نهب الثروات الوطنية وتفكيك العرى الوطنية وتكريس التمييز على أساس المنطقة أو الطائفة أو الولاء. ولأن أبناء سوريا أول من اكتوى بنيران هذا الخراب، فإنهم خير من يدرك الأهمية البالغة لهذا المؤتمر وما سيسفر عنه من مخرجات وتوصيات.
صحيح بالطبع أن بعض العثرات اكتنفت التحضيرات للمؤتمر، وعلى رأسها الفترة الزمنية القصيرة الفاصلة بين توجيه الدعوات وموعد الانعقاد وما نتج عن ذلك من تعذر حضور بعض المدعوين والمقيمين منهم خارج سوريا خاصة، ولكن إذا كان عدد المتغيبين لا يتجاوز 30 شخصاً من أصل 570 حضروا بالفعل، فإن التقصير مقبول في مؤتمرات من هذا الطراز.
كذلك يمكن قبول التفسير الذي أعلنته اللجنة التحضيرية حول عدم دعوة قوات سوريا الديمقراطية ـ «قسد» في أن المؤتمر صيغة مجتمعية وليست حزبية أو فصائلية أو عسكرية، و«قسد» لا تحتكر المكون الكردي السوري الذي حضر في المؤتمر من خلال شخصيات تمثل مناطق تواجد الأكراد، فضلاً عن أن اللجنة عقدت لقاءات مع ممثلي محافظات دير الزور والرقة والحسكة حيث تبسط «قسد» نفوذها.
في المقابل يُسجّل للجنة التحضيرية أنها رسمت مسار عمل ثنائياً يبدأ من الاستماع إلى السوريين، ثم ينتقل إلى وضع المعايير الناظمة لتمثيل الطيف السوري في المؤتمر، فعقدت سلسلة كبيرة من ورشات العمل والجلسات الحوارية المركزية في المحافظات. واستمعت اللجنة إلى نحو 4,000 سورية وسوري من مختلف المكونات، قدموا أكثر من 2,000 مداخلة وقرابة 700 ورقة مكتوبة. الخلاصة كانت استخراج ستة محاور أساسية تعمل عليها مجموعات المؤتمر هي العدالة الانتقالية، والبناء الدستوري، والإصلاح المؤسسي، والحريات العامة والحياة السياسية، والمبادئ الاقتصادية العامة، ودور منظمات المجتمع المدني في تأسيس وبناء الدولة السورية.
وإذا صح أن الأعمال بالنيات، فإن مقاصد مؤتمر الحوار الوطني السوري تعكس بوضوح رغبة مبدئية أصيلة للانطلاق خطوات ملموسة نحو مستقبل أفضل على طريق جمهورية جديدة تحررت من ربقة نظام الاستبداد والفساد والارتهان الخارجي، تضمن العدالة والمساواة والكرامة والازدهار لجميع أبنائها، في ظل دولة الدستور والقانون والحقوق المدنية والحريات العامة، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية، أو الإثنية أو المناطقية أو الطبقية.
ولعل سوريا هذه سوف تؤكد قول الشرع: «لسنا نجيد البكاء على الأطلال، ولسنا نجيد اللطم والعويل، بل نحن أمّة العمل والجدّ».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح// الاردن:

    *كل التوفيق والنجاح الدائم لسوريا الجديدة
    بغد مشرق مزدهر يسوده العدل والسلام
    والمحبة ان شاءالله.
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      نعم

  2. يقول عماد غانم:

    في العصر الحديث، لم تستقر “الحداثة والبنيوية والتفكيك.. إلخ” بعد، ودخلنا في “ما بعد الحداثة والبنيوية والتفكيك.. إلخ” وعادت الأرثوذكسية لروسيا والبروتستانتينية لالمانيا وتعمقت الإنجليكانية في بريطانيا وصعد الإسلام السياسي ، يعزى ذلك للشعبية الكاسحة لنسبية أينشتاين وتحولها لدوغما لسحبها في كل حقل ومجال
    الخلاف والجدل العلمي يودي لاكتشافات واختراعات ، اما السياسي فيودي لانقسام لذلك يقمع بالتصويت ، يمنح أعضاء الكونغرس والنواب دقيقتين فقط، قد تجمع في كتلة
    هذه واحدة ، والثانية “الملعون امجد” فأثناء الحوارات والسجالات الجامعية كان يشارك على الخفيف ، وكل مرة يكون قد كتب ما اتفقنا عليه مسبقا قبل بدء الحوار/ هذا جيد جداً لسوريا فالداخل والمهجر السوري والجوار والعالمي معني بالتوافق والاستقرار

  3. يقول عبد السلام فران:

    المؤتمر الوطني الذي جمع كل الطيف السوري وجميع مكونات الشعب السوري جاء بمثابة الرافعةالحقيقية لبناء سورية الجديدة على أسس متينة وبناءة من أجل إعادةسورية للحضن العربي والإسلامي،ومن هنا جاء نجاح هذا المؤتمر حين طالب بالإنسحاب الكيان الصهيوني اللقيط من أراضيه،فرد الأخير بعد إنتهاء المؤتمر بسويعات بغارات جوية همجية على دمشق ودرعاا فازداد توحشا وتوغلا في الأراضي السورية كتعويضا عن فشله الأمني والعسكري في قطاع غزة والضفة الغربية
    من هنا وردا على توحشه وتوغله في الأراضي السورية،لابدللقيادة السورية وفورا بناء تحالف
    عسكري استراتيجي ودفاعي مع القيادة التركية
    لقطع الطريق على الكيان بالضغط عليه للإنسحاب
    من الأراضي السورية وتأديبه،وأي تأخير عن عقد مثل ذاك التحالف الدفاعي المشترك مع تركيا القوية ،سوف لن يكون في مصلحة الطرفين.

    1. يقول مجتهد:

      هذا هو عين العقل و منتهى الحكمة، تركيا هي الدولة الوحيدة التي يعول عليها عسكريا والسعودية وقطر إقتصاديا في الإقليم لتعافي سوريا . تركيا لها خبرة في ذلك فهي منعت عدواناً إماراتيا عسكريا كان مبيتاً على قطر وساعدت بشكل حاسم أذربيجان باستعادة إقليم نوغورنوكارباخ من أرمينيا و مكنت السلطلة في ليبيا من البقاء ولجمت اليونان من التوسع البحري وبالتالي فهي دولة فاعلة وحاسمة في الإقليم.

  4. يقول محمد جبرؤوتي:

    بسم الله الرحمن الرحيم. أكبر غلط إظهار الضعف أمام إسرائيل، المجتمع الدولي يعني امريكا، وأمريكا مع العدوان. التصريحات التي صدرت من الرئيس الشرع عند تحرير دمشق جعلت إسرائيل تتمادى. تصريحات النتن. ياهو عقب المؤتمر ثم العدوان على القنيطرة وريف دمشق وريف درعا يدل على أن هناك تواصل بين النتن. ياهو والنتن بشار أسد. أتمنى على الرئيس الشرع أن يثق بالله وأن ينظر إلى ساعته ثم يعطي إسرائيل مهلة للانسحاب من كامل سوريا بما فيها الجولان المحتل خلال زمن يحدده بعد مشاورة السيد وزير الدفاع ليخير أمريكا وإسرائيل بين الانسحاب التام ورفع العقوبات أو ثورة إسلامية عالمية من خلال الجهاد المقدس عبر بوابة الشام الوضع غاية في الخطورة خلال ساعة تستطيع إسرائيل الوصول لساحة الأمويين أتمنى أن يقفوا بوجه إسرائيل قبل فوات الأوان والرئيس الشرع مستهدف من قبل إسرائيل عليه أخذ الحيطة والحذر فبطل السلام والخيار الاستراتيجي زعيم الكبتاغون يغلي من الغيظ ولا يتوقف عن التحريض.

  5. يقول محمد جبرؤوتي:

    بسم الله الرحمن الرحيم. المستهدف من احتلال دمشق هو تركيا، والأردن جايبها الدور بعد الضفة، ومصر أدركت خطأها وندمت. الآن الوضع مناسب جدا لفض اتفاقيات السلام وتشكيل تحالف إقليمي ضد إسرائيل، الأردن بتصريح واحد تستطيع أن تجبر إسرائيل على الانسحاب من سوريا، تقول؛ خلال ٢٤ ساعة إن لم تنسحب إسرائيل من كافة الأراضي السورية ومن الجولان سأقوم بفض اتفاقية وادي عربه. إذا قامت الأردن بذلك ستتبعها مصر وإذا قامت مصر بذلك ستتبعها الأردن، تخيل نفسية الشعوب العربية والإسلامية وفرحتها وحماسها عندما تسمع بخبر فض اتفاقيات العار.. ثقوا بالله أمريكا ليست الله أمريكا إنما هي الأعور الدجال لا تثقوا بها ثقوا بالخالق هي مخلوق. يوجد درس للدكتور راتب النابلسي – يوتيوب- يوضح بالدليل العقلي أن أمريكا هي الأعور الدجال

  6. يقول محمد جبرؤوتي:

    بسم الله الرحمن الرحيم. النتن. ياهو لا يروق له أن تستلم الحكم في سوريا قيادة نزيهة وقائد شريف طاهر يريد أن يكون رئيس سوريا تاجر مخدرات مجرم

  7. يقول علي:

    والدليل على نقاوة الثوار السياسيون الجدد في
    دمشق استمرار العدوان الصهيوني على سورية.فلولا أنهم من الشرفاء لما هاجمت عدوانية إسراءيل النظام الجديد في سورية الشرع.

    1. يقول الجزائري:

      بحسب مقياسك فالأسد أيضا من الشرفاء حيث كان الكيان يقصفه ليل نهار

اشترك في قائمتنا البريدية