صنعاء – «القدس العربي»: أعلن الناطق الرسمي باسم حركة “أنصار الله” (الحوثيون) في اليمن، محمد عبدالسلام، أمس الثلاثاء، عن “استشهاد طالبتين وإصابة 9 أخريات بجراح جراء عدوان أمريكي بريطاني غاشم على اليمن بشن غارتين على منطقة الجند جوار مدرسة أم المؤمنين عائشة للطالبات في محافظة تعز” جنوب غربي البلاد.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، عن إسقاط طائرة تجسس أمريكية في أجواء محافظة صعدة شمالي البلاد، معتبرها الطائرة التاسعة التي تسقطها قواتهم من ذات الطراز، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكانت وسائل إعلام تابعة للحركة، قد أعلنت، قبل تحديث الخبر، عن استشهاد طالبتين وإصابة 7 أخريات جراء غارة أمريكية استهدفت مدرسة للطالبات في منطقة الجند بمحافظة تعز.
وأدان عبد السلام، في “تدوينة”: “هذا العدوان الغاشم والجريمة النكراء”، معتبرًا “أن استهداف المدنيين والمنشآت التعليمية يعد تصعيدًا خطيرًا، وهو يعكس حجم الإحباط الأمريكي البريطاني جراء فشلهم في توفير الحماية للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر”.
وأكدّ “أن اليمن متمسك بقرار إسناد غزة، وهو لن يتراجع عن هذا القرار المبدئي والأخلاقي قيد أنملة”.
وقالت قناة المسيرة الفضائية في تحديث للخبر “إن طالبتين استشهدتا وأُصيبت تسع أخريات في عدوان أمريكي بريطاني استهدف مدرسة للطالبات في منطقة الجند بمديرية التعزية بمحافظة تعز”. وأشارت إلى “استشهاد الطالبتين حماس عبدالله عبدالسلام، وسجى أحمد على دحان، بالإضافة إلى إصابة 9 أُخريات، إثر تدافع الطالبات بعد قصف طيران العدوان الأمريكي البريطاني بجوار مدرسة للبنات في مديرية التعزية”.
فيما ذكرت وكالة الأنباء سبأ بصنعاء، في تحديث لاحق، أن استهداف طيران العدوان الأمريكي البريطاني محيط مدرسة أم المؤمنين عائشة للبنات في الجند بمديرية التعزية في محافظة تعز قد أدى إلى استشهاد طالبتين وإصابة تسع أخريات.
ونشرت قناة المسيرة الفضائية وموقعها الإلكتروني فيديو للطالبات اللتين قضتا والمصابات خلال إسعافهن للمستشفى.
ولم يصدر تعليق فوري من القيادة الوسطي الأمريكية بهذا الشأن حتى كتابة هذا التقرير.
وكان الطيران الحربي الأمريكي والبريطاني قد استهدف، الإثنين، بغارة منطقة الجبانة غرب مدنية الحديدة غربي البلاد. كما شن، الأحد، ثلاث غارات على منطقة ميتم شرق مدينة إب وسط البلاد.
وتشنّ القوات الأمريكية والبريطانية منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي ضربات صاروخية وغارات جوية على مناطق في اليمن تقولان إنها أهداف للحوثيين.
في السياق ذاته، قالت قيادة المنطقة المركزية العسكرية الأمريكية (سنتكوم)، الثلاثاء، إن قواتها “نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدمير منظومتين صاروخيتين للحوثيين ومركبة دعم واحدة في المناطق التي تسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
وأضافت في بيان على منصة “إكس”: “كما نجحت قوات القيادة المركزية الأمريكية في تدمير طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين فوق البحر الأحمر”.
يأتي ذلك في وقت أعلن الحوثيون إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من نوع “إم كيو- ناين” أثناء “قيامها بأعمال عدائية تجسسية وقتالية في أجواء محافظة صعدة” شمالي البلاد.
وقال المتحدث العسكري باسم قوات “أنصار الله” (الحوثيون)، العميد يحيى سريع، في بيان، “إن هذه الطائرة هي الثانية التي تنجح دفاعاتنا الجوية في إسقاطها خلال 72 ساعة”. وأشار إلى أنها الطائرة التاسعة التي يتم إسقاطها منذ بدء إسنادهم لمعركة طوفان الأقصى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأشاد البيان “بالعملية الفدائية للشهيد المجاهد ماهر الجازي، والذي قرر الانتصار لدماء الشهداء في غزة بالطريقة المناسبة”.
ودعا سريع “كافةَ أبناءِ الأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ إلى تأديةِ واجباتِهم الدينيةِ والاخلاقيةِ والإنسانيةِ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ منذ ما يقاربُ العامَ للإبادةِ الجماعيةِ بدعمٍ أمريكيٍّ وبريطانيٍّ”.
وأكد أن قواتهم “مستمرة في تنفيذِ عملياتِها العسكريةِ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة”.
وكانت الجماعة أعلنت ليل السبت- الأحد إسقاط طائرة أمريكية مسيرة من نوع إم كيو -ناين في أجواء محافظة مأرب شمال شرقي البلاد، موضحين أنها الطائرة الثامنة التي يتم إسقاطها من ذات النوع.
لم يعلن الجيش الأمريكي تعليقاً فورياً بشأن أحدث إسقاط للطائرة الثلاثاء، إلا أن وكالة اسوشيتدبرس الأمريكية قالت في تقرير، الإثنين، إن الحوثيين أسقطوا مرارًا وتكرارًا طائرات من هذا النوع؛ لكنها نقلت، الإثنين، عن الجيش الأمريكي أنه “لم يتلق تقارير” عن إسقاط طائرة من هذا الطراز في اليمن الأحد.
ووفقًا للمصدر ذاته، يمكن للطائرات من طراز إم كيو- ناين، التي تكلف حوالي 30 مليون دولار لكل منها، أن تطير على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم (15240 مترًا) ولديها قدرة تحمل تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. “وقد حلقت الطائرات من قبل الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية فوق اليمن لسنوات”.
فيما قال تقرير نشرته قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين، الثلاثاء، إنه “مع ارتفاع حصيلة هذا النوع من الطائرات إلى تسع منذ بدء معركة مساندة غزة، ترتفع أيضًا الخسائر المباشرة للعدو الأمريكي جراء فقدان هذه الطائرات فقط إلى حوالي 288 مليون دولار باعتبار أن تكلفة الطائرة الواحدة تبلغ 32 مليون دولار، برغم أن الرقم الدقيق سيكون أكبر إذا أضيفت إليه تكاليف الأسلحة والمعدات الإضافية التي يتم تزويد هذه الطائرات بها لتلائم مهامها، بالإضافة إلى تكاليف التشغيل”.