الحوثيون يعتبرون أنّ واشنطن أعادت تصنيفهم كـ”منظمة إرهابية” بسبب مساندتهم الفلسطينيين

أحمد الأغبري
حجم الخط
1

صنعاء – “القدس العربي”: أدانت جماعة “أنصار الله”(الحوثيون)، الخميس، قرار البيت الأبيض في واشنطن ، الأربعاء، بإعادة تصنيفهم “منظمة إرهابية أجنبية” (إف تي أو)، واعتبرت أن هذا التصنيف يستهدف الشعب اليمني وموقفه المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني. 

وفي أول رد فعل من المنظمات الإنسانية الدولية إزاء هذا التصنيف، الذي لا يستثني المساعدات الإنسانية، وسيمثل معوقًا للعمل الإغاثي؛ حمّلت منظمة “أوكسفام”، الخميس، إدارة ترامب المسؤولية عن الجوع والمرض الذي سيتبع هذا القرار، الذي اعتبرته “ضربة أخرى لليمنيين، الذين وقعوا في صراع مميت لمدة 10 سنوات”.

على الجهة الأخرى، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بالقرار، وهو ما عبرت عنه “تدوينة” لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي.  

ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، أمر تنفيذيًا بإعادة تصنيف “أنصار الله” المعروفة باسم الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية (إف تي أو)، وهو تصنيف أكثر تشددًا من القرار الذي وقع عليه الرئيس السابق جو بايدن بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية عالمية (إس دي جي تي). 

كما يُعيد هذا القرار العمل بتصنيف كان ترامب قد فرضه قبيل انتهاء ولايته الأولى. ويسري مفعول القرار في غضون 30 يوماً من تاريخ إصداره. علما أن هذا القرار لا يلغي قرار الرئيس بايدن، بل هو قرار تصنيف آخر بجانبه. والتصنيفان كان قد تضمنهما قرار ترامب في ولايته الأولى. 

ومن شأن هذا القرار أن ينعكس سلبًا اقتصاديًا وإنسانيًا على المعاناة اليمنية؛ إذ سيزيد من القيود المفروضة على التعاملات المالية والاقتصادية والإنسانية مع الداخل اليمني، وتحديدًا المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي تمثل الغالبية العظمى من سكان اليمن، كما سيعيق القرار جهود السلام بمستوى من المستويات، ويطال تأثيره مجالات عديدة، بما فيها عمل المنظمات الانسانية والاغاثية بشكل أو بآخر، في حال تشددت واشنطن في تنفيذ العقوبات المترتبة عليه.  

وأدانت حكومة جماعة الحوثيين، الخميس، “قرار الرئيس الأمريكي بإعادة تصنيف أنصار الله “منظمة إرهابية أجنبية”، وأكد البيان “أن الإرهابي الحقيقي هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك العدو الإسرائيلي في قتل أطفال ونساء غزة لأكثر من عام بالأسلحة المتطورة الفتاكة وبالغطاء السياسي والإعلامي”.

وقالت إن “التصنيف لن يزيد الشعب اليمني وقواه السياسية الحرة وفي المقدمة أنصار الله إلا ثباتًا وصمودًا على الحق ودفاعًا عنه وفي المقدمة حق الجمهورية اليمنية في التحرر والاستقلال والسيادة على كامل ترابها ونصرة المظلومين”.

واعتبرت “أن هذا القرار القديم الجديد لا يخدم الاستقرار في المنطقة وجهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق السلام العادل والمشرف للشعب اليمني”، داعية “أحرار العالم إلى إدانة قرار التصنيف الذي جاء على خلفية الموقف المبدئي والمشرف للشعب اليمني في نصرة ومساندة الأشقاء في غزة وكل فلسطين”.

 كذلك، دعت وزارة الخارجية، في حكومة الجماعة، “المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى إدانة هذه التصنيف الذي سيكون له تداعيات سلبية على الوضع الإنساني في اليمن”.

في حين، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، نصر الدين عامر، “لو صنفتنا أمريكا في قائمة أصدقاءها لكان هذا أخطر علينا، وأكثر استفزازاً من أن تصنفنا في قوائم إرهابها”.

أيضًا، قال عضو المكتب السياسي للجماعة، حزام الأسد، أن” أي انعكاس سلبي لهذا التصنيف على شعبنا سيتحمل عواقبه الأمريكي بالدرجة الرئيسية، وأي خطوة عدائية تُقدم عليها واشنطن أو أدواتها ضد بلدنا فلن يقف شعبنا مكتوف الأيدي”.

كذلك، قال عضو المكتب السياسي للجماعة، محمد البخيتي، إن “أنصار الله لا يبحثون عن شهادة براءة من أمريكا، وهي أم الإرهاب، ولهذا هي غير مؤهلة لتصنف غيرها”، مؤكدًا “سنقابل التحدي بالتحدي والتصعيد بالتصعيد”.

                           ” ضربة أخرى لليمنيين”

منظمة أوكسفام، وهي منظمة إنسانية دولية مقرها الرئيسي بريطانيا، قالت “إن إعادة تصنيف إدارة ترامب للحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية “لا يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة اليمنيين”.

وتعليقًا على القرار الأمريكي؛ قال مدير السلام والأمن في “أوكسفام أمريكا” سكوت بول: “إن قرار إدارة ترامب بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية هو ضربة أخرى لليمنيين الذين وقعوا في صراع مميت لمدة 10 سنوات”.

وأضاف: “لقد رأينا من قبل التأثيرات المدمرة لتصنيف الرئيس ترامب السابق على المجتمعات اليمنية: في الأشهر التي سبقت التصنيف وخلال الأسبوع الذي كان ساري المفعول فيه، انخفضت واردات الضروريات مثل الغذاء والدواء والوقود وسقط الاقتصاد في أزمة أخرى وتدهور الوضع الإنساني. إن إدارة ترامب تدرك هذه العواقب لكنها اختارت المضي قدمًا على أي حال، وستتحمل المسؤولية عن الجوع والمرض الذي سيتبع ذلك”.

وزاد “نحن نعلم أن الإعفاءات الإنسانية لم تكن كافية لوقف التأثيرات المباشرة – حتى مع تلك التحذيرات، ألغى المصدرون العقود، واستعدت البنوك لتقليص أنشطتها، وبدأت المنظمات الإنسانية في التخطيط لتصعيد دراماتيكي بموارد أقل وقيود أكثر”.

فيما قال مدير السياسة والمناصرة والإعلام في منظمة أوكسفام في اليمن، عبد الواسع محمد: “نحث قادة الولايات المتحدة على عدم وضع اليمنيين في وسط الديناميكيات الإقليمية والتفكير في الأشخاص الذين سيعانون بالفعل من هذا القرار.

 وأردف: “سيؤثر التصنيف أيضًا على شريان الحياة الحيوي للتحويلات المالية إلى اليمنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي تمثل الغالبية العظمى من سكان البلاد. تعتمد مئات الآلاف من الأسر على هذه الموارد لتغطية نفقاتهم. “إن هذا التصنيف من شأنه أن يدفع اقتصاد البلاد بأكمله من الأزمة إلى السقوط الحر”.

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، رشاد العليمي، والمجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) قد رحبا بالقرار الأمريكي.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    حيا الله أحرار اليمن الشجعان و أنصار الله الحوثيين الرجال الأسود الذين قهروا عصابة الحلف الصهيو صليبي الأمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي عاث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 وطززززز في عصابة واشنطن يا طنطن ✌️😎☝️🔥🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية