صنعاء ـ «القدس العربي»: في حدثٍ فارقٍ تشهده المنطقة، منذ بداية عمليات الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، واعتبرته وسائل إعلام غربية «مثالاً» نادرًا لضربة جوية أجنبية تصل إلى هدف داخل حلقة الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة في تل أبيب»، أعلنت حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، في وقت مبكر من أمس الجمعة، تبنيها تنفيذ غارة جوية، مساء الخميس، بطائرة من دون طيار استهدفت مبنىً في تل أبيب، ونجم عن الحادث قتلى وجرحى، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وأشارت التقارير الأولية، بما فيها روايات وسائل الإعلام الغربية، إلى أن الطائرة من دون طيار جاءت من اتجاه البحر «الأمر الذي يتطلب انحرافًا كبيرًا في المسار إذا تم إطلاقها من اليمن، وعلى مدى بعيد بشكل غير عادي بالنسبة للحوثيين»، وفق موقع مجلة «مراتيم إكسكيوتيف» المتخصصة بالشؤون البحرية.
لكن ذلك تم تأكيده من خلال بيان الحوثيين، صباح الجمعة، وكان قد أكدَّه مسؤولون حوثيون في تصريحات منفردة لوسائل إعلام غربية قبل إعلان البيان، الذي جاء لاحقًا ليؤكد تطور تقنياتهم الهجومية من خلال الحديث عن طائرة مسيّرة جديدة بمدى يتجاوز 1000 ميل بحري، وقدرة على اختراق دائرة الرادار الإسرائيلية وقبلها أنظمة دفاعية عديدة في البحرين الأحمر والأبيض.
المتحدث باسم أنصار الله
ويفسرُ ذلك ردة الفعل الإسرائيلية الأولية، وتخبط الإعلام المحلي بين الرفض والاستنكار والاستغراب، وتحديدًا في التقارير التي أعقبت الضربة مباشرة، بل إن بعضًا منه ذهب لربط تقنية الطائرة بإيران وحزب الله، واستخدامها في هجمات سابقة، بل إن بعض المصادر الإسرائيلية والغربية شكك في مكان انطلاقها، رافضا تصديق احتمال انطلاقها من اليمن، على الرغم من أنها جاءت من جهة البحر؛ في دلالة على وقع الصدمة.
وقال تشارلز ليستر، مدير قسم سوريا في معهد الشرق الأوسط: «إن حسابات (الضربة الحوثية) غير منطقية على الإطلاق، إلا إذا كان نظامًا جديدًا تمامًا، أو تم إطلاقه من مكان آخر، وليس اليمن»، وفق أحد التقارير.
وذكر المتحدث العسكري باسم أنصار الله، يحيى سريع، أن الطائرة المسيّرة الجديدة «قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضيةِ للعدوّ، ولا تستطيعُ الرادارات اكتشافَها، وقد حققت العملية أهدافَها بنجاح».
وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، عبد الله بن عامر، في (تدوينة): « طائرة يافا.. جديد سلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية».
وقال بيان للحوثيين إن العملية التي نُفذت بطائرة مسيّرة جديدة تحمل اسم «يافا» قد استهدفت «أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة، ما يسمى إسرائيليًا تل أبيب»، مؤكدًا أن «تل أبيب باتت غير آمنة، وستكون هدفَا أساسيًا في مرمى أسلحتها».
قتيل إسرائيلي وإصابات في هجوم مسيّرة… و«أنصار الله»: سنكرره
ويؤشر إطلاق اسم «يافا» على الطائرة الحوثية الجديدة، وهو اسم المدينة الفلسطينية، إلى أن هذا الاستهداف سيتكرر ليس في تل أبيب، بل في إسرائيل، من خلال التقنية الهجومية ذاتها.
وقال يحيى سريع: «إنَّ القوات المسلحةَ اليمنيةَ (التابعة للجماعة)، وهي تعلن عن هذه العملية النوعيةِ تؤكدُ امتلاكَها بنكاً للأهداف في فلسطينَ المحتلةِ منها الأهدافُ العسكريةُ والأمنيةُ الحساسةُ، وستمضي بعون اللهِ تعالى في ضربِ تلك الأهداف رداً على مجازرِ العدوِّ، وجرائمه اليوميةِ بحقِّ إخواننا في قطاعِ غزة».
تمثل هذه العملية تأكيدًا، بلا شك، على تطور إمكانات الهجوم الحوثية، التي تشنُّ منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي هجمات بطائرات من دون طيار على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، بالإضافة إلى هجمات أخرى تشنّها على ميناء إيلات الإسرائيلي «أم الرشراش».
إلا أن ما يميّز عمليتهم الأخيرة أنها ارتبطت باستهداف ناجح في عمق تل أبيب لأول مرة، لم يكن ذا جدوى، كما كان يعلن الإعلام الإسرائيلي في هجمات سابقة، وبخاصة في جنوب المناطق المحتلة، بل إنهم، أي الحوثيون، ومن خلال هذا الهجوم باتوا يمتلكون طائرات مسيًرة قادرة على قطع مسافة تصل إلى 1000 ميل بحري، واستغرقت في قطعها تسع ساعات، وتجاوزت الطائرة دفاعات السفن الأمريكية في البحر الأحمر، وأنظمة دفاعية عديدة للبلدان المحاذية للبحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وتلك المسافة هي التي تفصل المدينة عن أقرب منطقة من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه الهدف، وهو مدى يجعل من تهديدهم كبيرًا ومقلقًا للمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية؛ لا سيما في حال توقفنا مليًا أمام تأكيد المتحدث العسكري باسم الحوثيين على قدرة الطائرة الجديدة على تجاوز الدائرة الرادارية الإسرائيلية، وهو ما تحقق بالفعل بصرف النظر عن التبرير الإسرائيلي؛ وهو تبرير يزيد من التأكيد أن ثمة ضعفًا إسرائيلياً واضحًا في التعامل مع الهجمات الأجنبية من خلال المنظومة الدفاعية سواء آليا أو بشريًا؛ علاوة على تأكيده أنه بات لديهم بنك أهداف في إسرائيل سيعملون على استهدافها؛ مما يُشير إلى مرحلة جديدة لهجمات جبهة الإسناد الحوثية اليمنية للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، عبد الله بن عامر، في «تدوينة»: «يمكن للدول العربية الفاصلة بين اليمن وفلسطين أن تقف موقف الحياد؛ لأن أية اجراءات عسكرية تتخذها تلك السلطات كرفع التأهب في المنظومات، وتنفيذ دوريات جوية، لا يمكن فهمها إلا أنها حماية لإسرائيل».
الصور التي التقطها المارة في مكان الحادث في تل أبيب أظهرت مكونات طائرة من دون طيار متوسطة الحجم ذات أجنحة مستقيمة، والتقطت كاميرات المراقبة القريبة من مكان الحادث صوت محرك احتراق داخلي مرتفعا مثل طائرة من دون طيار نموذجية ذات محرك توربيني – قبل الانفجار مباشرة.
ردود فعل
ولاقت عملية الحوثيين ترحيبا في أوساط عربية وفلسطينية.
وقال رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، في «تدوينة»: «(وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى) الله أكبر، طائرات صنعاء تضرب قلب تل أبيب».
كما انتشر وسم «اليمن يقصف تل أبيب» على منصة «إكس».
ورحّبت حركات مقاومة فلسطينية بالعملية، وفي مقدمتها حركة «حماس»، التي باركت «العملية العسكرية النوعية التي نفّذتها القوات المسلّحة اليمنية وجماعة أنصار الله، التي استهدفت من خلالها قلب مدينة «تل أبيب» المحتلة، مركز الكيان ورمز كبريائه».
وثمنت في بيان لها الجمعة «استخدام الطائرة المسيّرة (يافا)، وإعلان القوات اليمنية مدينة «تل أبيب» منطقة غير آمنة، وتدشينها مرحلة تستهدف فيها عمق الكيان الصهيوني الفاشي وجبهته الداخلية، رداً على العدوان الوحشي المستمر على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة وإسناداً للمقاومة الفلسطينية».
وأشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بـ «العملية البطولية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية والتي استهدفت مركز ضاحية يافا المحتلة (تل أبيب) بطائرة مُسيّرة».
ضربة المسيرة الحوتية المباركة هذا الصباح وفي عز تل ابيب افقدت العدو توازنه وخاصة ان الرادارات لم تكتشفها.
استمرار الحرب بالرغم من الفاجعة في المدنيين وبيوتهم وآلتي لا تطاق، أكسبت المقاومة في غزة خبرات ميدانية جديدة توءلم العدو وتجعله يترك دباباته المعطوبة في أماكن تدميرها وهذا كان طول عمره خط احمر لم يستطع العدو الحفاظ عليه في هذه المعركة
. كما أكسب طول الحرب مع فظاعتها على الناس، اكسب حزب الله والحوثيين خبرات جديدة وطورت من قدرات المسيرات والضربات النوعية الموءلمة كذلك لكلاهما، حزب الله في الشمال والحوثيين في الجنوب والان في الوسط.
العدو لن يستطيع المكابرة واخفاء هذه الضربات وفعاليتها إلى الأبد فحتى هذه الحرب الإعلامية في إخفاء خسائره أصبحت حرب خاسرة كذلك.
أصبحت الأمور تخرج عن سيطرة العدو المأزوم المهزوم بالرغم من كل الدعم الأمريكي الامحدود وستصل الأمور إلى مرحلة لن يجدي معها الدعم الأمريكي نفعا.
بوركت جميع الأيدي المباركة القابضة على الياسين والمسيرات.
وخسيء الطائفيون والمشككون المرتجفون هواة الهزائم.
حيا الله الأحرار البواسل الشجعان. أبطال اليمن أرض ملاحم اخر الزمان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُمْ سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادًا جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غُدَرِهِ، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله).