صنعاء – “القدس العربي”:

أعلنتْ جماعة “أنصار الله”(الحوثيون)، الأحد، تبنيها هجومًا صاروخيًا استهدف سفينة الحاويات اليونانية “غورتون”، خلال عبورها في خليج عدن، السبت، فيما اعتبر أنه أول هجوم بحري للجماعة يُعلن عنه منذ أسبوعين.

وكان آخر إعلان مماثل صدر عنها في 21 يوليو/ تموز، والذي تم خلاله تبني استهداف سفينة “بومبا” الأمريكية في البحر الأحمر، وذلك غداه العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منشآت مدنية في ميناء الحديدة.

في الاثناء، تعزز الولايات المتحدة من استنفارها العسكري في المنطقة لـ”دعم الدفاع عن إسرائيل” ضد رد إيراني مرتقب، بما في ذلك بدء تحرك حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن باتجاه الشرق الأوسط لتحل محل مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت، التي تتواجد في خليج عُمان؛ وهو ما اعتبره الحوثيون، الأحد، “هروباً واضحاً من محاولة الاعتراف بأن اليمن قد جعل المنطقة غير آمنة للبحرية الأمريكية”.

وأعلنت “أنصار الله”، الأحد، في بيان للمتحدث العسكري، العميد يحيى سريع، اسقاط قواتهم طائرة أمريكية من نوع (إم كيو – ناين)، فوق محافظة صعدة (شمال). وأشار سريع إلى أن هذه الطائرة هي السابعة من ذات النوع التي يتم اسقاطها في اليمن منذ نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتعرّضت سفينة “غورتون” المملوكة لليونان، والتي ترفع العلم الليبيري، وتبلغ حمولتها 2500 حاوية نمطية، وتُديرها شركة (سي إم إيه- س جي إم)، لأكثر من هجوم في خليج عدن، السبت، بدءًا من استهدافها، وهي على بُعد 170 ميلًا بحريًا شرق عدن، ومن ثم استهدافها مرة ثانية، وهي على بُعد 125 ميلًا بحريًا شرق عدن؛ وتأكد فيه إصابة السفينة بصاروخ.

وأوضح سريع: “وضمنَ المرحلةِ الرابعةِ من التصعيدِ والمتعلقةِ بمنطقةِ العملياتِ البحريةِ نفذتِ القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحة اليمنيةِ (التابعة للجماعة) عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفت من خلالِها سفينةَ “غورتون” في خليجِ عدن، وذلك بعددٍ من الصواريخِ الباليستيةِ وكانتِ الإصابةُ دقيقةً”.

وأرجع استهداف السفينة “لانتهاكِ الشركةِ المالكةِ لها قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلة”.

وأكدَّ “أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ (التابعة للجماعة) مستمرةٌ في تنفيذِ عملياتِها العسكريةِ بمختلفِ المراحلِ التصعيديةِ، وإن هذه العملياتِ لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة”.

وكانت (يو كاي إم تي أو) قد أعلنت، السبت، عن تعرض السفينة لهجومين، مؤكدة إصابتها بصاروخ، وما أسمتها “متفجرات مجهولة”. وكان الهجوم الأول، عندما كانت السفينة على بُعد 170 ميلًا بحريًا شرق عدن.

 ونقلت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن الربان “أن فريق الأمن المسلح لاحظ انفجارًا صغيرًا على مقربة من السفينة، ويؤكد عدم وجود أي أضرار، وتم الإبلاغ عن سلامة جميع أفراد الطاقم”.

لكن الهجوم الثاني أصاب السفينة بصاروخ، وفق الهيئة التابعة للبحرية البريطانية، وحينها كانت السفينة على بُعد 125 ميلًا بحريًا شرق عدن، وتعرضت، وفق الربان “لمتفجرات مجهولة مما أدى إلى نشوب حريق محتمل”. كما نقلت عن ضابط أمن الشركة في وقت لاحق أن “السفينة أُصيبت بصاروخ، ولم يتم ملاحظة أي حرائق أو دخول مياه أو تسرب النفط”. وقالت (يو كاي إم تي أو) إن “السفينة تتجه لميناء الاتصال التالي”، و”إن جميع أفراد الطاقم بخير”.

وقال مركز المعلومات البحرية المشترك، وهو تحالف متعدد الجنسيات تُشرف عليه البحرية الأمريكية، إن السفينة “غروتون” أُصيبت فوق خط المياه مباشرة، مما تسبب في “أضرار طفيفة”. وذكر أن هجومًا صاروخيًا سابقًا أخطأ السفينة، وأن “السفينة تحولت إلى ميناء قريب”.

وكان زعيم حركةِ “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، قد ذكر في 18 يوليو/ تموز “إجمالي عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالأمريكي والإسرائيلي والبريطاني وصل إلى 170 سفينة”.

ويستهدف الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي السفن المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إلى موانئها “تضامنًا مع غزة” التي تتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وبهدف إعاقة هجماتهم تشنّ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف تقولان إنها للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي. وردًا على ذلك أعلن الحوثيون اعتبار السفن الأمريكية والبريطانية أهدافًا عسكرية مشروعة لهم.

وأعلن الحوثيون، الأحد، اسقاط قواتهم لطائرة أمريكية من طراز “إم كيو- ناين”، التي سبق وأسقطوا منها ست طائرات منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، وفق بيان.

وقال سريع إن “قوات الدفاع الجوي في القوات المسلحة اليمنية تمكنت بفضل الله من اسقاط طائرة أمريكية نوع (إم كيو- ناين)، وذلك اثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة صعدة، وذلك بصاروخ أرض جو محلي الصنع، وتعدُّ هذه الطائرة السابعة من نوعها التي يتم اسقاطها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لغزة”.

واعتبر أن هذا يأتي “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردًا على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا”.

ونشر الحوثيون، الأحد، ما اعتبروها “مشاهد حصرية” لحطام الطائرة الأمريكية المسيرة من طراز (إم كيو- ناين)،التي تم اسقاطها أمس الأحد.

وتعدُّ طائرات إم كيو- ناين، من أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار، ويصل سعر الطائرة 30 مليون دولار أمريكي. ويمكنها الطيران على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم (حوالي 15 ألف متر)، ولديها مستشعرات وكاميرات دقيقة، وقدرة تحمل تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. وتتعدد مهامها بين رصد وتجسس واستشعار وحمل وإطلاق صواريخ وغيرها.

 إلى ذلك؛ أعلنت قوات القيادة العسكرية المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، مساء السبت، أن قواتها نجحت خلال الـ 24 ساعة الماضية في تدمير صاروخ ومنصة إطلاق حوثيين في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وقالت في موجز على منصة “إكس”: “تقرر أن هذه الأسلحة تمثل تهديدًا وشيكًا للقوات الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة. وقد تم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا”.

في السياق، ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن ستصل إلى الشرق الأوسط لتحل محل مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت، التي تتواجد في خليج عمان.

وكانت حاملة الطائرات “روزفلت” قد وصلت الى منطقة عمليات الاسطول الخامس الأمريكي في الشرق الأوسط في 12 يوليو الماضي كجزء من تحالف عملية “حارس الازدهار”، الذي تقوده واشنطن لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

وذكر تقرير لموقع (يو إس إن آي نيوز) التابع للبحرية الأمريكية، الجمعة، أن “حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن تتجه إلى الشرق الأوسط مع تهديد إيران بشن ضربات ضد إسرائيل”.  كما ذكر أن البحرية أعلنت عن إرسال سفن إضافية إلى المنطقة في أعقاب التهديدات من إيران، حسبما أعلن مسؤولون في البنتاغون مساء الجمعة.

 وفي أول تعليق للحوثيين على ذلك قال تقرير نشره موقع قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسمهم، الأحد، “يبدو أن الجيش الأمريكي لم يجد عذراً آخر لتبرير عدم جرأة “روزفلت” على الاقتراب من منطقة العمليات التي يفترض أن تؤدي فيها مهامها، فلجأ إلى الإعلان عن استبدالها لصرف الانتباه ولتجنب الأسئلة التي بدأت تثار حول تواجد حاملة الطائرات بعيدة عن مسرح عمليات ما يسمى “تحالف حارس الازدهار” حيث يبدو أنها ستواصل التمركز هناك لعدة أسابيع إضافية بانتظار وصول الحاملة البديلة”.

#معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/6HA8sZSmub

— العميد يحيى سريع (@army21ye) August 4, 2024