مصافحة أردوغان والسيسي.. القاهرة تعتبرها “بداية لتطوير العلاقات” وأنقرة تصفها بـ”خطوة أولى”

تامر هنداوي وإسماعيل جمال
حجم الخط
8

القاهرة/ إسطنبول- “القدس العربي”: تتواصل ردود الفعل على أول مصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم في الدوحة، الأحد، إذ وصفتها أنقرة بـ“خطوة أولى” على طريق إطلاق مسار جديد في العلاقات، فيما اعتبرتها القاهرة “بداية لتطوير العلاقات” بين البلدين، في أحدث وأقوى مؤشر على إمكانية حصول اختراق حقيقي هذه المرة في مسار إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة.

وأعادت مصافحة السيسي وأردوغان إلى الواجهة مجدداً ملف تطبيع العلاقات بين البلدين وفتح الباب واسعاً أمام الأسئلة حول ما إن كان ما جرى هو “مجرد مصافحة” أم “اختراق حقيقي” في مسار تحسين العلاقات الذي شهد تعثراً لافتاً في الأسابيع الأخيرة بسبب عودة الخلافات حول الملف الليبي وشرق المتوسط.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، في بيان، اليوم الإثنين، إن السيسي تصافح مع أردوغان بالدوحة “حيث تم التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، كما تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين”.

ويعتبر هذا التصريح أبرز تصريح إيجابي يصدر من القاهرة حول العلاقات مع تركيا منذ تدهورها قبل أكثر من 10 سنوات، وهو ما يعطي مؤشراً رسمياً على أن ما جرى في الدوحة أكبر من مجرد مصافحة وأن هناك اختراقا حقيقيا قد يمهد خلال الأسابيع المقبلة إلى لقاءات سياسية رفيعة وصولاً لعقد قمة رسمية بين أردوغان والسيسي في القاهرة أو أنقرة.

وفي أول تعليق له على ما جرى، وصف أردوغان اللقاء بأنه “خطوة أولى تمّ اتخاذها من أجل إطلاق مسار جديد بين البلدين”، وقال “أنا أنظر للأمر بهذا الشكل، لم يكن لقاء بين زعيمي مصر وتركيا. الروابط القائمة في الماضي بين الشعبين التركي والمصري هامة جداً بالنسبة لنا، فما الذي يمنع من أن تكون كذلك مجدداً، وقدمنا مؤشرات بهذا الاتجاه”.

وأضاف أردوغان “آمل أن نمضي بالمرحلة التي بدأت بين وزرائنا إلى نقطة جيدة لاحقا عبر محادثات رفيعة المستوى”، معتبراً أن مطلب بلاده الوحيد من المصريين بالتوازي مع اللقاءات بين البلدين، أن “يقولوا لمن يتخذ مواقف معادية ضد تركيا في منطقة المتوسط نريد إرساء السلام في المنطقة”، وختم بالقول “إن لم يحدث شيء طارئ سنتخذ هذه الخطوة بخير إن شاء الله”.

وأثارت المصافحة ارتباكا في الإعلام المصري الموالي لنظام الرئيس المصري، إذ قال الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج “الحكاية”، المذاع عبر قناة “إم بي سي مصر”، مساء الأحد، إن مصافحة مهمة حدثت بين السيسي والرئيس التركي، في افتتاح بطولة كأس العالم 2020 في قطر، مشيرا إلى “أن السياسيين لهم حساباتهم والمواطنين لهم انحيازاتهم”.

وقال “بعد أن جرت المصافحة، هل أشعر بارتياح للجانب التركي، موقفي واضح منذ سنوات طويلة من تلك المسألة”.

وأضاف “كنا ندخل في معارك ونتصدى كأفراد لمنظومة إعلامية كاملة من تركيا، لكن عندما هدأت الأمور نهدأ، وعندما تتحسن الأمور نتحسن، وعندما أشعر أن بلدي في خطر أنا جاهز بالميكرفون والكلمة”.

ولفت إلى تصريحات أردوغان عن الرئيس السيسي خلال الـ8 سنوات الماضية، قائلا: هل تتذكرون  ماذا قال عن مصر؟ كمواطن مصري يهمني احترام بلدي والإدارة ورئيسي والسيادة الوطنية والحدود”.

وتساءل عن الجانب الفائز والخاسر حال اكتمال المصالحة المصرية التركية، قائلا “مصر لم تكن دولة معتدية لكنها دائما ترد العدوان”.

وقال الإعلامي أحمد موسى، خلال تقديم برنامج “على مسئوليتي” المذاع عبر قناة “صدى البلد”، إن السيسي تلقى دعوة من الأمير القطري تميم بن حمد لحضور احتفالية افتتاح المونديال الكروي، لافتًا إلى أن لقاء الرئيس السيسي وأردوغان جاء برعاية قطرية، وهو اللقاء الأول والمصافحة الأولى بين الرئيسين منذ عام 2013.

وأضاف موسى أن مصر دولة كبيرة جدا، مؤكدا أن الصورة الكاملة لا توجد عند أي مواطن، وتركيا اتخذت إجراءات بشكل واضح على مدار عامين.

وتكمن أهمية اللقاء أنه يأتي عقب أسابيع قليلة من إعلان القاهرة تعثر المباحثات مع أنقرة حول إعادة تطبيع العلاقات بسبب تجدد الخلافات بين البلدين حول الملف الليبي وشرق المتوسط، وبالتالي إمكانية عودة قريبة للمحادثات الاستكشافية التي توقفت والتي كان يتوقع أن تتطور لمباحثات دبلوماسية رفيعة ولقاء على مستوى وزراء الخارجية يمهد لعقد لقاء بين أردوغان والسيسي.

يضاف إلى ذلك، رمزية وأهمية حصول المصافحة الأولى في قطر، التي أعادت تطبيع علاقاتها مع مصر مؤخراً، وقد جرى الحديث كثيراً عن إمكانية أن تلعب الدوحة دور الوسيط لإعادة تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، التي لا تخفي رغبتها الواضحة في تحسين العلاقات مع مصر في سياق مسار دبلوماسي أوسع يهدف إلى العودة لسياسية “صفر مشاكل”، التي نجحت من خلالها في إنهاء الخلافات مع السعودية والإمارات ودول أخرى تعتبر حليفة للقاهرة.

وعقب قرابة عامين من تراجع التصعيد في الملف الليبي وتراجع الخلافات الإقليمية وخاصة بين مصر وتركيا التي سعت إلى إعادة تطبيع العلاقات مع القاهرة منذ أكثر من عام، عاد التوتر مجدداً بين البلدين مع توقيع أنقرة وطرابلس على اتفاق للتعاون في التنقيب عن الغاز والنفط في حدود مناطق اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقع بين البلدين، والذي يتعارض ويتداخل مع مناطق اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، وهو ما دفع البلدين لإعلان رفض الاتفاق والتلويح بإجراءات لمنع أي تحركات تركية في المناطق المتنازع عليها.

وإلى جانب معيقات مختلفة تتعلق بالتنافس الإقليمي والخلاف الجوهري المتعلق بجماعة الإخوان المسلمين ودعم المعارضة المصرية وقنوات المعارضة في تركيا وغيرها، كان ملف ليبيا وشرق المتوسط أحد أبرز الملفات الخلافية بين البلدين، إذ تدعم تركيا حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس بينما لا تزال القاهرة تدعم برلمان طبرق والحكومات المنبثقة عنه، علاوة على اصطفاف القاهرة إلى جانب اليونان في حسابات شرق المتوسط التي تعتبر حالياً بمثابة القضية الاستراتيجية الأولى لتركيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    لا أظن أن السيسي سيقلب الصفحة ??

  2. يقول عبد المجيد فرنسا:

    اني اتحسر علي ايام الدولة العثمانية التي وحدت العالم العربي.
    ايام خالدة.
    اليوم التشردم و التفرقة و المناورات و ….

    1. يقول طائر:

      الدولة العثمانية لم توحد الدول العربية بل استعمرتها ونهبت ثرواتها وجعلت اناسها عبيدا الا المغرب الذي قاومها في حروب طاحنة …راجع التاريخ.الاتراك يبحثون عن مصالحهم قبل مصالح العرب .

    2. يقول محمد:

      عبد المجيد فرنسا …. ايام احتلال الاتراك للدول العربية كان تركيا تحصل على الفدية من العرب والا ما يدفع اما السجن او الشنق التاريخ لا يكذب او يتجمل

  3. يقول Yousf:

    هذا هو نفاق أردوغان

  4. يقول عابد صابر:

    نتمنى أن لا تكون على حساب المغرب العربي الكبير الغاءبة

  5. يقول حازم الهنيدي / السويد:

    اينعم هذه خطوة جيدة وصحيحة وفي المسار الصحيح لعودة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر. واحب ان انوه مدي حب الشعب التركي باجمعه للشعب المصري. يكفي انهم عند معرفتهم انك من مصر فورا يقدمون لك كل مساعدة ويظهرون لك مدي حبهم وعشقه لمصر وشعبها . لن اتكلم عن كرم الضيافة وافضل المعاملة والتقدير لنا . المصري له مكانة خاصة في قلوب الشعب التركي .. المصري بالاخص. هذا الذي عايشته في كل زيارة الي تركيا وبالأخص خلال شهر رمضان .
    بالرغم من انني ليس لا أتفق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ولكن هنا اقول كلمة الحق نعم عودة العلاقات مع تركيا ومصر سوف تعود بكل خير ورخاء علي مصر وشعبها.
    قال تعالي في كتابه العزيز : ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” … صدق الله العظيم

  6. يقول حازم الهنيدي / السويد:

    اينعم هذه خطوة جيدة وصحيحة وفي المسار الصحيح لعودة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر.

اشترك في قائمتنا البريدية